أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - ورق الظلّ .. ورق الهمس














المزيد.....

ورق الظلّ .. ورق الهمس


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 07:41
المحور: الادب والفن
    


الهامسُ في المنفى الصاخبِ .. في غابةِ الصراخِ والعويلِ ، في وطنِ التذابح .. مترجم برتولد بريشت " حوارات المنفيين " والمؤلف لمجموعةٍ من " المخطوفات " التي سنأتي يوماً على ذكرِها بعد إقناعِه بتسديدِ السبّابة إلى الخاطفِ في زمنٍ لم نكن نعرفُ فيه الخطفَ والأسرَ والمصادرة ، الكاتب والمترجم يحيى علوان أقدمَ على ترجمةِ الروائي الغواتيمالي أوغستو مونتيروسو المُقل في عطائه المُكثر في العنايةِ اللغويةِ والمثير للجدل كما في " أيها القناع الصغير أعرفك جيداً " وهو كتابٌ صغيرٌ يحتلّ مكانةً خاصةً في أدبِ أمريكا اللاتينية الحديثِ ، على الأقل ، لما يتضمنه من إطلالاتٍ بهيةٍ ساخرةٍ سخرية هادئة وساحرة لما يتناول من موضوعاتٍ ذات أبعادٍ أسطوريةٍ تحتاجُ إلى معرفةِ القارئ بها . الكتاب كان قد تُرجم إلى لغاتٍ عديدةٍ منها الانجليزية والايطالية والبولونية والألمانية وفاز بعدة جوائز عالمية .
رشاقةُ الترجمةِ جعلتني أظنّ أنّ الكاتبَ مونتيروسو يعتني عنايةً فائقةً بلغته وهو يخاف الانزلاق إلى ما لا تحمد عقباه فتراه ينحتُ كلماتِه بصبرٍ وحذرٍ يصل عنده أحياناً إلى حدّ الرعبِ من اختيارِ المفردة وهو ينزع إلى التروّي في تناولِ مادته التي يعطيها حقَّها في نصٍّ أدبيٍّ بهيٍّ . الكتابُ مجموعةٌ من النصوصِ التي تنتمي إلى جنسٍ ولا تنتمي إلى جنسٍ أدبيٍّ ما ، فهي تكاد تكون قصصاً قصيرة وحكماً مستخلصة من مقالٍ وعِبراً مكثفة وحتى قصائد نثر .
صاحب الهمسِ وأنا .. ذات يومٍ حيرتنا تسميةُ " الهمس " حين استوقفتنا كثافةُ الرؤيا التي صُبّت في قالبٍ فنيٍّ من جملةٍ أو جملتين لتنفتحَ على عوالمَ أشكال لم تعرفْها الكتابةُ العربيةُ من قبل وحتى هذه اللحظة حسب معرفتي لم نقرأْ لغيرِه فلذلك أحسَّ بحاجةٍ لتعريفِ القارئ بهذا الشكلِ فراح مستدركاً في المقدمةِ ليقولَ : " إذا لم يكن لديك وقت ولم تكن مسترخياً ، اترك هذه الكلمات فلديها ما يكفي من الاصطبار كي تتحاور معك في وقت آخر "
نعم هي هكذا كتابةٌ صابرةٌ ومتحاورة ، حسب رأي يحيى علوان ، تدفع الجدلَ إلى مداه وترى فيه بحثاً عن الحقيقة فيقول : " النقاش غربال الحقيقة " و" الحقيقة لا تخاف القضاء " و " يوماً ما ستطفو الحقيقة على السطح ، مثل جثة غريق!" هكذا هو في بحثٍ دائمٍ عن المغيب والضائع .
أما عن العدالةِ فيقول : " ضرب من الصلافة أن يكون المرء محقاً على الدوام " وله أصداء خارقة في موضوعاتٍ جادّةٍ عن الحبِّ حين يتناول أحلامَ العاشقِ " كل ليلة يحلم أن يكون في أحلامها " أو" المرأة حصن يسهل الاستيلاء عليه من الداخل " . وحين يخوض في مجالِ الفكرِ والأدبِ والفنِ يكتبُ : " سأسحب كل ما كتبته بين السطور " و ثمة كتب تشيخ قبل كتابها " وعن النقد يكتب بشيء من السخريةِ المرّةِ : في مدح ناقد " إنه دؤوب دأب النحل ، يمكنه أن يلدغ كل فرد " وهو يكتبُ عن الحريةِ والحربِ والتفاؤلِ والتشاؤمِ والدينِ والإلحادِ والتاريخِ والسياسةِ وعن الشيخوخةِ والمانيا وعن النفسِ وكلِّ شيءٍ فهل نتوجسُ السبيلَ معه إلى دواخلنا فنسأل معه حين يسأل " هل تعرف كلمة السر إلى داخلك " إذن فلنقلْ كما قال : قال للصدى " أرجو ألاّ تُخبر أحداً !"
صاحب الهمسِ أسميتهُ ، بعد صدورِ همسهِ الأولِ ، حاملَ النجمِِ وانطلقتُ استفزه :
حاملُ النجمِ
أرني تلك المسلّةَ
التي بها طوّقتَ بحارَ الياسمين
وتلك المرايا الزرق
الفاجرة على قارعةِ الطريقِ
وسيدة الغوايةِ
التي نادمتْ مدارَ النجمِ
أرني من أيِّ سوقٍ عجيبةٍ حملتَ أشياءَك الكنوز ؟
أرني من لحظةِ العمرِ دهشةً
قبلَ أنْ تكيلَ نحوي الصلواتِ
ربما
بعد أسفِ الغيابِ



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سراباد .. المكان واتساع مساحة الحلم
- حيرة النادل في ليل الحانة
- ذاكرة الماء .. ذاكرة الصحراء
- برق في حانة .. من عناوين حانة القصب
- وطن القسوة .. الوجوه البيضاء عن أدب الداخل والخارج
- مرثية عوني .. حين تكون الريح صبا


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - ورق الظلّ .. ورق الهمس