|
بوب أفاكيان – الثورة عدد 67 : مجلس كنغرس مليء بالوحوش يهلّل لمعتوه إبادي جماعي
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8055 - 2024 / 7 / 31 - 16:16
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
جريدة " الثورة " عدد 864 ، 28 جويلية 2024 https://revcom.us/ https://substack.com/@bobavakianofficial
لقد إستقبل كنغرس الولايات المتّحدة بنيامين نتنياهو – من الأفضل تسميته نتن- النازي – رئيس الحكومة الإسرائيليّة إستقبال الأبطال و الحال أنّه ينفّذ مذبحة خبيثة لعشرات آلاف المدنيّين الفلسطينيّين ، بمن فيهم أكثر من 15 ألف طفل ، و يفرض ظروفا تفرز مجاعة و أمراض رهيبة في صفوف سكّان غزّة الذين يعدون أكثر من مليوني إنسان . و بينما إحتجّ الآلاف خارج مبنى الكنغرس ، ألقى نتنياهو مؤخّرا ، أمام جلسة مشتركة لكنغرس الولايات المتّحدة ، خطاب مصّاص دماء يزخر بالأكاذيب الجليّة – و قد تمّت مقاطعة الخطاب بصفة متكرّرة بالتصفيق القويّ وقوفا من نواب الكنغرس. لقد صفّقوا لنتنياهو عندما كذب عن الأمر البديهي بأنّ الجيش الإسرائيلي يستهدف عمدا المدنيّين ( و قد صرّح قادة إسرائيليّون بأنّه لا وجود لمدنيّين أبرياء في غزّة ) . و هلّلوا لنتنياهو عندما أنكر إنكارا قطعيّا الواقع المعلوم و الموثّق جيّدا بأنّ إسرائيل قد منعت بصفة متكرّرة شحن المساعدات للناس اليائسين في غزّة . و صفّقوا له واقفين حينما كذب بفجاجة و شوّه بخبث الجماهير الشعبيّة في هذه البلاد التي – رغم الإيقافات و الهجمات العنيفة من الشرطة و الغوغائيّين النازيّين / الفاشيّين ، و الطرد من المعاهد و الجامعات و أشكال أخرى من القمع الخبيث – قد إحتجّت إحتجاجا شرعيّا على هذه الإبادة الجماعيّة، و الدعم التام لهذه الإبادة الجماعيّة من الحكومة الأمريكيّة . و ليس ممكنا هنا أن نجيب على كافة هذه الأكاذيب التي لفّقها نتنياهو في ذلك الخطاب – لكن بموقع revcom.us و على موقع يوتيوب برنامج الثورة لا شيء أقلّ من ذلك ! – RNL Show- يجرى فضح و تحليل ملموسين و عميقين للعدد الكبير من جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانيّة التي تقترفها إسرائيل في حربها ضد الشعب الفلسطيني – و لماذا بايدن ، و كامل الحكم في الولايات المتّحدة ، قد سلّح و واصل دعم إسرائيل في تنفيذها لهذه الفظائع الإباديّة الجماعيّة . و يعيدنى هذا إلى ما هو مدهش أكثر و حتّى أكثر أهمّية للفهم و الفهم العميق حقّا ، حول خطاب نتنياهو أمام الكنغرس الأمريكي . فمجرم الحرب الإبادي الجماعي ، نتنياهو ، يبرّر و يصرّح بشكل سافر نيّته مواصلة هذه المقتلة المريعة للشعب الفلسطيني ،بما في ذلك أعداد هائلة من الأطفال – و ما هو ردّ السياسيّين الحاكمين لهذه البلاد على ذلك ؟ تصفيق مطوّل ، وقوفا ، و عمليّات الترحيب الحار أكثر ممّا أستطيع عدّه – و دعم بالصراخ من الحناجر لهذه الإبادة الجماعيّة التي لا توصف التي يقودها نتنياهو ! بالنسبة إلى أيّ شخص لا يزال يتمسّك بمفهوم أنّه " متطرّف جدّا " وصف حكّام هذه البلاد بأنّهم مجرمون وحوش ، و النظام الذى يحكم في هذه البلاد – نظام الرأسماليّة – الإمبرياليّة – نظام وحشيّ مبنيّ على أساس جرائم لا توصف ، هذا المشهد بكنغرس الولايات المتّحدة و التصفيق الكثيف لنتنياهو يجعل كلّ هذا واضحا بلا مجال للشكّ – و يوفّر أكثر ممّا هو كاف من الأدلّة عن حقيقة هذا . أجل ، من الصحيح أنّ عددا له دلالته من سياسيّى الحزب الديمقراطي ، بمن فيهم كامالا هاريس ، لم يحضروا هذا الخطاب لنتنياهو . لكن معظم السياسيّين الديمقراطيّين قد حضروا ، و العديد منهم شارك في هذا الإستقبال الإيجابي الحار لنتنياهو . و الحقيقة الأكبر هي أنّ كامالا هاريس ، مثل جو بايدن و الحزب الديمقراطي ككلّ ، تتحمّل مسؤوليّة مباشرة على طريقة تسليح حكومة الولايات المتّحدة و دعمها التام لإسرائيل في تنفيذ المذابح الإباديّة الجماعيّة الدائرة ضد الشعب الفلسطيني. و كافة السياسيّين القياديّين للحزب الديمقراطي ، و كذلك سياسيّو الحزب الجمهوري ، يدعمون تمام الدعم دولة إسرائيل . و يقومون بهذا و هم يعلمون أنّه منذ البداية ، عند إنشاء دولة إسرائيل سنة 1948 ، حطّمت القوى الإسرائيليّة تحطيما منهجيّا مئات القرى الفلسطينيّة ، قاتلة الآلاف و مغتصبة النساء بأعداد كبيرة ، و طاردة من ديارهم مئات الآلاف . و مذّاك، تكرّس إسرائيل بشكل متكرّر الإضطهاد المجرم للشعب الفلسطيني ، بمجازر متكرّرة تشمل أكثر الأعمال ترويعا . لماذا دعّمت حكومة الولايات المتّحدة إسرائيل طوال الوقت ، مع كلّ هذه الفظائع ؟ مثلما قلت في الرسالة عدد 7 : " لا يعزى ذلك إلى" قوّة اللوبي اليهوديّ " - أو لفهم سخيف و فاحش بأنّ " اليهود يتحكّمون في كلّ شيء " . و إنّما يُعزى إلى كون إسرائيل تنهض ب " دور خاص " كقلعة مدجّجة بالسلاح لدعم إمبرياليّة الولايات المتّحدة في جزء إستراتيجيّا هام من العالم ( " الشرق الأوسط " ). و قد كانت إسرائيل قوّة مفتاح في إقتراف الفظائع التي ساعدت على الحفاظ على الحكم الإضطهادي للإمبرياليّة الأمريكيّة في عديد أنحاء العالم . " و مثلما أوضحت أيضا ( على سبيل المثال ، في الرسالة عدد 4 ) ، إنّ هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يمثّل القوّة التي تقف وراء المذابح في حقّ الشعب الفلسطيني هو ذات النظام الذى يتسبّب في الكثير من بؤس الجماهير الشعبيّة في هذه البلاد . فهذا النظام يدوس الحقوق الأساسيّة و يتعاطى مع مجموعات كاملة من الناس على أنّه " من طبقة ثانويّة " و أقلّ من البشر ، و يقتل و يسجن جماعيّا السود و اللاتينو [ أصلهم من بلدان أمريكا اللاتينيّة ] الذين هم بعدُ مجبرين على العيش في ظروف يائسة من صنع هذا النظام . إنّه النظام ذاته الذى يقوم على – و ليس بوسعه إلاّ أن يقوم على – إستغلال يسرق حياة و يسحق أرواح تماما مليارات الناس حول العالم . بمن فيهم مئات ملايين النساء و أكثر من 150 مليون طفل ، يجبرونهم على العبوديّة في معامل هشّة و مناجم و مزارع ليخلقوا ثروة تستولى عليها الشركات و رأسماليّون على نطاق كبير آخرين في الولايات المتّحدة و بلدان ثريّة أخرى . و نحن ، الجماهير الشعبيّة في هذه البلاد ، و في العالم ككلّ ، يمكن ان نفعل ما هو أفضل بكثير من هذا – حينما تقع الإطاحة بهذا النظام من السلطة ، بواسطة ثورة تحريريّة فعليّة . هذا هو التحدّى ، و هذه هي