عبدالرؤوف بطيخ
الحوار المتمدن-العدد: 8057 - 2024 / 8 / 2 - 16:10
المحور:
الادب والفن
لقد أحببت الفزاعات منذ أن كنت طفلاً صغيراً، كنت طويل القامة ونحيفًا قدر الإمكان، وبكل تأكيد مع قبعة على رؤوسهم، كنت أجلس بجانبهم، ليس بدون خوف -
شيء بين الإعجاب والخوف -
كنت أجلس على العشب على بعد أقدام قليلة
وأراقبهم لعدة دقائق
في سلام شبه منعزل - استسلام لشعور من المستحيل إزالته
لن أسميهم بأي شكل من الأشكال
مقتنعًا أن لديهم اسمًا بالفعل
لم يكن لدي أي نية للإساءة إليهم
التباين بين مظهر المشردين
ووجودهم الواضح
جذبني منذ اللحظة الأولى
مرت سنوات عديدة قبل أن أربطهم
بصورة كاتب أمريكي ساخر وذكي ومدمن على الكحول
مرت سنوات عديدة قبل أن أشاهد الفزاعة مع باتشينو وهاكمان
هل تعتقد أن الغربان تخاف من الفزاعة؟ الغربان تضحك
الغربان تضحك!
كنت أغادر المنزل بحقيبة الظهر
وأستلقي أمام فزاعة من شارع ساري،
كان يرتدي معطفًا أسود وبنطال جينز ووشاحًا أصفر حول رقبته،
كنت أقفز فوق السياج الخشبي خلف المنزل
وأبقى هناك - أنا والفزاعة والغربان -
على العشب الرطب في الساعات الأولى من الصباح،
كنت أتمنى أن يكون والدي فزاعة
ويستمع إلي عندما أخبره بأكثر الأفكار التي لا توصف
ألا يبدو مندهشًا أو مذهولًا،
وبعد ثلاثة أيام أدركت أن اسمه كان سكروندو -
عرفت أنني لا يمكن أن أكون مخطئًا،
كان يقف دون أي إزعاج في منتصف الفناء،
ليس مهملاً ولكنه محصن ضد كل التفاهات من حوله.
كان الأولاد الأكبر سنًا من المدرسة الداخلية ينتظرون في شارع ساري
كانوا يبحثون عنا أخذوا أموالنا
هدايا تذكارية صغيرة أو عبوات طعام وصلتنا من المنزل
في شارع ساري كانت السيارات تمر بسرعة الضوء
كانت العشرات من الكلاب والقطط مستلقية على الأسفلت بأمعائها
في شارع ساري كنا ذاهبين إلى المدرسة
وعندما كنت في الثامنة كانت المدرسة أعظم صغارة على الإطلاق
ذات يوم كسر سكروندو ذراعه
كانت معلقة من مرفقه
وسقط قفازه الممزق ذو الإصبع الواحد على الأرض
لم أقم بتقويم ذراعه لم أرفع قفازه
بيدي لأنني أعرج ولكن متحرك بشكل سخيف
بخمسة أصابع على كل قفاز
احتفظت بها في جيوبي وحركتها بأقل قدر ممكن
بعد أسبوعين جاءت مارتا لتعلم في مدرستنا
أنها كانت تستقل نفس الحافلة التي اعتدت أن أستقلها
كان لديها ضفيرتان
وكانت تضحك كلما حاولت أن أكون مضحكًا
لذلك لم أر سكروندو حتى نهاية الفصل
عندما مارتا شعرت بمرض الحصبة وأبقاها والداها في المنزل حتى عيد الميلاد،
وكان شابان يجمعان الحطب من الفناء
وكان مستلقيًا على الكومة
بلا تعبير أو استياء
أو أثر للخوف.
_______________
ملاحظة المترجم:
-المصدر مجلة الكبريت-الغابة السيريالية الرقمية.القاهرة.
رابط الصفحة الرئيسية للغابة السيريالية:
https://sulfur-surrealist-jungle.com/
رلبط النص:
https://sulfur-surrealist-jungle.com/2024/05/20/exercises-of-admiration-for-the-scarecrows-paul-mihalache/
نشربالانجليزية 20 مايو 2024تحرير: محسن البلاسي.القاهره
-كفرالدوار6يونيه-حزيران2024.
-عبدالرؤوف بطيخ:محرر صحفى ,شاعر سيريالى,مترجم مصرى.
#عبدالرؤوف_بطيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