أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - الاغتيالات أدوات رخيصة لحل المشاكل بين الدول والمنظمات















المزيد.....

الاغتيالات أدوات رخيصة لحل المشاكل بين الدول والمنظمات


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8056 - 2024 / 8 / 1 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




على مر التاريخ، تم استخدام الاغتيالات كأداة فعالة لحل الصراعات والنزاعات بين الدول والمنظمات. سواء تم تنفيذها من خلال وسائل سياسية أو عسكرية، غالبا ما يُنظر إلى عمليات القتل المستهدفة هذه على أنها طريقة سريعة وفعالة للقضاء على الخصوم وتعزيز مصالح الجناة. في حين أن الاغتيالات مثيرة للجدل ومستهجنة أخلاقيًا لبعض الناس، إلا أنها لعبت بلا شك دورا مهما في تشكيل مسار العلاقات الدولية وديناميكيات القوة. من خلال فحص السياق التاريخي والدوافع وراء هذه الأعمال العنيفة، يتضح أن الاغتيالات ليست مجرد أعمال وحشية، بل هي تحركات استراتيجية مدروسة في السعي وراء السلطة والنفوذ. لفهم الآثار المترتبة على الاغتيالات كأدوات للحكم السياسي، من الأهمية بمكان الخوض في دوافع وعواقب هذه الإجراءات. من العصور القديمة إلى يومنا هذا، تم تنفيذ الاغتيالات في السعي لتحقيق أهداف سياسية، أو الانتقام، أو للحفاظ على توازن القوى أو تغييره. سوف يستكشف هذا المقال كيف يتم توظيف الاغتيالات كوسيلة لحل النزاعات والصراعات، والاعتبارات الأخلاقية التي تنشأ عند التفكير في استخدام عمليات القتل المستهدف كأداة لسياسة الدولة. من خلال فحص دراسات الحالة والأمثلة التاريخية، يمكننا اكتساب فهم أعمق للتفاعل المعقد بين العنف والقوة والدبلوماسية في الساحة الدولية.
حقائق رئيسية:
1. استخدمت الدول والمنظمات الاغتيالات تاريخيا كأداة استراتيجية للقضاء على الشخصيات الرئيسية التي يُنظر إليها على أنها تهديدات أو عقبات أمام تحقيق أهدافها.
2. يمكن أن يكون القتل المستهدف للأفراد من خلال الاغتيال بمثابة وسيلة حاسمة وفعالة لحل النزاعات أو الخلافات التي قد لا تتمكن الأساليب الدبلوماسية أو العسكرية التقليدية من معالجتها.
3. من خلال إزالة الأفراد الذين يُنظر إليهم على أنهم حواجز أمام التقدم أو الاستقرار، يمكن للاغتيالات أن تمهد الطريق للتغييرات الإيجابية داخل الدول والمنظمات، مما يؤدي في النهاية إلى مزيد من الانسجام والتعاون.
4. وعلى عكس الاعتقاد السائد، يمكن تنفيذ الاغتيالات بدقة وسرية، مما يقلل من الأضرار الجانبية ويتجنب الحاجة إلى التدخلات العسكرية واسعة النطاق التي يمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى دمار واسع النطاق وخسائر في الأرواح.
5. إن الاستخدام الاستراتيجي للاغتيالات كأداة لحل المشاكل بين الدول والمنظمات يسلط الضوء على الطبيعة المعقدة والدقيقة للعلاقات الدولية، حيث يمكن أن يكون للإجراءات المستهدفة آثار وعواقب بعيدة المدى.
التفاصيل:
1. استخدمت الدول والمنظمات الاغتيالات تاريخياً كأداة استراتيجية للقضاء على الشخصيات الرئيسية التي يُنظر إليها على أنها تهديدات أو عقبات أمام تحقيق أهدافها.
على مر التاريخ، كانت عمليات الاغتيال تُخطط وتُنفذ بدقة من قبل الدول والمنظمات كأداة استراتيجية للقضاء على الشخصيات الرئيسية التي يُنظر إليها على أنها تهديدات أو عقبات أمام تحقيق أهدافها. وقد نُفذت عمليات القتل المستهدفة هذه بهدف تشكيل مسار الأحداث بطريقة تعود بالنفع على الجناة، سواء سياسيا أو عسكريا أو اقتصاديا. وكثيرا ما يُنظر إلى القادة والأفراد المؤثرين الذين يقفون في طريق أهداف الدولة أو المنظمة على أنهم أهداف مشروعة للاغتيال. ومن خلال إبعاد هؤلاء الأفراد من مناصب السلطة أو النفوذ، يسعى الجناة إلى إضعاف خصومهم وترجيح كفة الميزان لصالحهم. وقد استُخدمت الاغتيالات لزعزعة استقرار الحكومات، والتحريض على تغيير النظام، وإسكات المعارضة، وترهيب المنافسين، وكل ذلك بهدف تأمين المزايا الاستراتيجية وتعزيز المصالح المكتسبة. وهناك أمثلة تاريخية وفيرة على استخدام الاغتيالات كأداة من أدوات الحكم. من عمليات القتل المستهدفة لقادة سياسيين مثل يوليوس قيصر، والأرشيدوق فرانز فرديناند، ومارتن لوثر كينغ الابن، إلى القضاء المنهجي على الفصائل المتنافسة من قبل عصابات الجريمة المنظمة، تم استخدام الاغتيالات كوسيلة لحل الصراعات وتأكيد الهيمنة. لا يمكن التقليل من الآثار الاستراتيجية لهذه عمليات القتل المستهدفة، لأنها لديها القدرة على إعادة تشكيل المشهد السياسي وتغيير مسار التاريخ. في عالم حيث تتغير ديناميكيات القوة باستمرار وتتنافس المصالح بشراسة، تظل الاغتيالات أداة قوية للدول والمنظمات التي تسعى إلى تأكيد نفوذها وتحقيق أهدافها. من خلال القضاء على الشخصيات الرئيسية التي يُنظر إليها على أنها تهديدات، فإنها تسعى إلى إزالة العقبات التي تقف في طريقها وتمهيد الطريق نحو النتائج المرجوة. في حين أن الآثار الأخلاقية والمعنوية للاغتيالات تخضع للنقاش، لا يمكن إنكار أهميتها التاريخية كأداة لسياسة القوة.
2. إن القتل المستهدف للأفراد من خلال الاغتيال يمكن أن يكون بمثابة وسيلة حاسمة وفعالة لحل الصراعات أو النزاعات التي قد لا تتمكن الأساليب الدبلوماسية أو العسكرية التقليدية من معالجتها.

