|
تأريخ الفن الأولابي الحديث الرمزية-4
نبيل تومي
(Nabil Tomi)
الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 10:30
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
نبيل تومي / لاحدود أو هويه لأي فن من الفنون الأنسانية الخلاقة عزيزي القارئ الكريم تذكر إن أهم الفنانين الأوربين الذين ارتبطت بهم الرمزيه هـم جيمس أبوت مكنيل وسلـّر، 1834 - 1903 ، ..... ، جون أيفريت ميليه ، 1829 - 1896 دانتي غابرييل روزيتي ، 1829 - 1896 ، ..... ، أدوارد برن جونز ، 1833 - 1898 بوفي دي شافان ، 1824 - 1898 ، ..... ، أوديلون ريدون ، 1840 - 1916 غوستاف مـور ، 1826 - 1896 ، .... ، أدوارد مـونـك ، 1863 - 1944 أدوارد فـويلا ، 1868 - 1940 ، ..... ، هنري دي تولوز لوتريك ، 1864 - 1901 أدغـار ديـغـا ، 1834 - 1917 ، .... ، بـييـر بـونـار ، 1867 - 1947
من كل الذي عرفناه وكتبناه ُ عن الفن الأوربي الحديث في الأجزاء السابقه ، وعرفناهُ عن الفنانين الانطباعيين الأوائل ، والمسيرة إلتي ابتدأت بالتغير وثم ظهور أساليب مختلفه في عملية الخلق والأبتكار لدى الفنانين ...... نرى أن الفنانين الـشباب واجهوا في عام 1900 ، حالة مختلفة جداً عن تلك إلتي واجهـها فنانـي ّ جيل الستينات من الـقر الذي سـبقه ُ ، والأسماء إلتي بدأت بـها الجزء الرابع من هذه الدراسه هي قائمة بأسماء أهم الفنانين الذين نستطيع وضعهم ظمن أهم أسماء الـرمزيـة . وأنهُ من الطبيعي ان نجد دوما بجانب الفنانين الـواقعيين دائما ً ، رسامين مثاليين أو رمزيين ، وان هذه التتغيرات في التسميه والتعقيدات..... تأتي من الحالة المزاجية الخاصة لكل فنان ، ثم قدرتهم على تخيل العمل الفني المنجز . في هذا الجزء أحاول ان اكرس الجهد لمعرفة وتوصيل فكرة أن الفن ليس له ُ أي حدود أو هويه وخاصة عندما تكون القيم الفنيه فيه رمزيه بحته ، يعني ان الفنانين ليس مهم أن يكونوا من جنسية واحده ، بل من جنسيات متعدده ، عملوا في بلدان مختلفه ولم يلتقوا مسبقا ً او عرفوا بعضهم البعض ، ومع ذلك نرى عندهم قواسم مشتركه في وعي روح العصر ، ان العمل الفني يبدو للوهلة الأولى للناظر انه ُ عمل فني متشابه للفنانين قاطبة . وليس مهماً كما أسلفنا من هم ومن أين جائوا وما هي الجنسيات إلتي يحملونها . ولا عجب ان نرى أعمالاً لرسامين من أماكن متفرقه وبعيده عن بعضها البعض وينتجون أعمالاً مماثلة ،ونعزي هذا إلى ان الفنان الـرسام ، لا يمكن أن ينزوي ويفرض العزله المطبقه على نفسهُ بالكامل ، وهنالك مثال واضح على هذه الظاهرة فـ ( وسـّـلر ) ولد في أميريكا ،وقضى مسيرة حياته ُ الفنيه كلها في اوربا ، حيث أبتدء في باريس ... طالبا ً .... وبقى صديقاً للكثيرين من الانكليز، وثم قرر الاستقرار في لـندن .... وأصبح صديقا ً مقربا ً وحميماً لـ ( دانتي غبرييل روزيتي ) ، والذي كانت له ُ رؤية خاصة عن مـا يمكن للفن ان يعالجه ُ من مختلف الزوايا ، مع أكتشافه بأنهُ من المستحيل معالجة أفكاره تلك ، ووقـف ضـّد الأستخدام الـشاعـري للتفـصيلات الطبيعيه المستخـدمه من قـبل الفـنان ميليز، وهـولمان هـانـت وخاصة في لوحة(البـشارة) لجـأ إلى التعبير عـنها بأسـتخدام الوسائـل التجريديه لـلـون والـشكـل . في الستينات من القرن التاسع عشر مضى روزيتي يجرب الرمزيه في الـلون وفي عمله ُ ( بياتريس المقدسه ) كان هدفه ُ الأحتواء الرمزي لـفعل صـعود بياتريس إلى السماء فهي تجلس في شرفة ، تطـل ُ على المديـنه وكأنها في غيبوبه ، وكان لكل لون مـعناه ُ الواضح . 