أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمود محمد ياسين - السودان: جدوى استدعاء ثورة 1924 في ذكراها المئوية(2-2)















المزيد.....



السودان: جدوى استدعاء ثورة 1924 في ذكراها المئوية(2-2)


محمود محمد ياسين
(Mahmoud Yassin)


الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 22:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يحتوى هذا الجزء من المقال على نسخة منقحة من مقال نشر في العام 2012 بعنوان:
”ثورة 1924 - بداية الثورة الوطنية الديمقراطية الحديثة في السودان“

لا يمكن فهم ثورة 1924 في السودان ضد قوات الاحتلال البريطانية، على أساس أنها حدثا محليا ضد وطأة النِير الأجنبي فقط، بل من خلال النظر اليها كجزء من الثورة التي انتظمت العالم في بدايات القرن العشرين ضد رأس المال المالي العالمي ونزوعه للهيمنة الاستعمارية على البلدان المتخلفة بالشكل الذى يُمكِّن المستعمرين من تجيير مقدراتها لصالحهم. فتاريخ الثورة السودانية الحديث صار مربوطاً بتاريخ العالم غداة اتفاقية الحكم الثنائي (البريطاني- المصري) في 1989، التي الحقت البلاد بدورة رأس المال المالي العالمي الذى اصبح تصديره منذ نهاية القرن التاسع عشر لبلدان العالم من قبل الدول الرأسمالية الكبرى المنفذ الوحيد لإدامة تعافى اقتصاداتها المعرضة، بحكم طبيعتها، للازمات (crisis prone).

والتقييم الصحيح لثورة 1924 في سياق الظروف العالمية وقتها سوف يكتمل بعد الأفراج عن الوثائق والمستندات السرية المتعلقة بالسودان التي ما زالت محبوسة بخزائن معلومات وزارة الخارجية البريطانية في مركز للاتصالات الحكومية في هانسلوب بارك ببكنغهام شير (Hanslope Park, Buckinghamshire) وهى ما تبقى بعدما تم الاكتشاف مؤخراً بان وزارة المستعمرات البريطانية قامت مع اضمحلال امبراطوريتها بحرق آلاف المستندات التي تحتوى على جرائمها في مستعمراتها السابقة- (صحيفة الغارديان البريطانية 18 أبريل 2012.) وتشمل هذه الوثائق المذكرات الحكومية للحاكم العام البريطاني على السودان وكبار موظفيه، ومذكرات الحكومة البريطانية حول السودان، واوراق المندوب السامي البريطاني لمصر في تلك الفترة. وبالإضافة للوثائق البريطانية، توجد المستندات السرية الخاصة باتفاقية الحكم الثنائي المحفوظة بدار الكتب والوثائق القومية المصرية.

وَسّعَت ازمة 1924 الثورية، كما هو متوقع، مدارك الشعب حول طبيعة المرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد؛ كما انها كانت (علامة) فارقة أدت الى فرز حقيقي في مواقف القوى الاجتماعية من الهيمنة الاجنبية؛ وهذا الفرز رغما عن اكتسابه ثوباً جديداً الا انه ما زال يمثل في جوهره تناقض مسار الثورة السودانية الاساس باعتبار ان استقلال القرار الوطني يمثل القضية الأولى التي تواجهها البلاد حتى اليوم. ومن هنا تأتى اهمية دراسة ثورة 1924. وعليه يهدف هذا المقال الى القاء بعض الضوء على احداث ثورة 1924 ومواقف القوى الاجتماعية السودانية منها، وعلى استماتة بريطانيا في أعقاب الثورة في احكام سيطرتها على السودان بشكل كامل بعد إزاحة مصر من الساحة السودانية.
—————————
استخدم الماركيز سالسبري رئيس وزراء بريطانيا لثلاث مرات خلال الفترة 1885- 1902 دهاءه السياسي ومهارته الدبلوماسية في توجيه السياسة البريطانية لتحقيق سيطرة الامبراطورية البريطانية على دول نهر النيل ووسط وجنوب افريقيا خلال فترة التسابق الاستعماري في نهايات القرن التاسع عشر على تقسيم القارة لمناطق نفوذ للدول الكبرى. ولتجويد انجاز مهمته تقلد سالسبري بجانب رئاسته للوزارة منصب وزير الخارجية بنفسه طيلة فترات حكمه.