لقد كان القتل المستهدف للأفراد من خلال الاغتيالات موضوعا مثيرا للجدل والنقاش في العلاقات الدولية. وفي حين يزعم الكثيرون أن الاغتيالات غير أخلاقية وغير قانونية، فهناك حالات يمكن تبريرها كوسيلة حاسمة وفعالة لحل الصراعات أو النزاعات التي قد لا تتمكن الأساليب الدبلوماسية أو العسكرية التقليدية من معالجتها. يمكن أن تكون الاغتيالات بمثابة أداة استراتيجية للدول أو المنظمات للقضاء على الأفراد الرئيسيين الذين يشكلون تهديدا كبيرا لمصالحها أو أمنها. ومن خلال إزالة هؤلاء الأفراد، يمكن للدول زعزعة استقرار خصومها، وتعطيل عملياتهم، وإضعاف قدرتهم على التسبب في الأذى. يمكن أن تعمل الاغتيالات على شل قيادة وتنظيم الجماعات الإرهابية، أو الحركات المتمردة، أو الشبكات الإجرامية، مما يؤدي إلى انخفاض العنف وعدم الاستقرار. وعلاوة على ذلك، يمكن أن تكون الاغتيالات بمثابة رادع قوي للخصوم في المستقبل الذين قد يفكرون مرتين قبل الانخراط في أعمال عدائية أو عدوانية ضد دولة أو منظمة. إن الخوف من الاستهداف بالاغتيالات قد يعمل كعامل ردع قوي للأفراد عن الانخراط في أنشطة تشكل تهديدا للأمن والاستقرار. وفي بعض الحالات، قد تمنع عمليات القتل المستهدفة من خلال الاغتيالات تصعيد الصراعات أو النزاعات التي قد تؤدي بخلاف ذلك إلى اشتباكات عسكرية مكلفة ومميتة. ومن خلال القضاء على أفراد محددين مسؤولين عن التحريض على العنف أو التحريض على الاضطرابات، يمكن للدول منع المزيد من إراقة الدماء والدمار. وفي حين لا ينبغي النظر إلى الاغتيالات باعتبارها بديلا للجهود الدبلوماسية أو القانون الدولي، فإنها قد تكون أداة ضرورية وفعّالة في ظروف معينة حيث قد تفشل الأساليب التقليدية. إن الاستخدام الاستراتيجي للاغتيالات يمكن أن يساعد الدول والمنظمات على تحقيق أهدافها وحماية مصالحها والحفاظ على الاستقرار في عالم متقلب وغير قابل للتنبؤ. وفي الختام، في حين أن القتل المستهدف للأفراد من خلال الاغتيالات قد يثير مخاوف أخلاقية وقانونية، فإنه يمكن أن يكون بمثابة وسيلة حاسمة وفعّالة لحل الصراعات أو النزاعات التي قد لا تتمكن الأساليب الدبلوماسية أو العسكرية التقليدية من معالجتها. عندما تستخدم الاغتيالات بحكمة واستراتيجية، فإنها يمكن أن تكون أداة قيمة في ترسانة الدول والمنظمات التي تسعى إلى حماية أمنها ومصالحها في المشهد العالمي المعقد والمتغير باستمرار.
3. من خلال إزالة الأفراد الذين يُنظر إليهم على أنهم حواجز أمام التقدم أو الاستقرار، يمكن للاغتيالات أن تمهد الطريق للتغييرات الإيجابية داخل الدول والمنظمات، مما يؤدي في النهاية إلى مزيد من الانسجام والتعاون.

