أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - العصر الامريكي ...















المزيد.....

العصر الامريكي ...


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8059 - 2024 / 8 / 4 - 00:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استغرب جدا ممن يقولون ان اسرائيل قد وصلت الي قمة غطرستها وانها تفعل ما تريد بدون رادع ، وانها القوي الكبري الان في الشرق الاوسط التي تفعل كذا وكيت ...

وذلك ليس دقيقا ولا صحيحا ...

فإسرائيل تابع ذليل للولايات المتحدة وبدونها لا تساوي شيئا، هي اداة في يد السياسة الامريكية ، مجرد دولة وظيفية تؤدي خدمات للدولة الاعظم في العالم مقابل الحماية وتوريد السلاح والمال والتكنولوجيا وحتي العلم ...

اسرائيل في الشرق الاوسط مثلها مثل تايوان في اسيا واوكرانيا في اوربا.. مجرد دول وظيفية ليست لها اي قيمة في ذاتها ، ولكن قيمتها تأتي من قيمة من يقف وراءها ويمدها بأسباب الحياة ...

والاحاديث الرائجة عن اللوبي الصهيوني وتحكمه في الولايات المتحده هو نوع من الخرافات ، فاللوبي الصهيوني مجرد جماعة ضغط يوجد مثلها آلاف في الولايات المتحدة ، وكثير من جماعات الضغط هذه اقوي بمراحل من اللوبي اليهودي ...

وقد وصل اللغو بالبعض ان يعتقد ان اسرائيل هي من تحكم الولايات المتحدة وتسيرها حسبما تشاء ، ويتطوع البعض بسذاحة غريبة ناصحا امريكا بانها لا تعرف مصلحتها ، وان اسرائيل تتلاعب بها او تضعها في حرج .... إلي أخر هذا التهريج !!

الغريب ان بعض الدوائر في امريكا ذاتها تغذي وتروج لهذه النظريات التافهة ، والتي تعفي امريكا ــ وهي المجرم الرئيسي ــ من جريمتها ، وتصنع منها ديناصورا بريئا طيب القلب امتطته قوي شريرة وتعبث به كيفما شاءت ...

والأغرب ان هذه النظريات تجد دائما من يستمع لها ــ ويؤمن بها ــ في منطقتنا ...

اليهودية السياسية ــ ممثلة في الحركة الصهيونية ــ مثلها مثل الاسلام السياسي ومثل المسيحية السياسية التي وجدت مثلها الابرز في حركات لاهوت التحرير في امريكا الاتينية كلها منتجات العقل والذكاء ــ والمخابرات ــ البريطانية ، كأصول نافعة للأمبراطورية ثم للدولة البريطانية، وقد استلمتها وريثتها الامبراطورية الأمريكية بعد اضمحلال الأولي ...

والحياة السياسية في اسرائيل ممسوكة بالكامل بالقبضة الأمريكية القوية مهما بدا لغير المدققين ان ذلك افراز البيئة الداخلية في اسرائيل ، او ان " الديموقراطية " في اسرائيل تأتي بفلان او علان ...

رأس المال الامريكي وأجهزة الدولة الأمريكية العميقة هي من تأتي برجالها للحكم في تل أبيب وهي ــ اذا أرادت ــ من تنحيهم جانبا ...

وبنيامين نيتانياهو بالتحديد منتج أمريكي خالص ، تم اعداده في مختبرات البنتاجون والسي أي ايه سنوات طويلة عمل فيها سفيرا لاسرائيل في واشنطن، وفهم وحفظ تماما ما هو مطلوب منه ...

فهم يعرفونه ويعرفون افكاره ومعتقداته ، وهم من دفعه ــ اوائل التسعينات ــ الي مقدمة الصفوف في اسرائيل ، بدون مجهود حقيقي منه ...

واستخدموا معه نفس اساليب الدعاية المستخدمة في السياسة الامريكية الداخلية .. كتاب يعلن فيه افكاره علي الجمهور ، كما يصنع في العادة كل سياسي أمريكي طامح الي دخول البيت الابيض ...