1- الاحـمر ...... ويعني لطائر رسول الموت . 2- الاخضر ...... والارجواني ..... كانا يرمزان لـثياب بياتريس .3- الأبيض ....... و معناهُ يرمز للمخدر الذي يجلب النوم . كشف روزيتي في ما بعد ...... إلى إستخدامه ُ للرمزيه في الـخط فالانحنائه المتموجه لخصلات الشعر المنسدله تعج طياتهـا في الرداء !!! .ومن ناحية أخرى أستثمر اللهبة النقية والاشكال الحلزونية رساماً وشاعراً آخر هو وليم بليك وذلك في التعبير عن الأثارة الحسيـّة ، لنساء ساحرات نصفيات الطول بأسماء فينوس واوليليث وعشتا روف ، و بعد ( 1870 ) هجر وسـّـلر تكوينات الشكل المتعدد ...... وركز على المنظر الطبيعي ولم يكن ذلك إقرارا ً بالهزيمة منه ُ ولا اعترافاً بمقدرته ُ الفريده ..... رغم كل شيئ كان مولعاً بالحالة النفسيه والجوالعام ، والنغمة اللونيه ، رسـم نهر الـتايمز ليلاً ، متخذاً عنوانهُ من الموسيقي ( ديبوسي ) ، وكان القرن التاسع عشر عصراً عظيما ً من حيث الروابط القويه بين الفنون بشكل عام . وعلى سبيل المثال ، فمنجزات الدراما الموسيقية لفاغنر التي حوت مزيجاً من الفنون الملهمة للخيال الخصب التي بهرت الفنانيين والناس أجمعين . في الحقيقة لم يمضي وسّـلر قدما ً في الإفادة من المقدمه التي مهد بها روزيتي للرمزية التجريدية في الرسم ، حيث ُ بعد وفاة روزيتـّي ، تولى أدوارد بيرن جونز ، ( الذي كان آحد أتباع روزيتي المخلصين) مواصلة هذه التجربه الفنيه .......... أما بالنسبه لـ ( ادوارد بيرن جونز ) فكانت الرسوم أحلاماً رومانسيه ، فخلق عالما ً مثالياً من الاشكال الأسطورية ومن مشاهد غريبه كأنها ليست منتميه البته إلى هذا العالم حيث تأسرأعماله ُ المـُشاهد حـقا ً ، كما هوكان وما زال شـأن رسوم وأعمال غوغان التاهيتية . .. نجح جونز وتمتع بشهرة واسعة في القارة الاوربية وحقق نجاحاً مذهلاً في معرض باريس العالمي ، وفي آواخر الثمانينيات من القرن التاسع عشر بدأت لحظة بزوغ فـّن جديد قد آزفت ، وكما كانت التغيرات الدرامية موازية قد بدأت بالفعل في الادب الفرنسي واقترنت بأسماء مالارميّه ، ورامبو ، وهيسمان ، وبروست وجيد وموريس ، وأ فسحت كذلك الطبيعة المجال للرمزيه كي تأخذ موقعها الطبيعي كما شاعت أسئلة برغسون ، الفلسفيه والوضعيه والماديه ، وراحت الأتجاهات الجديده لجيل الجديد الناشئ والتواق إلى التجديد والتغير تغزوا آوربا كلها ومنها إلى انتقل إلى أجزاء العالم الأخرى . وأنبرت الشكوك حول أسس العلم من جديد وقام فرويد بأعلان مفهومه ُ الثوري للشخصية الانسانية ، وثم جاء آينشتاين بأستنباط النظريات الجديده عن طبيعة العالم المادي ..... وكذلك الاحياء الديني كان مظهراً آخراً للتحول من المادية إلى القيم الروحية .... تعرضت سمعة الفنانين الرسامين كثيراً للتأثر حسب تذبذب القيم لديهم .... وأنتـُقد أكثر ما أنتـُقد الفنان الرسام بوفي دي شافان في فرنسا ، وذلك من