|
قراءة علمية في أفضليات الوظيفة الطبيعية للمرأة
نبيل حاجي نائف
الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 10:36
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
إنها المسؤولة عن بقاء واستمرار النوع، فالأنثى هى التى تقوم بغالبية الوظائف التى تحافظ على استمرار النوع "الحمل والولادة وتربية وحماية الأولاد.."، وهى المجهزة لتأدية هذه الوظائف، ودور الذكر مكمل ومساعد.
والأنثى بشكل عام أكثر كفاءة من الذكر بل هى الأقوى فعلياً، ونحن نجد تأكيداً لهذا عند غالبية الكائنات الحية، وهناك شواهد كثيرة على ذلك، أما لدينا نحن البشر فالوضع اختلف قليلاً نتيجة حياتنا المختلفة عن باقى الحيوانات.
لقد أدى الصراع بين الذكور على الإناث لدى بعض أنواع الكائنات الحية، ونتيجة أمور أخرى إلى نمو القدرات الجسمية وزيادة قوة الذكر بشكل كبير فأصبح أقوى من الأنثى، فهى كانت تستهلك غالبية قدراتها فى الحمل والولادة وإطعام ورعاية أطفالها، وهى كانت تتحاشى الصراعات والمجازفات لذلك "ولكن عندما يتعلق الأمر بصغارها فعندها تكون أشجع من الذكر وأشد مخاطرة ومجازفة فهى تجازف وتضحى حتى بحياتها".
لقد تفوق الذكر على الأنثى ببعض القدرات وبشكل خاص القوى الجسمية، وسيطر بذلك على الإناث، أما فى باقى المجالات فبقيت الأنثى الأقدر وهى المسؤولة.
ونحن إذا دققنا فى أى شكل للتزاوج وشكل الأسرة عند أى نوع حيوانى ، فإننا نجده مكيفا ومتفقا مع الأوضاع التى يعيشها أفراد هذا النوع، ولكن دوماً يظهر دور الأنثى الهام والأساسى .
فهناك تعدد الزوجات مثل قطعان الماشية مثلاً، والطيور التى لا تطعم صغارها مثل الدجاج وغيرها....
وهناك التزاوج بين ذكر وأنثى واحدة فقط والبقاء معاً لإنجاب وتربية الصغار مثل الطيور التى تطعم صغارها كالعصافير، وبعض الأنواع الأخرى.
وهناك التزاوج ثم الافتراق والأنثى هى التى تربى الأولاد مثل الكثير من اللبائن من المخلوقات، وبالنسبة للدب البنى والدب القطبي، على سبيل المثال، نجد الأم" الأكثر عناية ورعاية وحماية واهتماما بأولادها فهى تهتم بكافة أمورهم لمدة سنتين، وكذلك الفيلة. وبالنسبة لهذه الأخيرة فالإناث تربى الأولاد وتبقى الذكور خارج مجموعة الإناث.
وهناك نظام قطعان الذئاب والأسود والضباع، فالإناث جميعها تهتم بالصغار. وهناك نظام الخلية ووجود الملكة عند النحل والدبابير والنمل. وهناك طرق أخرى لدى الأسماك والأحياء المائية والبحرية وفى بعضها لا يلتقى الذكر بالأنثى بل مع البيض فيلقحه. فالتزاوج لدى الكائنات الحية والإنجاب ورعاية الصغار، يمكن أن تتم فى الكثير من الأوضاع المختلفة، ويمكن أن يحدث تعديل وتطور فى هذه الأوضاع يراعى تغير الظروف ويتكيف معها، و بالنسبة للثدييات يستحيل أن تعيش صغارها دون أمها أو أنثى بديلة لها.
الأنثى، والأنثى الأم
يظهر الفارق بين الأنثى والأنثى الأم بوضوح عند النحل والنمل. فهناك الأم أو الملكة وهناك العاملات وجامعات الرحيق. وبالنسبة للثدييات، فان الأنثى الأم تختلف عن الأنثى غير الأم.
