|
عراق مابعد غرب/ ملحق3أ
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8058 - 2024 / 8 / 3 - 14:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يستمد الغرب الحديث قدرته فوق العادية، وفعاليته التغلبية على مستوى المعمورة، من الالة واستثنائية وقوة دفعها للاليات المجتمعية بضوء المتغير البنيوي الحاصل، ومايتولد عنه من اصطراعية انقلابيه تترافق مع انقلابيه مفهومية، تعرف على انها حداثية تشمل التنظيم المجتمعي، وشكل الكيانات والدول ودينامياتها الداخلية، ليغدو اجمالي المتحقق ساعتها بمثابة رؤية للالية ومنطوياتها وحيد وقطعي، فلا يخطر على البال، فضلا عن ان يقع في مجال الاهتمام، احتمال ان تكون للالة وانبجاسها دلالة اخرى واحتمالية مجتمعية مختلفة عن تلك الافتتاحية الراهنه، الاقرب من حيث الاسس والواقعه من حيث الاسس لما سبقها، وماهو بالاحرى عالم ماقبلها اليدوي محسنا ومعدلا. هنا تحضر الخاصية الازدواجية المجتمعية التاريخيه مبطنه وغيرملحوظة كما هي وكما ظلت على مر التاريخ اليدوي، يكرس غيابها القصور الادراكي، وبما ان العقل البشري لم يكن قد قارب اية اوليات من قبل تشير لاليات الازدواج المجتمعي واصطراعيته، فلم يكن واردا بظل الضجة الكبرى الاوربية الحداثية التوهمية، ان يقارب موضوع من قبيل الاصطراعية الذروة اليدوية الاولى، والاصطراعية الحالية بين الارضوية الجسدوية الاحادية واللاارضوية، فاذا جاء الغرب الى ارض سومرمن الفاو في اقصى الجنوب، واخترقت حملته موضعا من ارض مابين النهرين لم يخترق على مر التاريخ حيث نقطة الامان التاريخي، مقابل جهات الشرق والغرب والشمال مصبات السلالات والاقوام، ليثير في حزيران عام 1920 هبه وجودية مصيرية من نوع المكان، لاشبيه لها، مع ان المتداول يكون وقتها لوك مايتردد عن "الاحتلال"واليات "حركات التحرر العالمي" كما متداولة ومطبقة من دون لحظة توقف، يساعد على مثل هذا التصرف الاتباعي الببغاوي الفج، واقع كون الثورة اللاارضوية الحديثة الاولى بظل الغزو الانكليزي( تعود وتتكرر عام 1958 ثم في بداية تشرين 2019) هي ثورة غير ناطقة نطقيتها المؤجلة تاريخيا، هي الفاصل على مستوى المعمورة. وبعد محاولة الافنائية الاولى اليدوية وقمتها البابلية، وماقد استثارته من ردة فعل تعبيرية كونية نبوية حدسية في حينه، ماتزال حية الى اليوم ممثلة ب"الابراهيمه"، ماكان ليخطر على البال ان الاصطراعية الافنائية سوف تتجدد ضمن اشتراطات الانقلابيه الالية، واليوم كما في الماضي، وبحكم الازدواج النوعي، فان ما يحكم التعبيرية والادراك يبقى كما كان، هو الاخر مزدوجا مابين "اعجازية" ومصدرها العقل اللاارضوي، مقابل الادراكية الارضوية المحدودة بحدود الانسايوانيه، الامر الذي تتغير بموجبه آليات التعيين والنظر مابين غرب منتصر نموذجا واعقالا شاملا ، وغرب هو في حال انقضاء صلاحية، يتوهم ماليس له، بينما هو في حال وجود صار مؤقتا لانه لايملك ايا من مقومات التفاعليه مع الاليه ومنتهياتها " التكنولوجيا العليا"، بعد التكنولوجيا الانتاجية الحالية، وتلاقيها مع العقل اللاارضوي بما هي نقص تاريخي، فاللاارضوية ومنظورها الاول ظل مادون التحققق والانتقال التحولي الى العقلية بعد الجسدية في حينه، بسبب نقص موضوعي تمثل وقتها في الافتقار الى الوسيلة المادية المحفزة للعقل، والمفضية بالياته الى التخلص من وطاة الجسدية، ناهيك عن التعبيرية المواكبه العليّة بعد الحدسية النبوية الاولى، المنتظرة ضمن احتدامية الصراع والوطاة الكبري التي يحملها الغرب وكينونته التوهمية الافنائية الكيانوية للاارضوية الرافدينيه. ليس للغرب ان يدعي التوافق مع اشتراطات الانقلاب الالي، فهو نمطية مجتمعية غير مؤهلة للتفاعل كما يفترض مع الانقلاب الحاصل وطبيعته الموضوعية الكونية مافوق كيانوية، الا بحدود امكان التكرارية التحسينيه لذات الفعالية السابقة اليدوية، بالذات ابان الفترة او الحقبة "المصنعية" من الانقلاب الالي ومابعدها، مع حضور وفعالية الكيانيه المفقسة خارج رحم التاريخ الامريكية على اعقاب الابتداء والاستهلال الاوربي الازدواجي الطبقي، بعد ان تنتهي صلاحيته مع تجاوز الاليات المستجده لبنيته وممكنات كينونته التاريخيه، فاذا جاء الطور الابادي الافنائي الامريكي