أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدة الرغيوي - رواية - أقفاص- للكاتب المغربي- حسن إمامي- : سيرةُ حَيَاةٍ وأوراقٍ من الماضي تنْكَتِبُ أَنْفَاساً سردية.















المزيد.....


رواية - أقفاص- للكاتب المغربي- حسن إمامي- : سيرةُ حَيَاةٍ وأوراقٍ من الماضي تنْكَتِبُ أَنْفَاساً سردية.


سعيدة الرغيوي

الحوار المتمدن-العدد: 8054 - 2024 / 7 / 30 - 02:48
المحور: الادب والفن
    


روايةُ " أقفاص" لحسن إمامي؛ سِيرَةُ حَياةٍ وَ أوْرَاقٍ من الْمَاضِي تَنْكَتِبُ أنْفَاساً سَرْدِية.

تقديم :

هُوَ الْمُبْدِعُ أَوْ الكاتِبُ، عِنْدَمَا تَسْكُنُهُ قَضَايَا الذّات وَالْعَالَم، يَجِدُ لَهُ مِسَاحَةً لِلْخَلْقِ الإبْدَاعِيِّ سَوَاءٌ عَنْ طَرِيقِ السّرْدِ الْوَاقِعِي أَوْ التَّخْيِيلِي،فَيَكُونُ مَعَ ذلكَ صوْت الذّات الْمُحَرّك والآمرِ بالانْكِتَابِ، حَاضِراً، مَسْمُوعاً يَسْتَنْطِقُ الْوَاقِع (( الماضي))؛الَّذِي صَار تَخْيِيلاً وَ إِبْدَاعاً مُنْضَوِياً تَحْتَ جِنْسٍ أَدَبِيٍّ مُعَيَّنٍ ..تَنْطَلِقُ الذَّاتُ وَتَتَحَرَّرُ مِنْ إسَار ضَيْقِ " المونولوغ" الدَّاخلي لتُسْمِعَ صَوْتَهَا الْخَاص فِي إطَارٍ يَسْمَحُ بالْقَوْلِ وَبِالْجَهْرِ وَبإِسْكَاتِ صَوْتِ الرَّقِيبِ.

فَيُصْبِحُ الْمَكْتُوبُ " الإبداع" مُتَاحاً لِلْقِراءَةِ وَالتَّلَقِّي والتَّأوِيلِ وَ الْإنصَاتِ.
وَ يَكُونُ الْقَارِئُ أَمَامَ الْمَكْتُوب وَجْهاً لِوَجْهٍ، لَا وَسِيطَ بَيْنَهُمَا؛ يَتَعَرًّى النَّص مِنْ خلَالِ الأصْوَات الَّتِي تَتَجَادَبُ عَوالِمَهُ..يتَحَوَّلُ الزَّمَنُ الْخًاصُّ وَالْأَفْضية إلَى أزْمِنَةٍ وَأَمْكِنَةٍ مُشْتَرَكَةٍ خَاضِعَةٍ لِمَنْطِقِ الْمُسَاءَلَةِ وَالْاسْتِنْطَاقِ مِنْ مُنْطَلَقَاتِ كُلِّ قَارِئٍ.
رِوايَةٌ تُسَائِلُنَا، تَطْرَحُ عَطَشَهَا السَّرْدِيَّ، وأنْهُرِهَا أَمَامَنَا لِتَفْتِيتِ عَلامَاتِها " "وَرُمُوزِهَا "Symboles "وأَيْقُوناتِهَا. "Icons" ..فَكُل رَمْزٍ وَكُلُّ صَوْتٍ دَاخِلَ المُخْتَبَرِ الْقِرَائِيِّ التَّحْلِيلِيِّ يَنْبَغِي أن يُشْرَبَ بِتَرَوٍّ.

أقفاص؛ رِوَايَةٌ تَنْضَوِي مِنْ خِلَالِ أَحْدَاثِهَا وَوَقَائِعِهَا ضِمْنَ أدَبِ الاعْتِقَالِ أَوْ أدَبِ السُّجُونِ،حَيْثُ تَأْتِي الرّواية " الْمَحْكِي الذَّاتي، لِتُعَرِّي وَاقِعاً عَايَشَهُ جَيْلُ السّبعِينِياتِ مِن الْقرْنِ الْعِشْرِين " سنوات الجمر والرّصَاص" والاعتقال القَسْري التَّعسُّفِي؛ الَّذِي كَانَ يَشْهَدُهُ المغرب..حِصَارٌ وتضْيِيقٌ عَلَى الْحُرِّيات وعلى الطلبة داخل الجامعات؛ التي كانت تعرف فصائل طُلاَّبية عِدَّة؛ على رأسها " أوطم " الحركة الطُّلابية؛ التي ستفرز أصْواتا عدَّة تَبَنَّتْ الاتِّجَاهَ الشُّيُوعِي التَّقَدُّمِي فِي إطار مُنَاخٍ يَعْرِفُ صِرَاع مُعَسْكَرَيْنِ : ( المُعَسْكَرِ الشَّرْقِيِّ وَ الْغَرْبِيِّ)..