وبالنسبة لنيتانياهو فبعد عودته الي تل أبيب بعد سنوات طويلة في امريكا اصدر كتابا باللغة الانجليزية صدر في امريكا وبريطانيا في نفس الوقت اسمه مكان بين الامم ، سماه في الطبعة العبرية التي صدرت في تل أبيب " مكان تحت الشمس " ساق فيه كل افكاره التي ينفذ جزءا كبيرا منها الان ، وبعد ثلاثين سنة من كتابتها ...

ثم مقعد مضمون في الكنيست يطل منه علي جمهوره المنتظر ، ثم دعاية مكثفة عنه في وسائل الاعلام ، تتحدث عن التافه من اموره وعاداته وطباعه ، ولكن المهم ان تخلق " حالة " يتحدث الناس حولها وتصنع نوع من الصخب يخفي امورا اخري لا يريد لها احد ان تظهر ... علي الاقل في هذه اللحظة ...

وقد أتت امريكا ببنيامين نيتانياهو الي السلطة في اسرائيل للقضاء علي اي امكانية للتفاهم او الصلح الحقيقي والدائم بين العرب واسرائيل ...

فعلي خلاف ما يتوهم كثيرون فتحقيق نوع من التعايش والسلام " العادل " بين العرب واسرائيل ليس في مصلحة امريكا ...
فليس من أجل هذا خلقت اسرائيل اصلا ...

لقد خلقت اسرائيل كدولة وظيفية تضبط الامور في الشرق الاوسط حسب مصلحة مشغليها... البريطانيون بالأمس والامريكان اليوم ...
وليس كدولة عادية في منطقة غير عادية بالنسبة للمصالح الأمريكية ...

هي مجرد عصا في يد الدولة الأمريكية تضرب بها ــ او تخيف ــ كل من لا يسمع الكلام ... وتريدها دوما هكذا...

اسرائيل اذن لا تملك من امر نفسها شئ ، فهي الوكيل عن الطرف الاصيل ..

وعندما فهم المصريون ذلك ــ ان المشكلة ليست اسرائيل فهي اتفه من ذلك ، بل المشكلة في امريكا ــ كان القرار المصري ترتيب نوع من الصلح ، تجمد فيه مشكلة اسرائيل ويتوقف توسعها ، حتي تبين ظروف اخري اكثر مواتاة للعرب والمصريين ...

وعندما فهم الايرانيون ذلك ــ برغم كل الجعجعة علي وسائل اعلامهم والتي يعجب بها جدا بعض العرب الساذجين ــ وجدنا المسرحيات التي تؤديها ايران بعد كل ضربة اسرائيلية ضدها في سوريا او لبنان او حتي في ايران ذاتها ...

خلاصة المشكلة كالأتي :

اسرائيل في ذاتها اتفه من تمثل تهديدا لأحد في الشرق الاوسط ، ولكن من سيواجه اسرائيل سيواجه قبلها الولايات المتحدة ...
وهو ما تتحسب له الاطراف الرئيسية في الشرق الاوسط ...

والمشكلة ان الولايات المتحدة هي القوي العظمي في زمننا : قارة متسعة تحوي موارد ــ زراعية وصناعية وطبيعية ومائية ــ بلا حدود ، وهي تقريبا الدولة الوحيدة ــ معها روسيا ــ التي تستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي في اغلب ضروريات الحياة ... الماء والغذاء والطاقة...

بالاضافة الي قوة عسكرية جبارة تدل عليها اساطيل في كل بحار ومحيطات العالم ، وقواعد برية وجوية في اغلب دول العالم المهمة ، زاد عليها نفوذ سياسي هائل ، محسوس في كل بقعة علي الكرة الارضية ...

