أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حوران حم - ربيع سوري... شتاء كردي















المزيد.....

ربيع سوري... شتاء كردي


حوران حم

الحوار المتمدن-العدد: 8054 - 2024 / 7 / 30 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‎إن ما نشاهده في هيكلية الدول العالمية من نظام مبني على الشكل الهرمي، مؤسسات وهيئات رئاسية تنفيذية تشريعية، ولكل منها مكاتبها المنسقة فيما بينها، ليتكامل سير العمل الحكومي، وكل موظف يعمل في اختصاصه ومجاله (الرجل المناسب في المكان المناسب)، ويكون هرم الدولة منتخباً من قبل الشعب، وواجب على هذه السلطات المرشحة أن ترتقي وتقدم ما بوسعها من رفاهيات وأساسات لشعبه، وأن تكون حريصة على سيادة الدولة، وتأسس أفضل العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والسياسية مع جميع دول العالم، وهذه الحالة الأكاديمية والمؤسساتية بعيدة عن الشعب الكردي، جراء واقع أحزابه المتناثرة فكرياً وسياسياً وتنظيمياً بين التبعية وعدم وجود استقلالية القرار السياسي لديه، وغيرة المنتخبة من الشعب، والتي باتت بعيدة كل البعد عن تمثيل الشارع الكردي السوري، بدءاً من انتفاضة قامشلو ٢٠٠٤م وصولاً إلى الثورة السورية.

وحتى نذكر القارئ بانتفاضة قامشلو ولماذا اشتعلت ومَن أشعلها، دعونا نسردها هنا بشكل مختصر: انتفاضة قامشلو كانت بمثابة انتفاضة كردية «لماذا الكثير من المثقفين والسياسيين السوريين اعترفوا بها بعد الثورة السورية، واعتبروا ثورتهم امتداداً لتلك الانتفاضة؟!» اشتعلت شرارتها في مدينة قامشلو إثر أعمال الشغب التي جرت في مباراة لكرة القدم بين نادي الجهاد الكردي ونادي الفتوّة العربي، حيث بدأ مشجعو الفتوّة برفع صور صدام حسين، والإساءة إلى الرموز الكردية؛ فاندلعت مواجهات عنيفة بين الكرد ومشجعي نادي الفتوّة، مما تطور الوضع وأدى إلى انخراط بعض عشائر دير الزور، سرعان ما تدخلت فيها قوات الأمن السورية، فاستشهد في تلك الانتفاضة أكثر من ثمانين شهيداً، ثم امتدت إلى جميع المناطق الكردية، بدءاً من ديريك ومروراً إلى رأس العين وكوباني وعفرين وحلب وصولاً إلى دمشق وأحياء ركن الدين، فكانت انتفاضة شعبية وسط غياب كامل من الأحزاب الكردية والمعارضة السورية، وعدم مشاركة الأخيرة ومساندة شركائهم الكرد.

كان الدور الأبرز في هذه الانتفاضة هو الدور الشبابي، من تنسيقيات وتشكيل غرف عمليات شبابية للتنسيق والتحرك الفعلي، أما بالنسبة لحركاتنا وأحزابنا الكردية كان لها الدور الأبرز لإخماد هذه الانتفاضة بسبب الأجواء غير المهيأة وظروف شعبنا غير القادرة على الاستمرارية، والكثير من المبررات والحجج الأخرى، مما أدت إلى فشل ذريع وقاسي، بسبب تواطؤ الأحزاب الكردية وعدم مساندتهم للحراك الشبابي.

أدرك الشارع الكردي ما كان سيؤول إليه الوضع السوري، وتفجيره إلى ثورات واحتجاجات قادمة في المستقبل، بعد وفاة حافظ الأسد واستلام نجله بشار الأسد بتعديل دستوري غير قانوني وبعيد عن المنطق السياسي، لكن لم يكن الشعب يدرك حجم الكارثة القانونية التي اشتغل علها رؤوس النظام، بسبب تأزم الشارع السوري، جراء قيود فرضها الأسد الأب بيد من حديد، عبر قوى أمنية وفروع استخباراتية متسلطة على رقاب الشعب، من ضغط أمني وحصار اقتصادي وتردٍّ معيشي وفقدان الحياة السياسية وقانون الأحزاب والحريات العامة والصحافة...