يُؤثِّثُ الكَاتبُ نبْضَهُ وأنفَاسَهُ الإبْدَاعِية بِطَرْقِ مَوْضُوعٍ : " أدب الاعْتِقَالِ السّياسِي " مُعْتَقَلِي الرَّأيِ "؛ وَغالِباً مَا يَكُونُ الْمُبْدِعُ قَدْ عَاشَ التَّجْرِبَة شَخْصِيا، أوْ عَايَشَهَا عَنْ كَثَبٍ مِنْ خِلَالِ تَتَبُّعِ تَفَاصِيلِ الاعْتِقَالاتِ السِّيَاسِيَّةِ فِي مُجْتَمَعِهِ أَوْ مُحِيطِهِ..أَوْ يَحْكِي عَنْهَا مِنْ خِلَالِ الإنْصَاتِ لِتَجْرِبَةِ مَنْ عَاشَهَا..فَيَصُوغُهَا فِي قَالَبٍ أدَبيٍّ؛ إمَّا رَسَائل أوْ مَسْرَحِياتٍ أو أنْفاسٍ شِعْرِية أوْ رِوَائيةٍ أو فِي أيِّ شَكْلٍ فَنِّيٍّ إبْدَاعيٍّ مِنْ شَأْنِهِ أََنْ يُشَكِّلَ تَطْهِيراً لَهُ أَوْ لِصَاحِبِ تَجْرِبَةِ الْاعْتِقَالِ السِّيَاسِيِّ ..
وَالْأقفْاصُ؛ جَمْعُ قَفَصٍ، وَهُوَ الْمَكَانُ المُغْلَقُ؛ الَّذِي تَنْعَدِمُ فِيهِ الحُرِّية وَتُسْلَبُ.
وَقَبْلَ مُعَانَقَةِ الْعَمَلِ الإبْدَاعِي الَّذِي صَنَّفَهُ صَاحِبُهُ " حسن إمامي " فِي خَانَةِ الْجِنْسِ الرِّوَائِي (( رواية)) وَالَّذِي اجْتَرَحَ لَهُ عنوان : " أقفاص" ..
يَصُرُخُ فينا السُّؤال الآتي :
- مَا طَبِيعَةُ الأقْفَاص التِي يُثِيرُهَا هَذَا الْعَمَل الرِّوَائِي ؟.
- إنَّ الْإنْسَانَ بِطَبْعِهِ يَمِيلُ إلى الْحُرِّيةِ وَيَنْتَفِضُ لأَجْلِهَا ويصرخُ فِي وجْهِ كُلِّ من يَعْقِلُ صَوْتَهُ، رَأيَهُ، أوْ يَسْعَى فِي سَبِيلِ التَّضْييقِ عَلَيْهِ.
وَقَدْ ظَهرَتْ كِتاباتٌ وَأَدَبِياتٌ تُعْنَى بِمُناهَضَةِ كُلِّ أشْكَالِ التَّعَسُّفِ الَّتِي تُمَارَسُ فِي حَقِّ الْفَرْدِ أَو الْمُجْتَمَعِ .

