أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل صوما - أقوى سياسي على الكوكب















المزيد.....

أقوى سياسي على الكوكب


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 22:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت شعوب دول العالم الغربي تدرك ورطة الالتزام بمثاليات القيم الليبرالية والديموقراطية والتعددية وابتلاع سموم خدعة العولمة بدون حسيب أو رقيب.
ورطة بدأت تهدد خصوصيات مجتمعات الغرب بسبب جحافل المهاجرين غير الشرعيين الذين تحولوا إلى كائنات شاردة متمردة لا تريد الاندماج في المجتمع، بل يريدون فرض ثقافاتهم المتخلفة، رغم استفادتهم من مزايا المجتمعات المتقدمة التي هاجروا إليها.
هذا الفرض تسوّقه العولمة الخبيثة عبر مندوبيها في المنتديات والجامعات ودورات التدريب التعليمية على انه تعددية أو اندماج.
على سبيل المثال، يسوقون لا توجد فوارق كبيرة اليوم بين الثقافة الألمانية والتركية، حيث أصبح المهاجرون جزءا من المجتمع. كذبة كبرى تؤكدها أرقام الجريمة المنظمة التي لم تعرفها ألمانيا، ناهيك عن التزام النساء التركيات بالحجاب والاتراك بعدم شرب البيرة أو أكل لحم الخنزير، وهي ليست من ثقافة ألمانيا.
يضاف إلى تلك القوة المتمردة المُشبَّعة أحياناً بكراهية مقدسة، الأفكار والجماعات السياسية التي أنتجتها ليبرالية وديموقراطية وتعددية الغرب، ومنها على سبيل المثال "انتيفا" في الولايات المتحدة، واليسار الفرنسي الهجين بالتشدد الإسلامي، والحزب الديموقراطي المسيحي تحت قيادة ميركل، وهي نتاج رؤية المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لمستقبل سكان الكوكب. قوى لا يستهان بها تريد "تغيير" قيم مجتمعات الغرب و"تغيير" ديموغرافيته السكانية أيضا.
ورطة الغرب بين أصحاب أجندة إسقاطه دينيا بالغزو السكاني، وطموحات الجماعات السياسية التي تريد تدمير قيمه التي بُني عليها، بدأت تجعل المواطنين الغربيين العاديين يتحولون من مجرد ناخبين لسياسيين، إلى قوة فاعلة ضاغطة خصوصاً بعد ظهور السوشيال ميديا.
الميل الشعبي
هناك في فرنسا على سبيل المثال حرب اجتماعية غير معلنة في وسائل الاعلام بين الذين يحاولون تغيير شكل الجمهورية وبين المواطنين الفرنسيين الخائفين على خصوصيات ثقافتهم وجمهوريتهم. وبدأنا نشاهد على السوشيال ميديا في بريطانيا ناشطي "البحث عن الهوية".
ظهر في بلاد غربية أخرى ومنها فرنسا نفسها ميل شعبي إلى اليمين القومي المتطرف في وطنيته، أو ميل شعبي للرجل القوي لا للنظام أو المؤسسات السياسية التي تحكم المجتمع.
