أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الوحدة الوطنية.. وثقافة الوطن الغنيمة..!














المزيد.....

الوحدة الوطنية.. وثقافة الوطن الغنيمة..!


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8053 - 2024 / 7 / 29 - 22:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


مر أسبوع على إعلان الوحدة الوطنية الذي وقعته فتح وحماس وبقية الفصائل في بكين، ومع ذلك لا توجد حتى الآن أي إشارة إيجابية عن قرب بدء ترجمة ذلك الاتفاق إلى خطوات عملية تعيد الوحدة بين القطاع والضفة التي سبق أن قصمت حركة حماس ظهرها عام 2007، عندما صفت وجود السلطة الوطنية الفلسطينية التي هي فتح من غزة من أجل إقامة نموذجها الأيديولوجي والسياسي والاجتماعي، في ظل استمرار حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني منذ 7 أكتوبر العام الماضي على أهل غزة.
إن عدم ظهور ما يشير، لأي خطوة عملية بهذا الاتجاه حتى الآن، في ظل أن الوقت من دم جراء مجازر غزة اليومية وحالة الاشتباك اليومي وتغول الجيش الصهيوني وقطعان المستوطنين في الضفة الغربية والقدس، من شأنه أن يبدد تفاؤل بعض من أحسنوا الظن بطرفي الانقسام، ارتباطا بقراءتهم للواقع الفلسطيني الدامي، المحمل بجملة من المتغيرات التي أعقبت طوفان حماس، ومكنة عودة سمسار العقارات الرئيس السابق دونالد ترامب بكل صلفه وعنجهية وحتى حماقاته وموقفه المعادي للشعب الفلسطيني للبيت الأبيض، على قاعدة ان المعطيات الراهنة تختلف كليا عن المعطيات التي واكبت اتفاقيات الوحدة السابقة الفاشلة، بدءا من اتفاق مكة حتى العلمين والجزائر وما بينهما، الذي ربما يكون حافزا على بلورة إرادة مشتركة للطرفين لطي سنوات الانقسام كون ذلك بامتياز مصلحة لهما قبل غيرهم .
ذلك أنه لا يمكن لعاقل ارتباطا بالوضعين الذاتي والموضوعي أن يتصور فشل مسعى الوحدة في ظل كل هذه الظروف المجافية للتنظيمين، كون الوحدة في هذه اللحظات مصلحة لفتح وإلى حماس، لأن شرط السلامة الشخصي بالمعنى السياسي والتنظيمي لهما هو من خلال بناء الوحدة التي من شأنها أن تخفف إن لم يكن تمنع استهدافهما كسلطات حكم أو أحزاب على قاعدة ان الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لا يخفيان موقفهما من أنه لا مكان لهما في مستقبل غزة، كون تلك القوى المعادية وفق المعطيات على الأرض تقول أنهما هما اللاعبان الأساسيان موضوعيا في محاولة هندسة ليس. مستقبل غزة فقط بل والقضية الفلسطينية راهنا، هذا بالطبع إذا ما تركنا المكابرة والادعاء جانبا، ارتباطا بالحملة العسكرية التي نفذها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي وسيطرة الكيان على كل قطاع غزة بوجود عسكري مباشر.
وبقدر ما يثير من حيث المبدأ فشل محاولات الوحدة على كثرتها حالة غضب لدى المواطن الفلسطيني الذي يحصد نتائج هذا الانقسام الذي جلب الخراب بالمعنى السياسي والعملي للشعب الفلسطيني، مع كل هذا الدمار والقتل الذي طال غزة وحتى الضفة، فإنه في ظل المعطيات الراهنة من محرقة غزة، يستفز ذلك السؤال الحارق الذي يقول؛ هل هذين التنظيمين يتمتعان حقا بأهلية أن يكونا رأس المشهد الفلسطيني وفي مركز القيادة؟
ويصبح المشهد يدعو للرثاء عندما نرى كلا منهما ينظر للوحدة باعتارها نظريا الضرورة، ويتهم الآخر بأنه السبب في غيابها، في حين أن أي وحدة عنوانها الوطن بحاجة إلى أن يتنازل كل طرف عن سعيه إعلاء مصلحة حزبه على حساب الوطن ، لأن الوطن هنا هو الحزب الأولى بالاهتمام.
إن فاجعة الانقسام الممتدة منذ أربعة عشر عاما تكشف غياب الصدقية والنزاهة بجانبيها الفكري والسياسي لدى الطرفين في موضوع الوحدة، سيما وأن المؤشرات حول مساعي الوصاية على الحالة الفلسطينية في غزة باتت أمرا جديا.
وإنه ليبدو مفارقا بامتياز عندما نسمع كلا منهما ينادي بالوحدة وتغليب المصلحة العامة على الحزبية لكن على أن تكون من جيب الآخر، في ظل حالة مرضية من تعظيم الذات الحزبية، لنكون أمام حالة فريدة من السلوك والثقافة السياسية التي تجعل من الحزب الخاص به هو الهدف، أي الحزب الوطن وربما لدى البعض الحزب الأمه عوض أن يكون الوطن هو الحزب، على قاعدة أن أي حزب أو تنظيم هو وسيلة وأداة في خدمة الوطن من حيث المبدأ، فكيف الحال إذا كان الموضوع يتعلق بتحرير الوطن المحتل من وجود استعماري كولنيالي لم يشهد له التاريخ مثيلا من قبل، كونه قام على أساس مفهوم النفي للكل الفلسطيني؟
ولكن للأسف تخبرنا تجربة فشل المحاولات السابقة للوحدة في أنها تنطلق من ذهنية حلقية ضيقة تعلي مصالحها وحزبها على المصلحة العامة أي مصلحة الوطن دافعها في ذلك هو الشبق السلطوي وصولا لما يسمى التمكين، وإن عز التمكين لا بأس أن تكون المحاصصة ضمن مفهوم وثقافة أن الوطن غنيمة. السؤال أين القوى الأخرى التي كان عليها أن تبلور قطبا ثالثا ينهي هذه الثنائية من أجل إعادة التوازن للمشهد الفلسطيني بعيدا عن هذا الاستقطاب بين حماس وفتح؟



