أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - تجليات العنصرية الصهيونية في الحرب على غزة 2023-2024















المزيد.....

تجليات العنصرية الصهيونية في الحرب على غزة 2023-2024


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8058 - 2024 / 8 / 3 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" تجليات العنصرية الصهيونية في الحرب على غزة 2023-2024 "

أقدمت الأمم المتحدة في عام ١٩٩١ على إلغاء قرارها رقم "٣٣٧٩" والذي سنته عام ١٩٧٥ والذي ساوت فيه حينها الصهيونية بالعنصرية. حيث جاء فيه " أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري".
غير أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت وراء إلغاء هذا القرار. وقد صاغ قرار الإلغاء نائب وزير خارجيتها "لورانس إيغلبرغر" وجاء فيه " تقرر الجمعية العامة نبذ الحكم الوارد في قرارها رقم ٣٣٧٩".
والعنصرية من حيث المعنى هي تفضيل شخص على شخص وعدم المساواة بينهما من حيث الدين واللغة والجنس واللون.
ومن هنا جاء وسم الصهيونية بأنها حركة عنصرية متشددة قامت منذ تأسيسها على أسس عرقية وقومية. أما من حيث الدين فلا علاقة تربطها به فقد كانت علمانية تمردت على الدين.
غير أن المفارقة تكمن في أنها ارتكزت على ما يسمى عند اليهود بالنصوص المقدسة والتي تقول "أن الله وهب إسرائيل الأرض من وادي العريش في مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات".
ومن هنا نستطيع القول أن الصهيونية استمدت جذورها من الإرث الاستعلائي العنصري لما يسمى "شعب الله المختار". وهو من الشعارات التي تستند من حيث الجوهر إلى مقولات متناقضة مع الحقائق العلمية وأنها لاأخلاقية من حيث منافاتها لحق المساواة بين الأجناس والعناصر البشرية. وهناك بيانات عديدة وممارسات فعلية للصهاينة تدل على أنهم لا ينظرون إلى هذا الشعار كحافز للتقدم بل كدافع للسيطرة على الشعوب الأخرى وإلى استئصالها إذا دعت الحاجة.
وكان هدفها من استخدام النصوص الدينية لاستقطاب يهود الشتات من أجل دفعهم إلى الهجرة نحو فلسطين.
والصهيونية بما تنطوي عليه من أفكار عرقية غير إنسانية ومبادئ عنصرية ومخططات شيطانية غايتها بث الفوضى في العالم بهدف عدم استقرار الشعوب، كان لها ارتباط عضوي بمشروع الهيمنة الأمريكي الذي هدف هو الآخر لاستنزاف العرب تحديدا وإلحاق التخلف بأجيالهم والحفاظ على وضع التمزق فيما بينهم عن طريق إيجاد أنظمة تابعة لها ترفع عصا الطاعة في وجه شعوبها بهدف عدم رفع الرؤوس.
وقبل كل شيء سأقوم بذكر القواعد التي انطلقت منها الحركة "الصهيونية الهيرتسلية" للأهمية:
-لا يستطيع اليهود بفطرتهم "بحكم عنصرهم أو جنسهم" أن يعيشوا بانسجام مع غير اليهود.
-لكي يحافظ اليهود على أنفسهم لا بد لهم جميعا أن يعيشوا في بلد واحد. ولقد وقع اختيار اليهود على فلسطين بحكم الأسطورة القوية التي مفادها أن فلسطين كانت وطن أجداد اليهود.
-إن العناصر غير اليهودية يجب أن تستعبد من قبل الدولة اليهودية أو أن تعيش منعزلة عن المستوطنين اليهود بحيث تفصل بين الجانبين حواجز قانونية وسيكولوجية.
