|
عراق مابعد غرب/ ملحق3
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8055 - 2024 / 7 / 31 - 16:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ترافق انبجاس الالة مع ظاهرة قصورية وعجز ادراكي عقلي ستكون اليوم ومن هنا فصاعدا الكارثة الكبرى، لابل الاكبر التي يضطر الكائن البشري للعيش في كنفها، يعاني وطاتها المدمرة، فالغرب الذي ظهرت الالة بين تضاعيفه وفي مجاله، بدا عاجزا عن ان يواكب الحدث الانقلابي الحاصل بين ظهرانيه، او يتلمس منطوياته وحقيقة مايترتب عليه على مستوى المجتمع وبنيته ومايطرا من ساعتها على مساره، فلم ير العقل الغربي ساعتها الا التعاقبية المجتمعية من اليدوية الى الالية، من دون تحري الاحتمالية الانقلابيه الاعمق الحاصلة من وقتها، فضلا عن الاقتراب من احتمالية ان يكون الانتقال الالي هو بالاحرى تغير في النوع المجتمعي. ومع التحول من المجتمعية نتاج وحدة وتفاعلية ( البيئة/ الكائن البشري)، ننتقل اليوم الى ( البيئة ـ الكائن البشري / الالة) فندخل عصرا اخر من التشكل المجتمعي، الالة فيه عنصر ثالث من خارجة ومختلفة عنه نوعا وفعلا، بما يقلب البنية المجتمعية ويتجه بها نحو شكل صيرورة وبنيه اخرى مختلفة، تصل عند نهاية المطاف الى "مابعد مجتمعية"، ومن الجوانب التي يعجز العقل الغربي عن ملاحظتها قصورا، طبيعة العنصر الجديد وماينطوي عليه من ممكنات تبدل خلال الاصطراع الحاصل بينه وبين المجتمعية الاساس/ اليدوية، بما ياخذه من المحطة الاولى "المصنعية" الى "التكنولوجية"، وصولا الى المحطه الاخيرة العليا تكنولوجيا، اي " التكنولوجيا العليا" اللاارضوية/ العقلية. هذا يعني ان الالة يوم تحضر فان شكلا من التحولية غير مالوف، ولابالامكان مقاربته ادراكا، يحضرمع الاصطراعية الناشئة المتضمنه انهاء المجتمعية الاولى، الحاجاتيه الجسدية كصيغة اجتماع اول غير نهائي، بحيث يتاكد وقتها بان الظاهرة المجتمعية الاولى بالاحرى هي ظاهرة غير نهائية ولا ابديه، بقدر ماهي محطة وفترة يمر بها الكائن البشري باعتباره هو اصلا كائنا متحولا، جاء من الحالة الحيوانيه ليمر بفترة "الانسايوانيه" الحاجاتيه الجسدية، قبل الانتقال الى "الانسان /العقل"، مع تحرر العقل من مخلفات واخر متبقيات الحيوانيه التي تبقى عالقة به ساعة انبثاقه وحضوره. كل هذا لن يستطيع "الانسايوان" الاوربي مقاربته فضلا عن ادراكه، فيظل على ماهو عليه من حيث الوعي بالانقلابيه المستجدة، يتعامل معها بماقد وجد محدودا بحدوده، فاذا بنا امام حالة انقلابيه /الية عقلية/ يقابلها مستوى اعقال وحدود ادراكية يدوية عائدة لزمن اخر سابق، مايدخل البشرية ضمن ظروف واشتراطات كوارثية متواصلة، هي نتاج تناقض الواقع وحركته المستجدة مع طبيعة وعيه، وكيفيات النظر اليه والتعامل معه، واذ تستخدم الاله في غير ماهي مهياة له ومتفقه معه، لتصير وسيله تسلط وحيازه قصوى تملكية للقدرات والامكانات، فان حياة البشرية تصبح اقرب الى الكوارثية المتواصلة بلا توقف، تحكمها منافسات انتاجوية المفترض ان اوانها انتهى، بجانب تكريس للكيانيات والوطنيات القومية بلا اساس عملي، بينما الحاصل والذي صار واقعا كضروره راهنه هو تعدي الكيانوية نحو "توحيد الجنس البشري"، وفي وقت تتوالى الحروب، ويجري تركيز الجهد على اسباب الدمار والقتل بهدف السيادة والتسلط، فان رؤية الكائن البشري المغلقة والمبعدة خارج حقيقتها الموضوعية، تصبح مجال اختلاط وفوضى متصله، وسير للاليات خارج الادراكية، بما ينذر بالذهاب الى حافة الفنائية. ان اسوأ فترة مرت على البشرية خلال تاريخها برمته قياسا للمكن الذي صار متاحا بالفعل، هي التي تبدا في اوربا مع انبجاس الاله، والاهم الاعظم ماساوية هو تاخر العقل عن اختراق التوهمية الضلالية الخطرة، الاليه الاوربية المعروفة بالحداثية الزائفة اليدوية الحاجاتيه الارضوية. بما انها توقف وتحصر نطاق الالة ومنطوياتها ضمن مقتضيات الجسدوية الارضوية، واضعه العقل في الاطار الجسدي وحدوده، فالسيارة والقطار والطائرة هي منجزات جسدية محكومة لاغراض الجسد بغض النظر عن الاختلافات، او القفزة الحاصلة مابين الحالة اليدوية اي الحمار والجمل والحصان كوسائل نقل، او القارب النهري مع مايلازمها من بنى تحتيه، ومدن ناطحات سحاب، مايحصر مفعول الالة عند الحدود المذكورة مادون ماهو متعد للنطاق