مقابل اِبعاد الدول الكبرى الاخرى عن مصر، وقعت بريطانيا عدة اتفاقيات مع فرنسا وألمانيا وايطاليا في الفترة 1886- 1894 تمت فيها موافقة الانجليز على استئثار تلك الدول بإقامة مناطق نفوذ لها في اجزاء من غرب وشرق القارة. وهكذا بالتمهيد الدبلوماسي وتحييد القوى الكبرى بدأت بريطانيا في 1886 الزحف للسيطرة على السودان. ولإيهام الدول الكبرى الاخرى بانها لا تنوى الاحتفاظ بالسودان، اشركت بريطانيا معها مصر في غزو السودان وحمّلتها النسبة الاكبر من تكاليف الحملة بزريعة اعادة السيادة للإمبراطورية العثمانية على البلاد التي فقدتها اثر انتصار الثورة المهدية في 1886. ولكى لا تبدو انها تستعمر السودان، أوكلت بريطانيا مهمة الاشراف على السودان لوزارة الخارجية وليس لوزارة الحربية البريطانية. ولمزيد من التمويه، وقعت بريطانيا مع مصر اتفاقية الحكم الثنائي في 1899 لإدارة السودان بعد تدمير الحكم الوطني السوداني. وقد كانت اتفاقية الحكم الثنائي تحايلاً قانونياً (legal fiction) لم يُحدد فيها وضع السودان السياسي بعد الاحتلال وتعمد واضعوها الانجليز ان لا يرد ذكر لمسألة السيادة في أي من بنودها. لكن، منذ احتلال السودان أُبعدت مصر عملياً عن أدارة شئونه التي هيمن عليها الانجليز هيمنة كاملة.

عززت بريطانيا سيطرتها على حوض النيل بإجلاء الفرنسيين عن فشودة مباشرة بعد اقامة سلطتها الاستعمارية في الخرطوم كحلقة في سلسلة متصلة تمثل الاستراتيجية البريطانية الخاصة بالسيطرة الكاملة على مصر وبالتالي تامين طرق التجارة عبر قناة السويس مع الدول الآسيوية؛ فقد أدرك الانجليز ان احتلالهم للسودان يؤدى لتحكمهم في مياه نهر النيل وبالتالي تعزيز سيطرتهم على مصر التي تمثل تلك المياه المصدر الأساس لحياتها. كما ان اخضاع السودان يتيح لإنجلترا التمدد في وسط وشرق افريقيا.

ان الاستراتيجية البريطانية في حوض النيل حدد ابعادها ومسارها وضع ميزان القوى الكبرى المتصارعة على تقسيم العالم في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وهكذا مضت بريطانيا رافضة لأى مهددات تقف في طريق استراتيجيتها في المنطقة التي يمثل حجر الاساس فيها تكريس قبضتها على السودان. وأسطع مثال لهذا ردّهم للمصريين كلما حاولوا الاستنجاد باتفاقية الحكم الثنائي لتحقيق بعض المصالح في السودان. فمثلاً في 1922 رفض لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا حينها في خطاب له مطلب المصريين بالسماح لهم بلعب دور أكبر في السودان على اساس ان هذا من شانه تهديد مصالح بريطانيا وخاصة تقليل الحماية الضرورية لرؤوس الاموال الانجليزية المستثمرة في تنمية السودان-(أ.ج. توينبى،1925).

علي ضوء هذه الخلفية فسنرى لاحقا ان الهبة الشعبية التي حدثت في السودان في 1924 كانت في اساسها تهديدا لاستراتيجية بريطانيا السياسية المدفوعة بالرغبة في السيطرة الاقتصادية والهيمنة التجارية على منطقة تتسم بأهمية عالمية؛ وعليه فان الثورة مثلت تحديا فيه كثير من الجرأة والشجاعة باعتبار ما كانت تقدم عليه الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس من تنفيذ سياسة استعمارية واسعة وهى في اوج قوتها وعنفوانها.
—————————
حطم الاستعمار البريطاني الدولة الوطنية القائمة آنذاك (دولة المهدية) وخنق أي توجه وطني في تنمية الاقتصاد السوداني بخلق اقتصاد تابع مهد الطريق للشركات الانجليزية لاستثمار رؤوس اموالها التي انحصر نشاطها في مجال الانتاج الزراعي واستخراج المواد الاولية. واحدث النظام الاقتصادي الجديد بعد عقدين من الاحتلال البريطاني نقلة كبيرة في تركيبة المجتمع السوداني. فمن أجل تامين سلطتها، اتجهت الادارة الاستعمارية للاعتماد على القيادات الدينية والقبلية وأعطتها سلطات قضائية واسعة (مجلس العلماء) وصلاحية جمع الضرائب التي وفرت لتلك الزعامات نافذة لتحقيق تراكم مالي استثمرته في انتاج القطن في رقع زراعية اختصتها بها الدولة. وهكذا ظهرت ارستقراطية دينية على راسها الزعماء الطائفيين الثلاثة، عبد الرحمن المهدى وعلى الميرغني ويوسف الهندي، تمتلك مشاريع زراعية تتسم علاقات الانتاج فيها بنمط شبه إقطاعي. وبجانب هذه الارستقراطية الدينية (ملاك الأراضي) نمت برجوازية تجارية كبيرة تمتلك عدة شركات وبيوتات تعمل في مجال التمويل الزراعي وتجارة المحاصيل الزراعية والتوكيلات التجارية. ارتبطت مصلحة الارستقراطية الدينية والبرجوازية التجارية الكبيرة ارتباطاً وثيقاً مع رأس المال الأجنبي الذى هيمن على صادرات المنتجات الزراعية وواردات البلاد من السلع المختلفة ( الاستهلاكية والرأسمالية-capital goods-). واتسمت علاقة هاتين الطبقتين كليهما بمعاداة مصر التي، نتيجة لاعتمادها على مياه النيل في زراعتها، كانت تعارض أي توسع في الزراعة السودانية مما جعل بريطانيا تكسب ولاء هذه القيادات وتأييدها للإمبراطورية في محادثاتها حول مستقبل السودان مع مصر بعد ان نالت الاخيرة استقلالها؛ وبلغ الولاء أعلى درجاته بزيارة اللورد اللنبي المندوب السامي البريطاني في مصر للسودان في ابريل عام 1922 التي قال فيها الشاعر ( توفيق صالح جبريل):

ويح قلبي ماذا يروم "اللنبى" يوم وافى يجر سيفا صقيلا؟
جمع الجمع، ارهب القوم حتى أصبح السيد النبيل ذليلا

على الجانب الآخر وجدت الطبقات التي كانت تعانى من عسف وظلم ادارة الاحتلال؛ وتتكون هذه الفئات من البرجوازية المتوسطة والصغيرة والعمال وفئات صغار المزارعين والاجراء الزراعيين والرعاة. وقد تشكلت البرجوازية المتوسطة من التجار الوطنيين الذين افرزتهم علاقات السوق التي كانت توجد بشكل بدائي قبل الاحتلال، وتميزت بكراهية شديدة للمستعمر البريطاني مردها محاربة رأس المال الأجنبي لها بسيطرته على مفاتيح التجارة.

وفي العقد الثاني للاحتلال توسعت طبقة البرجوازية الصغيرة بصورة كبيرة نسبيا. وكان توسعا نوعيا؛ فمفهوم البرجوازي الصغير بالمعنى السياسي/الاقتصادي وهو المنتج الصغير أو المهني أو الحرفي الذي يمارس نشاطه في نظام يسوده الانتاج السلعي (الرأسمالية) لم يبرز للوجود في السودان قبل ذلك التاريخ. فقد كانت البرجوازية الصغيرة السودانية قبل الاحتلال البريطاني تتشكل في معظمها من سكان الارياف كمنتجين صغار في مجال الزراعة والرعي علاقتهم بالسوق اما محدودة او منعدمه تماماً ويزاولون نشاطهم في ظل نظام إنتاجي يرتكز، في جوهره، على العبودية والعلاقات الاقطاعية. ولكن الخطوات الاولى لتأسيس دولة حديثة أفرزت فئة من الموظفين (الافندية) والمهنيين والضباط لحاجة الدولة الاستعمارية لخدماتهم. كما ان بداية نمو نظام الانتاج الرأسمالي على يد الانجليز أدى لظهور فئات من الحرفيين في بداية تكوينهم. وفئات الضابط والموظفين والمهنيين والحرفيين هي التي شكلت البرجوازية الصغيرة النامية بالمعنى الصحيح، وليس المنتج الريفي الصغير المحبوس في علاقات الانتاج القبل رأسمالية. وكانت فئات الموظفين والضباط والمهنيين في صراع دائم مع الادارة الاستعمارية من أجل تحسين وضعها الاقتصادي عن طريق المطالبة برواتب أعلى وبمساواتهم مع أقرانهم الأجانب.

وكذلك بدأت، في ذلك الوقت، تتشكل، بدخول العمل المأجور في النشاط الاقتصادي، طبقة العمال (الحديثة) في شكل جنيني. وظلت الاغلبية من الشعب تتكون من صغار المزارعين والاجراء الزراعيين والرعاة.

إن البرجوازية المتوسطة (متوسطي التجار وكبار الموظفين والقضاة) والبرجوازية الصغيرة (صغار التجار والموظفين والضباط والمهنيين والحرفيين) في المدن هي التي اشعلت ثورة 1924. وكان الدور الفاعل في قيادة الثورة، التي انحصر حراكها في المدن، للمتعلمين من الضباط والموظفين.
—————————
بعد سيادة الحكم الثنائي على البلاد حدثت نقلة نوعية في انتشار المعارف الثقافية (خاصة التي رفدت بها مصر السودان) وسط بعض فئات البرجوازية المتوسطة والصغيرة من المتعلمين؛ وهذا أدى بدوره لنمو الوعى السياسي الوطني لهذه الفئات، وخاصة اثر ثورة 1919 المصرية التي تلقف السودانيون اخبارها بانبهار لما مثلته من عزيمة اكيدة في التخلص من الاستعمار البريطاني. وفي هذه الظروف تأسست "جمعية الاتحاد السوداني" في 1920 من (الافندية) خريجي وطلبة كلية غردون كأول تنظيم سيأسى في البلاد. ولم تكن للجمعية روابط مع الكيانات الطائفية والقبلية، وغلفت نشاطها في البداية بالأنشطة الادبية. وكان تكوين جمعية الاتحاد قد تم مباشرة بعد زيارة قام بها وفد بقيادة الزعماء الطائفيين الثلاثة لتهنئة الملك جورج الخامس بانتصار بريطانيا في الحرب العالمية الاولى والتنديد بثورة 1919 المصرية ورفض دعوتها لوحدة دول وادى النيل. فالخلاف في ذلك الوقت كان متفاقماً بين شريكي اتفاقية الحكم الثنائي بعد ثورة 1919 التي ربط زعماؤها حل ما صار يسمى ب "المسألة السودانية" بوضع حق تقرير مصير السودان في يد مصر، بينما تمسكت بريطانيا بتأكيد دور "الارادة السودانية" في "المسالة السودانية"؛ ولم يكن موقف بريطانيا الا رهاناً على الارستقراطية الدينية التي فوضت حق تقرير مصير السودان لها (تحت شعار السودان للسودانيين) عند المفاوضات مع مصر.