-إن انشاء الدولة اليهودية يتطلب تعاون عناصر غير يهودية مثل، اللاساميين الذين يشجعون هجرة اليهود من بلادهم. ووجود دولة كبيرة واحدة على الأقل تعوض اليهود عن ضآلة عددهم نسبيا وتوزعهم في أنحاء العالم. ومن هنا لجأ هيرتسل إلى الالتماس عند كل من روسيا وألمانيا وإيطاليا والإمبراطورية العثمانية بهدف أن تتبنى إحدى هذه الدول الحركة الصهيونية، لكنه لم ينجح. غير أن خلفاءه نجحوا في إقناع بريطانيا ثم الاتحاد السوفياتي وأخيرا الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحتضنهم إلى اليوم وتستميت للحفاظ على استمراريتها.
وبالعودة إلى المعاهدة السرية "معاهدة سايكس بيكو" لاقتسام المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية، غير أن الثورة البلشفية أبعدت روسيا عن حصتها في الكعكة. فبعد توزيع الحصص وقعت فلسطين تحت سيطرة الانتداب البريطاني ضمن خطة مسبوقة بين بريطانيا والصهيونية.
ومن هنا كان مجلس عصبة الأمم قد أقر وثائق الانتداب على فلسطين ،على أن تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن تنفيذ "وعد بلفور" الذي جاء على لسان "آرثر جيمس بلفور" وزير خارجية بريطانيا ،والذي بعثه إلى "البارون روتشيلد" وهو يهودي بريطاني بارز. حيث خاطبه بلفور ب٦٧ كلمة تضمنت الوعد الذي اعتبر الأساس القانوني لتحويل فلسطين إلى دولة استيطانية صهيونية.
إذن فالصهيونية حركة استعمارية استيطانية, وجه الشبه بيت المصطلحين يكمن أن الاستعمار والاستيطان حركتان عنصريتان بامتياز لأن كليهما جاء يحمل أنفاس التفوق العرقي.فالسياسة الاستعمارية الاستيطانية يطبقها الصهاينة في فلسطين بمساعدة من الدول الاستعمارية وخاصة الولايات المتحدة, حيث يطبق الصهاينة وسائل التمييز العنصري نفسها التي طبقها مستعمرو أمريكا الشمالية على الهنود الحمر السكان الأصليين.
أما وجه الاختلاف فهو أن الحركة الاستعمارية تهدف بشكل عام إلى استغلال ثروات البلاد الخاضعة لسيطرتها.
أما الحركة الصهيونية فهي تسعى للحصول على الأرض وتملكها باستخدام القوة العسكرية وتثبيت أقدامها عن طريق بناء المستوطنات.
وانطلاقا من المقارنة نستنبط أن الحركة الاستيطانية أشد خطرا من الاستعمارية فكيف إن اجتمعت الحركتان في واحدة؟
ومن هنا ننطلق إلى المستوطنات التي تندرج تحت عنوان العنصرية. والجدير بالذكر أن الاستيطان الصهيوني على أرض فلسطين يمتد إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر مرورا بفترة الانتداب ونكسة ٦٧ وصولا إلى يومنا هذا.
وقد شدد القائمون على هذا المشروع على العلاقة بين الشعب والأرض،لأن تأكيد هذه العلاقة عند المهاجرين اليهود كانت ذات أهمية بالغة لنجاح المشروع الصهيوني. فعندما اشترى أثرياء اليهود أمثال( موشيه منتفيوري والبارون روتشيلد) أخصب أراضي فلسطين مثل مرج ابن عامر من عائلة سرسق اللبنانية ،أطلقوا على عملية الشراء تخليص الأرض. بمعنى أن هذه الأرض كانت لهم واليوم استرجعوها ،فأضفوا عليها المعنى الديني الوارد في تلاميدهم وتوراتهم. بالإضافة إلى منح هذه العملية البعد القومي.

وحتى تقوى صلة هذا الشعب المستورد من شتات الأرض بأرض فلسطين اتبعت سياسة تغيير هوية الأرض،فبدأت بمحو أسماء القرى العربية واستبدالها بمسميات وردت في كتبهم آنفة الذكر. لكن مساعي الحركة الصهيونية بتهويد فلسطين ارتطمت بوجود الشعب الفلسطيني المتجذر في أرضه منذ آلاف السنين. فما كان من القائمين على الحركة إلا أن بدأوا بتزييف الحقائق بهدف إقصاء أصحاب الأرض عن دائرة أرضهم وقطع أي صلة لهم بها، فقالوا أن الشعب الفلسطيني شعب جاء من الجزيرة العربية ومصر وغيرها وأن لا صلة لهم بهذه الأرض.

ولا أدل على ذلك من قول "غولدا مائير" رئيسة وزراء دولة الاحتلال في عام ١٩٦٨ "ليس هناك شعب اسمه فلسطيني"
ومجرد أن هذه الصهيونية بنت دولتها المزعومة على أنقاض شعب آخر قامت بتدميره وحاولت استئصاله بشتى الوسائل يجعلها أبرز الحركات العنصرية في التاريخ.
لكن ما هي الأهداف من وراء عملية الاستيطان؟
إن للاستيطان على أرض فلسطين عدة أهداف ،منها أهداف أمنية تهدف إلى توفير حزام حول المدينة المحتلة من هجمات الفلسطينيين. وأهداف ديمغرافية حيث أن بناء المستوطنات يهدف إلى استيعاب أكبر عدد من السكان اليهود وفي المقابل عدد أقل من السكان العرب.
وهنا كان لا بد من ممارسة عنصريتهم عن طريق قلب الميزان الديموغرافي لصالح يهود الشتات بحيث تصبح أغلبية. فاتبعت هذه الحركة أساليبها الإجرامية مثل خطط التطهير العرقي التي وضعها الآباء الأوائل للصهيونية على رأسهم دافيد بن غوريون. فارتكبوا مئات المجازر وعمليات التهجير القسري. بالإضافة إلى الهجرات المتتالية من شتات العالم. وقد كتب "يوسف فايتز" وزير قسم الاستيطان "يجب أن يسود الوضوح بيننا بأنه لا يوجد مكان لشعبين في هذه البلاد. الحل الوحيد هو فلسطين خالية من العرب ولا يوجد طريق آخر إلا بطرد العرب ولا يجب إبقاء أي قرية أو عائلة".
وأهداف دينية وذلك من خلال طمس المعالم الإسلامية بما فيها هدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة ثم إقامة الهيكل الثالث. بالإضافة إلى أهداف سياسية واقتصادية.
ويعد بناء المستوطنات كما جاء في القانون الدولي خرقا للقانون الدولي والمواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني في الحرب والسلم وخرقا لحقوق الإنسان المتعارف عليها بموجب القانون الدولي.


ومن هنا فإن فلسطين تعرضت إلى نوع من الاستعمار المزدوج التقليدي البريطاني والاستيطاني الإقصائي الصهيوني بدعم دولي من قبل "عصبة الأمم المتحدة".
فاستبدل شعب بشعب وثقافة بثقافة وتاريخ بتاريخ.
وما من استعمار إلا ومارس على أصحاب الأرض التمييز العنصري وأنظمة الفصل.
فمجرد الادعاء بأن فلسطين أرض بلا شعب هو إنكار لوجود الشعب الفلسطيني وتغييبه ووضعه في حالة "لا وجود". ولا يمكننا تفسير هذا الفعل إلا أنه جانب من جوانب التمييز العنصري.
ويتبع إقصاء الفلسطيني عن أرضه مكان عمله واستبداله بمستوطن لا يملك من الأرض شيء إلى "مبدأ العمل العبري" وهذا له أبعاده التي تعني نزع الحق السياسي والدحر الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ما يعني أن هذه الدولة منذ قيامها وهي تمارس التمييز العنصري على صاحب الأرض وإقصاؤه وتحقيره بكافة الطرق والوسائل هو وحضارته التي نشأ فيها.
ومن هذه النظرة الصهيونية الحضارية نستطيع القول بأن هيرتسل الأب والمؤسس للصهيونية السياسية العنصرية لم يتردد في تحقير حضارة الآخرين بوصفها "بربرية" وتفضيل الحضارة الغربية التي نشأوا في ظلها على حضارة الآخرين وجعله مقياسا لتقييم بقية الحضارات وهذا الفعل ينطلي تحت نظام العنصرية.
ومن هنا نستنتج أن التمييز العنصري للصهيونية يستمد مبرراته من أسطورة الاعتقاد بالتفوق اليهودي ودورهم القيادي بين بقية الشعوب. حيث ينسب الصهاينة اليهود عددا من الخصال الخاصة التي تزعم أن جميع الشعوب تفتقر إليها ،فيرفعون اليهود إلى مستوى التقديس ويتخذون موقفا عدائيا من بقية الشعوب التي من وجهة نظرهم "دون" ويتجلى هذا اليوم في حرب دولة الاحتلال على غزة 2023-2024 بتصريحات شوفينية بناء على الجنس البشري جاءت على لسان رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" وقادة سياسيين وعسكريين تنعت الفلسطينيين بأنهم حيوانات ويجب قتلهم والتخلص منهم.
كما تم نعتهم بالأرقام وأنهم على الهامش وهذا عين العنصرية والشعور بالتفوق على الآخر. كما شهدت الحرب التحريض على أبناء الشعب الفلسطيني من قبل قادة يهود حتى وصل حقدهم إلى التحريض على قتل أكبر عدد منهم. وهذا ما حصل وما شهدناه من حرب إبادة على القطاع.
ومن هؤلاء من دعا إلى تدمير قطاع غزة مثل الكاتب "نداف هعسابي" الذي قال " طالما غزة قائمة فلن يكون هناك "باري" ولن يكون هناك أي حفلات في "رعيم".
كما حرض مراسل أخبار القناة 13 "ألموغ بوكيد" على الشعب الفلسطيني وقال "يجب محو غزة هذا يعني إما نحن أو هم". فهذه التصريحات تحمل الكثير من الشعور بالتفوق العرقي.