وَمِنْهَا كَمَا أَلْمَعْتُ فِي السَّابقِ مِن أسْطُرِ هَاتِهِ الْوَرَقَةِ " أَدَبُ الْاعْتِقَالِ".فَكَيْفَ قَارَبَ الْكاتِبُ " حسن إمامي" هَذا الْمَوضُوع؟.
وَغَالِباً مَا يَذْهَبُ ذِهْنُ القارِئ أَّولّ وَهْلةٍ إلَى مُقاربة الْمَوْضُوعِ مِنْ خِلَالِ الدّلالةِ الرَّمْزِيةِ لِلْأَقْفَاصِ، فَيُوحِي إِلَيْهِ بالسِّجْن والْاعْتِقَالِ والْحِرْمَانِ مِن الْحُرِّيةِ؛ فَيَنْأَى بِذَلِكَ عن أقْفَاصٍ أُخْرَى مُرْتَبِطَة بِاعْتِقَالِ الفِكْر والرَّأْيِ والتَّعْبيرِ..وَهُنَا يَنْبغِي أَنْ نَنْظُرَ لِلْكَلمَةِ في مَعْنَاهَا الشّاسِعِ وَنَتْرُكَ للنَّصِ الإفْصَاحَ عَن الأسْئِلة الَّتِي تَعْبَثُ بأذْهَانِنَا ..أوْ بِذهْن الْقارِئِ الْمُفْترَضِ لِمَوْضُوعِ الْكِتَابِ..وَلنكُنْ هُنَا مُحَايِدِينَ وَنَتْرُكَ للقارئِ كَشْْفَ طَبِيعَةَ الْأقْفَاصِ؛ الَّتِي وَرَدَتْ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ وَالتَّعْريفِ ..حَتَّى لَا يَذْهَبَ ذِهْن الْقَارِئ/ المُتَلَقِّي لِلْكِتَابِ بَعِيداً ..فَالْقفَصُ يَنْهَضُ كَرَمْزٍ لِتَكْبِيلِ الْحُرِّيةِ وَالتّحَرُّكِ فِي مِسَاحَةٍ ضَيِّقةٍ، وَفِي الْغَالِبِ لَا يَسْمحُ بِمُمَارَسَةِ الْحَيَاةِ الطَّبِيعِيةِ الْاعْتِيَادِيةِ بِسَبَبِ وُجُودِ الأسْوَارِ والأقْفَالِ وَالْقُضْبَانِ ...
لِذَلِكَ عَلَيْنَا أَنْ نَتَرَيَّثَ قَلِيلاً قَبْلَ مُدَاهَمَةِ عَالَمِ الْأقْفَاص التِي كَتَبَهَا الكاتب " حسن إمامي"؛ فَفِعْلُ الْقِرَاءَةِ وَحْدَهُ كَفِيلٌ بِتَعْرِيةِ وَكَشْفِ خَبَايَا هَذِي الْأوْرَاقِ الْإِبْدَاعِيةِ..
ولنستبعدْ الْقِراءَات السَّابِقة لنُصُوصٍ أُخْرَى تَنَاوَلَتْ أَدَب السُّجُون وَالْاعْتِقَالِ؛ لِأنَّ لِكُلِّ تَجْرِبَةٍ إِبْدَاعِيةٍ خُصُوصِيَّاتها وَمُسَوِّغَاتها التِي أسْهَمَتْ فِي انْكِتَابِهَا وَانْوِجَادِهَا..إذْ لَايَنْبَغِي قِرَاءة هَذا النّص كَمَا قرأنا " العريس " لصلاح الوديع، أو كما قرأنا " التَّيْهَاء " و " كان وأخواتها " لعبد القادر الشاوي " أو " قتل ميت " للسَّعدية السلايلي...الخ. فَلِكُلِّ نَص صَوْته الْخَاص النّاهضِ مِنْ عُمْقِ التَّجْرِبَة الإبْدَاعِية لِلذّات الْكَاتٍبةِ الْمُبْدِعَة الْحَاضِنَة لِلْعَمَلِ فِي غُرْبَتِهِ الْأُوْلَى وَعُزْلَتِهِ الْمَهِيبَة قبْلَ أنْ يَخْتَمِرَ وَيُصْبِحَ مُتَاحاً لِلْقَارِئِ / الْمُتَلَقِّي الْجَدِيدِ؛ حَيْثُ يَصِيرُ النَّص حَقْلاً لِتَجْرِيبِ قِرَاءَاتٍ وَمنَاهِج..ويخضع للتَّشْرِيحِ وَالْحَفْرِ وَتُنْبَشُ زَوَايَاهُ الْمظلمة ومغالقه؛ فتتكَشَّفُ مَرَايَاهُ أمَامَ الْمَلإ وَكُل وَاحِدٍ يتناوله مِن زاوِيةٍ يَرَاهَا أقربُ إِلَيْهِ فَيُفْشِي النَّص / الإبْدَاعُ بِسِرٍّهِ / أسْرَارِهِ لِلْقَارِئِ الْعَمِيقِ الْمُنَاضِلِ الَّذِي لَا يَكَلُّ مِنْ مُرَاوَدَتهِ وَلَا يَتْعَبُ فِي نِزَالِهِ مِنْ أَوَّلِ جَوْلَةٍ.
فَلَمْ يَكْنْ السَّارِدُ فِي وَضْعِيةِ خَوْفّ،بَلْ الطَّرَف الآخَر هُوَ الْمَسْكُون بهذا الشّعُور، لذلك كانت عملية الاستنطاق، وهذا ما يتبدَّى من خلال اسْتِدْعَاء " عمران" إلى مكتب المدير بعد حَادثة النَّوْرَسِ الذي ألقى إليه بالسَّمكَة فِي ساحَة السِّجْنِ.
إنَّ السّاردَ هُنا يَحْتَفِي بخوْفِ الجلاّد الَّذِي جَعَلَهُ في أقفْاصٍ ليَتَّقِي صوته وَ قُوَّتَهُ..

* تيمة الألم والفقد والحنين والجنون :

تَكْشِفُ " أقفاص" عن ألم الفقد الذي عَاشهُ السّارد " عمران "؛ إذْ وهو معتقلٌ عَاش ألم النَّأْيِ عن عالمه الوَاقِعِي، وعن أسرته الصَّغيرة؛ أمه وأخته ورفيقته في قلاع الجامعة " وفاء" ..والسِّجن والاعتقالُ جعله يعيشُ سَنواتٍ عِجافٍ،كما لو أنَه " يوسف"؛ فكانت الذَّات الْمُعتَقَلة تَعِيشُ الألم والْجُنُون ..وكأنَّ به يَسْتنْجِدُ بِالْجُنُون ليتغلب على ألمِ فِرَاقِ عالمه الصّغير ؛ أمه وأخته وحبيبته " وفاء" ..هو الجنون في ظِلِّ الاعتقال ترياقٌ وبلسَمٌ لجراحِ الذَّات المُكْتوِية بِالْبِعادِ والْحِرْمَان النَّفْسِي والجَسَدي " الْجِنسي" الذي عَبَّرَ عنْهُ السًّارِد وهو يسترجع صوت " وفاء" ..

تيمة الجنون والبلاهة :

يُمارسُ " عمران بن يوسف" اليوغا .. الشيء الذي جعل محيط السجن يتعجب من سلوكاته وهدوئه..فهو كما مجنون يجابه الوجع والألم بجنونه الخاص" ممارسة " اليوغا".
وكتابته لأول قصة نشرتها نادية صديقة وفاء بالملحق الثَّقافي،وهي تتردد على زيارته تحت عنوان " عمران والنَّورس" ..القصة التي كانت شَرارة اشْتعالِ حرِيق الكِتابة وَعِشْقِهَا.
..الرِّوَاية؛ هي كشف عن تجربة الاعتقال التي عاشها السَّارد وكيف عايش تفاصِيلها؛ من حيث الرُّطوبة وتجربة الشّمس التي عاشها في الساحة؛ والتي كانت ملاذا للتخلص من الرُّطوبة والاعتلالِ.

المقارنة بين صوته الراغب في التحرر المشبع بالفكر التَّقدُّمِي وصوت حَارس السِّجن " عبد الله" التَّوَّاق إلى الإشْبَاع الرُّوحِيِّ ..

استحضار السّارد القصص القرآني : قصة سيِّدنا "يوسف" و"زليخة" .." يوسف النُّبوءة، ومقاومة النفس وتجربة السّجن و"وفاء" الحبيبة.

المكان في الرّواية:

إن هذا المَحْكِي السَّرْدي؛ يجْعلُ من السِّجن والزّنزانة صوتاً يُعَرِّي التَّجْربة النَّفْسِية التِي عاشَها السَّارد " عمران بن يوسف"،في ظلِّ الاعتقال السِّياسِي؛ ومكابداته النَّفسية ..وكيف اسْتطاع الحِفاظ علَى توَازُنِهِ النَّفْسِي؛ وَبِداية الْمَيْل للكتابَة؛ التِي من خلالها استطاعَ هزم خُيُوط الظَّلام والتَّخَلُّص مِن كَدَمَاتِ الْجَلَّادِينَ النَّفْسِية ..وَحُضُور الأنثى في حياته: ( الأم،الأخت،وفاء، المحامية،نادية).
فالمكان؛ هنا مغلق؛بَيْدَ أنَّهُ مفتوحٌ عَلَى تجربة الاعْتقال الْقَسْري التَّعَسُّفِي(( سنوات الرّصاص)).

إنَّ السّجْنَ كتجربة نفسية انكتبت بكل جحيمها، وعناوينها في نفسية الكاتب / السّارد الذي استطاع أن يستحضرها ويعري تفاصيلها من خلال فعل الكتابة، والإبداع القصصي بنَفَسٍ فَلْسَفِيٍّ.
هذهِ الْمُفَارقة الَّتِي جعلت الآخر يتعجَّبُ ويُذْهَلُ،فالذَّاتُ السَّارِدة كانت تعيشُ هاتهِ الْمُفارقةِ من أجْلِ الاسْتِمرارِ وَمُقاومةِ الْخوْف على مَصِيرِ الأسْرة والْحَبيبَة الَّتِي كانت بعيدة عن عينيه،لكنهم كانوا يعيشُون دَاخلهِ من خلالِ استحْضَارِ توَاجدهم بحياتهِ قبل الاعْتقالِ غير الْمُعْلَنِ أمَام الملإِ، ص ٤ من الكتاب.

فالرِّوَاية تَكْشفُ عَن ذاكِرةِ الْألمِ / الاعْتِقَالِ،وَ مُغادرة الزّنْزانة نحو رحلةٍ مُتَّسِمَةٍ بالْقَلَقِ من الْمجْهُولِ والْمُسْتَقْبَلِ (( وصفُ طريق الرّحلة إلى السّجن الجديد ص٧ من الكتاب)).

لم يكنْ السِّجن والاعتقال أَلَماً فَقَطْ..هُوَ تجْرِبةٌ اكتشف فيها السّارِدُ " عمران بن يوسف" أصواتاً أُخْرَى،فقد كان ينْتَشِي بصوت " عبد الله " الحارس بالسِّجنِ الَّذي جعلهُ يحفظُ سورة " يوسف"، رغم اختلافِهِمَا في المرجعيات والتَّفْكيرِ..
هي تجربة نفسية عانق فيها أصواتا عِدّة،صوت الألم والتَّمَزُّق الدَّاخِلي والْحُب والْحنين ..وفي طريق الرِّحلة إلى مكان آخر من تجربة الاعتقال والسَّنوات العِجاف، سيسترجعُ المَاضي عِنْدَ سماعِهِ " تماوايت نسائي".
خُرُوج السّارِد مِن أسْرِ الاعْتِقالِ الَّذِي وَصَفَهُ بالسّنوات العِجافِ إلى أَسْرِ الذَّاكِرَةِ الَّتي بَدَأتْ تَسْري فِيهَا خُيُوط الْمَاضِي بكُلِّ صُوَرِهِ وَمَراياهُ..من أَسْرٍ إلَى أَسْرٍ آخَرَ شَكْليٍّ؛ يُوهِمُ بِالْمُحَاكَمَةِ الْعَادِلَةِ؛ استحضار وفاء رفيقة الجامعة؛ النِّضالِ الطُّلَّابِي، وتفاصيل الأسْرِ والاعْتقالِ؛ تفاصيل الأسْرِ والتَّعْذِيبِ دُونَ مُحَاكَمَةٍ عَادِلَةٍ.