في منتصف 1923 حدث انقسام في جمعية الاتحاد السوداني أدى لاحقاً لقيام جمعية اللواء الابيض وهو يرجع لصراع حركته طبيعة البرجوازية الصغيرة للفئات المهيمنة على قيادة الجمعية التي تجعلها تتأرجح في موقفها من مسألة التغيير بين مواقف راديكالية ثورية أحياناً ومحافظة أحياناً أخرى. ولهذا تفجر الصراع متبلوراً حول موقفين لأعضاء الجمعية من بريطانيا التي أخذت آنذاك تتجه لعزل مصر عن السودان ودحض محاولاتها لدمج البلاد تحت السيادة المصرية. فالمجموعة الراديكالية رات أن يُصّعد النضال ضد الاحتلال بالعمل العلني لتحقيق هذا الغرض؛ وهذا ما اعترضت عليه الفئة الأخرى المحافظة. وهكذا بينما اتجهت الفئة المحافظة للاقتراب من موقف الارستقراطية الدينية وتبنى شعارها: "السودان للسودانيين"، سارع الراديكاليون بالانفصال عن جمعية الاتحاد وكونوا "جمعية اللواء الابيض" تحت قيادة الملازم أول على عبد اللطيف الذى لم يكن عضواً بجمعية الاتحاد. وكان عبد اللطيف خارجاً لتوه من السجن بعد قضاء عام لمحاولته نشر مقال في صحيفة محلية (جريدة حضارة السودان) في 1922 بعنوان "مطالب الأمة" كلفه بجانب الحبس التجريد من رتبته العسكرية. دعا عبد اللطيف في مقاله الادارة الاستعمارية تلبية بعض مطالب الشعب السوداني وتتمثل في حق السودانيين تقرير مصيرهم وتعيين المزيد من الموظفين السودانيين في المناصب العليا وتوسيع فرص التعليم وكسر احتكار السكر وتحسين الاوضاع في مشروع الجزيرة. وجدير بالذكر هنا الى ان على عبد اللطيف في مقال "مطالب الأمة" لم يشر اطلاقاً لمسألة الوحدة مع مصر، فقد ذكر خبير المخابرات ج. م. ايوارت في التقرير الذى وضعه في ابريل 1925 حول الاحداث السياسية في السودان ان مقال مطالب الامة ينحصر فقط في المطالبة بإنهاء الحكم الاجنبي وقيام حكومة سودانية للسودانيين.

بعد ان منحت بريطانيا مصر استقلالها الجزئي (المشروط) في 1922 وصعود حزب الوفد المصري للسلطة السياسية في 1923 واتساع المطالبة المصرية بالسيادة على السودان، صار شعار "وحدة وادى النيل" الهدف الاساس لجمعية اللواء الابيض. فالقرار بتبني شعار " وحدة وادى النيل" كان في صدر اول اجتماع للجمعية وجاء توقيته متوافقا مع المفاوضات الجارية آنذاك بين الحكومتين البريطانية والمصرية حول "المسألة السودانية"؛ وكان الهدف ارسال رسالة الى مصر بان الجمعية تقف معها في تلك المفاوضات خلافاً لموقف الزعماء الطائفيين الذين مالوا لتفويض امر السودان لبريطانيا. فقد تحدث على عبد اللطيف في احد اجتماعات الجمعية قائلاً "والله نحنا اجتمعنا دلوقت لأنو حتكون فى مفاوضات؛ المفاوضات دى دلوقت السيد عبد الرحمن عمل الاجتماع بتاعوا وأعلن رايو ونحنا ما بنعتقد ان النظار والعمد بيمثلونا لاننا نحنا ناس برضوا عندنا رأى في الحكاية دى." مأخوذ من كوريتا، 1997.

كذلك ما ذكره عبد اللطيف في ذلك الاجتماع يبين ان "جمعية اللواء الابيض" ليس فقط لم تلجأ للاحتماء بطائفة او اثنية معينة عند تأسيسها، بل كان اشارة متعمدة لمفاصلة سياسية واضحة مع الزعامات الارستقراطية الدينية وتوجهها السياسي المهادن للإنجليز.
—————————
شهدت الخرطوم وأم درمان عدة مظاهرات خلال شهري يونيو ويوليو 1924 تندد بالاستعمار البريطاني وتطالب المحتلين بالرحيل عن البلاد وتدعوا للوحدة مع مصر. قادت المظاهرات تنظيمات صغيرة أخرى الى جانب اللواء الابيض، وكانت الشعارات تنادى بسقوط الحكم البريطاني وتهتف بحياة فؤاد الاول ملك مصر. كما تميزت المظاهرات، التي كان المشاركون فيها من الموظفين وصغار التجار والحرفيين، بالجلبة والصخب والعنف رغماً عن عدم مشاركة قطاعات واسعة من المواطنين فيها. في يوليو 1924 حكم على عبد اللطيف بالسجن ثلاث سنوات لإرساله برقية الى ماكدونالد رئيس الوزراء البريطاني يندد فيها بمسعى بريطانيا الانفراد بالسيطرة علي السودان بعد فصله من مصر.