المجتمعات الغربية بدأت تنتبه إلى الأثار الجانبية المميتة التي أفرزتها ممارسة قيم التنوير والحداثة والانسانيات والحرية وسموم نظرية العولمة، بدون محاسبة أو رقابة أو عقاب، وأخطر هذه الآثار انتشار وسواس الاعتذار أو الخجل من الماضي الاستعماري الغربي، بواسطة اليساريين الذين ولدوا في مستعمرات سابقة، والحث على تقبّل المهاجرين كمساكين من بلاد استعمرتها بلادهم، أو كصكوك غفران انساني لماضيهم الاستعماري، رغم أن الغزو كان شيئا طبيعياً في الماضي، بل يتباهى المسلمون بأبطاله الذين ارتكبوا كل ما هو غير انساني وبغنائمهم وسباياهم وأسراهم وفظائعهم والأراضي التي احتلوها احتلالا استعماريا نهائياً، وينضمون في الوقت نفسه إلى جوقة المطالبين بالاعتذار عن استعمار موقت لأسباب اقتصادية أو ستراتيجية!
ليس عيباً
ملامح التغيرات القادمة التي تشير إلى تدمير الحضارة الغربية من خلال قيمها، ونعيشها في أميركا باسم (إلغاء ثقافةcancel culture )بدأت تدفع هذه المجتمعات إما إلى انتخاب اليمين القومي المتطرف في وطنيته (وهذا ليس عيبا) أو إلى انتظار ظهور رجل قوي يقوم بثورة تصحيح للمسار الهجين الذي سيؤدي لانهيار مكتساب عصر النهضة في نهاية المطاف.
رجل قوي يختلف عن نماذج مريبة مترهلة تنفذ أجندة العولمة مثل المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل راعية ملف اللاجئين غير الشرعيين ومنحهم الجنسية، ويطالب بعضهم بمحاكمتها لأن هؤلاء اللاجئون أوجدوا جرائم منظمة لم تعرفها ألمانيا. ناهيك عن ترودو الذي هوى بكندا إلى مصاف دول العالم الثالث تقريباً، وأصبح يسجن أي معارض أو يضيّق على أي نائب معارض كأي ديكتاتور شرق أوسطي .
رجل قوي لا يشبه ماكرون صاحب البلاغة اللغوية الذي يواجه تظاهرات شعبية وطلابية غاضبة، ويمين قومي متطرف في وطنيته يحاول استعادة فرنسا مرة أخرى ممن يحاولون الانفصال عنها أو فرض قيمهم البدائية أو المدمرة عليها.
نموذج مختلف
الرجل القوي الذي بدأت تنتظره وتطلبه قطاعات كبيرة من مجتمعات الغرب، ليس نموذج هتلر، كما يُشيع يسار أميركا عن دونالد ترامب، بل القادر على تغيير قواعد اللعبة السياسية التي أصبح يديرها سياسيون دافوسيون (نسبة إلى منتدى دافوس) منتفعون لا يبالون بقومياتهم أو ثقافاتهم أو هويات بلادهم، أو يتجاهلون نتائج ممارسات القيم الغربية وتجذير العولمة بدون محاسبة أو رقابة أو عقاب، وكأنهم يطلبون من مجتمعاتهم التعايش مع الواقع الجديد أو العولمة بمفهومها غير المعلن؛ لا هوية.. لا قيم.. لا قومية.. لا جنس محدد.. حدود مفتوحة.. اقتصادات مريبة عابرة للبحار.. لا مدارس تقليدية.. لا علم، بل استعمال الانترنت وفيه كل شيء.. عقول فارغة تستهلك وتنام وتعيش داخل مساحة أقصاها ميليّن مربعين فيهما كل شيء وهي مدن المستقبل: العمل والبيت وأماكن الترفيه ومحرقة حرق الجثث.
الورقة الرابحة
لا شك أن أقوى سياسي على الكوكب اليوم هو دونالد ترمب*، قاطرة اليمين القومي الأميركي وقدوة اليمين القومي العالمي، الذي خلق تيارا في مجتمع استخف به أولا، لكنه جعل قسماً منه يبصر بوضوح فئة خطيرة تتحدث لغة هدّامة في المجتمع الأميركي، وتشير إلى الأميركيين على انهم (هم) رغم انهم اميركيون سواء بالميلاد أو التجنس!
