موقف الانكار : طريق الهاوية

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 8057 - 2024 / 8 / 2 - 17:55
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

موقف الانكار _ الموقف السوري المشترك والموروث

بعد النضج ، بعد الأربعين بصورة عامة ، يتكشف موقف الانكار للشخصية الطبيعية . ولا يجهله بعدها ، سوى المجانين أو من لا يعرفون سواه .
1
يرافقنا موقف الانكار طوال حياتنا ، مثل الكذب ، والفرق بين العقلاء والمجانين ( أيضا بين الصادقين والكاذبين ) كمي فقط وليس نوعيا .
المجنون _ة ينكر موقف الانكار كليا ويجهل وجوده ، مثل السمك والماء .
الشخص العادي ، المتوسط ، يدرك موقف الانكار ونقيضه موقف المسؤولية ، وبينهما موقف الضحية الشهير والغني عن التعريف .
....
يعيش الأصحاء ، فوق عتبة الصدق .
يعيش المرضى ، تحت عتبة الكذب .
تتكشف الحالة بشكل منطقي وتجريبي ، بالتصنيف الرباعي للقيم :
1 _ الصدق النرجسي . مثاله النميمة والوشاية .
( مستوى المرض العقلي )
2 _ الكذب .
3 _ الصدق .
4 _ الكذب الإيجابي
( مستوى الصحة المتكاملة ، العقلية خاصة )
....
مثال كلنا نعرفه ، والاختلاف في الدرجة فقط :
صديق _ة ، لا يستجيب لصداقتك ، ...
أمامك خيارين :
1 _ تحترم رغبته ، وهذا لا يحدث إلا بعد النضج .
2 _ تحاول بكل الطرق ، التقرب والتقارب منها أو منه .
( هذا يحدث مع الجميع ، قبل العشرين )
للأسف ، ما يزال يحدث معي في منتصف عقدي السابع .
....
بعضنا يلجأ للعلاج ، أو المساعدة ، النفسية والعقلية .
هذا الخيار نادر في الثقافة العربية ، سوى في حالات المرض الشديد .
وأعرف ذلك من تجربتي ، الشخصية أيضا .
مثال 2
تجربة الرسوب المبكر ، في المرحلة قبل الجامعية ، أيضا يوجد أحد خيارين :
الأول ، موقف الانكار ، أو الضحية ، وفقدان قيمة التجربة .
الثاني ، وأعرفه من الثقافة والتواصل الاجتماعي خاصة ، الانتقال إلى موقف وموقع المسؤولية بالفعل .
2
لماذا نختار جميعا ، باستثناء حالة نادرة مثل الهوس ، موقف الانكار أولا ؟
بسبب السهولة ، وهو اختيار منطقي بالفعل ومناسب غالبا .
مثال مباشر ، اكتشفت اصابتك بالسرطان ، أو أسوأ مرض الشريك _ ة .
....
الانتقال من موقف ، وموقع ، الانكار إلى موقف وموقع المسؤولية يحدث بالفعل عند البعض . لكنه نادر بطبيعته .
مثال مبتذل ، التوقف عن التدخين لسنوات ...
ثم العودة القهرية .
( اعتذر من القارئ _ة ، من يزعجهما هذا المثال ) .
3
لماذا لا يعيش الانسان بسعادة ؟
الجواب الحاسم : لأنه لا يعرف كيف يعيش بسعادة .
....
لماذا لا يعرف الانسان ، بعد النضج والتقدم بالعمر ، ما الذي يسعده ؟
الجواب الحاسم : لأنه لا يعرف نفسه .
....
لماذا لا يعرف الانسان ، مع تقدم العمر ، نفسه ؟
الجواب الحاسم : لأنه لا يحرم نفسه .
....
لماذا لا يحترم الانسان ، بعد الستين ...والثمانين ، نفسه ؟
الجواب الحاسم : لأنه لا يحب نفسه .
4
هل يوجد انسان لا يحب نفسه ؟
نعم ، وللأسف الأغلبية .
من يحب نفسه ، يحب البقاء وحيدا لساعات وأيام .
ملاحظة مهمة ، هذا النص متأثر بأفكار أريك فروم ، والدلاي لاما .
ومتأثر بحاتي الشخصية أكثر .
لقد رأيت الأصحاء في مختلف الأماكن ، في المشفى ، وفي السجن ، وفي الخدمة الإلزامية ، وفي الجامعة وغيرها .
لا يوجد موقع سوري يخلو من البطولة والأبطال ، لكن المرض والمرضى أضعاف كما هو في غالبية الأماكن .
5
أصغر مشكلة يلزمها احمقان .
6
من المهم أن نتعلم كيف نتفق ، لكن الأهم أن نتعلم كيف نختلف ولا نتحول إلى أعداء .
....
الانسان تشابه
والفرد اختلاف
7
مشاعرك مسؤوليتك
....
السعادة أو الشقاء نتيجة حتمية ، وخلاصة عامة ، لنمط العيش اليومي والروتيني ....
لا أكثر ولا أقل .

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات