أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - لو كان قتلى مجدل شمس من اليهود…














المزيد.....

لو كان قتلى مجدل شمس من اليهود…


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 8055 - 2024 / 7 / 31 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تخيّلوا لو كان قتلى مجدل شمس من اليهود بدل أن يكونوا من الدروز: لقامت الدنيا ولم تقعد، ليس في دولة إسرائيل وحدها، بل لدى الحكومات الحليفة لها، وعلى رأسها الحكومة الأمريكية، كما لدى الإعلام الغربي عموماً. والحال أن مجدل شمس هي كبرى مدن وقرى الجولان السوري المحتل منذ 57 عاماً، ويصرّ أهلها على هويتهم العربية السورية رافضين ضمّهم إلى الدولة الصهيونية، كما بيّنوا بكل وضوح في تظاهرهم ضد الزيارات الخبيثة التي قام بها لمجدل شمس الوزير النيونازي بتسلإيل سموتريش مصحوباً بأمثاله من أعضاء الحكومة الحالية، وصولاً إلى رئيسها النيوفاشي بنيامين نتنياهو. وقد وصفت الأهالي جميع أولئك الزوّار غير المرغوب بهم بأنهم هم أنفسهم قتلة الأطفال ومجرمو الحرب، يتحملون المسؤولية كاملة عن مجزرة يوم السبت، أياً كان مصدر القذيفة التي تسبّبت بها.
طبعاً، لقد أرادت الحكومة الصهيونية توظيف المجزرة في دعايتها الرامية إلى تصوير من تحاربهم، سواء أكانوا من الفلسطينيين أو اللبنانيين، بأنهم من الهمج بينما تخوض هي في «صدام بين الحضارة والهمجية» على حد قول نتنياهو في خطابه الغبيّ أمام الكونغرس الأمريكي قبل أسبوع. جاء ذلك خلال جلسة سوف يحفظها التاريخ كعلامة إضافية على انحطاط المؤسسات الأمريكية، وقد قام وقعد خلالها غالبية أعضاء الكونغرس الحاضرين بوتيرة جعلتهم يشبهون المشاركين في دورة من التمرين الهوائي الجماعي! وقد أسرع البيت الأبيض (والأزرق) إلى إدانة مجزرة مجدل شمس، واصفاً إيها بأنها «فظيعة» ومتهماً «حزب الله» بتنفيذها. والحال أن في موقف واشنطن الرسمي هذا، ما يتعدّى النفاق المعهود الذي يوَلوِل لكل طفل يهودي يُقتل بنار آتية من مصدر عربي بينما يغض الطرف، أو يكاد، عن 15.000 طفل فلسطيني قتلتهم حتى الآن القنابل التي زوّدت واشنطن حليفَها الإسرائيلي بقسمها الأعظم.