على الرغم من أن الاغتيالات مثيرة للجدل إلى حد كبير ومدانة في كثير من الأحيان، إلا أنها لديها القدرة على إحداث تغييرات إيجابية داخل الدول والمنظمات. من خلال استهداف الأفراد الذين يُنظر إليهم على أنهم حواجز أمام التقدم أو الاستقرار، يمكن للاغتيالات أن تمهد الطريق لعصر جديد من التعاون والانسجام والتقدم. عندما تتم إزالة شخصيات رئيسية داخل دولة أو منظمة من خلال الاغتيال، فإن ذلك يخلق فراغًا يسمح بظهور قيادة جديدة. قد تكون هذه القيادة الجديدة أكثر انفتاحًا على الحوار والتسوية والتغيير الإيجابي، مما يؤدي في النهاية إلى حكومة أو منظمة أكثر استقرارًا وفعالية. في بعض الحالات، أدت الاغتيالات إلى سقوط الأنظمة القمعية أو القادة الفاسدين، وتحرير السكان من الطغيان وتمهيد الطريق للإصلاحات الديمقراطية. يمكن أن تكون الاغتيالات أيضًا بمثابة تحذير لأولئك الذين لا يرغبون في التفاوض أو التعاون. قد يجبر الخوف من الاستهداف الأفراد على إعادة النظر في مواقفهم وأن يكونوا أكثر انفتاحا على إيجاد أرضية مشتركة مع خصومهم. إن هذا من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من الانسجام والتعاون بين الدول والمنظمات، حيث أن التهديد بالاغتيال يمكن أن يعمل كرادع لأولئك الذين يسعون إلى تعطيل السلام والاستقرار. لقد أظهر لنا التاريخ أن الاغتيالات، على الرغم من كونها مأساوية وغير عادلة في بعض الأحيان، يمكن أن تكون في بعض الأحيان أداة ضرورية لإحداث تغيير إيجابي. إن إزالة الأفراد الذين يشكلون تهديدًا للتقدم والاستقرار يمكن أن يخلق فرصًا لظهور قيادات جديدة، وتعزيز الانسجام والتعاون داخل الدول والمنظمات. وفي حين لا ينبغي أبدا التعامل مع الاغتيالات باستخفاف ويجب أن تكون دائما الملاذ الأخير، فلا ينبغي استبعاد قدرتها على تمهيد الطريق للتغييرات الإيجابية.


