أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ضياء الدين ميرغني الطاهر - الحرب علي غزة وتاثيرها علي الواقع السياسي العالمي















المزيد.....

الحرب علي غزة وتاثيرها علي الواقع السياسي العالمي


ضياء الدين ميرغني الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 8056 - 2024 / 8 / 1 - 02:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يستطيع أي إنسان سليم العقل والقلب أن يتابع ما يجري في عملية الهولوكست الصهيوني تجاه الفلسطينيين الآن ، دون أن يتملكه الغضب الشديد ، وبالتحديد من موقف حكومات الغرب الذي يدعــي الحضارة والديمقراطية وحقوق الانسان . وربما يسعد الإنسان بعض الشئ ، لموقف المواطنيين الغربيين وبالأخص الطلاب ، من حرب الإبادة التي تشنها دولة العدو الصهيوني.
فها هي غزة تصطحب الضمير الإنساني الحي لكل شعوب العالم وتوقظهم من سباتهم العميق ، بعد تشويش الروْية والتي عمل الإعلام الغربي عليها طيلة العقود الماضية. والتي حاول فيها قلب الحقيقة الي نقيضها، وهذا هو الجديد في هذه المعركة.
إذن نحن أمام وضع جديد في قضية الصراع الفلسطيني والعربي من جهة ، وبين دولة العدو الصهيوني ومن يدعمه من جهة أخري . ولا يمكن أن نقرأ ما يحدث الآن ، دون أن نستبين الموقف السياسي العالمي والإقليمي وبالضرورة الموقف القومي العربي العام. كما لا يمكن أن نقرأ الوضع العام دون معرفة المرجعية الفكرية للقوي السياسية في المنطقة العربية تجاه القضية الفلسطينية بالإضافة الي تمرحل الموقف الرسمي للدول العربية.
من خلال احدث المواقف في الفترة الماضية ، يقول رئيس وزراء دولة العدو الصهيوني :- ( يجب أن لا تحدث حرب أهلية داخل الدولة العبرية). إذن فقد أحدثت الحرب علي غزة ، وضعا بالغ التعقيد داخل دولة العدو ، بعد أن فشل جيش العدو الإسرائيلي في تحقيق أهدافه من خلال هذه الحرب ، والتي يمكن وصفها بأنها حرب إبادة إنتقامية نتيجة لما احدثته عملية طوفان الاقصي والتي قادها بإحترافية كبيرة فصيل واحد من فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة في 7 أكتوبر 2023, ردا علي الإنتهاكات المتكررة من جانب دولة العدو الصهيوني.
وبذلك تتحقق مقولة الأستاذ ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث العربي الإشتراكي عليه رحمة الله :-(إن فلسطين لا تحررها الحكومات, بل يحررها الكفاح الشعبي المسلح). وهو مدخل مهم لقراءة الموقف العربي الرسمي والذي بات موقفا إستسلاميا بعد هرولتهم للتطبيع مع الكيان الصهيوني, والذي حدث بشكل متسارع وعلني بعد غزو العراق الذي كان السند الوحيد تقريبا للقضية الفلسطينية قولا وفعلا وكذلك إسقاط عدد من الإنظمة العربية ذات الصفة القومية . لقد بات موقف الحكومات العربية المهرولة والمطبعة مع العدو الصهيوني منصاعا لتنفيذ المخططات الصهيونية علي حساب القضية المركزية للامة العربية وهي قضية فلسطين دون خجل او موارة .
وبذلك لايمكن لاي ثائر عربي او بعثي تحديدا ان يكون جزءا من الحزب وعقيدة البعث دون ان يكون مؤمنا بخيار الكفاح المسلح ، ناهيك ان يكون قياديا فيه.
إن الحملة التدميرية والإبادة الجماعية الموجهة ضد الشعب الفلسطيني ، لا تستهدف البشر والشجر والحجر فقط ، بل تستهدف بأكثر من ذلك تحطيم النفسية العربية في الحاضر والمستقبل بشكل نهائى وذلك من خلال استصناع ابطال تتوق اليهم شعوب المنطقة العربية بعد أن بلغ بهم اليأس مبلغه . ثم كسرهم او انكسارهم بما يزعزع الأمل نهائيا في عهد جديد للبطولة العربية وإحياء العروبة المخذولة.
يخطئ من يظن ظنا حسنا في الفرس او في من يوالونهم . وذلك بالرجوع الي تاريخهم القديم والحديث ودورهم الكبير في محاربة أي اتجاه للنهضة العربية المعاصرة.(1)
هذا الأمر تثبته السياسة الإيرانية في مختلف عهودها وتوجهاتها سواء كانت ليبرالية ام إسلاموية ، ولكنها جميعا لم تخرج من إطارها الامبريالي وتبعيتها للسياسة الامريكية الصهيونية ومخططاتها في المنطقة العربية خاصة .
إذن فكل مظاهر العداء والصراع ضد العدو الصهيوني من جانب ايران ومن يوالونها هو مجرد فلم هوليودي سيثبت إن عاجلا ام آجلا ، عن حقيقة مراميه الحتميّة .
غير بعيد عن ذلك يعبّر العِواء الصهيوني المتناغم مع أمريكا وحكومات اوربا ، في الرد علي الفعل العسكري الرفيع الذي قامت به بعض الفصائل المقاومة الفلسطينية ضد أعتي جيوش المنطقة والعالم كما يشاع ، يعبّر عن عدم إبتلاع أحداث السابع من أكتوبر 2023 والقبول به.
وقبل أن تخسر دولة العدو المعركة الحربية ، خسرت ومعها كل حكومات الغرب التي ايدت العدوان علي غزة ، أي مظهر للقيم الكاذبة التي كانوا يدّعونها في الديمقراطية وحقوق الإنسان وإدعاء تمثيلهم للعالم المتحضر. ليقودوا حرب إبادة للشعب الفلسطيني تغيب عنها كل قواعد الحرب والإشتباك المعروفة في الحروب.