ولوحظ فى الثدييات أن الحمل والولادة يغيران بنية الدماغ مما يجعل الأم أكثر اهتماما بصغارها وأحسن رعاية لهم وحتى أكثر ذكاءً. إن الأمهات يُصنعن ولا يولدن أمهات. وفى واقع الأمر فإن إناث الثدييات كافة، بدءا من الجرذان والنسانيس إلى البشر، يعانين تغيرات وظيفية وسلوكية فى أثناء الحمل والأمومة. فالأنثى التى كانت ذات يوم كائناً موجهاً إلى ذاته بقدر كبير ومكرساً نفسه لاحتياجاته، تصبح كائناً محور اهتمامه رعاية أولاده وحمايتهم وتنميتهم.
أظهرت الأبحاث الجديدة أن التموًجات الهرمونية المثيرة التى تحدث أثناء الحمل والولادة والإرضاع يمكن أن تعيد نمذجة دماغ الأنثى بحيث تزيد حجم العصبونات فى بعض المناطق وتحدث تغيرات بنيوية فى مناطق أخرى منه.إن بعض هذه المناطق يضطلع بتنظيم سلوكيات أمومية، فى حين تضطلع مناطق أخرى بضبط الذاكرة والتعلم والاستجابات.وقد أظهرت تجارب حديثة أن الجرذان الأمهات يفقن العذارى فى اجتياز المتاهات واصطياد الفرائس.
ويبدو أن هذه الفوائد المعرفية تصير أكثر ديمومة عند الجرذان الأم. ومع أن دراسات هذه الظاهرة قد ركزت حتى الآن على القوارض، فمن المحتمل أن إناث البشر يجنين كذلك فوائد عقلية طويلة الأمد من الأمومة.
كما أن الملاحم والأساطير والصور والتماثيل وما إلى ذلك من نقوش ومرويات مما آل إلينا من حضارات قديمة تزخر كلها بمعطيات جمة عن المرأة الأم وحالها ومنزلتها العالية. وكان الأقدمون يعبدون ما كانوا يرونه حولهم فى الكون من قوى وعظائم، وبعضهم عبدوا الأنثى المنجبة أو الأم وقدسوها وأحلوها فى أرفع المنازل، فهى رمز الخصب ومنبع العطاء، وهى التى تملك القدرة على الخلق. وإذا أوغلنا على صعيد آخر، فى خلفية ما ينطوى عليه مفهوم الأمومة عند الإنسان القديم تبدت لنا علاقة وثقى بين الأم والأرض. ومن أصول المعبودات القديمة كما يرى ماكس مولر، الاعتقاد بالأرض وعناصر الخصوبة فيها، فقد ربط الإنسان القديم سر خصوبة لدى المرأة بسر الخصوبة فى الأرض، لذلك عبدت الأرض بوصفها أماً.
لقد قيل الكثير الكثير عن الأم، وكل منا مؤمن أن الأم هى المعطى والواهب الأول لأولادها، وهى مربيتهم وصانعتهم، وهى تورثهم لغتها وعقائدها وقيمها وعاداتها وأفكارها. ونادرا جدا من لا يحب أمه أو لا يعتبرها المرأة الأولى فى العطاء والحنان والمسامحة والتضحية. وتبقى عواطف وانفعالات الأنثى وبالذات الأم أكبر بكثير من عواطف وانفعالات الرجل، ودماغها يختلف فى هذه النواحى عن دماغ الرجل.والأنثى الأم محافظة وحذرة ولا تغامر أو تجازف.
لماذا الرجل والمرأة مختلفان ؟
هناك فروق بين الرجل والمرأة نتيجة اختلاف دور كل منهم فى عملية التزاوج والإنجاب ورعاية وتربية الصغار، وهذه الفروق ناتجة عن اختلاف وضع كل منهم فى عملية التزاوج والإنجاب وتربية الأطفال، وأيضاً ناتجة عن الظروف الحياتية والاجتماعية الموجودة. فتأمين مستلزمات تكوين واستمرار الأسرة وتنشئة الأطفال ورعايتهم تفرض على الرجل والمرأة تأثيرات وقوى وبالتالى تصرفات مختلفة، تؤدى إلى اختلافات أساسية فى خصائص كل منهما.
فعملية الحمل والإنجاب التى تقوم بها المرأة تجعلها مختلفة عن الرجل فى عدة خصائص جسمية ونفسية، وكذلك تنمية ورعاية الأطفال الصغار الذى تقوم به المرأة بشكل أساسي.
فهو فرض عليها أن تملك خصائص جسمية ونفسية وتصرفات مناسبة لذلك، والأمومة الفزيولوجية والنفسية والعاطفية من أهم هذه الخصائص، وكذلك التدبير والاقتصاد والصبر والتصميم والاستمرارية وعدم الاندفاع والحرص وعدم المغامرة أو الاندفاع... وكل ما يلزم للإنجاب وتنمية ورعاية الأطفال.
وأنانية المرأة أقوى من أنانية الذكر لأنها هى التى تحمل العبء الأساسى فى التوالد وتربية الصغار واستمرار النوع، وهى مدفوعة وموجهة للجمع والاستفادة من المواد والقدرات المتاحة من أجل الولادة وتربية الأطفال، وهذا ما جعل تسلسل الأفضليات بالنسبة للمرأة يختلف بشكل أساسى وكبير، عن تسلسل الأفضليات عند الرجل، ومن هنا نشأ الاختلاف الكبير بين الرجل والمرأة.
فتوظيف الموارد والقدرات المتاحة عند الرجل يختلف بشكل كبير، عن توظيفها عند المرأة، والدافع الجسمى والنفسى والفكرى للسعى للتزاوج عند المرأة يختلف عن دافع الرجل بشكل واضح وكبير، وكذلك الدور فى عملية التزاوج يختلف بشكل كبير بين الرجل والمرأة، مع أن الهدف واحد وهو إتمام عملية التزاوج وتربية الصغار وبقاء واستمرار النوع.
إن هذه الفروق هى التى جعلت تفكير المرأة يختلف عن تفكير الرجل، لاختلاف الوظيفة، واختلاف الأفضليات والدوافع وبالتالى المعانى عند كل منهما، فآليات التفكير واحدة والقدرات تقريباً واحدة، ولكن التوظيف مختلف.
وبالنسبة للذكاء، صحيح أن حجم الدماغ عند الرجل أكبر، وهذا يعنى قدرة تفكير لديه أوسع، ولكن القوى المحركة، والخصائص الجسمية والفكرية الموظفة لدى المرأة تكون أكبر وأفضل، فالقدرات العقلية المتاحة لها كافية لكى تتفوق على الرجل، حتى فى المجالات الفكرية التى يظن الرجل أنه متفوق بها.
ولكن فى الأزمات والظروف الصعبة التى تستلزم استنفار كافة القدرات الجسمية والعقلية، يظهر تفوق قدرات الرجل العقلية والجسمية، كما فى الحروب وغيرها، لأنه فى تلك الأوضاع يستنفر ويوظف كامل قدراته الجسمية والفكرية.
وقد نشأت فروق أخرى بين الرجل والمرأة نتيجة الحياة الاجتماعية والعلاقات والتصرفات التى تنشأ نتيجتها، وهذه الفروق جسمية ونفسية وفكرية وثقافية، وهذه الفروق تورث اجتماعياً وهى تختلف من مجتمع لآخر، وهى تخضع للتطور مثلما تخضع الفروق الفزيولوجية، ولكن تطور الموروثات الاجتماعية أسرع بكثير من تطور الموروثات الفزيولوجية.
والمهم تحديد الفروق الفزيولوجية أولاً، لأنها هى الأساس ويصعب تغييرها، ثم تحديد الفروق الناتجة عن الحياة الاجتماعية، وهذه يمكننا تعديلها وتطويرها، ضمن حدود قدراتنا والمعلومات التى نملكها، مثال على ذلك:
البنت الصغيرة التى تؤخذ من مجتمع عربى مثلاً، وتربى فى مجتمع غربي، سوف تختلف تصرفاتها وثقافتها عن البنت العربية، وتكون الفروق أكبر إذا ربتها أسرة غربية.
ويمكن اعتبار الرجل و المرأة جنسين مختلفين، وذلك لكبر اختلاف دوافع وغايات وتقييمات وأفضليات كل منهم، والمرأة تدرك هذا وتستطيع أن تفهم الرجل، ولكن يصعب على الرجل فهم المرأة.