قبل بول مانتر بسبب ان أجساد نساءه ُ خالصة التجريد ، ولكن هذه الخاصية بالذات كانت قد إستهوت الفنانين الشباب، ولكن ظل بوفي دي شافان لايولي موضوعاته ُ إهتماما ً كثيراً ، وكان رده ُ على سؤال مايعنيه رسمه ( بأنهُ لا يفهم شيئاً في الفلسفه والتأريخ والعلم وأنهُ يؤدي عمله ُ وكفى ) وكانت صورته [ الصياد المسكين ] حيث لا موضوع لها ، وانما تمنح الناظر فرصة الاستفراق في الحلم والتداعيات الخيالية الخاصة وكان من الممكن لكل فرد أن يجد شيئاً يعجبه ُ ويفسره ُ على الطريقه التي يفهمها عندما ينظر إلى أعمال بوفي . والحدث الكبير يشهد على ذلك عندما شهدت باريس مأدبة تكريمية لهُ والتي حضرها رودان وأكثر من 550 رساماً ونحاتاً وشاعراً وناقد . وأشتهر كذلك غوستاف مورو المعاصر لبوفي دي شافان وحصل على مكانة مماثلة والذي كانت الرمزيه لديه أكثرُ صراحة ً ....... وهو الذي طرق مواضيع كثيرة الغرابه كصورته ُ ( شابه تحمل رأس اورفيوس ) والمرسومة في عام 1865 ، وان آحجية الموت والحياة ، ومعنى الخير والشر ، هي المواضيع الوحيده التي أعتقد مورو إنها جديرة بالرسم . وفي آواخر الستينات أبتعد مورو بعد أن سخر النقاد منهُ ، ومن ثم أنزوى في عالم خاص به ِ ، ولم يعد يشارك بعرض أعماله ُ ، ولكنهُ اكتسب سمعة أنسانيه ومثالية عاليه ومعرفة غريبه ، وهي التي كانت مزيجا من الخيال وتداخل الرهبنه فيها ....... ! سره ُ ذلك في سنواته ِ الأخيرة ....... معـلمـاً وملهـماً لتلامذتهُ من أمثال جورج روو، و ماتيس . ان آوديليون ريدون صاحب المخيلة الواسعة والذي عاصر الانطباعين ، وإن لم يشاركهم نزعاتهم ، وحتى أنهُ تحاشى المرحلة الأولى لاستخدام اللون ، وألتزم بالاسود والابيض الذي كشف لديه ِ ، بواطن وأسرار الروح ( روح الرسم أيضاً ) ، مقدماً لنا عالماً خاصا لا نور فيه ِ ولا زمن ألا وهو مملكة الليل ، وهي ذاتها التي سحرت الكثيرين أمثال أرثر رامبو . كان هناك شيئا من المنطق في خيالات وتحليقات ريدون الخيالية ، كصورتهُ (زهرة المستنقع ) بالرغم من أنها كانت غريبه بتركيبتها والمزيج الغير مألوف للعناصر ، لكنه ُ يحمل ُ إقناعاً قويا أيضا . أطلق على أولى مجموعته ( اللوثغرافية ) أسم ( الاصول ) بعد ان كان قد فتنته ُ أبحاث داروين في العلاقه بين الحيوان والحياة النباتيه ، عند ريدون كان كل شيئ يتنفس و يعيش ويتعذب وحتـى الصخور وألاشجار تغمرها نفس الاحاسيس ....... فعالمه ُ كان مؤلفاً من مخلوقات أسطورية بحته ، أما الانسان عنده ُ فهو السجين المتخفي وراء القناع الاحمق النبيل ، بالحقيقه أن ريدون كان معجباً جداً بأولائك اللذين يتقصـّون المعرفة الغامضه والخفية في العوالم ..... وأحسّ بألفشل أخيراً ، ولكنهُ تقبل طائعا المعاناة الأنسانية ....... وجاء من بعده جيل الرسامين الشباب اللذين أعطوا الانسان أكثر قيمة وأهمية وتقديرا لائقا ً . ومنهم كان مونك ، و بونار، و لوتريك وفويلار ، فبفضلهم ظـلّ السؤال الذي طرحهُ غوغان وفان كوخ قائماً و مهما ً . قــدِم الفنان النرويجي ( ادوارد مونك ) ليشارك ريدون أهتمامهُ بالعذاب الأنساني ....... في باريس عام 1889 ، وكذلك ليشاركه ُ في الأتجاه السائد في الرسم الفرنسي الحديث ، وخاصة أعمال