عند خطاب القسم في البرلمان والوعود التي خاطب بها الشعب من تغيرات في كافة المجالات، وغالبيتها كانت كاذبة، إذ لم يتغير أي شيء، بل على العكس زاد الفساد والفوضى لسنوات وساءت الأوضاع، إلى أن بدأ ما يسمى بالربيع العربي كأول شرارة اشتعلت من تونس تاريخ ١٧ كانون الأول ٢٠١٠م، عندما أقدم الشاب محمد البوعزيزي في محافظة سيدي بوزيد على إضرام النار في نفسه؛ احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الصعبة، فبدأت كرة الربيع العربي تتدحرج إلى الدول الدكتاتورية والسلطات القمعية واحدة تلو الأخرى، فتغيرت أغلب الأنظمة المستبدة في تونس وليبيا ومصر والسودان واليمن، وركنت هذه الكرة في آخر المطاف في سهول حوران السورية، وكانت الشرارة الأولى لانطلاقة الثورة السورية من أجل الحرية والكرامة بقيادة الشهداء حمزة الخطيب والساروت ومشعل التمو إثر اعتقال الطفل حمزة الخطيب ومجموعة من رفاقه، لاتهامهم كتابة شعارات على الجدران «يسقط النظام».

وعلى أثر تلك الحادثة تدخلت عشائر منطقة حوران لحل هذه الأزمة، والإفراج عن المعتقلين الأطفال، فكانت نهايتهم الموت في المعتقلات، فزادت رقعة المسيرات والاحتجاجات السلمية تحت شعار الحرية والكرامة، مما تطورت الأفكار والمطالب إلى إسقاط النظام، فبدأت المظاهرات تتوسع في جميع المحافظات السورية من درعا وصولاً إلى الحسكة وقامشلو.

واجه النظام السوري المتظاهرين بالأسلحة، بحجة الإرهاب وتدخل جهات خارجية لتخريب البلاد، فتوسعت تلك المواجهة إلى مواجهة بالأسلحة الثقيلة والطيران، واستقدام ميليشيات من العراق وإيران ولبنان، وبالتالي تدخل دول إقليمية ودولية، وتهجير الملايين من السوريين، بين نازح ولاجئ، واستشهاد أكثر من مليون شهيد، وملايين الجرحى والمفقودين، وتدمير البنى التحتية، وتحريف مسار الثورة إلى جماعات إسلامية من جبهة النصرة والدولة الإسلامية (داعش) والجيش الوطني، والفساد المالي والسياسي والإداري والعسكري في قيادة الثورة السورية، والتساهل مع دم الشهداء وآلام المتضررين.

نتساءل: أين كان دور الكرد بأحزابهم ومجالسهم من الثورة السورية والوضع الإقليمي، وخاصة من المجلس الوطني الكردي الذي يتمتع باعتراف دولي ورعاية من إقليم كردستان العراق، الذي بات دوره محدود التأثير في الشارع الكردي والسوري والإقليمي، ولكن وبالرغم من الدعم السياسي والمالي الكبير من قيادة الإقليم وخاصة الرعاية المباشرة من رئيسه السابق مسعود بارزاني، إلا أنه فشل، وما أفشله وأفسده إلا ذلك الدعم المادي والرعاية السياسية، بسبب انسحاب ثلاث أحزاب كبيرة منه، إضافة إلى سلسلة كبيرة من الانشقاقات والولادات الحزبية، التي الواقع يقول عنها في أنها لن تنتهي، وستبقى مستمرة، ومن هنا بدأت أزمة الحركة الكردية في سوريا تتفاقم يوماً بعد يوم.

يستحق الشعب الكردي في أن يقوده جسم سياسي مسؤول ومدرك لطبيعة الحروب والأزمات التي تُصنع وتُدار من الخارج، وتنفذها أجندات إقليمية وداخلية ومحلية، ولكن الفساد السياسي والارتزاق المالي أعمت بصر وبصيرة القيادة الكردية «هل يوجد سكرتير أو رئيس حزب كردي يعيش في مدينته هو وعائلته بأكملها؟!»، وبالتالي هي المسؤولة والمسببة الرئيسية في تهجير الكرد وخراب مدنهم وقراهم، وهي من سمحت لحزب الاتحاد الديمقراطي في أن تتحكم بالناس في الداخل، وتسمح أيضاً بتسلط الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا على القرار السياسي في المجلس الوطني الكردي بكل مفاصله.

