أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - نتنياهو الأكثر تمثيلاً















المزيد.....

نتنياهو الأكثر تمثيلاً


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 8058 - 2024 / 8 / 3 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يكن التصفيق الاستثنائي الذي حظي به رئيس الوزراء الإسرائيلي، أثناء وطوال فقرات إلقاء خطابه في الكونغرس الأميركي، أمراً ينطوي، فقط، على الكثير من الابتذال والمبالغة. إنه أيضاً، وبالأساس، تعبير عن موقف جهة ممّا حدث ويحدث، منذ عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر 2023. هذه الجهة هي أعلى مركز تشريعي في أكبر دولة في العالم. يؤكد هذا المشهد الذي قاطعه نحو نصف «الديموقراطيين» (ممّن وَجّهت مواقفَ معظمهم أسبابُ التنافس مع الحزب «الجمهوري» في سباق الرئاسة المحموم الراهن)، حقيقة أنّ زيارة نتنياهو كان معداً لها بشكل جدّي من قبل اللوبي الصهيوني الأميركي. دأبت واشنطن، بكل رؤسائها وأحزابها وإداراتها، على تعهّد ورعاية المشروع الصهيوني في فلسطين منذ عام 1942. في 11 أيار من ذلك العام، أعلنت منظمة الصهيونيين الأميركيين في مؤتمرها (الذي انعقد في فندق «بالتيمور» في نيويورك) قرارها بـ«تحويل فلسطين إلى دولة يهودية». لقد واكبت لندن محاولة التأسيس انطلاقاً من «الوعد» الشهير، ثم عبر تمكين الحركة الصهيونية، عبر إطلاق الهجرة، وبناء البنية التحتية، السياسية والاقتصادية والأمنية، لعملية الاغتصاب. لكن، بتأثير حاسم من الجناح الأميركي للحركة الصهيونية، ورثت واشنطن لندن، مذّاك، وحتى اليوم. وهي وفّرت للكيان المحتل والإحلالي كل عناصر البقاء والدعم والتمويل والتسليح والتفوّق... ولا تزال.
بدعوة نتنياهو وبمشهدية الاستقبال والتصفيق، استعرضت الحركة الصهيونية نفوذها الكبير والخطير في الولايات المتحدة. وهي قد تعمّدت تكريسه، بكل سجلّه الطويل والإجرامي والمتطرف والفاسد... ممثلاً لها في السلطة في إسرائيل: مؤيدة مواقفه وسياساته وأولوياته في مواجهة منافسيه في الداخل، وفي مواجهة الحملة الدولية الهائلة التي تعرَّض لها من دول وشعوب وحكومات ومؤسسات دولية، من بينها مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، و«محكمة العدل الدولية»، و«المحكمة الجنائية الدولية» والحركة الاحتجاجية الطلابية في أميركا نفسها...، فضلاً عن كل المنظمات الإنسانية الأخرى: الإغاثية والصحية والإعلامية، الأممية والخاصة...
عاد نتنياهو بعد خطاب الكونغرس الأميركي ممثلاً شرعياً وحيداً للصهيونية الأميركية والدولية. وهو، بهذه الصفة، اتخذ قراراته الأخيرة في كل من الضاحية الجنوبية لبيروت، وكذلك في طهران. وقبل ذلك في إصراره المتواصل، على إحباط «صفقة» التبادل، وفي إعلان تصميمه على المضي في المعركة التي ألحّ دائماً على القول بأن إيقافها، من دون تحقيق أهدافه المعلنة، سوف يعني هزيمة لإسرائيل و«تهديداً وجودياً» لبقائها.
لا يعني ذلك إسقاط تأثير الجوانب الخاصة المتعلقة بمحاولات مستميتة من قبل نتنياهو نفسه للبقاء في السلطة، تفادياً للهزيمة وهروباً من المحاسبة فالعقاب على سلوك، أو إخفاقات. ذلك لا يعني، أيضاً، بأن «المتطرفين» من حلفائه لا يؤثرون على مواقفه. لكن، وخصوصاً في حقلَي العدوانية والتطرف، هو سبَّاق دائماً، وسابق عليهم بالتأكيد. فهو بكَّر في وقف كل مفاوضات لتطبيق اتفاقية «أوسلو»، وشرع في مضاعفة الاستيطان، وفي عمليات الضم والتجريف وتقطيع أوصال «الضفة الغربية» المحتلة. وكذلك أحكم الحصار على «قطاع غزة»، وبذل جهوداً حثيثة لتحويل «السلطة الفلسطينية» إلى جسم عاجز ومشلول... فيما كان يواصل قرارات من جانب واحد، بتواطؤ وتغطية «الوسيط» الأميركي، بشأن «المسائل المؤجلة»: القدس والاستيطان والحدود والتبعية الاقتصادية والاستتباع الأمني وحق تقرير المصير... وصولاً إلى ضم الجولان... وهي قرارات اعترف بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وأدرجها في صلب «صفقة القرن» لاحتلال كل فلسطين وتهويدها وإسقاط «حل الدولتين» بحسب «قرار التقسيم» لعام 1947!
إن إلحاح نتنياهو على «النصر الكامل» هو ما جعله الخيار الأقرب إلى مخططات الحركة الصهيونية العالمية. هذا التوجه قد حظي بتأييد مطلق، تحت شعار «حق الدفاع عن النفس» من قادة الأطلسي الذين توافدوا إلى تل أبيب، داعمين ومؤيدين، واستمروا كذلك طوال أكثر من تسعة أشهر. لكنّ عجز الجيش الإسرائيلي وخسائره دفعتهم إلى تقديم اقتراحات بهدن وتسويات مؤقتة. أمّا الهدف منها، فكان تخفيف خسائر العدو، وتمكينه من أن يحقق بالمفاوضات والمناورات ما عجز عن تحقيقه في الساحات. حصل مذّاك تباين أو خلاف على الأسلوب، وليس على الأهداف، بين نتنياهو والرئيس بايدن. أعلن الرئيس بايدن بنفسه ذلك، ناصحاً نتنياهو باللجوء إلى عمليات «نوعية» تستهدف قادة ومواقع مهمة، من دون أن تلحق ذلك الكم الهائل من الضحايا في صفوف المدنيين، وتزيد، بالتالي، في «عزلة» إسرائيل، وبالتالي واشنطن. وهو وجّه دعوات إلى وفود عسكرية إسرائيلية لهذا الغرض: واضعاً خبرة واستخبارات واشنطن بتصرف الجيش الإسرائيلي! ما حصل بعد الزيارة، وفور عودة نتنياهو، يسمح بالقول إن تل أبيب وواشنطن قد نسقتا العمليات الأخيرة: من ميناء «الحديدة» إلى قصف «الضاحية الجنوبية» من بيروت، إلى اغتيال القائد الفلسطيني الكبير إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية. وقبل ذلك كانت قد حصلت مشاركة أميركية أكيدة في مجزرة المواصي الرهيبة في خان يونس التي استهدفت اغتيال القائد العسكري الفلسطيني الكبير محمد الضيف. وإذا أضفنا إقدام الطيران الأميركي، المنطلق من قاعدة له في الكويت، على استهداف وحدات من «الحشد الشعبي العراقي»، بالتزامن مع الغارة على الضاحية الجنوبية، ومع عملية اغتيال قائد «حماس» في طهران... يتضح أن واشنطن عادت إلى الإمساك بزمام الميدان بشكل كامل! وهي، في خدمة هذا الهدف، تواصل التغطية والخداع، بادعاء أنها لا تريد توسيع الحرب، وأنها تسعى من أجل وقف إطلاق النار، وإعادة المحتجزين... وأن إسرائيل متجاوبة، وأن تقدماً يجري تحقيقه... إذا تعاونت «حماس» بالشكل المطلوب!
تواصل واشنطن اليوم ما كانت تفعله دائماً: دعم تل أبيب وتغطية جرائمها، وتزويدها بكل أدوات العدوان، وحمايتها من أي عقاب نتيجة انتهاكاتها للقوانين الدولية والإنسانية. إن واشنطن، وليس نتنياهو وحده، من يدفع المنطقة إلى حرب واسعة وخطيرة بكل المقاييس. يعود سبب ذلك، اليوم، كما دائماً، إلى أمرين: الأول، الكيان الصهيوني أداة أساسية من أدوات فرض مشروع الهيمنة الأميركي على المنطقة. والثاني، قوة نفوذ وتأثير الحركة الصهيونية واندراجها في صلب منظومة الاحتكارات الكبرى الأميركية. ولئن انحاز نتنياهو إلى المرشح ترامب، فإن الحركة الصهيونية حاضرة، لإقامة التوازن بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري: تأميناً لحضورها الفاعل في الإدارة (أياً كان الحزب الرابح)، وخصوصاً في ملفات الشرق الأوسط.
قديماً قيل: «لولا دمشق لما كانت طليطلة». والقول اليوم: لولا واشنطن لما كانت تل أبيب. من هنا نبدأ!