لدرجة ان قوي عالمية كبري مثل الصين ــ التي تحتل امريكا جزء غال منها هي تايوان ــ لا تستطيع ان تفعل لها شئ ، وتحاول بكل الوسائل الا تصطدم مع القوة الأمريكية التي تحكم الخناق حول الصين ... بحريا بواسطة اساطيلها في بحر الصين الجنوبي وفي مضيق ملقا الذي تمر منه ثلثي تجارة الصين ، وبريا بواسطة سلسلة من الدول التابعة ...

ولدرجة ان قوي عسكرية عظمي مثل روسيا لا تريد ان تصطدم بأمريكا ، برغم الاستفزاز الامريكي الهائل لها ، سواء في موضوع أوكرانيا او بتدمير الامريكان خط غاز السيل الشمالي الروسي الذي كان يمد اوربا بالغاز ...

هذه هي مشكلة عصرنا ...

ولكن ..
هل ذلك نوع من المطالبة بالاستسلام امام قوة ليست لنا بها طاقة علي الوقوف في وجهها ...
لا بالطبع ...
فمقاومة القوة الأمريكية ليست بالسلاح فقط ... وهناك وسائل كثيرة متاحة للضعيف يقف بها ــ بشجاعة وبعقل ــ امام القوي ...

والأهم من ذلك ..
هل القوة الأمريكية قدر لا يمكن الفكاك منه؟!
وهل هو نوع من الحتمية ان تظل امريكا الي الابد تقود العالم وتسير به كيفما شاءت ؟!

لا بالطبع ...
لا القوة الأمريكية قدر لا يمكن الفكاك منه ...
ولا القوة الأمريكية نوع من الحتمية الباقية في وجه الدنيا الي الابد ..
ولكن ذلك يقتضي تفصيل أخر ...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئا لكم ...
- هل كان ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 حكما مدنيا ؟! وهل كان في مص ...
- هل كانت هناك ديموقراطية في مصر قبل 23 يوليو 1952 ؟!
- لماذا يتعرض ترامب للاغتيال؟!
- انتخابات فرنسا وبريطانيا ... وانتخابات مصر
- العالم المرعب الذي نوشك ان ندخل اليه ...
- لماذا ايدنا عبد الفتاح السيسي بالامس ... ولماذا نؤيده حتي ال ...
- هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه ...
- هل مصر بلد يحارب الكفاءات ؟!!
- التكتيك الذى لا يخيب أبدا !!
- التيارات المغامرة في السياسة العربية
- هل مصر تتراجع ولا تتقدم ؟!
- عمرو موسي ..
- كيف تم صنع وترتيب الثورة في ايران ..
- حل مجلس الأمة الكويتي ..
- ماذا فعلت بريطانيا والولايات المتحدة لإنجاح الثورة الأيرانية ...
- إعادة هندسة المجتمعات .. الطريق إلى -الثورة الإسلامية في إير ...
- لماذا لن تحارب إيران إسرائيل ؟!
- قراءة في كتاب جاء أوانه .. سياحة في عقل رئيس وزراء اسرائيل..
- ما العمل ...


المزيد.....




- وسط بهجة كبيرة.. الملكة رانيا تنشر لحظة تقديم الأمير الحسين ...
- الأردن يدعو مواطنيه إلى عدم السفر إلى لبنان والمغادرة -في أق ...
- دعم أمريكي لإسرائيل.. إيران تهدد برد كبير
- المجتمع الإيزيدي في العراق يحيي الذكرى العاشرة لجريمة سنجار ...
- فلوريان فيليبو: كييف مضطرة إلى الاستسلام بسبب الأوكرانيين ال ...
- الأردن يطلب من مواطنيه مغادرة لبنان في أقرب وقت
- شاهد.. منظومة دفاع جوي روسية تدمر صاروخا أمريكيا
- هيئة التجارة البريطانية تتحدث عن واقعتين بحريتين قرب عدن
- التوتر في الشرق الأوسط: واشنطن وباريس تدعوان إلى -أقصى درجات ...
- محللون: نتنياهو وضع المنطقة على حافة الهاوية وواشنطن لا تفعل ...


المزيد.....

- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - العصر الامريكي ...