أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-10















المزيد.....

نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-10


أمين بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8058 - 2024 / 8 / 3 - 08:09
المحور: كتابات ساخرة
    


لم أخرج بيقين من كل الذي قيل... في أثناء ذلك، ملاك لم يكن حالها أحسن، واكتشفتْ أن عندها مسائل عالقة آن وقتها...
بعد خروجي إلى محمد وأمه، كانت نية ملاك الخروج، لكن إيمان طلبتْ منها البقاء ومواصلة ما لم يكتمل من كلامهما...
- خطر ببالي شيء... في الصباح عندما رأيتكما... تساءلتُ، ماذا لو كنتما... تعرفين...
- لا أعرف! كنا ماذا؟
- عاريين
- لم يكن ذلك ليقع أبدا!
- قلتِ له أنكِ حصلتِ على ما أردتِ، وأمضيتِ الليلة معه
- نعم، وما دخل ذلك بالعري؟!
- اهدئي ملاك، مجرد تساؤل بسيط!
- أنا هادئة، لكني استغربتُ من الإطار ككل وليس فقط السؤال.
- ومما استغربتِ؟ كان يمكن أن يحدث ذلك في ظروف أخرى...
- ومن قال لك ذلك؟ ثم، من أين جئتِ بكل هذه الثقة في كلامكِ وأنتِ تتكلمين عني؟ ومن قال لكِ أني أفكر في ذلك أصلا؟
- من كل ما أعرفه عنكِ...
- إذن أنتِ لم تعرفي شيئا!
- لم أفهمكِ...
- نعم، أردتُ أن نمضي الليلة معا، لكن لم يمر بخاطري شيء مما تقولين... ثم تعرفين أني خجولة، فكيف فكرتِ أني سأتعرى معه؟
- كأنكِ تتكلمين عن لا أدري من، ملاك أنتِ تحبينه!
- نعم! وهل ذلك يعني أن أتعرى معه؟!
- قبّلتِه من أول لقاء!
- نعم! ورغبتُ في ذلك، لكني لا أريد أن أتعرى معه! لا معه ولا مع غيره...
- غريب...
- ما الغريب في كلامي؟
- أنا، أول مرة...
- نعم، ذلك أنتِ، ورغبتِ في كل ما وقع...
- يعني، لا ترغبين فيه؟
- بلى، لكن ليس مثلكِ...
- حبكِ عذري إذن؟
- قبّلتُه أذكركِ...
- قُبل فقط؟
- لا أدري، ربما حتى القُبل لن أرغب فيها، لا أخطط لأي شيء...
- هكذا، لن أستطيع قول بقية ما خطر ببالي، أكيد ستغضبين وسترينني منحرفة!
- بما أنكِ لمّحتِ، وجب عليكِ القول، ولن أغضب...
- فكرة سيئة، أنتِ في وادي وأنا في آخر.
- قولي...
- ...
- سأغضب إذا لم تفعلي، نحن نقول كل شيء، ولا يجب أن تكون بيننا أسرار.
- ...
- لن نستطيع أن نتقدّم خطوة واحدة، إذا أخفينا عن بعض، ولم نتكلم في كل شيء...
- الذي مر ببالي... خطر لأني أحبكِ. لكن، بعدما سمعتكِ، اكتشفتُ أني بعيدة جدا، وربما حصدتُ نتائج سلبية...
- قولي كل شيء... أسمعكِ...
- أحبّه وأتوق شوقا لكل شيء معه، لكني أحبكِ أيضا، ولا أريد أن أشعر أني أرتكب خطأ أو محرّما أو أخون ثقتكِ...
- ...
- لم أغضب عندما رأيتكِ في حضنه، ما رأيتُه كان جميلا، ولم أشعر بأي غيرة. لكني، تساءلتُ: هل كنتُ سأشعر بنفس الشيء لو كنتما عاريين‌؟ وأجبتُ أن الأمر سيكون سيان عندي. ثم، قلتُ: ماذا لو كنا الثلاثة معا؟ وأجبتُ: الأمر سيان عندي، بل ربما أسعدني ذلك أكثر... (**)
- نعم، أرى... أنتِ في عالم وأنا في آخر...
- هل تأفّفتِ مني؟
- لا، لكن ما قُلتِه... كثير!
- لم أرَ شيئا يحصل بيننا، أقسم على ذلك!
- ليست المشكلة في ذلك... لكن في الفكرة من أساسها...
- أنا منحرفة؟
- لا، لستِ كذلك، وأفهم قصدكِ من وراء ما قلتِ، لكن وقتَ هذا الكلام لا يزال بعيدا...
- لا ملاك، الوقتُ حضر...
- بالنسبة لكِ، أما بالنسبة لي فهو بعيد، بعيد جدا...
- لا أفهمكِ، أتذكّر كلامكِ أنكِ لن تضيعي لحظة واحدة عندما ستُحِبين...
- نعم قلتُ، ولازلتُ أرى نفس الشيء.
- نظرتنا للحب مختلفة إذن...
- لا، أرى مثلكِ، لكن الوقت لم يحن بالنسبة لي... و... بِـ... أرى مثلكِ، أقصد العلاقة به، وليس ما قلتِ منذ قليل.
- نحن الثلاثة؟
- نعم