عندما توترت العلاقات بين الحزب العمال الكردستاني «أهو بالفعل كردستاني الآن؟!» والدولة التركية وزعيمه المعتقل عبد الله أوجلان، اضطر الأخير الهروب من تركيا إلى سوريا «لماذا لم يلجأ إلى جبال کردستان شمالاً؛ فيبني إستراتيجية سياسية وقومية لقضيته وشعبه، ويكتسب رأياً عالمياً ودولياً حوله؟»، ربما كانت النية مبنية في الاعتماد على الأنظمة المغتصبة لكردستان، فبمجرد وصوله إلى المناطق الكردية في سوريا التقت به قيادات وأحزاب كردية، ولكنه لم يمكث فيها، وطلب الذهاب إلى دمشق، واللقاء بقيادات حزب البعث، طبعاً كان هذا متفق عليه سابقاً من قبل المخابرات التركية السورية، فلكل منها مصالحها مع أوجلان وحزبه، وفيما بعد اكتشفنا خطط ومشاريع هذا الحزب، على ما قام به من مؤامرات ضد الكرد وقضيتهم العادلة، حيث مكث أوجلان لفترة طويلة لدى القيادة السورية في ظل حكم حافظ الأسد، إذ كانت الورقة الكردية الرابحة بيد الأسد عبر عبد الله أوجلان، للضغط على الحكومة التركية من أجل مشروع حصة المياه، والطلب من أوجلان التصريح والاعتراف والتدوين أن الكرد في سوريا هم مهجرين من تركيا، وضُربت الحركة الكردية في سوريا بعضها ببعض، ورُتّبت كل سياسات حزبه مع الأسد ليكون أجندة فاعلة وحاسمة عند الطلب.

وما شاهدناه وعاصرناه خلال عمر ومراحل الثورة السورية من تسليم المناطق الكردية لحزب الاتحاد الديمقراطي حليفة وجناح الحزب العمال الكردستاني (سلّم واستلم، ومن تم ساكت)، فأصبح سلطة آمرة وواقعية وقمعية، فعند استلام هذا الحزب زمام الأمور في المناطق الكردية ضرب كل المشاريع والخطط المستقبلية بعرض الحائط السوري والكردي، من تهجير وتغيير ديموغرافي، وحرق مكاتب سياسية ومؤسسات مدنية، وعدم السماح للأحزاب الكردية بمتابعة أعمالهم، طبعاً البعيدة وضد سياسة وعرقلة مبادرات هولير الأولى والثانية ومبادرة دهوك بقيادة مسعود بارزاني.

وبسبب سياسات هذا الحزب وعدم قطع علاقاته مع العمال الكردستاني احتل ثلاث مناطق كردية، ورفع شعارات أخوة الشعوب بدل من أن يكون نصرة لإخوته الكرد، خاصة وأن السياسة التعسفية ما زالت جارية ضد المناطق الكردية وتفريقها، فتمكّن من الكرد، وبالرغم من تعاونه مع التحالف الدولي لمحاربة داعش، وإعلان الإدارة الذاتية العارية من الشكل والمضمون، إلا أنه فشل في نيل اعتراف من المجتمع الدولي والإقليمي، الذي وبعد الانتهاء من داعش قال بأنهم تحالفوا مع الكرد فقط من أجل دحر الإرهاب ليس أكثر، والنتيجة والهدف المخفي عن الناس هو أنهم قاموا بحماية النظام الأسدي البعثي من الانهيار، وتصفية أكبر عدد من القيادات الكردية جسدياً أو تهجيرهم إلى الخارج، وبذلك يكون قد أكمل رسالته، وحمى ملوكه.



#حوران_حم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللوحة الكردية الضائعة


المزيد.....




- فيديو مروع يظهر تصفية جنود أوكرانيين على يد القوات الروسية ب ...
- الجيش الإسرائيلي ينسحب من جنين بالضفة الغربية بعد نحو أسبوع ...
- الحبر الأعظم مع إمام إندونيسيا الأكبر.. إعلان استقلال للبيئة ...
- فريز سيول: عندما يلتقي الأساتذة بالنجوم الصاعدة للفن المعاصر ...
- ورقة بحثية قطرية: نخر الأنف قد يساهم في خطر الإصابة بمرض ألز ...
- زاخاروفا: الغرب يفرض أشباه الناتو في آسيا والمحيط الهادئ بهد ...
- مراسلتنا: الجيش الإسرائيلي ينسحب من جنين ومخيمها بعد 10 أيام ...
- الجيش الإسرائيلي: قصفنا منشأة لتخزين الأسلحة وهياكل عسكرية ل ...
- مقتل 6 فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف أسرة في منزلها بمدينة ...
- -الزوجة رقم 16-.. خطوبة ابنة رئيس جنوب إفريقيا السابق لملك إ ...


المزيد.....

- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حوران حم - ربيع سوري... شتاء كردي