غوغان التي غيرت مسار فـنـهُ وأتجاههُ ، وقال حينها ( إنه ُ لا فـن بعد اليوم للدواخل ) وأضاف ( اريد ُ ان أعرض ناسا ً يتنفسون ويحسون ويحبون ويتألمون ، وذهب مونك أكثر وأبعد من ذلك وهي النظرة المتشائمه للحياة التي داخلتهُ وكان ذلك بسبب تجربة ُ المريره في طفولته ُ الحاسمه في حياته ُ وهي موت والدته ُ بالمرض ، وهو لم يزل في سن الخامسه فقط ، ونشأت لديه ِ أفكار غريبه حول علاقة المرأة بالرجل ، ويمثل ذلك في لوحته ُ ( رقصة الحياة ) والتي يـُظـّهر فيها عدة حالات للمرأة وكما قال مونك عن حياته بأنها ( دوماً على شفا هاويه ، وهي مجرد محاولة لأجل البقاء وساعده ُ على ذلك علاقته ُ بقوى الطبيعه التي كانت تهدئ من روعه ، كلما كان يلتجئ أليها ، وكانت إنتكاسته الكبيرة عندما رمى نفسه ُ في آتون المشروبات الكحوليه وأستسلامه الى الحاله السوداويه بعد الحاله الوجوديه التي لم يستطع الفكاك منها . ساعد مونك في البقاء ..... أنه ُ كان لديه ِ العديد من العلاقات الصداقيه المتينه والقويه مع الكثير من المشاهير من ذلك العصر، وكان أن شاركوه بعضاً من همومه ُ ومن الجائز كانوا مثله ُ ومنهم الكاتب المسرحي السويدي الأول سترينبيرغ والذي شاركه ُ أرائه في العلاقه الجنسيه ، وكذلك سورين كيركيغارد الفيلسوف الدانيماركي المعروف ، وعلاقته الحميمه بدوستويفسكي صاحب الروايات العظيمه التي غيرت أحاسيس ونظرة الأوربيين في نهاية القرن التاسع عشر . لم يحقق ادوارد مونك أنتشاراً أو شهرة كبيره في أعماله الزيتيه ، ولكنه ُ أستطاع أن يترجم رؤاه من خلال أعماله الغرافيكيه ... وحاله كبقية الفنانين في نهاية ذلك القرن ، لم يكن لديهم قناعة بالوسائل التقليديه في الفن ، ولهذا غزت رسوم الكتب التوضيحيه والملصقات والبوسترات ، وأنطبق هذا على مجمل الفنانين المجّدون ومن ظمنهم فناناً معروفاً آخر هو ( هنري دي تولوز باتريك ) كان فناناً طبيعيا ً بحقيقتهُ ، وصوره ُ كانت تحجب حقـيـقــتـه ُ الشخصيه الغامضه ، وفي الحقيقه كان هوأقرب الى ديـغا من ناحية فنهُ الانطباعي القوي الأساس والمتين ، ورغم ذلك فقد كان له فلسفةُ الكامنه وراء فنه ُ . أما الطريقه التي عاشها فكانت تشبه إلى حد ما حياة أدوارد مونك ، حيث دأب لمعرفة أسرار الوجود والحياة ...... لا منتمياً ولا مشاركاً، وأنما متفرجاً ..... ومحاولاً اقتناص لحظات الانشداد الإنساني الجميل متأثراً بأفكار الناقد الأنكليزي ( والتر باتر في مسألة الجمال ) وأضافة إلى ما أثارته ُ رواية ( أوسكار وايلد - صورة دوريان غراي -) من مأثورات إستهلاليه على فن لوتريك ولديه تفسير لذلك حيث يقول ( في استطاعة الفنان التعبير عن كل شيئ الرذيلة ، والفضيلة وعكس الكثير من الفنانون نفس الموضوع ولكن بطرق مختلفه ، إظافة إلى ذلك كان للوتريك إنسانية ُ الخاصه ضد تداخلات الحياة ومحدوديتها والتي لم تكن شامله ..... دفعه ُ ذلك إلى أنتشال المنبوذين ويرفعهم في رسومه ُ من قاع الحضيض رغم إنه ُ كان هو نفسه ُ من الطبقه الأرستقراطيه . حاول هو وبعض من معاصريه مثل بونار و فويلار، وهما اللذين يمثلان الثقافة البرجوازيه الفرنسية وإن إختلفا عن الفنانين الأخرين بعدم التنازل عن موقعهما الأجتماعي ، مثل ما فعل