- الفكرة مقززة؟
- إيمان، أنتِ تُحرجينني الآن! أقول لكِ لا أفكر أصلا في التعري معه، فتتكلمين عن أن أتعرى أمامكِ أنتِ!؟ هل تعين ما تقولين؟!
- قلتِ أنكِ فهمتِ قصدي... أي قصدٍ فهمتِ؟
- أن نكون معا في كل وقت، حتى... تلك اللحظات...
- ولا شيء سيحصل بيننا
- أعلم! إيمان! أنتِ تُحرجينني!
- نحن نتكلم ولا شيء آخر، ثم طلبتِ ألا نخفي عن بعض أي شيء، وأظن أن أهم الأشياء التي يجب ألا تُخفى هي الأشياء المحرجة.
- نعم، لكن ليس بهذه الدرجة... هناك أشياء نعلمها ولا تستحق كلاما، وأخرى يلزمها... فقط... تلميح...
- أنا ايضا أشعر بحرج، لكنه يتلاشى أمام ما أراه للمستقبل. نعيش شيئا غريبا وفريدا، إذا أردناه أن يعيش، يلزمنا الوضوح في كل شيء وليس التلميح، وكل الأوراق يجب أن تُلقى مكشوفة على الطاولة. أشعر بالإثارة، وكأني تجاوزت الـ 250 كيلو في الساعة، أريد أن أرى أين سيوصلنا كل هذا، ولا أريد أن أرى وحدي... لكنكِ في عالم آخر، ولم تصلي بعد حتى للتسعين القانونية، ولا يعجبني ذلك... هل تفهمين؟
- نعم، فريد وغريب، وإلا كيف نتكلم فيما نتكلم فيه الآن!
نعم، الحوار والموضوع من أساسه كان غريبا وفريدا، وكل منهما خرجت بنتيجة لنفسها: إيمان وجدتْ أن ملاك عندها نقاط استفهام مع الجنس. ملاك زادتْ تأكدا أن عندها نقاط استفهام مع الجنس، ليس الجنس الذي فهمته إيمان أي معي، لكن مع الجنس برمته، مع الجنس بكل عالمه. ملاك لم تكن ترى كذلك منذ صغرها؛ مع حبيبها عندما سيحضر، كانت ترى أنها ستعيش كل شيء، ولن تترك شيئا، ودون أي حدود، لكنها الآن لا تر للجنس مكانا أصلا معه وقد حضر.
ونعم أيضا، الناظر من بعيد، سيرى الحوار كتلك الحوارات التي لا توجد إلا في أفلام البورن... مباشرة قبل العراك، وسهولتها في فتح الباب للمشهد الذي يلي. فهل كانت إيمان وملاك من ذلك العالم؟
الحوار حصل ودخل التاريخ، ولا يمكن معه إلا محاولة فهمه في إطاره الزمكاني، كأي حدث مهما علا شأنه أو كان تافها لا يستحق حتى الذكر... أجابت ملاك عن ذلك الحوار، بعد سنين من غياب إيمان: "حبي لها، الذي كان أعظم من كل شيء، سمح بذلك الحوار، وبغيره من أمور كثيرة، حضر فيها وحده، وغاب المنطق والعقل".
الفرق بين إيمان وملاك كان شاسعا، إيمان التي وبتلقائية تحرّرتْ دون أن تشعر من كل عقد الجنس وعلى رأسها التملك، حتى صار الجنس كأي شيء آخر من العالم المادي. في منطق إيمان ودون أن تدري لم أكن بشرا، كنتُ كشيء موجود، هذا الشيء تريده هي وصديقتها؛ حبيبتها. ولا مانع من استعماله معا، وكل واحدة كيف تريد... أكلة، تريد الأولى أكلها قبل أن تبرد، والثانية بعد أن تبرد قليلا، الأولى تزيد عليها بعض الملح والثانية تفضّلها مثلما قُدّمتْ: إيمان خطرتْ ببالها فكرة أن تأكلا معا، وكل كيف تريد، الأكل كثير وأرادت لصديقتها أن تأكل منه حتى التخمة مثلها، لم يكن ثريسوم بورنوغرافي بل مجرد وجبة غداء. الظاهر أن الحب الذي بينهما هو الذي سمح بكل ذلك، لكن باطن الأمر أنهما اعتبرتاني شيئا، مجرد شيء، كأي شيء يُستعمل عندما يُرغب فيه، وعند الحديث عن تشيئ البشر يغيب الحب ويحضر فقط الجنس. فحمدا للجهل على كل حال، ولولاه ما وقع شيء من كل ما وقع... قمة الجهل أن نعتقد يقينا شيئا ما، ولا نفكر إطلاقا في حقيقته التي لا نعرفها، في حين أننا دون أن نعي ونشعر، نكون التزمنا تلك الحقيقة المجهولة ولم نحد عنها شعرةً واحدة... كثلاثتنا، برغم أن الشعار المرفوع كان الحب لا الجنس (*)... الحمد للجهل.
____________________________________________________________
(*) https://www.youtube.com/watch?v=-bWdWZLSTio
(**) https://www.youtube.com/watch?v=LHtgKIFoQfE