ما تعدّى النفاق المعهود هو أن واشنطن، في موقفها هذه المرّة، تشاطر الحكم الصهيوني تناولَه لمرتفعات الجولان كأنها أرض إسرائيلية، بينما هي أرض سورية محتلة في عرف القانون الدولي وكافة دول العالم، باستثناء الدولة الصهيونية وعرّابها الأمريكي. كانت واشنطن منسجمة مع الإجماع الدولي منذ عام 1967 حتى وصول دونالد ترامب، صديق أقصى اليمين الصهيوني الحميم، إلى سدة الرئاسة. وقد قرّر ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان في مارس/آذار 2019.
ومن الجدير بالتذكير أن إدارة بايدن قرّرت الإبقاء على هذا الخرق الصارخ للقانون الدولي والدعم السافر للمطامع التوسّعية الصهيونية. كان موقفها هذا، ومعه تراجع بايدن عن الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية في عام 2020 بالعودة عن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها بما ينسجم مع هذا الاعتراف، وكذلك إغلاق مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن، كانت هذه المواقف الفاضحة بمثابة دلائل تنذر بالتواطؤ اللاحق بين واشنطن والعدوان الصهيوني على غزة، وعربوناً قدّمه «الصهيوني الإيرلندي الأمريكي الفخور» إلى «الصهيوني اليهودي الفخور»، وهما الوصفان اللذان صوّر بهما نتنياهو صداقة «الأربعين عاماً» التي تربطه ببايدن لدى لقائهما الأخير في واشنطن.
أما عروبة أهل الجولان الأصليين (وقد كاد المستوطنون الصهاينة يعادلونهم عدداً، وهو ما يسعى أقصى اليمين الصهيوني لتحقيق مثله في الضفة الغربية) وجلاء وضع الهضبة القانوني في نظر العالم برمّته، عدا إسرائيل والولايات المتحدة، هاتان الخاصتان جعلتا من الاستنكار الإسرائيلي لمجزرة مجدل شمس استنكاراً منافقاً بما يفوق العادة هو أيضاً، وباهتاً للغاية مقارنة بما كان ليحصل لو وقعت مجزرة مماثلة في جمع من الشباب اليهود، سواء أكانوا داخل حدود دولة إسرائيل المعترف بها دولياً أو حتى من المستوطنين في الجولان. لذلك فإنه لمن المرجّح أن يكتفي نتنياهو بضربة انتقامية مؤلمة، لكنها محدودة، تستهدف «حزب الله» في لبنان. وألّا يشرع في شنّ حرب شاملة على الحزب، يعلم علماً يقيناً أنها ستتعدّى الحرب الصهيونية على غزة قساوة على الداخل الإسرائيلي بما لا يُقاس.
وقد أشار إلى محدودية الضربة القادمة امتناع الوزيرين النيونازيين سموتريش وبن غفير في التصويت على تفويض نتنياهو ووزير الحربية غالانت بإدارة الضربة المزمع تسديدها، لاسيما أن سموتريش كان قد دعا إلى انتهاز فرصة مجزرة مجدل شمس لقتل الأمين العام للحزب، حسن نصر الله. فلن يشنّ الحكم الصهيوني هجوماً شاملاً على «حزب الله» سوى بعد أن ينهي عدوانه على غزة، وسوى إذا ضمن دعماً أمريكياً غير مشروط في مواجهةٍ مِن المحتمل أن تشمل إيران وتستحيل حرباً إقليمية. بكلام آخر، لن يشنّ الحكم الصهيوني حرباً شاملة على «حزب الله» سوى إذا فاز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية التي سوف تجري في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم. أما دون ذلك، فسوف يكتفي بنهج الضربات المحدودة، لكنها مؤلمة، الذي ينتهجه منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويحدّ مطالبه بما يتناسب مع قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر إثر حرب الثلاثة وثلاثين يوماً في عام 2006، مثلما فعل حتى الآن لعلمه أن هذا السقف مدعومٌ دولياً.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قتل الأطفال وعودة الإبادة إلى الاعتياد
- ليس الأسوأ دائماً أكيداً
- عندما تصبح تهمة اللاسامية سلاحاً بيد الفاشية الجديدة
- هل يمهّد قرع طبول الحرب على الجبهة اللبنانية لحرب شاملة؟
- خلفيات الصراع الدائر بين بايدن ونتنياهو
- في سرّ تحوّل بايدن إلى حمامة
- الهدنة في غزة ومعضلتا نتنياهو و«حماس»
- خلفيات اتهام كريم خان باللاسامية
- فح والفاشر: حرب الإبادة والتضامن الواجب
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- لعبة القمار بين «حماس» ونتنياهو
- مصير فلسطين في ضوء العدوان على غزة
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- «دولة فلسطين» بين تصفية القضية ومواصلة النضال
- إن يسارا مغايرا ممكنٌ
- درسان ثمينان من الانتخابات التركية
- نفاق الإدارة الأمريكية والصفاقة الإسرائيلية
- صراعات على منصب بلا سلطة: السجال حول تعيين محمد مصطفى
- السيسي يفوز بأوسكار أسوأ إدارة اقتصادية


المزيد.....




- أُطلقت أعيرة نارية قريبة.. شاهد ما حدث أثناء وبعد مقابلة CNN ...
- علامات استفهام تلف مقتل إسماعيل هنية.. إليكم ما لا نعلمه
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان: العدالة لفلسطين عبر الق ...
- موسكو تعتبر التدريبات العسكرية الفنلندية على الحدود الروسية ...
- بيلاوسوف: روسيا تعتبر إندونيسيا أحد أهم الشركاء في آسيا والم ...
- القناة 12: اغتيال هنية تم من داخل الأراضي الإيرانية
- كتاب يكشف سبب منع الأمير وليام لميغان ماركل ارتداء مجوهرات ا ...
- من الذين يحرّضون على إشعال حرب كبيرة في الشرق الأوسط؟
- الدفاع الروسية: خسائر أوكرانيا تجاوزت 2.1 ألف جندي خلال آخر ...
- ما التداعيات التي ستترتب على اغتيال إسماعيل هنية؟


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - لو كان قتلى مجدل شمس من اليهود…