أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفين عمر - -زهرة الصمود في صحراء القيود: المرأة في زمن الجراح-














المزيد.....

-زهرة الصمود في صحراء القيود: المرأة في زمن الجراح-


هيفين عمر

الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 09:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في زمن تُنهَش فيه المرأة، حيث تُسلب كرامتها وتُقيد حريتها بأغلال الأعراف والتقاليد البالية، تقف المرأة صامدةً كجبلٍ شامخٍ يرفض الانحناء لعواصف الظلم والاضطهاد. إنها زهرةٌ تنبت في صحراءٍ قاحلة، تتحدى عطش الأرض لتُزهر بألوان الحياة، معلنةً أن قوتها لا تُقاس بما يُفرض عليها من قيود، بل بما تحمله في قلبها من إصرارٍ وإيمانٍ بجوهرها النقي.

في هذا الزمن، تُصبح المرأة رمزاً للصمود والبقاء، تتحدى بقلبها الكبير وجسدها الضعيف تلك النظرات الدونية التي تُحاول تحجيمها وتقليص دورها. في كل يوم، تُثبت المرأة أن قيمتها ليست بما يرتسم على وجهها من جمال، بل بما تزرعه في محيطها من حبٍ وحنان، وبما تقدمه للمجتمع من عطاءٍ لا ينضب.

هي الأم التي تُربي أجيالاً على قيم الحرية والعدالة، هي الزوجة التي تدعم شريك حياتها وتقف بجانبه في السراء والضراء، هي الأخت التي تكون سنداً لأخيها في أوقات الشدة والرخاء، هي الصديقة التي تستمع وتنصح وتُخفف عن الآخرين همومهم وأحزانهم.

لكن رغم كل هذا العطاء، لا تزال المرأة تُعاني من جراحات الماضي، من تلك القوانين والأعراف التي تُحاول تقييدها وتحديد مكانتها. في هذا الزمن، يُصبح واجبنا كمجتمع أن نقف بجانب المرأة، أن نمنحها حقوقها الكاملة، أن نُزيل عنها كل تلك الأغلال التي تُعيق حريتها ونموها. علينا أن نُدرك أن تطور المجتمعات ورقيها لا يمكن أن يتحقق إلا بإعطاء المرأة المكانة التي تستحقها، بتمكينها من أن تكون هي نفسها، بكل ما تحمله من قدرات وأحلام وطموحات.

فيا ليتنا نُعيد قراءة التاريخ بعيونٍ جديدة، نرى فيها المرأة كركيزة أساسية لبناء الحضارات، لا كمجرد تابعٍ يُنفذ الأوامر. علينا أن نُدرك أن النهضة الحقيقية تبدأ من تحرير المرأة من كل تلك القيود الظالمة، وإعطائها الفرصة لتُبدع وتُساهم في بناء مستقبلٍ أفضل للجميع.

المرأة في زمن تُنهَش فيه، تُعلمنا درساً في الصمود والعطاء، تُرينا أن القوة ليست في الجسد، بل في الروح التي تأبى الانكسار، في القلب الذي ينبض بالأمل رغم كل الصعاب. إنها تُعلمنا أن الأنوثة ليست ضعفاً، بل هي سر الحياة وجوهرها، وأن تحرير المرأة هو تحريرٌ للإنسانية كلها.
إلى كل امرأة تجتاز دروب الحياة الوعرة، اعلمي أنكِ لستِ مجرد كيان مادي يتحرك في هذا الوجود، بل أنتِ تجسد روحاً أزلية تحمل أسرار الكون بين طياتها. تذكري أن جمالكِ يكمن في قوتكِ الداخلية، تلك القوة التي لا تُقاس بما يُرى بالعين، بل بما يُشعَرُ بالقلب. كوني كالنهر الذي يتدفق بحرية، لا تعيقه الصخور بل تزيده عزماً وإصراراً. لا تنسي أن في كل جرحٍ يكمن درسٌ، وفي كل تحدٍ يتوارى سر النمو والارتقاء. كوني أنتِ الفيلسوفة التي تكتشف معاني الحياة في خضم الفوضى، وكوني الشاعرة التي تكتب بأحرف من نور على صفحات الزمن. إنكِ الحلم والواقع، البداية والنهاية، فلا تتوقفي عن البحث عن ذاتكِ الحقيقية وسط هذا العالم المتغير.



#هيفين_عمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة المرأة في مواجهة العزلة والخذلان: من الضعف إلى القوة
- إمرأة ثائرة ..
- الرجولية الذكورية صناعة دينية
- الزواج القسري ..
- المرأة وجسدها : قوة الاستقلال والتقبل الذاتي
- تاريخ وتقسيم كوردستان: فهم العوامل التاريخية والسياسية وراء ...
- تحاكم الدين و السياسة
- العبودية الذكورية للمرأة
- مطلَّقة
- الإنسان عدو نفسه.
- طفولة مغتصبة ( زواج القاصرات)
- النرجسية...
- المرأة . الطلاق . الشرق .


المزيد.....




- الشرطة تحظر النشر.. اغتصاب فتاة في تل أبيب وصحفي مستقل ومنصا ...
- بالحرم النبوي..امرأة تصفع رجل أمن والاخير يرد عليها بصفعتين+ ...
- كيفية التقديم على منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر والش ...
- فرصة مميزة لنساء الجزائر.. رابط التسجيل في منحة المرأة الماك ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 20205 الجزائر ...
- مزيد من الاطفال الشهداء اثر تصعيد وحشي لجرائم القتل والإبادة ...
- لماذا تستثمر النساء بشكل مختلف عن الرجال؟
- السعودية.. تكهنات حول جنسية المرأة التي صفعت رجل أمن في الحر ...
- ما هي شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت لعام 2025 ...
- فنانة مصرية شهيرة تعلن اعتزال الغناء وارتداء الحجاب (فيديو) ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفين عمر - -زهرة الصمود في صحراء القيود: المرأة في زمن الجراح-