وبالتَّقَدُّمِ في اكتشاف خيوط الرِّوايةِ يَكْشِفُ عن انْخِرَاطِهِ في النِّضَالِ تحت مظلة ( أ.ط.م) سنة ١٩٧٩،كما يُعَرِّي دُرُوسَ السَّادِيةِ التِي طالتْ الطَّلبة الْمُعْتَقَلِينَ.
إنَّ السَّارد " عمران" وهو في عزِّ الاعتقال والألم تَحْضُرُهُ صُورَة وفاء؛ ص ١٦ ١٧.
وفي استحضاره لوفاء، وصورتها ووصفها بوردةِ الأقحوان، يستعيدُ تفاصِيل سبع سنوات عِجافٍ من الاعْتِقَالِ فِي الزّنزانة الانْفِرادية؛ ص ١٧ من الكتاب/ الرِّواية.

استنتاج:

ترْصُدُ رِوَاية " أقفاص" للكاتب " حسن إمامي" حقبة تاريخية وسِياسية من تارِيخِ الْمغربِ؛ حَيْثُ كانت الاختطافات، والاعتقالات دونَ مُحَاكَمةٍ ( الاعتقال القسري)،ومرحلة السياسي المناضل " بنسعيد آيت يدّر" ..مرحلة اتَّسَمَتْ بالتّصْفِيات / جيل الموت..وقد وَسَمَ السَّارِدُ الْمَرحلة بِقَبْوِ جَهَنّمَ.
إنَّ الرِّواية تطرحُ قضية الاعتقالاتِ السِّياسية؛ التي كانت تطالُ الشباب الطّلبة المُعَارِضِينَ للسِّياسةِ ( جحيم تازمامرت).

عودة السَّاردِ ورفاقه إلى الأحياء بعد تعالي الْأَصْوات الْمُنَدِّدَةِ فِي الْخارِجِ بإحْلَالِ مُحَاكَمَاتٍ عَادِلةٍ وَ مُنْصِفَةٍ؛ والتِي كشفتْ خُرُوقات الاعتقالِ والتَّعذيبِ في الزَّنازنِ الْانْفراديةِ.
و ما بين استرجاع خيوط الاعتقال وتذكر تفاصيل الحياة الجامعية تعود ذاكرة السّارد " عمران" لرصد ماكانت عليه حياته فِي الحَرَمِ الجامِعي ؛ الَّذِي كان يَعْتَبِرُهُ جَنّة النِّضَالِ.
ومن داخل الأسوار والحِصارِ يعُودُ " عمران" للحياة بعد السّنوات العجافِ؛ بِحُصُولهِ على الإجازةِ في الْفَلْسَفَةِ.
ثُمَّ ينْتَقِلُ لِجَلْدِ الذَّاتِ بِسَبَبِ فُقْدانِ الْأهل والرّفَاق الذِينَ غَيَّبهُم الْمَوت " الرّحِيل"؛ ص ٢٢.

ويكشف عن استدعائه للتَّحقيقِ حَوْلَ قصَّةِ " النَّورس وعِمْران ".

* الواقِعية فِي الرّوَاية :

تتجَلَّى الواقعية في رواية " أقفاص" من خلالِ الإشارة إلى أحداثٍ ووقائع سِياسية شهدها المغرب والعالم من قبيل : انْهِيارِ جدار برلين،انهيار المُعسكر الشَّرقي،الإشَارة إلَى جَشَعِ الإمبريالية، والكشف عن أسماء سياسيين مغاربة ومناضلين : " عبد الرحمن اليوسفي،حزب الكتلة، تازمامرات، قضية الاعتقال السِّياسي بالمغرب، ص ٥٥، وانبثاق اليسار المغربي بعد الإفراج عن المعْتقلين السِّياسيينَ ...الخ.

* الواقعية من خلال الأمكنة :

الإشارة إلى عدة أماكن : ( الرباط، جبال الأطلس،مطعم باليما بالرباط،وزان،شفشاون،تطوان،إسبانيا،أليكانتي،فرنسا...الخ.
وهي أماكن معروفة جغرافيا ..