فالتمييز العنصري هو المبدأ الأساسي المحرك لنمو الصهيونية وتطورها. وقد ولدت هذه الحركة كرد فعل لعملية امتصاص أوروبا لليهود ومنع ذوبانهم فيها. ومن هنا كانت الكذبة الكبرى "الهولوكوست" بهدف إثارة الشعور العنصري لدى يهود الشتات ودفعهم للهجرة إلى فلسطين.

كما وتعتبر الأيديولوجية الصهيونية المتسبب الرئيسي في ظاهرة التمييز العنصري التي تقع على الشعب الفلسطيني في كافة أنحاء فلسطين وخارجها وصولا إلى فلسطينيي الشتات عن طريق استملاك أراضيهم وإقامة المستوطنات عليها وحرمانهم من حق العودة واستعادة الممتلكات والتعويض.
كما تعتبر سياسة تهجير الشعب الفلسطيني تهجيرا قسريا منذ بداية تأسيس دولة الاحتلال وحتى يومنا هذا.
وهناك حالات تصل فيها العنصرية إلى حد بالغ الخطورة يتخذ شكل الإبادة الجماعية مثل ما فعلته عصابات الاحتلال في ١٩٤٨ وتفعله إلى يومنا هذا حيث تمارس اليوم ٢٠٢٣٢٠٢٤ على قطاع غزة العنصرية الصهيونية بأبشع صورها بهدف دفعهم إلى مغادرة القطاع ثم الاستيلاء عليه لتوسيع حدودها وتثبيتها من خلال بناء المستوطنات واستيراد مستوطنين جدد من الخارج.
ومن أشكال العنصرية الإبادة الثقافية فقد أقدمت دولة الاحتلال على إبادة أكثر من ٢٦٣١٥ كتابا في شكل جديد وفتاك للتعامل مع الأملاك الحضارية. وامتازت هذه الأشكال بهدم منهجي للحضارة والكتب والمكتبات ،وهذا الهدم لم يكن عن عبث أو أنه غير مقصود،بل نستطيع القول أنه نتاج مبرمج للاحتلال والشراسة السياسية وجزء لا يتجزأ منه.
ففي بداية حزيران من العام ١٩٥٧ عبر مدير قسم مستودعات الكتب اليهودي للسيد سلمون مدير قسم المعارف العربية في ذلك الوقت عن أسفه جراء عدم السير قدما في" إبادة الكتب العربية ....وفي غضون ذلك انتهت مناقصة المحاسب العام لبيع نفايات الورق ولذلك تستطيع السير قدما" انتهى قوله..
وهنا وردت كلمة إبادة الكتب وهي كلمة بربرية تغتال ذاكرة شعب بل حضارته وتاريخه وثقافته. وهذا ما سعت وتسعى إليه دولة الاحتلال لإلغاء الآخر وإحلال شعبا آخر لا جذور له مكانه.
واليوم في حربها على غزة ٢٠٢٣_٢٠٢٤ دمر القصف اليهودي البربري أكثر من ٧٠% من المكتبات العامة والخاصة في القطاع. فمثلا قام العدو بقصف مكتبة بلدية غزة ولم يسلم أي من كتبها أو مقتنياتها التاريخية من القصف. حيث كانت المكتبة مؤلفة من ثلاث طوابق تضم عددا كبيرا من الوثائق التاريخية ومجلدات تحتوي على صحف فلسطينية قديمة. كما تم تدمير الأرشيف المركزي للمدينة التابع لبلدية غزة والذي كان يحتوي على وثائق تاريخية مهمة جدا يتراوح عمرها ما بين مائة إلى مائة وخمسين عام. كما أقدموا على قتل عشرات علماء ومفكري القطاع.
كما لا نستثني جامعات غزة وما حصل لها من تدمير ممنهج.
كما لا نستثني المدارس بمكتباتها ومستودعاتها التي تحوي آلاف الكتب سواء التعليمية منها أو تلك التي تمثل جميع المجالات سواء الأدبية أو الفلسفية وغيرها. فنقلا عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية قالت بأن قصف طائرات الاحتلال أتى على ٢٨١ مدرسة حكومية و ٦٥ مدرسة تابعة لوكالة الغوث(أونروا). وبذلك يكون قطاع التعليم بمكتباته وكتبه أحد ضحايا الإبادة لهذه الحرب.