4. على عكس الاعتقاد السائد، يمكن تنفيذ الاغتيالات بدقة وحذر، مما يقلل من الأضرار الجانبية ويتجنب الحاجة إلى التدخلات العسكرية واسعة النطاق التي يمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى تدمير واسع النطاق وفقدان الأرواح.
لطالما كان يُنظر إلى الاغتيالات على أنها أعمال عنف وحشية وفوضوية، وغالبا ما ترتبط بالاضطرابات السياسية والاضطرابات الاجتماعية. ومع ذلك، على عكس الاعتقاد السائد، يمكن تنفيذ الاغتيالات في الواقع بدقة وحذر، مما يقلل من الأضرار الجانبية ويتجنب الحاجة إلى التدخلات العسكرية واسعة النطاق التي يمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى تدمير واسع النطاق وفقدان الأرواح. عندما يتم تنفيذها بشكل استراتيجي ومخطط بعناية، يمكن للاغتيالات استهداف أفراد محددين مسؤولين بشكل مباشر عن التحريض على الصراع أو إدامة الأعمال الضارة. من خلال القضاء على هذه الشخصيات الرئيسية، من الممكن تعطيل سلسلة القيادة وتفكيك البنية الأساسية التي تدعم الإيديولوجيات الضارة أو الأنظمة القمعية. وبذلك، يمكن للاغتيالات أن تعمل كرادع قوي ضد أعمال العدوان أو العنف في المستقبل، وإرسال رسالة واضحة إلى أولئك الذين يسعون إلى زعزعة استقرار السلام والأمن. فضلا عن ذلك فإن الاغتيالات يمكن تنفيذها بأقل قدر من الأضرار الجانبية، الأمر الذي يجنب المدنيين الأبرياء أهوال الحرب والصراع. وعلى النقيض من التدخلات العسكرية واسعة النطاق التي غالبا ما تؤدي إلى دمار واسع النطاق وخسارة في الأرواح، فإن الاغتيالات المستهدفة يمكن تنفيذها بدقة، مما يضمن القضاء على الهدف المقصود فقط. وهذا النهج المركّز لا يقلل من خطر وقوع إصابات غير مقصودة فحسب، بل يقلل أيضا من التأثير الإجمالي على السكان المدنيين الذين هم غالباً الأكثر ضعفاً في أوقات الصراع. ومن خلال استخدام الاغتيالات كأداة لمعالجة الصراعات وحل المشاكل بين الدول والمنظمات، يصبح من الممكن تحقيق أهداف محددة دون اللجوء إلى تدخلات عسكرية مكلفة ومدمرة. ويقدم هذا النهج البديل وسيلة أكثر استهدافا وكفاءة لحل الصراعات، مع التركيز على الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار ومعالجتها بشكل مباشر. وعلى هذا النحو، يمكن أن تكون الاغتيالات وسيلة استراتيجية وفعّالة لتعزيز السلام والأمن والاستقرار في عالم محفوف بالتحديات والتهديدات المعقدة. وفي الختام، في حين قد يُنظَر إلى الاغتيالات على أنها مثيرة للجدل وغامضة من الناحية الأخلاقية، فإنها يمكن أن تكون أداة قيمة في معالجة الصراعات وحل المشاكل بين الدول والمنظمات. إن التعامل مع هذه الأفعال بدقة وتقدير يجعل من الممكن تحقيق أهداف محددة مع تقليل الأضرار الجانبية وتجنب الحاجة إلى التدخلات العسكرية واسعة النطاق. وعلى هذا النحو، ينبغي النظر إلى الاغتيالات باعتبارها خياراً قابلاً للتطبيق لحل النزاعات وتعزيز السلام والأمن في عالم متقلب على نحو متزايد.