تَتَنَامَى الأحْدَاثُ فِي الرِّوَايَةِ واللُّعْبَةِ السَّرْدِيةِ لتكشف عن تطلع " عمران " لِلْحُريَّة؛ من خلالِ واقِعةِ النَّوْرَس الَّذِي ألقى له سمكَة؛ إذْ تمَنَّى هَامِساً أنْ يَسْبَحَ كَمَا سَمَكةٍ في بَحْْرٍ..وهنا تتجلَّى تِيمة الْحُرية الَّتِي تَنْعَدِمُ بِفِعْلِ تَواجُد "عمران" ورفاقه في الْمُعتقلات والزَّنَازِن.
وَهُنا تصْبِحُ الحرية مطلباً أسَاسِيا ..فَفِعْلُ التمنِّي يَنْهَضُ كَمُؤشِّرٍ دَالٍّ عَلَى أنَّ الحُرية كانت مُغَيَّبَة وَغَائِبَة ..لذلك تَعَالَت الأصْوَات بالخارِجِ " خارج السُّجُونِ وَالْمُعْتقلاتِ الْمُنَدِّدَةِ بِضَرُورَةِ المُحَاكمَةِ الْعادِلةِ لِلْقَابعِينَ فِي الأقْفَاصِ، والزَّنازين والسُّجُون، عَقِبَ نَشْرِ رفيق " عمران " نور الدِّين الجليل" لبيانه المناهض للاعتقالات التعسفية ..
فقصة " عمران والنورس " لم تحضر عَبثاً في الرِّوَايَةِ؛ بل جاءتْ عَاكِسَةً تطلع الفرد المعتقل ونُشْدانِهِ الحرية من خلال شخصية " عمران " الْمُحَاصَرِ خَلْفَ الْجُدْران؛ الحالمِ صاحب الْفِكر الشُّيُوعي والنَّوْرَس الطَّائِر المٌحَلٍّقِ.
فعمران من خلال استرجاع ذكرياته الجامعية، واستحضاره لصورة "وفاء" الْحُبْلى بالحياةِ والأُنُوثَةِ يَكْشِفُ أيْضاً عن رَغْبَتِهِ الْجِنْسية؛ ص ٤٦؛ وأنه في ظلِّ الاعْتِقالِ بَاتَتْ تُحَاصِرُهُ هَاتِهِ الْهَوَاجِس.

* التّحول في مسار عمران :
*
سيتحَوَّلُ ظاهريا السّاردُ " عمران" مِنْ مناضلٍ يساري، ومعتقلٍ في صفوف الحركة الطّلابية أ.ط.م إلى الانْخِرَاطِ فِي حَقْلِ الأدَبِ والثًّقافة بعد مُغَادَرَتِهِ السِّجْنِ ص ٥٧؛ وهذا التَّغير الَّذِي طالَ حَياة الْمُعْتَقَلِ السَّابِقِ سَتُفْرزُ صُورَةً جَدِيدَةً للمثقف الْمَغْرِبي بِشَكْلٍ عَامٍّ.
فالخريطة السِّياسية ستتغير بظهور بعض الأحزاب وانبثاق تكتُّلاتٍ يَسَارِيةٍ.
ستشهد حياة السّارد " عمران" تحولا بعد ابتعاده عن السِّياسة؛ إذ سيكرس نفسه للعملِ الحقوقي وكمثقف وأديب بعد النَّجاح الذِي لقيَتْهُ مسرحيته بمعية الممثلة "صباح".
إذ بعد مغادرته المعتقل،وذيوعِ اسمه فِي المجالِ الثقَافِي سيلتقي بوفاء التي قدمت من تطوان إلى الرباط وستغادر أمه الحياة بعد ثلاثة أشهر من الإفراج عليه؛ ص ٥٨.

وسيبتعِدُ" عمران بن يوسف " عن الْعَمل السِّياسِي للالتحاقِ بالْعَمَلِ الْحُقُوقي، ويبتعِدُ عن المغرب ليقيم باسبانيا؛ الشَّيْء الذي جعله يَشْتَغِلُ فِي المجتمعِ الْمَدَنِي كَفَاعِلٍ حُقُوقيٍّ من خلالِ تمكنه من إجادةِ اللغة الفرنسية وزواجه من وفاء بعد وفاة زوجها واحتضانه لأبنائها " عمران " و" صُبْح"؛ لينتهي نَوْرَساً حالِماً بالتَّحلِيقِ رَافِضاً لِكُلِّ الأسْوَارِ والأقفْاصِ..فطلاقهُ من " نادية" واستمرار صداقتهما ،صديقة وفاء انبثقَ من اقتناعاته الْمَرجعية والْفِكرية المتشبِّعَة بالفِكْرِ الشُّيُوعِي.فَهوَ يَرْفضُ القفص؛ وكل ما يُخَنْدِقُ صَوْتَهُ،رَأيَهُ ؛ فَهُوَ الْمُنَاضِلُ الْمُعْتَقَلُ السَّابِقُ،صَاحِب قصة " النّورس وعمران" ..ذاع صيته الأدَبِي فِي الْعالمِ.
ينتقلُ للعيش في فرنسا رفقة وفاء وابنيها ..ويتفاجأ برسالة صديق الاعتقال ورفيق الدّرب النّضالي " عبد اللّطيف باهوش" الذي فضل العيش بالمَنْفَى باسبانيا قبل أن يحْصُل على الجِنسية السويسرية..ويصرخُ فيهِ صوت الاخْلاصِ للمَبادئ النِّضالية مُجددا؛ الرِّسَالة الٌَتِي ضَمَّنها ٦٧ قرارا.
و التي ستجعله يعاتبُ نفسه لعدم السؤال عنه ..إن التّحول في مسار وحياة " عمران بن يوسف" ستنكشفُ في نهاية الرّواية؛ حيث أقبلَ على عالمِ الْأدبٍ وحضَّرَ الدكتوراه في الأدب الغرائبي..ودعم رفيقة درب النّضال "وفاء"؛ ص ٩٨؛ فهو النورس الْحَكِيمُ والْمُنْقِذُ لها من عواصف وأمواج الحيَاة بعدما صارت أرملةً.