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة.. والتباس مفهوم الصمود
- محمود عباس.. عندما تكون اللغة مفارقة
- مقاربة.. النقد في مواجهة تصنيم الوقائع والوسائل والأدوات
- هل ينجح اتفاق بكين في إحباط مشاريع الوصاية؟
- عندما يزعم الفاشي بتسلئيل سموترتش أنه ديمقراطي..!
- رأي محكمة العدل الدولية.. وخرافة نتنياهو عن -أرض الآباء-*
- أمام وعيد ترامب.. هل تتجاوز حماس وفتح الخيبات السابقة?
- انفجار فقاعة الحريديم.. وهشاشة الكيان الصهيوني
- حماس وشبح ترامب ونهاية فترة استثمار الوقت
- نتنياهو.. مجازر.. تجويع.. مرواغة بانتظار ترامب
- المصالحة التركية السورية..بين إرادتي الطرفين وألغام المتضرري ...
- درس اليسار الفرنسي.. ودور اليسار الفلسطيني
- توافق حمساوي- إسرائيلي على إطار الصفقة.. ولكن!
- الضفة.. كانت وما زالت هي المستهدفة
- انفجار فقاعة الحريديم لن تكون آخر متاعب نتنياهو
- اليوم التالي.. وفخ الوصايةالأجنبية
- طوفان حماس.. مقاربات مفصولة عن الواقغ
- طوفان الأقصى.. قراءة مشاكسة
- لتطويق تقرير نافي بيلاي.. حتى لا يوصم النضال الفلسطيني بالإر ...
- ضحايا محرقة عزة.. كثمن لوقف الحرب وليس التحرير!


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الوحدة الوطنية.. وثقافة الوطن الغنيمة..!