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة ولو في الصين!
- الصهيونية عار الحضارة الغربية
- ترسيخ نهج ونفضة شاملة
- تباينات واشنطن وتل أبيب
- خطر وجودي؟ نعم!
- عقد من الفشل و... المقاومة نحو مشروع وطني شامل
- مبادرة بايدن: الحرب بوسائل أُخرى
- نقطة الضعف الكبرى
- نتنياهو: غزة وفلسطين والمنطقة جميعاً!
- «قرار الحرب والسلم»: 17 أيار نموذجاً
- أي علاقات بين واشنطن والكيان الصهيوني؟
- قوة عظمى للعدوان والهيمنة
- الأميركي، «وسيط» أم عدوّ؟!
- وليمة القتل بين بايدن ونتنياهو
- ماذا عن تلكؤ «الشارع» العربي؟
- جوهر التحرّر العربي: مواجهة مشروع الصهاينة وحماتهم
- خطة الاحتواء الأميركية قيد التطبيق
- بلينكن: خطّة استفراد غزّة وعزل إيران
- حرب بلا قواعد!
- الخاسر الأكبر


المزيد.....




- -احجزوا أي تذكرة متاحة-.. السفارة الأمريكية في بيروت توجه رس ...
- الحرس الثوري الإيراني يكشف تفاصيل جديدة عن كيفية اغتيال إسما ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1975 عسكريا أوكرانيا خلال 24 ...
- مراسلتنا: مسيرة تستهدف مركبة على طريق دمشق بيروت ومقتل شخص ب ...
- -حزب الله- اللبناني ينعى أحد عناصره (صورة)
- السويد تعلق عمل سفارتها في لبنان وتحث موظفيها على المغادرة إ ...
- نائبة بريطانية تدعو لاجتماع البرلمان وبحث أعمال الشغب على خل ...
- الشرطة الصومالية: 32 قتيلا و63 جريحا حصيلة ضحايا انفجار مقدي ...
- مسؤول عراقي رفيع: التواجد الأمريكي في العراق خطر على المنطقة ...
- دورة الألعاب الأولمبية 2024: ريتشاردسون ولايلز في مهمة إستعا ...


المزيد.....

- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - نتنياهو الأكثر تمثيلاً