تنتهي أنفاس هذِه الرِّواية الذي يُهيمنُ عليها السّرد بانشغال " عمران " بشأنِ حقوق الأقليات في تقريرِ الْمصيرِ ،ص ٩٨، وانتِصَارهِ للحريةِ وللقضيَّةِ الفلسطينية التي طالها الظُّلم والْعُدوان وسادية السّياسة والالتذاذِ بالألمِ..
ويأتي صوت "عمران" في آخر هذه الرِّواية ليكون صَرْخةً في وجهِ المظالمِ الْجَديدةِ التي يشهدها العالم الْمُعَاصر ( تنامي الحركات الرّجعيةِ)، أو ما وسمهُ بالرِّجعياتِ الْجديدَةِ ؛ ص ٩٩ من الرّواية.
سيستقيلُ " عمران " من عمله كحقوقي دولي ويتفرَّغُ للْأدب والثَّقافة ص ١٠١..( انتصارهُ للقضايا الإنْسَانيةِ الْعادِلةِ )؛ العدَالة الإنسانية الَّتِي تَخُصُّ الشُّعُوب.
واستمرارِ عرض مسرحيتهِ : ( سيرة نورس)؛ التي هي سيرته الْحالمةِ؛ النورسُ الْحُرُّ الْمُحَلِّقُ.

* التَّحَرُّر من الْمَكان والْمُؤَسَّسَات :

عندما يصلُ المرء إلى اقتناعاتٍ معينة،فإنه يتخذ قرارات حاسمةٍ في حياتهِ ..سيبتعد " عمران" عن الأضواء بعدما بات اسمه مُتدَاوَلاً في السَّاحة الأدَبيةِ والْحُقوقيةِ الدُّوليةِ.

خاتمة:

إن هذا العمل السَّردي الْمُعنونِ بأقفاص لمؤلفه " حسن إمامي" يرْصُدُ فِي جَانبٍ مِنْهُ وَاقِعَ الصّرَاع الذي تَعِيشُهُ ذَاتُ السّاردِ " عمران" الْمُناضِلِ الْحُقُوقِي ؛ الْكَاتِبِ الْعَاشِقِ للمَسْرَحِ وَالحُرِّيةِ،الَّذي توزعته أحْلامٌ وَقَضَايَا مُجْتمع وَشُعُوبٍ وأقلياتٍ...
كما تسلطُ الضَّوء على طبيعة تفكير مُنَاضِلٍ مُعْتقَلٍ سَابِقٍ ومثقفٍ وكاتبٍ عَاشِقٍ للْحياةِ..وَ هَذَا ما يُسْتشَفُّ من خلال ارتباط " عمران " بوفاء رفيقة الدّرب في قلعةِ النِّضالِ بالْجامعةِ التي صارت أستاذة للغة الإنجليزية وَأُمّاً، ثم أرملة بعد وفاة أب ابنيها " عمران " وصُبْح".
الرِّواية تعكس أيضا الصِّراع الذي تَعِيشُهُ الذَّات بين الْوَاقِعِ والْمَأمُولِ مِنْ خَلَالِ عَقْدِ مُقارَنَةٍ بين مكانين: المغرب وباريس( باريس الثَّقافة والمساواة)، والمسرح ( مُحَرٍّر للذات) ص ١٠٦.

ينتقلُ السّاردُ بنا لعقد مقارنة كما أسلفنا بين مجتمع الحياةِ والْحُبّ والثقافة والنظرة للعلاقات الإنسانية ( الزّواج من مطلقة )، مجتمعٍ يؤمن بالتَّحرر الفكري والمُساواة، ومجتمعٍ تُكبِّلُهُ أغلالُ التقاليد والعادات ص ١٠٧.
وفي. الرّواية أيضاً التباس ما هو سِيَاسي بالثَّقافي من خلال استحضار حكومة التَّناوب ؛ شخصية " عبد الرحمن اليوسفي" وسياسته ص ١٠٧.
ومن خلال توصله برسالة رفيقه المنفي " عبد اللطيف باهوش" يتشارك السَّارد " عمران " رسالته مع " عمران الحلوي"؛ ابن زوجته " وفاء الذي ينصت له ويشاركه أيضا تفاصيل وأوراق من الماضي : " أسرار جبل تازمامرات،السّجن المركزي ص ١١٣.
ليصل إلى حقيقة الحلم الذي انكتب مسرحية " الحلم النّورسي" ..الحرية وهي تلتمع في روحه وفي فكره وثقافته ورفضه للقيود والأصفاد الْحَياتية والْمُجْتمعية..
"عمران"؛ الذي كانت ذاته تصرخ من حياة وثقافة بلده الأصل " المغرب" والمجتمع الباريسي الذي استشعر فيه حُريَّته وصَوْتهِ..
تُخْتَتَمُ أوراق الرّواية باسْتِحْضَار "عمران" السّارد الرّوائِح المَنْسِية من زمنِ الرَّصاصِ عند قراءتهٍ رسالة صديقه الذي أصبح لاجئاً أو بالأحرى أصبح مُواطنا سويسريا.
وبإرسالهِ المشهد الأخير للمسرحية للمخرج السّيد " عزيز زكرياء"؛ ص ١٢٣..تتَّضِحُ أمَامَهٌ الرؤية الوجودية : " المسرح حياة والحياة مسرح ".