والمرأة ليست الأضعف، لأنها نادرا ما تفشل فى تحقيق غاياتها وأهدافها. وهى غالباً أقدر من الرجل فى الإدارة والحكمة والمثابرة والاستمرارية "النفس الطويل" هذا فى حالة عدم وجود حروب وصراعات كبيرة فهى تتحاشاها إلا فى الأمور الهامة بالنسبة لها مثل الأمور التى تتعلق بصغارها وأسرتها، فهى تفضل تحاشى المجابهة والصراع.
المرأة تسعى وتبحث عن زوج يحقق لها دوافعها وأهدافها، وبالذات رعايتها ورعاية أطفالها، وهى غالباً تنجح فى ذلك.
المرأة تأخذ من الجميع لتعطى أولادها وأمها لذلك هى تظهر غالباً أنانية، وهى فعلاً أنانية إذا لم تنجب لأنها تسعى للأخذ من الجميع وتعطى قليلاً.
واللذة الجنسية ليست الهدف الأول لسعى المرأة للرجل "وهى تحب بقوة" بينما الرجل يسعى للمرأة من أجل الجنس والحب بشكل أساسي.
والغالبية العظمى من الرجال المتزوجين يعانون من زوجاتهم، لأنهم يدركون بعد فوات الأوان أنه تم اختيارهم بهدف تحقق أمور ليست مهمة بالنسبة لهم كثيراً، لذلك تظهر غالباً صفقة الزواج بالنسبة للرجل خاسرة، وذلك على عكس المرأة التى كلما طال زواجها كلما زادت ارتباطا بزوجها وتمسكا به.
فالمرأة مبرمجة ومجهزة بيولوجياً وغريزياً ونفسياً لذلك، فهى المسؤول الأول والأساسى عن استمرار النوع وعن جمع مقومات بقائه.
وهناك رجال يهتمون بالأسرة والأولاد أكثر بكثير من اهتمام بعض النساء.
فالأم تورث قيمها وعاداتها لبناتها وأبنائها، وليس لبناتها فقط، وكذلك كثير من الخصائص البيولوجية التى تمنح المرأة صفاتها كامرأة يمكن أن يحملها الرجل.
دماغ المرأة ودماغ الرجل
إن سلوك الكائنات الحية وإدراكها يتمركز فى الدماغ، وسلوك الإنسان وإدراكه يتناسب مع حجم دماغه، لكن تعقيد هذا السلوك ليس متناسبا دائما مع حجم الدماغ. وبشكل إجمالى الدماغ عند الذكر أكبر منه عند الأنثى، ولكن الدماغ ليس كلا كاملا، بل هو مجموعة من الأجزاء، كل جزء يختص بوظيفة محددة.
هناك أجزاء من الدماغ فى الذكر أكبر من الأنثى، وبالمقابل هناك أجزاء من الدماغ فى الأنثى أكبر من الرجل، وحجم الجزء ينعكس على سلوك الكائن.
فالإنسان عموما مركز الإبصار لديه أكبر بكثير من مركز الشم، لذلك نجد أن أهمية البصر أكبر بالنسبة إليه... بينما الفأر يكون مركز الشم فى دماغه أكبر بكثير من غيرها.
هناك منطقة فى الدماغ تسمى الـأميجدالا" وظيفة هذه المنطقة أو المركز، هو الاستجابة لكل ما يثير الانفعال، أى شيء يجعل نبضات القلب تزداد كالخوف والترقب والحنين، وحين يستثار إنسان يقوم الدماغ بالتهدئة عن طريق إفراز جزيئات تحمل إشارات التهدئة، تسمى السيروتين" وكلما زاد تركيز هذه المادة كلما كانت قدرة الكائن أكثر على تهدئة الانفعال.
ولمعرفة ردة فعل الأميجدالا تحت الضغط النفسى عند كل من الذكر والأنثى ، أجريت تجربة على نوع من القوارض يعرف باسم الـديجو"، وهى حيوانات اجتماعية تعيش كمجموعات. تم فصل أحد الجراء عن أمها، وعزلها عنها تماما لفترة من الزمن، وبعد ذلك سمح لها بسمع صوت أمها وملاحظة نسبة تركيز السيروتين فى أدمغتها... وكانت النتيجة: أن الإناث اضطربت أكثر من الذكور.