قابلت الارستقراطية الدينية المظاهرات بقيام السيد عبد الرحمن المهدى عند بدء المظاهرات بتكوين تجمع مضاد لجمعية اللواء الأبيض حين اجتمع في يونيو 1924 مع زعماء البلاد الطائفيين أعلنوا فيه عدم اعترافهم باتفاقية الحكم الثنائي لعام 1899 على اساس ان السودان لم يكن طرفاً فيها، كما قرروا ان تكون بريطانيا وصية على السودان حتى يتحقق تطويره قبل منحه الحكم الذاتي. وبلغت معاداة الارستقراطية قمتها للثورة بالهجوم على قادة المظاهرات بأنهم ليسوا كريمي المحتد، ففي مقال نشر بجريدة حضارة (السودان) جاء فيه بانه قد:
" أهينت البلاد لما تظاهر أصغر وأوضع رجالها دون أن يكون لهم مركز في المجتمع بأنهم المتصدرون والمعبرون عن رأى الامة........ان الشعب السوداني ينقسم الى قبائل وبطون وعشائر، ولكل منها رئيس او زعيم او شيخ ، وهؤلاء هم أصحاب الحق في الحديث عن البلاد......من هو على عبد اللطيف الذى أصبح مشهوراً حديثاً والى أي قبيلة ينتمى؟".

لجأت الارستقراطية الدينية لسلاح الولاءات الاثنية والقبلية والطائفية لمحاربة القوى الوطنية الصاعدة ممثلة في جمعية اللواء الابيض (كتنظيم انصهرت فيه بلا حساسية عناصر من المواطنين ذوى الاصول الاثنية المختلفة) ودحض حقها في التحدث باسم الشعب السوداني. وقد كان هدف استغلال التباينات الهويوية من قبل القوى الاجتماعية صاحبة المصلحة في تكديس الثروة بمساعدة المستعمر، هو اقصاء فئات الشعب من العاملين من موارد الثروة؛ وقد عمل توظيف الولاءات الطائفية على إخفاء طبيعة الصراع الحقيقي في المجتمع.

بلغت الثورة اوجها بحادثتين حدثتا في أغسطس 1924. ففي الثامن من اغسطس 1924 قاد طلبة الكلية الحربية بالخرطوم مظاهرة طافت حول الخرطوم وهم يرتدون زيهم الرسمي ويحملون بنادقهم. كان الطلبة الحربيين يحملون العلم المصري ويهتفون بهتافات مؤيدة لمصر وبحياة على عبد اللطيف. اعتقل الطلبة فور عودتهم لثكناتهم، وفى التحقيق معهم ذكروا ان مظاهرتهم جاءت تعبيراً عن رفضهم لاتجاه الانجليز فصل مصر عن السودان. وعلى حسب تقرير ايوارت المشار اليه سابقاً، فان الطلبة عبروا اثناء التحقيق معهم عن استيائهم من عدم مساواة الانجليز للضباط السودانيين خريجي الكلية الحربية السودانية برصفائهم المصريين من الكلية الحربية بالقاهرة فيما يخص الرتب العسكرية (commissions)؛ كما ابدوا قلقهم على مصيرهم اذا اُبعدت القوات المصرية من السودان. وفى التاسع من اغسطس تمردت كتيبة السكة حديد المصرية المتمركزة بمدينة عطبرة حيث رئاسة السكة حديد. انضم اعضاء جمعية اللواء الابيض وعمال السكة حديد للكتيبة المتمردة وسيروا مظاهرات تهتف بتأييد مصر حُرق فيها علم بريطانيا وحُطم مكتب رئيس العمال البريطاني وبعض ممتلكات الادارة. استمرت المظاهرات ليومين استدعت بعدها الحكومة قوات بريطانية من الخرطوم قامت بأطلاق النار على المتظاهرين مما أدى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وبسيطرة قوات الاحتلال على الموقف تم ترحيل كتيبة السكة حديد لمصر؛ وكان هذا الاجراء الخطوة الاولى في تنفيذ خطة بريطانيا لإجلاء الجيش المصري من السودان.