الجسدي، الى العقلي كما هو المنطوى الفعلي للالة. والامر لهذه الجهه لايتوقف عند مجال بعينه، فنحن مع الالة عند بداياتها الاولى الارضوية الجسدية محكومون بسطوة الجسد الاحادي، ومع مايشيعه الغرب وقتها من اعلاء لمنجزات العقل المستجده في النظر للمجتمعات، مع ادعاء التوصل لماعرف باخر العلوم "علم الاجتماع " الا ان المسالة الاهم لهذه الجهه تبقى خارج النظر، يتوقف دونها العقل الارضوي الجسدي فلا يتعدى نطاق الاحادية المجتمعية الى الازدواج، ولايرد في البال احتمال ان تكون المجتمعات في الاصل "لاارضوية/ ارضوية"، بالمقابل يسقط من عالم الازدواج جانب اخر موصول عضويا بالمجتمعية وازدواجيتها، هو الازدواج البشري، فلايخطر على البال هنا ايضا كون الكائن البشري هو بالاصل والوجود ازدواج ( جسدوعقلي)، وانهما وحدة ليست واحدية، هذا علما بان دارون من انجب هذا الجانب الخفي من النظر في عملية النشوء يقرر ان الجسد، وان العضو البشري وصل قمه تطوره، وانه لم يعد يتطور، انما من دون ان يلاحظ بان العقل لاتسري عليه هذه القاعدة، وانه يظل يتطور بعد ظهوره منذ الانتصاب على قائمتين واستعمال اليدين، بعدما امضى ملايين السنين تحت الغلبة الكاسحه للجسدية الحيوانيه. ويبقى جانب مهم اخر، ذلك هو التنظيم الكيانوي الوطني القومي، والذي انتهى فعليا وصار من الماضي مع الاله، فبريطانيه الجزيرة المعزوله صارت امبراطورية لاتغيب عن ممالكها الشمس خارج ارادتها ووعيها، لانها لم تعد تستطيع بظل الراسمالية التعبير عن نفسها "كيانويا وطنيا"، لاهي ولاغيرها من الضواري الامبراليين القريبين منها ومن عينتها، هذا عدا مايخص النوع التنظيمي، ومايعرف بالديمقراطية والدولة المدنيه التي لاتمنع راسماليتها من احتلال غيرها واستغلاله، وحجب حريته وسيادته "الوطنيه"، والامر لهذه الجهه مثير بما خص ضرورة الدولة والحكم، عدا الذهاب لاختياره بدل القفر خارج نقيصة طلب الدولة الى مابعدها ويتجاوزها، ولمابعد الكيانوية القومية الوطنيه، ذهابا الى الكونية وتوحيد الجنس البشري، بما يحول كل الموروثات المجتمعية المتبقية من الزمن اليدوي، تلك المستعملة شكلا في غير اوانها وزمنها، الى عنصر خدمه لاولئك الذين بيدهم شؤون الانتاجية والحكم، والرغبة في السيطرة على العالم، بالتحكم باقتصاده ومصيره، بما يعظم نزعه الاحتراب والاضطرابيه القاتله، وشتى اشكال الجريمه بحق البشرية. ـ يتبع ـ عراق مابعد غرب/ ملحق 3أ والهوامش
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من ينظّرل-الدولة-المسخ اليوم؟/ ملحق2
-
الدولة غيرالمجسده واستحالة ماسواها/ ملحق1
-
لماذا يستعاد الخطاب الاستعماري الميت؟(2/2)
-
لماذا يستعاد المنظور الاستعماري الميت؟(1/2)
-
-الطوفان-وبداية الثورة الفلسطينيه المؤجله(2/2)
-
-الطوفان- وبداية الثورة الفلسطينيه المؤجله(1/2)
-
لزوم طي صفحة-الحداثوية الزائفة-/5
-
لزوم طي صفحة -الحداثوية الزائفة-/4
-
لزوم طي صفحة -الحداثوية الزائفه-/3
-
لزوم طي صفحة- الحداثوية الزائفة-/2
-
لزوم طي صفحة -النهضوية الزائفة-/1
-
على القوى الايديلوجيه ان تعلن هزيمتها/2
-
لماذا لاتعلن القوى الايديلوجية هزيمتها؟
-
برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/*2
-
برج بابل وبرج زايد.. امتان؟/1
-
اللاعراق واللاعالم/ ملحق 2
-
اللاعراق واللاعالم / ملحق1
-
تولد-الحركة الوطنيه العراقية-اولاعراق/6
-
تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/5
-
تولد-الحركة الوطنيه العراقية-او لاعراق/4
المزيد.....
-
يقدمون القرابين لـ-باتشاماما-.. شاهد كيف يعيش بوليفيون بمناز
...
-
انفجار هائل ثم حريق خارج عن السيطرة.. شاهد ما حدث لمنزل صباح
...
-
قتلى وجرحى فلسطينيين في خان يونس
-
ترامب ويطالب بضم كندا والسيطرة على قناة بنما
-
لافروف لـ RT: أحمد الشرع يتعرض لضغوط كبيرة من الغرب الساعي ل
...
-
فنلندا تحقق في دور سفينة أجنبية بعد انقطاع كابل كهرباء تحت ا
...
-
جثثهم تفحّمت.. غارة إسرائيلية تقتل 5 صحفيين في النصيرات بقطا
...
-
تركيا توجه تحذيرا لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا
-
صورة لـ-شجرة عيد الميلاد الفضائية-
-
-اتفاقية مينسك لم تكن محاولة-.. لافروف يقدم نصيحة لمبعوث ترا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|