وهناك منطقة أخرى فى الدماغ منها يدرك الإنسان المكان من حوله، ولها دور أساسى بقدرته على الحفظ وتثبيت الذكريات، تعرف هذه المنطقة باسم قرن آمون". وهذه المنطقة أكبر عند الإناث، وقد يؤثر حجم هذه المنطقة على سلامة التحرك وأمانه وهذا يمنحهم تفوقا باللياقة "الجمباز وغيره من الحركات" أو الكلام، على الرجال نستطيع معرفة أهمية هذا الفرق فى التالي:
لو أتينا بطائرتين وسلمنا الأولى لذكر والثانية لامرأة. الرجل فى قيادته يميل لتقدير المسافات والتعرف على المحيط من حوله مما يجعله يعتمد على تقديراته فى القيادة. وعندالمرأة لوحظ العكس فهى تتقيد بالعلامات والأجهزة، هذا الفرق لوحظ، أيضا، لدى الفئران فى لعبة المتاهة. تجارب كثيرة أجريت على قرن آمون" من نتائجها: أن الصدمات النفسية تحفز الذكور على التعلم، بينما تقلل الضغوط النفسية من قابلية الإناث للتعلم، وكذلك الأنثى أكثر جلدا على مقاومة الصدمات من الرجل.
أبحاث كثيرة تجرى على الفروق الدماغية بين الجنسين. منها أن الذكور يتذكرون الأجزاء المركزية من الحوادث المفجعة التى مرت عليهم. بينما تترسخ فى الإناث الأجزاء التفصيلية، وحين تذكر هذه المشاهد يعمل الجزء الأيمن فى الرجل ، وفى المرأة يعمل الجزء الأيسر.
مثل هذه البحوث لا تجرى للتندر والترف بل يبنى عليها قضية مهمة. فنتيجة البحوث التى تتعلق باختلاف تعامل الجنسين مع الصدمات أدت إلى أن يأخذ الطبيب جنس مريضه بعين الاعتبار عندما يصف علاجا لهذه الصدمات. فعلاج الأنثى لا يؤثر على الرجل.
أيضا نتيجة هذه التجارب، اكتشف أن الأنثى أكثر قابلية للإدمان من الذكر، فالمواد المخدرة تزيد من إفراز مادة فى الدماغ تبعث السرور للمتعاطي، هذه المادة يزيد إفرازها لدى الإناث أكثر من الذكور.
وبالنسبة إلى أن النساء تنسى أو أن ذاكرتهم أضعف من ذاكرة الرجال فهذا غير دقيق أبداً. بل بالعكس ذاكرة النساء فى الأوضاع المعيشية وفى باقى الأمور أيضاً هى غالباً أفضل وأدق من ذاكرة الرجال، وهم محافظون أكثر وأفضل إدارة من الرجال فى غالبية الأمور.
صحيح أن هناك فروق بنيوية وكيميائية ووظيفية أساسية وهامة بين دماغ الرجل ودماغ المرأة، وكذلك هناك فروقا أساسية بالدوافع والاهتمامات عند كل منهما، ولكن هذه الفروق تعزز فاعلية كل منهم فى القيام بدوره فى الحياة. من هذا كله نجد أن الفروق بين الذكر والأنثى تتجاوز الاختلاف فى السلوك أثناء التزاوج.
الوظيفة الأساسية لوجود الذكر والأنثى
إن تربية الأولاد والعناية بهم ليست هى الوظيفة الأساسية لتشكل الذكر والأنثى كما يظن فى بادئ الأمر. فالوظيفة الأساسية أهم من ذلك بكثير، لأنه يمكن لفرد واحد إنجاب وتربية الذرية، ونجد أمثلة على ذلك لدى الكائنات التى تتكاثر دون تزاوج أو الكائنات ثنائية الجنس. فالمهمة الأساسية من وجود الذكر والأنثى هى مزج وتوزيع الجينات الوراثية مع الاحتفاظ بأكبر كمية من الجينات المختلفة موجودة ضمن النوع، منتشرة بين أفراده ، بشكل يحقق هدفين معاً.