أدت مظاهرات ومصادمات 1924 الى مرحلة جديدة من الخلاف المتفجر بين بريطانيا ومصر حول المسالة السودانية، التي سارعت فيها بريطانيا لحسم "المسالة السودانية" بشكل نهائي لصالحها. ففي 1924 بدأت حكومة الخرطوم الاستعمارية في التزيد على مصر بتذكيرها بأولوية سيادة بريطانيا على السودان واستعدادها لاستبعادها منه. ففي 1924 أثار سير لى ستاك القائد العام لقوات الحكم الثنائي المشتركة (السردار) وحاكم عام السودان مسألة السيطرة المالية على السودان حيث ذكر في مذكرة له معترضاً على اشراف مصر على مالية السودان قائلاً بما ان: " بريطانيا دائنة للسودان بأكثر من 14 مليون جنيه مصري، بالتالي لا يحق ان تكون السيطرة المالية على السودان في يد مصر كما هو حالياً ..........يكفى فقط ان تلتزم حكومة السودان بتقديم حساباتها النهائية لبريطانيا العظمى ومصر." مأخوذ من س. مولان، 2003. كما كتب سير لى ستاك في اغسطس 1924 مذكرة للحكومة البريطانية جاء فيها: " لا بديل غير طرد الوحدات العسكرية المصرية من السودان كحل نهائي .......ولكن هناك صعوبة في ايجاد المبرر المناسب لخطوة بهذا الحجم. حاولنا استغلال حادثة عطبرة، ولكنها غير كافية للغرض الذى نسعى اليه." - مأخوذ من م. و. دالى،1986.

وهكذا حتى تحين الفرصة المواتية لإنهاء الوجود المصري في السودان نهائياً مارست حكومة السودان قمعاً تعسفياً للضباط والموظفين والجنود المصريين والسودانيين على حد سواء مما دعا أحد موظفي مكتب المندوب السامي بالقاهرة أن يعلق على هذه المعاملة المتطرفة قائلاً : " كل مقترحاتهم للمستقبل كانت سلبية..... هدلستون (القائد العام لجيش الاحتلال بالسودان) يريد قفل الكلية الحربية......مدير الخرطوم يوصى بالضرب، ثم الضرب، ثم مزيداً من الضرب. ادارة الامن تمارس سياسة استعراض القوة. الحاكم العام بالإنابة نفسه (ويسي استيري) يدعو لتغيير السياسة التعليمية.....لم يكن هنالك اقتراح ايجابي في أية حالة."ً - مأخوذ من م. و. دالى،1986.

وهكذا استمر البطش حتى حدث اغتيال سير لى ستاك في القاهرة في 19 نوفمبر 1924 الذى أعطى بريطانيا السانحة لتنفيذ مخططها المتعلق بمصير وضع السودان. ففي 22 نوفمبر بعد ثلاثة ايام فقط من اغتيال ستاك أرسلت بريطانيا انذارا لمصر أعطتها فيه مهلة مدتها 48 ساعة لإخلاء الجيش المصري من السودان واخطارها بان القوات السودانية الموجودة ضمن الجيش المصري سوف تُحوّل ل " قوة دفاع السودان" التي يكون ولاؤها لحكومة الاحتلال في الخرطوم فقط. كما ابلغت بريطانيا الحكومة المصرية بانها قررت بشكل أحادي الجانب زيادة المساحة المزمع زراعتها بمشروع الجزيرة من 300 ألف فدان الى مقدار غير محدود على حسب الحاجة.

انتهت فصول الثورة في نوفمبر 1924 عندما خرجت في اليوم السابع والعشرين منه الفرقة العسكرية 11 السودانية من ثكناتها حيث انضمت لها فرق أخري وسار الجميع باتجاه كبرى النيل الازرق بهدف الالتحاق بفرقة المدرعات المصرية المرابطة بالخرطوم بحرى التي كانت ترفض تطبيق الجلاء من السودان الا بطلب من ملك مصر. اعترض هدلستون، القائد العام والحاكم العام بالإنابة وقتها طريق الفرق السودانية بنفسه طالباً منها الرجوع لثكناتها. رفض الضباط السودانيون الانصياع لأؤامره وذكروا له ان ولاءهم لملك مصر ولن يتلقوا اوامر الا من قائد القوات المصرية بالسودان، ولم يتوان هدلستون في امر القوة الانجليزية التي كانت تلازمه بإطلاق النار على الجنود السودانيين الذين ردوا بالمثل، وسقط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين. لجأ الملازم عبد الفضيل الماظ الى داخل المستشفى العسكري القريب من موقع الاحداث واخذ يقاتل الانجليز من هناك وعندما لم تبدر منه أي علامة للاستسلام حتى ضحى اليوم الثاني قتلوه بهدم المستشفى عليه مع عدد من جنوده بمدفع ميداني ثقيل (howitzer). ويعتبر المؤرخ وليام دالى ان عدم سعي هدلستون لإيجاد تسوية ما مع القوات الثائرة ومفاجأتها باستخدام القوة المفرطة يعطي إيحاءً بانه اتخذ الاحداث زريعة للإسراع في بسط سيطرة بريطانيا على السودان واكمال الانقلاب على مصر.