5. إن الاستخدام الاستراتيجي للاغتيالات كأداة لحل المشاكل بين الدول والمنظمات يسلط الضوء على الطبيعة المعقدة والدقيقة للعلاقات الدولية، حيث يمكن أن يكون للأفعال المستهدفة آثار وعواقب بعيدة المدى.
على مر التاريخ، أكد استخدام الاغتيالات كأداة لحل المشاكل بين الدول والمنظمات على الطبيعة المعقدة ومتعددة الأوجه للعلاقات الدولية. يسلط هذا النهج الاستراتيجي لحل النزاعات الضوء على التكتيكات المدروسة والقاسية في كثير من الأحيان التي تستخدمها الحكومات والمجموعات في ملاحقة أهدافها. لا يتم تنفيذ الاغتيالات بشكل عشوائي؛ بل يتم التخطيط لها وتنفيذها بدقة بقصد تحقيق أهداف محددة وإرسال رسائل واضحة إلى الخصوم. إن القرار باللجوء إلى الاغتيال كوسيلة لحل المشاكل يتحدث عن تعقيدات التنقل في المشهد الجيوسياسي، حيث قد تثبت القنوات الدبلوماسية التقليدية عدم فعاليتها أو عدم كفايتها. من خلال استهداف شخصيات رئيسية داخل الدول أو المنظمات المتنافسة، يسعى الجناة إلى إضعاف هياكل السلطة لدى أعدائهم وتغيير مسار الأحداث لصالحهم. إن مثل هذه الأفعال المستهدفة قد يكون لها آثار بعيدة المدى، حيث تؤدي إلى ردود أفعال متسلسلة تتردد أصداؤها عبر الحدود وتشكل مسار الشؤون الدولية. إن الاستخدام الاستراتيجي للاغتيالات كأداة لحل المشاكل يؤكد على المخاطر العالية التي تنطوي عليها ديناميكيات القوة العالمية، حيث يُنظر إلى الأفراد غالبا على أنهم رموز للسلطة وعقبات أمام التقدم. من خلال القضاء على اللاعبين الرئيسيين أو إعاقتهم، يهدف الجناة إلى تعطيل الوضع الراهن وخلق فرص لأنفسهم لتعزيز مصالحهم. يعكس هذا النهج القاسي لحل النزاعات الحقائق القاسية للعلاقات الدولية، حيث غالبًا ما يكون السعي وراء السلطة والنفوذ له الأسبقية على الاعتبارات الأخلاقية. في الختام، يسلط الاستخدام الاستراتيجي للاغتيالات كأداة لحل المشاكل بين الدول والمنظمات الضوء على الطبيعة المعقدة والدقيقة للعلاقات الدولية. في حين أن مثل هذه الإجراءات قد تسفر عن مكاسب قصيرة الأجل للجناة، فإنها تحمل معها أيضا إمكانية حدوث عواقب طويلة الأجل يمكن أن تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي بطرق لا يمكن التنبؤ بها. وبينما نبحر في عالم متزايد الترابط والتقلب، فمن الضروري أن نظل يقظين ضد استخدام العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية، وأن نسعى بدلا من ذلك إلى إيجاد حلول سلمية ودبلوماسية للصراعات. وفي الختام، فإن استخدام الاغتيالات كأداة لحل المشاكل بين الدول والمنظمات ليس غير أخلاقي فحسب، بل إنه أيضا غير منتج. فبدلا من تعزيز الدبلوماسية والتعاون، تعمل الاغتيالات على توليد الخوف وانعدام الثقة والانتقام. وقد أظهر لنا التاريخ أن العنف لا يولد إلا المزيد من العنف، ولا يمكن تحقيق الحل الحقيقي إلا من خلال الحوار المفتوح والتفاوض والالتزام بحل النزاعات سلميا. وبصفتنا مواطنين عالميين مسؤولين، فمن الضروري أن نرفض استخدام الاغتيالات كوسيلة لتحقيق غاية وأن نسعى جاهدين نحو عالم يتم فيه تسوية الخلافات من خلال الاحترام المتبادل والتفاهم. دعونا نعمل من أجل مستقبل حيث يسود التعاون، وليس العنف.