ولعل خيوطا كثيرة كشفت عنها الأصوات داخل هذا العمل الإبداعي والتي يمكن للقارئ المتيقظ استنتاجها من قبيل :
أن الرِّواية تطرح بشكل أو بآخر صوت المطالبين بالتعويض والإنْصَاف عَقِبَ الإفراج عنهم من خلال تشْكِيلِ هَيْئاتٍ حُقوقِية وَمدَنية تطالب بإنصاف هاته الفئات المتضررة من سنوات الْجَمْرِ والرَّصَاصِ؛ والتي تطالبُ بِجَبْرِ الضّرَرِ النَّفْسِيِّ وَالْجَسَدِيِّ وَالمَادِّي..للمصالحة مع الوطن ولانكتابِ تاريخ مغرب الْحُرِّيَاتِ وَحُقُوقِ الإنْسَانِ وَالْحَقِّ فِي التَّعْبِيرِ وَإِبْدَاءِ الرّأْيِ ..وإقفال صفحات الماضي،ماضي الأقفاص وبناء جَيْلٍ خَالٍ مِنَ الْأعْطَابِ؛ التِي خلفها الْمَاضي الْمُهينِ ..مغرب الحرية وَالدِّيمقراطية والْمُؤسَّسات الدُّسْتُورية التي تكفل الحقوق.
وَطَيِّ مِلفَّاتِ المَاضِي الَّذِي انْتُهِكَتْ فِيهِ الحُقُوق وَأُقْبِرَتْ الْحُرِّيَات ..



#سعيدة_الرغيوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرُ القس - جوزيف موسى إليا- يرسُمُ قَدره الشعري؛ صوته ال ...
- الشاعرة المغربية - خديجة بوعلي- واقتفاء صوت الذات في مجموعته ...
- الشاعرة المغربية - خديجة بوعلي- تقتفي صوت الذّات في مجموعتها ...
- الفَنُّ والإبْدَاعُ التَّشْكيلي عِندما تُداعبُهُ أنامل أنثى ...
- نور الدين ضِرار وزخات من المطر الأخير إنصات وتأملات شعرية... ...
- الشاعر المغربي -نور الدين ضِرار - وزخّات من المطر الأخير..تأ ...
- مصطفى ملح شاعر يحتفي بالشِّعر من خلال السرد والتّخييل (( شِع ...
- الشاعر المغربي عبد الحق بن رحمون في رحلة من منبع الماء إلى س ...
- ٱلْكاتبة ٱلْمسرحية -حياة اشريف- تتأرجح في كتابته ...
- ٱلْكاتبة ٱلْمسرحية -حياة اشريف- تتأرجح في كتابتها ...
- قراءة في مسرحية - ٱحتفال ٱلْجسد- للدكتور - محمد ...
- الشاعرة المغربية - سعاد الناصر- ورحْلة الْحَرْف الْعِرْفَانِ ...
- الكتابة النسائية بين الذاتية والانفتاح على المحيط وقضاياه رو ...
- فيلم -الهائم- للفنان نور الدين بن كيران خيوط ذاكرة بين ...بي ...
- المركب السيَّاحي -بن يعكوب- بجماعة لمريجة بإقليم جرسيف أُنْم ...
- إسدال السِّتار على النسخة الثالثة لسينما الهواء الطلق بتازة ...
- مَجَازاتُ القول ِ وخيوطُ البَوْحِ في دِيوان -;- للشا ...
- الترابط ..قديمٌ قِدَم الأدب/ حوار مع القاص والناقد السينمائي ...
- ركوب الشاعر سامح درويش موج شطحات العشق الصوفي. بقلم ذ.سعيدة ...
- الواقعية في شعر الشاعر المغربي عبد القادر زرويل من خلال ديوا ...


المزيد.....




- -كما في فيلم رعب- طعن طفلين في إنجلترا حتى الموت وجرح آخرين ...
- انتهاء معرض الكتاب الدولى 19 بمكتبة الاسكندرية(صالون التونى ...
- استقبل الآنـ تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2024 National Geog ...
- روبرت داوني جونيور يعود إلى عالم مارفل السينمائي في فيلم جدي ...
- هتتفرج على كل الأفلام الحصرية بأعلى جودة على تردد قناة روتان ...
- اليونسكو تدرج مواقع أثرية عربية وعالمية على قائمة التراث الع ...
- -الملحد-.. فيلم إبراهيم عيسى الجديد يثير الجدل والسبكي ينفي ...
- مهرجان الجاز الدولي الأول في بطرسبورغ يجمع 600 موسيقي و200 أ ...
- تفاعل واسع مع تتويج بلال محمد كأول بطل عالم فلسطيني للفنون ا ...
- عاصمة مملكة كندة.. المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية ثامن ...


المزيد.....

- البحث عن الوطن - سيرة حياة عبدالجواد سيد / عبدالجواد سيد
- Diary Book كتاب المفكرة / محمد عبد الكريم يوسف
- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدة الرغيوي - رواية - أقفاص- للكاتب المغربي- حسن إمامي- : سيرةُ حَيَاةٍ وأوراقٍ من الماضي تنْكَتِبُ أَنْفَاساً سردية.