عقب اجهاض ثورة اللواء الابيض حكمت محكمة كبرى على قادة اللواء الأبيض بالسجن لفترات متفاوتة. وحُكم على قائد الثورة على عبد اللطيف بالسجن في مدينة واو ولم يطلق سراحه - رغم العفو عن كل المعتقلين الذين شاركوا في الثورة عقب توقيع معاهدة 1936 بين بريطانيا ومصر- الى ان توفى اثناء سجنه بمصر في 1948. كما سُجن (المثقف) عبيد حاج الامين، سكرتير الجمعية وأحد اهم مؤسسيها وقادتها، بمدينة واو التي توفى بها في 1938 نتيجة تعرضه للتعذيب. اما الضباط والجنود الذين اشتركوا في تمرد نوفمبر المسلح فحُكم عليهم بالإعدام رمياً بالرصاص.
—————————
جاءت احداث ثورة 1924 كتعبير على رغبة الطبقتين الوسطى والصغيرة في التحرر من الاحتلال البريطاني واقامة سلطة سودانية وطنية تخلصهما من القيود التي كبلت بها العلاقات الاقتصادية الجديدة تطورهما. وقد ألقى تأزم العلاقة بين شريكي الحكم الثنائي بعد نهاية الحرب العالمية الاولى بظلاله على مسار الاحداث. فمصر اخذت تشعر بالقلق بعد مشارفة الادارة الاستعمارية الانتهاء من العمل في تشييد مشروع الجزيرة لزراعة القطن في مساحة 300 الف فدان. كان المشروع العملاق، بخطط ريه الممتدة، التي استدعت بناء خزان سنار على نهر النيل الازرق، استثماراً ماليا ضخماً لراس المال البريطاني بغرض توفير القطن لمصانع النسيج البريطانية. وهكذا فالمشروع يعتبر تعزيزاً واستدامة لمصالح الامبراطورية الاستعمارية في السودان؛ وهذا ما جعل حكومات حزبي الوفد والوطني المتعاقبتين على حكم مصر بعد الاستقلال تطالب من منطلق تمثيلها لكبار ملاك الآراض ضم السودان باعتباره جزءاً لا يتجزأ من اراضيها ليتحقق لها، ضمن ما يتحقق، المقدرة في التحكم في مياه النيل.

رغماً عن انه لم يتوفر حتى الآن للدارسين والمهتمين برنامجا يمكن نسبته لجمعية جمعية اللواء الابيض ، الا ان الوثائق المتاحة بشأن ثورة 1924 وخاصة المنشورات التي كانت توزع سراً والمقالات التي نشرت آنذاك لبعض أعضاء الجمعية في الصحافة المصرية كانت تتضمن نقداً لسياسات الحكومة الاستعمارية. فمنشور" وطني ناصح أمين" الذى صاغه عبيد حاج الأمين حمل هجوماً على احتكار الحكومة للسكر والقطن وعلى نزع ارضى المزارعين في الجزيرة وتحويل حق التصرف فيها للمشروع مقابل تعويض مالي ضئيل ( نشير الى ان قانون ارض الجزيرة لعام 1921 ألغى حقوق تملك الارض القائمة واستبدلها باستئجار الارض من اصحابها، بواقع عشر قروش للفدان، ثم اعطائهم حق تأجيرها من المشروع كحيازات مروية لإنتاج القطن)؛ كما شمل المنشور تنديداً بالضرائب الباهظة التي اثقلت كاهل المواطنين وبالسياسة التعليمية في البلاد وباحتكار الوظائف العليا. كان الهجوم على سياسات الحكومة هو المدخل الذى سلكته جمعية اللواء الابيض في مخاطبة الشعب ودعوته لتحرير البلاد من المستعمر واقامة وحدة وادي النيل بين السودان ومصر. وفى هذا الخصوص لابد من الاشارة هنا الى ان على عبد اللطيف كقائد للثورة كان له تصور لمطالب محدده حتى قبل قيام جمعية اللواء الابيض حوتها مقالته "مطالب الامة" المشار اليها سابقاً وان لم يربط تنفيذها بتحقيق وحدة وادى النيل. وعلى اية حال الحديث عن وجود برنامج للجمعية من عدمه يصبح لا طائل من ورائه اذا أنسانا ان الخط السياسي للبرجوازية المتوسطة والصغيرة ومنطلقاتها الوطنية كانت مطابقة لطبيعتها الطبقية اذ لا يمكن النظر لوطنيتها كمسالة مجردة؛ فأحداث 1924 مثلها مثل أي حدث تاريخي لم تقع خارج نطاق أيديولوجي محدد بل ارتبطت وطنيتها بتطلعات فئاتها لتحسين وضعها بما يتيحه السلم الاجتماعي من فرص. فلا توجد حركة سياسية بدون اساس اجتماعي، او اكثر دقة " لا توجد حركة سياسية بدون ان تكون اجتماعية في نفس الوقت."