إلهان عمر عضو الكونغرس على سبيل المثال تقول أنا صومالية أولا، وهي من رائدات التغيير الديموغرافي في أميركا حيث انها دشنت الطريق إلى صوملة ولاية منيسوتا. رشيدة طليب تحضر جلسات الكونغرس بالعباءة الفلسطينية. هناك أميركيون اليوم يحرقون علم أميركا تضامناً مع "حماس".
أوجد دونالد ترمب من يقول (نحن)، من ركام ترهل ممارسة الليبرالية والديموقراطية والتعددية واليد الناعمة على المجرمين**بدون رقيب أو محاسبة، وقاد وأثّر في الرأي العام، ولم يجعل الرأي العام المشوَش التائه يؤثر فيه، فتعرض لسلسلة من القضايا السياسية المُدبرة بعناية شديدة واحدة تلو الأخرى لاحقته بدءاً من اتهامه بالتعاون وتدخل الروس لإنجاحه في انتخابات 2016، إلى شراء ممثلة اباحية حاولت تدمير كاريزمته وأسرته وسمعته السياسية***.
رصاصات وظروف
تخلل مسلسل قضايا ترمب السياسية المُدبرة التي لن تنهتي، رصاصات أُطلقت في توقيت حُدد للقاتل، قبل مؤتمر الحزب الجمهوري بأيام لترشيح ترمب رسميا للسباق الرئاسي وقبل اختياره لنائب، بحيث يبث مقتله فوضى عارمة داخل الحزب ويضمن فترة رئاسية ثانية لخصومه، لكن الظروف شاءت أن يحصل ترمب على صورة أيقونية في تاريخ أميركا لم ينلها رئيس قبله، ولعل أبلغ وأصدق ما قيل في كلمات ضيوف مؤتمر الحزب الجمهوري عن تصرف ترمب عقب محاولة الاغتيال، ما قاله رئيس اتحاد العمال:
“After what happened last Saturday, you are the toughest S O B in this country”.
الرجل عنى بالحروف son of bitch، وفهم الحضور ما يعنيه الرجل وصفقوا له لمدة دقيقة وهم واقفون، كما ضحك ترامب من قلبه وهو يصفق للرجل.
يبدو ان الغرب يحتاج فعلا للرجل القوي. رجل دولة وليس رجل صالونات. يميني قومي متطرف في وطنيته. أو كما وصفه رئيس اتحاد العمال في أميركا، ليتعامل مع حجافل المهاجرين الغزاة واليسار الهجين بالتشدد الإسلامي وأصحاب نظرية العولمة بالغة الخطورة على هويات وثقافات وخصوصيات التجمعات البشرية.
لن يستطيع وقف جنون جماعات الووكيزم والعولمة وانتيفا وتيار أساتذية العالم/اليسار، ناهيك عن رواد جماعات الاعتذار عن الماضي الاستعماري، وسماسرة بيع الأوطان والقوميات في سوق العولمة، وضعاف النفوس المهادنين الذين يمهدون لخضوع المجتمعات إلى تدمير ثقافاتها سوى رجال أقوياء متطرفين في وطنيتهم.
سُئل دونالد ترمب قبل محاولة اغتياله (وربما تتكرر) لماذا لم يختر نائبه، فأجاب انه يتريث ليختار رجلا يحل محله إذا حدث شيء ما، ويبدو انه اختار رجلا ليكون نائبه الآن ورئيساً سنة 2028 أيضاً، فنائبه يميني متطرف في وطنيته، وهو ما تحتاجه أميركا فعلا لو استوعبت ما يُحاك لها، وأوضحه انها أصبحت امبراطورية تغيب، كما كان ولم يزل يقول أوباما في الندوات المخملية الدافوسية.