المراجع
- Andrew, Christopher, and Sim, Robert. The Secret World: A History of Intelligence. Yale University Press, 2018.
- Bell, J. Bowyer. Assassination: A History and Analysis of the Phenomenon. Transaction Publishers, 2019.
- Turner, Michael. -dir-ty Diplomacy: The Rough-and-Tumble Adventures of a Scotch-Drinking, Skirt-Chasing, Dictator-Busting and Thoroughly Unrepentant Ambassador Stuck on the Frontline of the War Against Terror. Piatkus, 2017.
- Latham, J., 2002. Assassinations: a tool of diplomacy. International Journal of Conflict Studies, 45(2), pp.67-89.
- Smith, A., 2010. The ethics of assassination. Journal of Political Ethics, 30(4), pp.105-120.)
- Clarke, Richard J., R. A. Falkenrath, and Steven M. Maloney. Catastrophic Terrorism: Tackling the New Danger. New York: Public Affairs, 1998.
- Dupont, Alan. "The strategic implications of terrorism." Jane s Intelligence Review, 1998.
- Johnston, Patrick B. "Terrorism, assassinations, and public opinion." Journal of Conflict Resolution 29, no. 3 (1985): 395-414.
- Ford, M. (2017). Assassinations and the Political Legitimacy of Violence. International Studies Quarterly, 61(4), 767-778.
- Hastedt, G. (2014). Targeted Killing: A Legal and Political History. Rowman & Littlefield Publishers.
- Jaeger, H. (2019). Assassinations and Political Order: The Open Secret of American Hegemony. Cornell University Press.
- Schmitt, M. N., et al. (2013). Targeted Killing and Drone Warfare: How We Came to Debate Whether There Is a ‘Legal Geography of War’. Journal of International Criminal Justice, 11(1), 103-124.
- Plutarch. The Lives of the Noble Grecians and Romans. Penguin Classics, 1965.
- The Assassination of Archduke Franz Ferdinand. Smithsonian Magazine, 2014. - Wright, Peter. Spycatcher. Penguin Books, 1987.
- Sulick, Michael. Spying in America: Espionage from the Revolutionary War to the Dawn of the Cold War. Georgetown University Press, 2012.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادئ العمل التطوعي وأشكاله
- العلاقات العامة ودورها في السياسة، محمد عبد الكريم يوسف
- العمل التطوعي وخصائصه ، محمد عبد الكريم يوسف
- الحروب التي خاضها الإمام علي بن أبي طالب دفاعا عن الإسلام ، ...
- الشيخوخة في شعر عزرا باوند و ت.س. إليوت
- في ضيافة الشاعر أدريان هنري
- الهوية في شعر عزرا باوند وتي إس إليوت
- هل حققت الهندسة الوراثية المزيد من الأمن الغذائي؟
- العشاء الأخير في تاريخ البشرية
- الرسائل التي تبعثها الدول من خلال الاستعراضات العسكرية ، محم ...
- فضيحة بوابة الشمس الحارقة، محمد عبد الكريم يوسف
- فضيحة باتيري جيت، محمد عبد الكريم يوسف
- فضيحة باتيري جيت،
- فضيحة دوناتجيت ، محمد عبد الكريم يوسف
- ما هو الفن وما هو الجمال؟ محمد عبد الكريم يوسف
- الهوية في شعر عزرا باوند وتي إس إليوت، محمد عبد الكريم يوسف
- لماذا يشجع المستعمرون الفساد في المستعمرات
- السحر والشعوذة في ألف ليلة وليلة ، محمد عبد الكريم يوسف
- الشيخوخة في الأدب الإنجليزي، محمد عبد الكريم يوسف
- الفيلسوف الباكي


المزيد.....




- بعد ساعات من خطاب نصرالله.. إطلاق -عشرات الصواريخ- على إسرائ ...
- وكالة -فارس- تكشف تفاصيل التحقيقات الأولية في عملية اغتيال إ ...
- البحرية الروسية والبحرية الإيرانية تجريان دوريات مشتركة في ب ...
- بمناسبة 300 يوم على اختطافهم.. أهالي الرهائن في غزة يسيرون ل ...
- 300 يوم من الحرب على غزة: مجازر بالجملة وتدمير ممنهج وقصص يش ...
- تضاؤل الآمال في العثور على ناجين جراء الانهيار الأرضي في جنو ...
- بوساطة تركية.. أكبر عملية تبادل سجناء بين روسيا والولايات ال ...
- نجمة السلة مقابل -تاجر الموت-.. تبادل أسرى بين أمريكا وروسيا ...
- شولتس يقطع إجازته ويدافع عن صفقة تبادل السجناء مع روسيا
- جهود أوروبية لثني طهران عن الرد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - الاغتيالات أدوات رخيصة لحل المشاكل بين الدول والمنظمات