واستحداث طرق جديدة للتهجير تحت ما يسمى "التهجير الصامت" عن طريق تضييق سبل العيش بحيث لا تترك لهم وسيلة سوى ترك البلاد والبيوت. وأكبر الأمثلة على هذه الممارسات هدم البيوت ومقاطعة العمال العرب والمنتجات العربية. وقول "موشيه شاريت "ينبغي اعتماد سياسة تقوم على الحد الأدنى من الإنصاف تجاه العرب الذين لم يكونوا يميلون إلى الهجرة " لهو دليل على ذلك.
ومن المظاهر البارزة للعنصرية الصهيونية تلك الروح العسكرية العنصرية التي تهيمن على قطاعات المجتمع اليهودي. فهذه الدولة العسكرية توجه روحها الصهيونية المتطرفة ضد المقاومة الإسلامية وتعتبرها اليوم العائق الأساسي في تنفيذ مخططاتها الشيطانية التوسعية وخطرا وجوديا عليها. وليس أدل على ذلك مما يحدث اليوم في الحرب على غزة بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بتاريخ السابع من أكتوبر من عام 2023 ردا على ممارسات دولة الاحتلال العنصرية ضد الشعب الفلسطيني والاقتحامات المتكررة لقطعان المستوطنين للمسجد الأقصى والمناداة بهدمه لإقامة هيكلهم المزعوم مكانه. ناهيك عن الحصار الذي ربض على صدر القطاع لأكثر من 17 عاما. وقد شبه المقرر الخاص للأمم المتحدة "جون دوغارد" سياسة دولة الاحتلال في القطاع ببناء سجن ورمي مفتاحه في البحر, وكان هذا بعد فك ارتباط أحادية الجانب, الخطوة التي قام بها "آرئيل شارون". لكن بعد سيطرة حماس عن طريق انتخابات ديمقراطية ثم الانقلاب عليها من قبل فتح بدعم أمريكي, جاء الرد الأمريكي بفرض حصار على القطاع فردت حماس بإطلاق صواريخ على مستوطنة "سديروت" الأقرب للقطاع وهنا كان الرد الصهيوني بقصف صاروخي تذرعا بأنها تقصف قواعد صواريخ حماس. ومن ذلك الوقت ودولة الاحتلال تصب جام غضبها على القطاع لأنه يقلق أمنها القومي.
واليوم أصبح القطاع حقل تجارب يختبر فيه الصهاينة أحدث الأسلحة وأكثرها فتكا.

وبهذا نتوصل إلى نتيجة واحدة وهي أن الصهيونية والعنصرية هما وجهان لعملة واحدة وجزء لا يتجزأ.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة_عشق الشهادة فنالها.. الشهيد القائد إسماعيل هني ...
- الحرب على غزة_راحاب وأولادها
- الحرب على غزة_خبث الصهيونية الدينية
- الحرب على غزة_سلاح مميت يتكاثر في القطاع
- الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (٢)
- الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (١)
- الحرب على غزة_بالوراثة، من كاهانا إلى سموتريتش
- الحرب على غزة _وانهارت السردية الصهيونية اللاأخلاقية
- الحرب على غزة_أطلقوا الرصاص على رؤوسهم
- الحرب على غزة_غزة الشمس ونحن الظلام
- الحرب على غزة_المواصي ومخيم الشاطئ وذريعة محمد الضيف
- الحرب على غزة_لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها
- الحرب على غزة_نحن لا نستسلم،ننتصر أو نموت
- الحرب على غزة_العين السرية للشاباك
- الحرب على غزة_الفاشية تغرق في وحل غزة
- الحرب على غزة_ستصلبون فتأكل الطير من رؤوسكم
- الحرب على غزة_سردية الانتصارات ووهم التفكيك
- الحرب على غزة_لن تسلّم غزة
- الحرب على غزة_سلاح عقيم؟
- الحرب على غزة_أيهما سيحسم نتيجة الحرب؟


المزيد.....




- حاول دهس رئيسه السابق بالعمل.. شاهد ما حدث لموظف ساخط قاد سي ...
- غزة: وزارة الصحة تصدر حصيلة جديدة لإجمالي القتلى والجرحى منذ ...
- مقتل وجرح العشرات في هجوم تبنته -حركة الشباب- في مقديشو
- -سرايا القدس- تعلن تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في خان يونس
- مقتل 32 شخصا على الأقل في هجوم انتحاري على شاطئ بالعاصمة الص ...
- الزاوية القادرية.. مقر المتصوفة الأفغان في القدس
- طائرة مسيرة تقصف مركبة فلسطينية تقلّ قياديا في القسام قرب مد ...
- شهداء جراء قصف من مسيّرة إسرائيلية بالضفة الغربية
- ارتفاع حالات قتل الأطفال الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في ...
- فرنسا حين يغيب عنها فلاسفة الأنوار


المزيد.....

- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - تجليات العنصرية الصهيونية في الحرب على غزة 2023-2024