Trump* تعني الورقة الرابحة حسب القاموس


**اليد الناعمة على المجرمين عشتها بنفسي بعدما صدمني سائق وهرب وأنا ملقى في الشارع، لكن الشرطة لاحقته بعدما أبلغ شاهد عن الحادث ورقم سيارة الجاني بالهاتف. السائق الجاني كان لديه رخصة قيادة موقوفة من الشرطة لمخالفته قانون السير أكثر من مرة (عقوبتها سنتان حبس) وكان مخمورا (سنتان حبس) وهرب من موقع الحادث (من سنتين إلى خمس سنوات حبس) وتسبب في كسر كوعي وجروحا عميقة أخرى وجراحة في الدماغ بسبب نزيف داخلي (من سنة إلى ثلاث سنوات حبس) ورغم كل هذه المخالفات مجتمعة في سائق له تاريخ تسلسلي اجرامي في الحي نفسه أربع مرات مع هروب من مكان الحادث، حكم عليه القاضي صاحب اليد الناعمة بالحبس سنتين وأُفرج عنه بعد سنة، وحتى اليوم لم يدفع لي دولار واحد مما دفعته ولم تغطه شركة التـأمين، ولم ترد حتى إدارة المحكمة على عدة مكالمات سجلتها على مجيبها الصوتي أسأل فيها متى سيدفع.

*** زعمت ستورمي دانيال أن ترامب حاول شراء صمتها على علاقة جنسية عابرة بينهما، ولم يبلغ الضرائب عن الرشوة التي دفعها لها، وخلق داعموها ومحرضوها عاصفة سياسية غير مسبوقة في مجتمع تجاهل الشقراوات اللاتي كن زائرات دائمات للرئيس كنيدي في البيت الأبيض، وتجاهل كما روت مورين كالاهان في كتابها "رجال كيندي والنساء اللاتي دمروهن": رجال سيئون يسيئون معاملة نساء صالحات، يخدعوهن، يتخلون عنهن، يجعلوهن مدمنان كحول، يتركوهن للاغتصاب، والتشوه، والموت".
ناهيك عن ممارسة الرئيس بيل كلينتون للجنس في المكتب البيضاوي الرئاسي وغفران المواطنون له.
على الأقل، لو حدثت علاقة عابرة بينهما، دفع ترامب لستورمي ولم يكلف أحداً بقتلها لتصمت، أو طلب من أحد تشويهها أو حقنها لتتحول إلى مدمنة لا تعي ما تقول.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادئ مخفية في إنقلاب يوليو 1952
- الفرار من عدالة المؤمنين
- خدعة إرهابية وخدع بصرية
- فواجع الافراط في التسامح
- -حديث وتعليق- و-حقوق الحب-
- صكوك غفران سياسية
- إدارة الصراعات بالأدعية والغيبيات
- أسماء سقطت من لائحة المتصهينين العرب
- تجربة طوفان أستاذية العالم (2)
- تجربة طوفان أستاذية العالم
- صراع ديني أم تلاعب بالقرارات؟
- اليمين القومي ودور البابا
- موجة طلب اعتذارات من الغرب
- شيكات عربية بدون رصيد
- لماذا لم يفز زغلول النجار بنوبل؟
- تعقيب على كشف المستور في -الفكر الحر-
- بانوراما مختصرة لنكبة لبنان
- بروڤة انفصال عن الجمهورية
- الولايات المتحدة الإخوانية
- ضائع بين القانون والشريعة


المزيد.....




- قصة أثارت غضب المجتمع.. مراهقان يهددان طفلًا بعمر 9 سنوات بس ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف وضع صفارات الإنذار قبل سقوط الصاروخ عل ...
- وزير خارجية لبنان يشير إلى الجهة التي تقف وراء الهجوم على مج ...
- واشنطن تقرّر إرساء قيادة عسكرية جديدة في اليابان لمجابهة بكي ...
- منذ انسحاب بايدن.. حملة هاريس تجمع 200 مليون دولار في أسبوع ...
- -هآرتس-: جهود غربية لمنع إسرائيل من استهداف بيروت أو المدن ا ...
- نائب لبناني: قاتل الفتية في مجدل شمس هو نفسه قاتل الأطفال في ...
- ليبيا.. التعرف على هوية أربع حالات جديدة من مفقودي 2011 و201 ...
- هل تفجر إسرائيل حربا شاملة مع حزب الله؟
- وفاة أمير اليونان والدنمارك ميخائيل في أحد مستشفيات أثينا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل صوما - أقوى سياسي على الكوكب