#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-9
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-8
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-7
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-6
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-5
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-4
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-3
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-2
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-1
- ترامب وصورة القرن: ارحموا عقولكم وعقولنا يا قوم!
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 12
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 11
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 10
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 9
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 8
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 7
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 6
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 5
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 4
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 3


المزيد.....




- -البيوت الروسية- حول العالم تبدأ بعرض فيلم -التاريخ المختصر ...
- من العاصمة الأولمبية.. تعرف على المتحف الأولمبي في لوزان الس ...
- فنانون يحتجون ضد تهديد الذكاء الاصطناعي في استوديوهات وارنر ...
- -العهد الآتي في ظل الثورة الصناعية الرابعة-.. مستقبل الحياة ...
- مغني الراب الأمريكي فلافور يساعد لاعبة -فقيرة- في المشاركة ب ...
- الشهيد إسماعيل الغول.. آخر ما وصلت إليه الإبادة الإعلامية في ...
- مبدع -الانتظار- و-زمن العار-.. وفاة السيناريست الفلسطيني حسن ...
- تحويل مذكرات بريتني سبيرز إلى فيلم سينمائي.. هل ستشارك فيه؟ ...
- مصر.. فنانون ينعون 3 من المنتجين لقوا حتفهم في حادث سير
- كيف حققت أفلام أحمد عز وكريم عبد العزيز أعلى إيرادات بالسينم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-10