وفي المقابل ايقظت حرب غزة الضمير الإنساني العالمي في كل بقاع الأرض شعبيا ، حتي في اواسِط مجتمعاتهم نفسها. واعادت للقضية الفلسطينية لوهجها وبريقها بعد أن حاولوا أن يطفِئؤها بكل ما اؤتوا من قوة وبمختلف الوسائل .
وكما فضحت الحرب علي غزة أنظمة الغرب الأوربي وعرّت منطلقاتهم ، فضحت أيضا حلفائهم من الأنظمة العربية العلنية والمستترة. وبرغم الموقف الشعبي المناقض للموقف الرسمي العربي ، الا أنه لم يرتقي حتي الآن لمتطلبات المرحلة التي يحتاجها الدعم الشعبي لفلسطين حتي يتغير الموقف العالمي تجاه الحرب علي غزة والقضية الفلسطينية برمتها .
تاثيرات حرب غزة المباشرة علي الواقع السياسي العالمي:-
علي الولايات المتحدة الامريكية :-
لقد بات من شبه المؤكد خسارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للانتخابات القادمة قبل ان تبدأ . وذلك ما يعززه طلب كثير من أعضاء حزبه (الحزب الديمقراطي ) له ، بالإنسحاب من سباق الرئاسة وعدم ترشيح نفسه بسبب حرب غزة ولأسباب اخري. والمعروف ان جو بايدن هو اكثر داعمي الحرب علي غزة من خلال دعمه المباشر لرئيس وزراء دولة العدو الصهيوني نتن ياهو . فحين كان بايدن يمنّي نفسه بدعم اللوبي الصهيوني له في الانتخابات القادمة ثمنا لموقفه البائس من حرب غزة، فضحت المظاهرات والاعتصامات التي عمّت العديد من الجامعات الامريكية ، ومطالبتها بقطع العلاقات مع المؤسسات التعليمية في الكيان الصهيوني ، حقيقة الديمقراطية الامريكية وعالمها المتحضر. وفضحت كذلك هشاشة الصراع السياسي والمجتمعي في أمريكا ، وإمكانية ان يتحول لصراع دامي كما اثبتته محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وعدم استبعاد قيام حرب اهليه في أمريكا.
علي الكيان الصهيوني :-
وغير بعيد عن ما يحدث في الواقع السياسي الأمريكي ، يعاني الوضع السياسي داخل دولة العدو من وضع شبيه . حيث يعاني رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني وحكومته، من معارضة قوية تطالبه بالتنحي وتحمّله مسؤولية ما حدث في 7 أكتوبر ومطالبته بالوصول الي إتفاق عاجل بخصوص ازمة الرهائن والإفراج عنهم بعد أن فشلت جميع الوسائل العسكرية في ذلك وبعد ما احدثته من دمار فاق كل ما حدث في الحروب التي شهد العالم بشاعتها .
الا ان نتن ياهو يصّر علي الحرب وحدها كسبيل للخروج من مأزقه السياسي ولأنه يدرك ان انتهاء الحرب هو نهاية لمسيرته السياسية ومواجهة مصيره المحتوم. وفي نفس الوقت فإن إستمرار الحرب في غزة مع استمرار ازمة الرهائن ، يشكّل بوادر انشقاق حاد في المجتمع الإسرائيلي ، مما جعل رئيس وزراء دولة العدو يحذّر من ان يتسبب ذلك في حرب اهليه وسطه مما يهدد بزوال دولة العدو الصهيوني .
في مقابل ذلك تتماسك اللُحمة الفلسطينية بصمود اسطوري رغم الدمار الهائل والتضحيات الجسام التي احدثتها حرب الإبادة الانتقامية ضد كل مواطني غزة والضفة الغربية .
علي الواقع البريطاني والفرنسي :-
وكذلك كانت للحرب علي غزة تأثيرات مباشرة يشهد عليها ما حدث في واقع السياسة البريطانية والفرنسية حينما سقط رئيس وزراء بريطانيا ريتشي سوناك وحزبه الداعم للكيان الصهيوني ، سقوطا داويا في الانتخابات البريطانية ، وصعد الي المشهد السياسي حزبا ذو توجهات ليبرالية لأول مرة بعد أن سيطرت علي المشهد السياسي لفترة طويلة من الزمن تبادل السلطة بين حزبي المحافظين والعمال. وبالرغم من الحديث عن أثر محدود لحرب غزة علي الانتخابات البريطانية ، فإن الاخبار المؤكدة تتحدث عن فوز ما لا يقل عن أربعة من النواب المستقلين نتيجة لموقفهم المباشر بالضد من الحرب علي غزة ، وكذلك عدد من نواب حزب العمال البريطاني نتيجة لذات الموقف من حرب غزة.(2)
اما في فرنسا فقد ارتفعت الاعلام الفلسطينية الي جانب الاعلام الفرنسية في مشهد بديع في ساحة الحرية بباريس بعد سقوط الحزب اليميني الذي كان متقدما في الجولة الأولى فيما حل التكتل الاشتراكي في المركز الأول ، واحتل حزب ماكرون المركز الثاني . وكان اثر الموقف من حرب غزة واضحا ومباشرا في الانتخابات الفرنسية بأكثر من أي واقع آخر .
فبينما كان الحزب اليميني الفرنسي داعما لدولة العدو في هذه الحرب ومدافعا عنها بالتناغم مع موقف الرئيس الفرنسي ماكرون ، كان لكتلة فرنسا غير الخاضعة موقفا شديد الوضوح ضد حرب غزة وضد جرائم الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني . مما دعا الرئيس الفرنسي والحزب اليميني لإتهامهم بمعاداة السامية . ولذلك جاء فوز الكتلة الاشتراكية مفاجئا وساحقا وذي مساس مباشر بما جري ويدري في الحرب علي غزة.
*(1) تعمل ايران علي شق وحدة الصف الإسلامي علي أسس طائفية وعقائدية ومحاربة كل اتجاه قومي ولا زالت تحتل بعض الأراضي العربية من دولة الامارات والعراق بعد الغزو الأمريكي الخ...
*(2) قناة العربية والجزيرة وبعض وكالات الانباء
٢٥يوليو ٢٠٢٤
يتبع