وفى نفس الوقت يتم المحافظة على كافة هذه الجينات وخصائصها، حتى الجينات الطافرة والتى تكون غير خطرة ، وذلك بنسخها بدقة، وهى تبقى موزعة بشكل عشوائى ومختلف على كافة أفراد النوع، فعدد هذه الطفرات تتراكم وتصبح كبيرة جداً ولا يمكن أن يحملها فرد واحد، وبقاء هذه الطفرات هام جداً لبقاء وتطور النوع فى ظروف وأوضاع متغيرة باستمرار. فهاتان الوظيفتان مزج وخلط الجينات، وحمل الطفرات غير الخطرة، تمكن النوع من التكيف والبقاء مع وجود كمية كبيرة من التغييرات فى البيئة والظروف، وذلك نتيجة وجود المخزون الكبير والهائل من الجينات المختلفة "والتى تحقق الخصائص الجسمية والنفسية والفكرية المختلفة"، التى يمكن أن تلائم هذه الأوضاع، والتى تكون جاهزة للاستخدام، وموجودة لدى بعض أفراد النوع. وكلما استدعت تغيرات البيئة تصرفات أو قدرات أو خصائص جسمية جديدة يكون هناك أفراد يملكونها و مستعدة لهذه الأوضاع. لأنهم يكونون حاملين الجينات المناسبة للتعامل معها.
فالطفرات الجديدة لا تكفى فهى بطيئة الحدوث وغير كافية للتعامل مع الأوضاع المتغيرة، أى أن كافة الطفرات الغير قاتلة يتم الاحتفاظ بها، وتبقى محمولة ومحتفظ بها لدى بعض أفراد النوع، وتستعمل عند الحاجة إليها.فالانتظار لحصول الطفرة المناسبة للأوضاع الجديدة غير مجدي، فيجب أن تكون الطفرات جاهزة.
وتوجد هناك أنواع من الكائنات الحية مزدوجة الجنس نباتاً أو حيواناً ويمكن أن تلقح ذاتها، ولكن هذا لا يخلط الجينات بين أفراد هذا النوع فى هذه الحالة ويحد من كميتها، فكل نوع يحمل جينات متطابقة بين أفراده وهى محددة بالكمية التى يستطيع حملها فرد واحد، وهذا لا يساعد على التعامل مع الظروف المتغيرة للبيئة والأوضاع لقلة أنواع الجينات التى يحملها هذا النوع، وهذا يهدد بقاء هذا النوع فى حالة تغير الأوضاع بسرعة، لأن بعض الأوضاع تتطلب عدة أنواع من الجينات المناسبة للتكيف معها يحملها أحد أو بعض الأفراد، ولكنها غير موجودة ولا يمكن الانتظار لحدوث طفرة تنتج هذه الجينات.
#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضرورة الدين . ولكن
-
بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
-
ماذا أريد وماذا تريد وماذا يريد كل منا
-
ملاحظة على التفكير البشري
-
الدماغ الحوفي واللحاء والعلاقة بينهم
-
التشابه بين نظام الويندوز في الكومبيوتر وسبورة الوعي لدى الإ
...
-
أهم أعمال عقلنا لا زال يقوم بها الدماغ القديم
-
تأثير اللغة والإعلام علينا أكبر مما نتصور
-
الكيل بمكيالين
-
مفهوم الحرية وهل الإنسان حر 2
-
التكوين الشبكي وتشكل الوعي
-
ما هو مفهوم الحرية , وهل الإنسان حر ؟
-
تأثر الأحاسيس والأحكام بالتوقع والترقب والآمال
-
الدوافع البشرية
-
النقود صفاتها وخصائصها
-
السلعة صفاتها وخصائصها
-
التصنيف من آليات عمل العقل الأساسية
-
الغائية والتخطيط
-
الصفقة غير المنتهية أو الصفقة غير المنجزة
-
أسباب ودوافع المبادلات بين البشر
المزيد.....
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|