الإمكانيّة أمامنا ، في هذه اللحظات المعقّدة و الهامة للغاية التي نعيشها الآن . في رسائل سابقة – لا سيما من العدد 8 إلى العدد 11 ، و أيضا من الأعداد 63 إلى 66 – تحدّثت عن لماذا و كيف أنّ هذا زمن نادر يمكن للثورة فيه أن تتوفّر للثورة فيه فرصة واقعيّة للظفر . هذا زمن نادر من الممكن خلاله إنجاز قفزة عملاقة بإتّجاه عالم حيث تنعدم فيه جميع هذه الفظائع - هذه فرصة ثمينة لثورة تحريريّة - لا يجب التفريط فيها و إهدارها ، بل يجب أن يغتنمها بنشاط كلّ شخص يتطلّع إلى عالم مغاير جذريّا و أفضل بكثير .
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 64 : الجنون المتنامي و إحتدام الوضع
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 65 : ماذا لو قَبِل ببساطة الديمقراط
...
-
بوب أفاكيان – - الثورة - عدد 62 : تجربتى الأولى كمحرّض
-
بوب أفاكيان - - الثورة - عدد 63 : الصعوبة التكتيكيّة و الإمك
...
-
تتمّة لكرّاس الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة : الديمقرا
...
-
- جيش إسرائيل الأكثر أخلاقيّة في العالم - جيش نازيّ إبادى جم
...
-
الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة : جو باي
...
-
بوب أفاكيان : الشيوعيّة ، الشيوعيّة الجديدة و تحدّى المثقّفي
...
-
الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة : أربع ح
...
-
المساجين السياسيّين الإيرانيّين نموذج الثبات على مقاومة النظ
...
-
كيف حوّلت الصهيونيّة اليهود إلى نازيّين : طبيب جسور يفضح توس
...
-
بوب أفاكيان : لا وجود لشيء إسمه - الكليانيّة - / - الشموليّة
...
-
الديمقراطيّة : مجرّد شكل آخر من الدكتاتوريّة سلسلة مقالات لل
...
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
-
موجات حرارة عالميّة قاتلة تكتسح الكوكب ... دون ثورة ، قبضة م
...
-
هذا الأسبوع في غزّة : تصاعد اليأس و التدمير و إنتشار الأمراض
-
مع تخييم إستشراء تهديد الجوع ، الولايات المتّحدة / إسرائيل ي
...
-
المؤتمران الماويّان للحزب الشيوعي الصيني و تحريفية دنك سياو
...
-
الحكومة الإسرائيليّة تُطلق العنان ل - مستوطنين - عنصريّين مس
...
-
بوب أفاكيان:لا لترامب الفاشيّ ! لا لجو بايدن الإبادي الجماعي
...
المزيد.....
-
أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل
...
-
احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
-
فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر
...
-
نقطة نظام النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق
...
-
الرفيقة إكرام الحناوي، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس الن
...
-
رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يوجه
...
-
من اليمين واليسار...انتقادات لبايرو بعد تصريحاته عن -إغراق-
...
-
مسؤولة كردية رفيعة تطالب تركيا بإجراءات تخص عبد الله أوجلان
...
-
ملف الهجرة: رئيس الحكومة الفرنسية -يغازل- اليمين المتطرف؟
-
غارات تركية على مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني قرب قصر ش
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|