#ضياء_الدين_ميرغني_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابعد من الكرة واقرب الي السياسة( ١)
- السيادينية وقصور التقدميين في مواجهتها
- ثورة اكتوبر السودانية ومأزق الازمة الوطنية الراهنة
- كيف نفهم حقيقة التغيرات العالمية الجارية و الصراع بإسم الديم ...
- نظرة نقديه للحركة القوميه ونموذج حزب البعث (السودان )
- انها انتفاضة الحسم والظفر ولكن ...
- الانتفاضة السودانية الجارية وأولوياتها
- عركي مناضلا ومبدعا وإنسانا
- مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهير ...
- تداعيات التشظي والإبحار عكس تيار الإنفصال
- الموقف الوطنى الصحيح بين المسئولية الوطنية والجنائية الدولية
- ثورات شعبية أم مخططات مجهولة المصدر والمستقبل
- التغيير المنشود والامل المفقود فى المنطقة العربية
- الهبة الشبابية فى السودان مران حقيقي من اجل غدٍ آتٍ سعيد
- نداء الوطن وواجب الساعة وحدة عادلة أو انفصال متحضر !! صرخة ا ...
- فاقان اموم فى حديث الصراحة والوضوح عن قضايا الوحدة والإنفصال
- السودان ومصر:


المزيد.....




- دبي.. إيلون ماسك يشعل تفاعلا بتعليق عن المدينة
- أولمبياد باريس 2024: المنشطات الجينية في مرمى نيران المنظمين ...
- -لماذا قتلوه؟-.. شاهد كيف يرثي فلسطينيون إسماعيل هنية بعد عم ...
- لبنان أمام مجلس الأمن: إسرائيل تسعى إلى حرب إقليمية
- موسكو: اغتيال هنية هدفه منع وقف إطلاق النار في غزة
- حريق غابات ضخم في ألبانيا يجبر الزوار على الفرار
- تصاعد المخاوف من اتساع رقعة الصراع، وخامنئي وجه -برد مباشر- ...
- مادورو يتحدى إيلون ماسك بـ-نزال- في كاراكاس
- سفير إيراني سابق: اسرائيل قتلت هنية لتقضي على آمال التقارب ب ...
- علي خامنئي يصلي على جثمان إسماعيل هنية في جامعة طهران


المزيد.....

- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ضياء الدين ميرغني الطاهر - الحرب علي غزة وتاثيرها علي الواقع السياسي العالمي