في مجرى استعدادها لمصادمة الاحتلال تعرضت القوى الوطنية لهجوم كاسح من الارستقراطية الدينية استعملت فيه احط الاساليب المتمثلة في شكل حملة عنصرية رخيصة على قادة جمعية اللواء الابيض واثارة الغرائز الطائفيّة لمنع تعاطف الجماهير مع الحركة الوليدة. وقد دفع هذا الهجوم الرجعى القوى الوطنية، التي قادت النضال ضد الاحتلال، أن تندفع في التجاوب مع شعار وحدة وادى النيل الذى رفعته مصر بعد استقلالها لكسب دعمها في النضال لطرد الاستعمار البريطاني من السودان. كما كان رفع القوى الوطنية لشعار وحدة وادى النيل تعبيرا عن ضعفها السياسي ورغبتها في التقوى بذلك الموقف الوحدوي. والخطأ الذى وقعت فيه القوى الوطنية السودانية هو عدم ادراكها لحقيقة المطامع المصرية وراء دعوتها لضم السودان. وهكذا فان موقف القوى الوطنية من مصر أملاه مستوى الوعى آنذاك بمكونات الواقع التي اتسمت بالتعقيد الشديد؛ وفى هذا الصدد، نذكر أن سيادة علاقات الانتاج شبه - الاقطاعية والنفوذ القبلي فد حالت بين شعب السودان وبين الدفع في تطور تشكُل الوعى القومي ومقدرته على التمكن من ادراك الابعاد الحقيقية لطبيعة المرحلة وصراعات القوى الفاعلة فيها.

ان نشاط جمعية اللواء الابيض اتسم، بشكل عام، بالتحرك المتسرع لإنجاز مهمة اجلاء بريطانيا عن السودان. كما ان نشاط الجمعية مال الى تضخيم الجانب الوطني على حساب الجانب الديمقراطي الذى كان يعنى العمل الدؤوب لرفع وعى الجماهير الشعبية بهدف عزلها عن محيط السيطرة الطائفية؛ وحتى على صعيد العمل الوطني لم يكن شعار وحدة وادى النيل مقنعاً لجماهير الشعب السوداني؛ وجدير بالذكر في هذا الصدد ان موقف قائد الثورة على عبد اللطيف، المنتقد لشعار الوحدة مع مصر، لم يجد طريقا ليتبناه التنظيم الذى قاد الثورة. لقد كانت عزلة الجمعية عن قطاعات واسعة من الجماهير في المدن والارياف أحد الاسباب الرئيسة التي عجلت بهزيمة الثورة.



#محمود_محمد_ياسين (هاشتاغ)       Mahmoud_Yassin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان: جدوى استدعاء ثورة 1924 في ذكراها المئوية(1-2)
- حدود العولمة وظاهرة ترامب (2-2)
- حدود العولمة وظاهرة ترامب (1-2)
- في ذكرى أول مايو وواقع حال الثورة في الدول الفقيرة
- مؤتمر باريس لدعم السودان والمقاصد الشريرة للإمارات
- جرائم الجنرال البرهان حاليا وما قبل 23 و21 و19
- ما زال عقل وزير المالية السوداني الأسبق في أذنيه (2-2)
- السودان: غندور وجريمة تدمير العمل النقابي
- الديناميكية السياسية وصعود الجيش للسلطة السياسية واحتكارها ( ...
- السودان: الديناميكية السياسية وصعود الجيش للسلطة السياسية وا ...
- السودان: ما زال عقل وزير المالية الأسبق في أذنيه
- السودان: خطاب البرهان الديماغوجي في الخامس من يناير
- الجيش والحرب ضد أشقياء الجنجويد-مقدمة-(4-4)
- الجيش السوداني والحرب ضد أشقياء الجنجويد-مقدمة-(3-4)
- الجيش والحرب ضد أشقياء الجنجويد-مقدمة-(2-4)
- الجيش السودانى والحرب ضد أشقياء الجنجويد-مقدمة-(1-4)
- الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي من منظور الماركسيين السودانيين
- اصطياد مصر بشبكة صندوق النقد الدولي
- المبادرتان المصرية والاثيوبية ودعم التدخل الخارجي في السودان
- الاطماع المصرية رافعة استعمار السودان


المزيد.....




- مجزرة جديدة في “الفاشر”.. وجوازات سفر إماراتية في مواقع قتال ...
- Le Parisien: مجموعات يسارية متطرفة -مناهضة للأولمبياد- قد تك ...
- اليونسكو.. إدراج قرية نشأ فيها مانديلا بجنوب أفريقيا لقائمة ...
- في مراسم تنصيبه.. بزشكيان يتحدث عن العدالة الاجتماعية والحري ...
- ضربات تركية جديدة ضد حزب العمال الكردستاني في العراق
- بيان استنكاري للجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي FNE ...
- بلينكن يلتقي نظيره الصيني ويبحثان تايوان واتفاق الفصائل الفل ...
- «الحاضنة الشعبية للمقاومة»
- الاثنين القادم، مؤتمر واعتصام رمزي في نقابة الصحفيين تضامنًا ...
- إخلاء المهاجرين والمشردين من باريس خلال دورة الألعاب الأولمب ...


المزيد.....

- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- لماذا يجب أن تكون شيوعيا / روب سيويل
- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى
- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمود محمد ياسين - السودان: جدوى استدعاء ثورة 1924 في ذكراها المئوية(2-2)