لارض مابين النهرين، بعد الطور الافنائي الاول البريطاني الفاشل 1914/ 1958 مع افتتاح القرن الواجد والعشرين، فان زمن المعجز العقلي يصير هو الحاسم لوحده، بينما يكون ميراث التوهمية الغربية برمته خارج الواقع، والبشرية ليس في يدها ادوات تنظيميه مجتمعية من اي نوع يمكن ان تستعمل في تدبر الشؤون البشرية المجتمعية، تلك التي تكون قد بلغت مشارف الانقلاب مابعد المجتمعي الجسدي الاحادي واشكاله المتاحة تنظيميا بما خص الدولة والكيانات. وقتها يدخل العالم طور الادراكية "الاعجازية" مابعد ومافوق الارضوية الاحادية، بينما تكون البشرية على حافة الافنائية الشامله، حيث لامنقذ الا الرؤية كبداية ومنطلق، وحيث "اماطة اللثام عن السر الاعظم التحولي" التاريخي، من الارضوية الى نقيضها، ومن "الانسايون" الى "الانسان"، ومن الجسدية الحاجاتيه الى العقل، والى الطور مابعد الجسدي الذاهب بالكائن البشر الى مصيرة الموجود لكي يبلغه بعد طول عناء، مغادرا الكوكب الارضي والعالم المرئي الى غير المرئي. تخضع التقديرات الارضوية "العلموية" بالمعنى الانسايواني بما خص التغيرات والتحولات الكبرى خصوصا، لمنطق الملموسية البحته ومصادر القوة والقدرة الفائقة العيانيه، وهو مايفترضة نسق التفكير والادراكية البشرية ماقبل الانسانيه الاعجازية، وهنا يختلط مفهوم القوة والقدرة لصالح نوع منها على وجه التحديد، فلا يدرك بان التحول الاعظم والانقلاب مع التراكمات العظمى التاريخيه، وعمل الاليات والوسائل المستجدة، يمكن ان يأخذ صيغا موافقة للاعجازية، فاذا بالكيانيه مثلا تتحول الى "ادراكية / كتابيه" كما كان عليه الحال مع الابراهيمية، التعبيرية الاولى اللاارضوية، فمن البداهة لموضع مثل العراق، ظل خارج ذاتيه ينظر لنفسه بعين سواه على مدى الاف السنين، اذا هو اكتشف اليوم كما متوقع توافق منطويات ذاتيته مع الحقيقة الكونية، كما عبر عنها اول مرة، بحيث يكون وجوده وقوة مفعول آلياته غير المنظورة واحتدامها الاصطراعي وتراكماتها راهنا مما يوجد اسباب التعبير الثاني الانتقالي التحولي الذاهب الى انتهاء زمن الوجود البشري على كوكب الارض بصيغة "الانسايوان" المحطة والمعبر مابين الحيوان و "الانسان". فهل بدأ مايمكن ان يدل على اقتراب زمن اماطة اللثام عن عن السر الاعظم، وهل جاء ت ساعة "مابعد غرب"؟(16). ـ يتبع ـ ملحق / هوامش
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عراق مابعد غرب/ ملحق3
-
من ينظّرل-الدولة-المسخ اليوم؟/ ملحق2
-
الدولة غيرالمجسده واستحالة ماسواها/ ملحق1
-
لماذا يستعاد الخطاب الاستعماري الميت؟(2/2)
-
لماذا يستعاد المنظور الاستعماري الميت؟(1/2)
-
-الطوفان-وبداية الثورة الفلسطينيه المؤجله(2/2)
-
-الطوفان- وبداية الثورة الفلسطينيه المؤجله(1/2)
-
لزوم طي صفحة-الحداثوية الزائفة-/5
-
لزوم طي صفحة -الحداثوية الزائفة-/4
-
لزوم طي صفحة -الحداثوية الزائفه-/3
-
لزوم طي صفحة- الحداثوية الزائفة-/2
-
لزوم طي صفحة -النهضوية الزائفة-/1
-
على القوى الايديلوجيه ان تعلن هزيمتها/2
-
لماذا لاتعلن القوى الايديلوجية هزيمتها؟
-
برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/*2
-
برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/1
-
اللاعراق واللاعالم/ ملحق 2
-
اللاعراق واللاعالم / ملحق1
-
تولد-الحركة الوطنيه العراقية-اولاعراق/6
-
تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/5
المزيد.....
-
طفل بعمر 3 سنوات يطلق النار على أخته بمسدس شبح.. والشرطة تعت
...
-
مخلوق غامض.. ما قصة -بيغ فوت- ولِمَ يرتبط اسمه ببلدة أسترالي
...
-
-نيويورك تايمز-: إسرائيل اعتمدت أساليب معيبة لتحديد الأهداف
...
-
خمسة صحفيين من بين القتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
-
كازاخستان: ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية إلى
...
-
تسونامي 2004.. عشرون عاماً على الذكرى
-
إسرائيل تعلن انتهاء عملية اقتحام مدينة طولكرم بعد مقتل ثماني
...
-
الولايات المتحدة.. سحب قطرات عين بعد شكاوى من تلوث فطري في ا
...
-
روسيا.. تطوير -مساعد ذكي- للطبيب يكشف أمراض القلب المحتملة
-
وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|