أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادم عربي - الخير والشَّر!














المزيد.....

الخير والشَّر!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8059 - 2024 / 8 / 4 - 14:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بقلم د . ادم عربي

ما وُجدَّ الشَّرإلَّا لإقامة الدليل على وجود الخير ، فالشَّر والخير يعيشان معاً في أفعال وأفكار البشر كضدين متحدين اتحاداً لا انفصام فيه ، وإنما يرتفع منسوب أحدهما على حساب الآخر ، فنقول زيد خيِّر وعمرو شرير ، تبعاً للواقع الموضوعي لكلا الشخصين ، فعمرو لم يُولَّد شريراَ ، بل أصبح شريراً ، و زيد لم يُولَّد خيراً ، بل أصبح خيراً ، وكلاهما على ما هم عليه نتيجة لعلاقات اجتماعية معينة مرتبطة بعلاقات الإنتاج ،لأن الإنسان ليس ما هو عليه وإنما معظم ما هو عليه ليس من اختياره ، وهذا يذكرني بعيب الوجودية التي أول مبادئها "ليس الإنسان إلّا مو هو عليه "، هل زيد يعي أنه خيّر ؟ نعم إنه يعي ، وهل عمرو يعي أنه شرير؟ نعم إنه يعي ، وهل الخير مطلق؟ وهل الشر مطلق؟ إنَّ الخير الذي لا يخالطه شيء من الشّر غير موجود ، وكذلك الشّر الذي لا يخالطه شيء من الخير غير موجود ، إنهما يعيشان معاً ، وفي الصراع وبالصراع تتغير المنظومة الاخلاقية إلى منظومة جديدة رغماً عنها ، ولا بدَّ من ذكر حقيقة كبرى في هذا السياق ، هي أنَّ الخير والشَّر وُجدا مع وعي الإنسان ، فقبل وعي الإنسان لم يكون هناك خير وشر . ولا أُريد الخوض بما قاله الفلاسفة في هذا الموضوع وإنْ كان جوهر ما قالوه أنَّ الخير غريزة لفعل بدافع داخلي...إذن هو غريزة حسب قولهم ، فهل الشَّر غريزة أيضاً؟ لا هذا ولا ذاك ، وإنَّما الخير والشّر مصلحة مادية مرتبطة بنمط عيش البشر ، وهي ما تأخذ منظومة الأخلاق تعبيراَ عنها ، كل فعل في صالح الجماعة البشرية المحدد زمانياً ومكانياَ هو أخلاقي ما دام متصالحاً مع حاجاتهم ، ولهذا منظومة الأخلاق تتغير وفق تغيُّر نمط العيش ويتم إلباسها ثوب القداسة الدينية ، فمن يفلتْ من الشرطة الأرضية لا يفلتْ من الشرطة السماوية...السرقة عمل لا أخلاقي ، لكن عندما وجدتْ الجماعة البشرية فيها مصلحة أعطوها إسماَ آخر مثل غزوات ، كان قتل الاسير عملاً أخلاقيا ولكن عندما وجدوا له منفعة في العمل المجاني أصبح قتلة عمل لا أخلاقي . إنَّ أخلاق البشر تشبة طريقة ونمط عيشهم . وبهذا اصبحت مدلولات الخير والشر هي مدلولات الحلال والحرام ، لكن في عصرنا هذا عصر تنوير الإنسان وتحرره نجد البون الواسع بين مدلولات الحلال والحرام ومدلولات الخير والشّر مما يؤكد لنا طبيعة العقل الذي أفرز لنا الحلال والحرام ، إنه يؤكد تاريخية وبشرية وذكورية هذا العقل ، والخير والشّر اصبح مفهوما اكثر منه إنساني إلى حد بعيد ، والإنساني هو ما هو بمصلحة الجماعة البشرية ، ونظرة عامة إلى قائمة المحرمات ستجد فيها بشرية وتاريخية وذكورية هذه المحرمات ، وأنَ العقل الذي يميز بين الحلال والحرام من جهة وبين الخير والشّر من جهة أخرى لهو عقل راقٍ فكرياً وثقافياً ، في هذا المقام نستذكر أعظم فيلسوف في عصره وهو "إبن رشد " الذي مات في1198م ، لكن لم يأخذ حقه من التقدير : ويعود الفضل لابن رشد في مراحل مبكرة بتبني فصل الدين عن الدولة. هذه الرؤية تُعرف باسم "ازدواجية الحقيقة" (Double Truth)، والتي تشير إلى وجود مستويين من الحقيقة: حقيقة عقلية وفلسفية، وحقيقة دينية. اعتقد ابن رشد أن الإنسان مُكرّم بالعقل، وأنه يجب استخدام العقل لتحقيق الخير العام. كانت هذه الرؤية تُعتبر تقدمية لأنها أكدت على قيمة الإنسان وقدرته على التفكير الحر، وهي فكرة لم تكن شائعة في الفلسفة الإسلامية في تلك الفترة.
ونستذكر ضده " أبي حامد الغزالي " الذي توفي عام 1111م والذي أهم ما جاء به هو أنَّ الإنسان غير قادر على إدراك الحقائق بمفرده ، انه عار على شعوب منطقتنا عدم إكبار فلسفة ابن رشد ، بل ،إكبارها لفقهيين أمثال بن تيمية والذي مات عام 1328م وهو في حقيقة الأمر لا يُقارن لا معرفياً ولا فكرياً .



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة في فكر مهدي عامل!
- اذكريني!
- نقض الفلسفة الوجودية !
- نحن الظالمون!
- في ماركسية ماركس!
- الاقتصاد السياسي للنقود!
- ولما أشرق وجهك
- فلسفة أكسل هونيث!
- الديالكيك ...فهماً وتحليلاً!
- على ضفافِ طَيْفِكِ!
- فوز اليسار في فرنسا ...واقع وتحديات
- هل الوعي البشري هو الذي اخترع اللغة؟
- فلسفة جاك دريدا!
- فلسفة يورغن هابرماس وملاحظاتي عليها!
- مفاسِد تربوية وأخلاقية!
- واشنطن وموسكو.. صراعٌ لتبادُل المصالح!
- في فلسفة اللغة!
- الفلسفة العلمية مُركَّب كيميائي من كل العلوم!
- السياسة بين التَّفسيرين المثالي والواقعي!
- الانتخابات الأوروبية والديمقراطية المُزَيَّفة!


المزيد.....




- شاهد الصدمة.. لن تصدق أين عثر على مجرم اختفى قبل 20 عاما من ...
- مقتل شخصين بهجوم طعن قرب تل أبيب.. نتنياهو يعلق وبن غفير للإ ...
- فرنسا توصي مواطنيها بمغادرة إيران
- الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على عشرات الأنفاق في محور فيلاد ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- -إنفو بريكس-: واشنطن و-الناتو- يعدان خطة جديدة لمواجهة روسيا ...
- مصرع مهاجرين بعد عملية إنقاذ في البحر المتوسط
- -لم تعد لدي طاقة للتحمل-...فلسطينيون من غزة يعالجون بفرنسا ي ...
- نقاط القوة والضعف لكامالا هاريس في مواجهة ترامب
- يديعوت أحرونوت: أكثر من 10 آلاف جندي بين قتيل وجريح منذ أكتو ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادم عربي - الخير والشَّر!