هنري لوتريك و ادوارد مونـك معتبرينهم من شواذاً . كان بيير بونار و ادوارد فويلار قد إنضما إلى جمعيه سريه لطلبة الـفن الباريسيين مع بول سيروسييرالذي جلب معهُ إلى باريس في سنة 1888 ، رؤية ثوريه من مقاطعة بريتاني لبعض رسوم غوغان مثل ( الرؤيا بعد الموعظه ) والتي كانت لها توصيفات مختلفه ، مثل العمل المستوي والألوان البسيطه والتكوينات المسطحه ، وهذه هي الصفاة النابية ، و تميز فويلار بهذا الاسلوب ، ولبضعة سنوات فقط ، ثم هجره ُ . وفي الحقيقه إنه ُ لم تبرز إلا قلة ً من الأفكار والمواهب الجديده خاصة في الفترة الواقعه بين محاكمة آوسكار وايلد من 1895 إلى 1905 ، وبالذات هذا العام كان العام الاول لعرض أعمال الوحوشيين . وبعودة ادوارد فويلار إلى أصله البرجوازي ...... وهذه العوده أمدته ُ بمادة للرسم وتفاعل مع مواضيع مكررة كـ ( غرفة الجلوس ) التي أضاف لها أضاءه مصطنعه ...... وحيث عالج هذه المواضيع برقه وخشوع وحنيــّة ، بالعكس من مونك ، الذي ما كان ليشرك العناصر الغريبه والطارئه ويبتعد عنها في الغالب ، وهو الراغب دوما ً إلى أن تكون مواضيعهُ منتقاة من الطبيعه وعلى طبيعتها ،من غير تغير أو تحليه أو تنميقه أوحتى تعديل ، بالنسبة له ُ كان ذلك تزوير وضحك على الحقيقة . ثم لنذهب ياسادتي بسغرنا هذا إلى تجربة بيير بونار الفنية ولنرى أين وصلت ، وهل كانت تشبه ُ صاحبه ُ البرجوازي العتيد ادوارد فويلار ..... نعم أقول كانت تشبه ...... إلى حدا ً ما .... لكن صاحبنا بيير كان للأسف أقـل خيالاً مع إنه ُ استمر على الرسم ولم ينقطع حتى اللحضة الأخيرة من حياتهُ وكان لديه ِ ثقة كبيره في نفسهُ ........ وبهذا الشيئ سبق فويلار، ثم إن بيير بونار كان قد إنتقل إلى جنوب فرنسا وأمسك بالألوان الدافئه والمفعمة بألحياة حتى إنه ُ أصبح جزء من التراث القديم وكذلك الحي وذلك واضح في لوحة ُ ( اختطاف اوربا ) المرسومه عام 1925 ، إنه ُ قـد يصل لحد تفسير الأسطورة السحيقة والامتناهية ، مع ان المشهد الطبيعي كان مهما ً له ُ ، ولكن ظل الشكل الإنساني عنده ُ يحافض على نغماته ُ اللونيه الدافئه والعميقة . أعطت الفتاة روحاً وجمالاً له ُ في أعماله ُ بألاخص زوجته ُ مارثا الجميله التي كان معجب بها جدا ً ، حيث تؤلف جزءاً كبيرا من تخيلاته ُ وتأملاته ُ في الوجود ويمزج الحاضر بالماضي ، فبذلك يختلف عن مونك ......... ويتشابه مع ديـغـا في موضوعاته ُ تلك ، نستطيع في النهاية القول أن بونار ربط بفنه ُ بين القرن التاسع عشر والعشرين ، وبهذا إستطاع تجاوز فنانيين كثيريين ، وبلا شك كان هو وريث مونيّه ورينوار ، وهو الذي آلهم الرسامين التجريديين في الأربعينيات من القرن العشرين ، بألرغم من أنه ُ كانت لديه ِ نزعة مـاتيس في الـحياة . شكراً للقراء والمهتمين . أنتهى الجزء الرابع
#نبيل_تومي (هاشتاغ)
Nabil_Tomi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأريخ الفن الأوربي الحديث
-
تأريخ الفن الأوربي الحديث 2
-
الحق ... الحق أقول لكم ...وأكثر
-
تأريخ الفن الحديث في أوربا
-
العلم العراقي وأشياء أخرى
-
اليمني ..عبدالله الغير صالح
-
نداء الغد الأفضل
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|