واقعة الطف في التاريخ القديم والحديث

علي العجولي

الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 22:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

قبل اكثر من 1380سنه عمل معاوية بكل مايقدر عليه وبشتئ الوسائل فقد اكره الناس او اغراهم لاقناعهم بحصول ابنه يزيد على البيعه ملكا خلفه وكأن ما احدثه للاسلام لايكفي فجاء بابنه يزيد ملكا وخليفة له في ملكه ناقضا بذلك الاتفاق الذي تم بينه وبين الامام الحسن ابن علي الذي ينص على ان تعود الخلافه الى الحسن بعد موت معاويه وقد استغل معاويه موت الحسن الذي قتل على يد زوجته جعيده بت الاشعث باغراء ووعود منه وهذا القتل الذي يطلق عليه في ايامنا هذه قتلا سياسيا ليس الاول الذي يقوم به معاويه فقد قتل قبله اثنين من قادة الامام علي الذين ارسلهم ولاة على مصر هم مالك الاشتر ومحمد ابن ابي بكر قتلهما بالسم الذي دسه لهما بالعسل و مقولته تؤكد ذلك فقد قال ( ان لله جنود من عسل ) بعد ان جاءه نبأ مقتلهما..
كما انه قام بقتل حجر ابن عدي وابنه في مرج العروس فالرجل يجيد استخدام الوسائل غير الشريفه في المواجهه.. وقد رد على من اعترض على اخذ البيعه ليزيد..
(ان الاتفاق كان بيني وبين الحسن وبموت الحسن اصبح هذا الاتفاق لاغيا)..
لكن التاريخ يؤكد ان معاويه قد الغى الاتفاق واخل به مباشرة حين قال بالخطبه التي القاها في مسجد الكوفه عندما صعد على المنبر ..
( ان كل ما اتفقت به مع الحسن ابن علي تحت نعلي هذا ).
فالرجل حافظ للعهود على طريقة بني اميه واشياعهم وليس بعد وفاة الحسن ابن علي... ورفض ان يعترف ان الاتفاق ينص على ان يكون الحسين هو من يلي معاويه ان حدث شئ للحسن فلا علاقه لااحد غيره وغير الحسن بهذا الاتفاق وقد قام بقتل كل من اعترضه على ترشيح ابنه يزيد خليفة له كما فعل سابقا بالذين والو عليا .. فقام بقتل عبد الرحمن ابن ابي بكر الذي قتله بالسم كما فعل مع مالك الاشتر ومحمد ابن ابي بكر و ام المومنين عائشه التي دفنها حيه بحفره حفرها لها في طريقها الذي اعتادت ان تسلكه عند زيارة قبر اخيها عبد الرحمن ابن ابي بكر حيث واراها عن العين فلما داست عليها سقطت داخل الحفره ودفنها حيه . وهكذا تمت بيعة يزيد التي يسميها بعض المتنطعين شرعيه وبأجماع المسلمين.
ويضيف التاريخ واقعة أخرى على شرعية بيعة يزيد وتوليه للملك ماحدث بينه وبين عمر ابن العاص ويذكر التاريخ ان يزيد طلب من عمر ابن العاص ان ينزل الى القبر لان معاويه هو من اوصى بان يكون ابن العاص هو من يدخله القبر وعندما اراد الخروج من القبر بعد ان وسده في اللحد مد يزيد يده الى عمر ابن العاص وقال له..
بايعني الان والا سأتفنك معه.
فالابن على درب ابيه لاتمنعه موانع مهما كانت قذره للوصول الى غايته كانوا براكماتين قبل نشوئها في العصر الحديث والتي تصر على ان الغاية ونتيجتها هي من تبرر الوسيله المستخدمه في التحقيق ..
فقال عمر.. هذه ليس منك وانما من هذا الخبيث
واشار الى جثمان معاويه..
ثم مد يده الى يزيد مبايعا فهو يعرف مايحدث له ان امتنع فجميع الدسائس القذره كانت من تدبيره هو والمستشار النصراني سرجون فاخرجه يزيد من حفرة القبر ومن خلال هذه الواقعه نرى كيف اخذت البيعه
من الناس فقد اجبر الناس على الحضور لمبايعة يزيد وبايعه الجميع كما قلت اما بالترهيب او بالترغيب الا ثلاث امتنعوا عن هذه البيعه هم الامام الحسين ابن علي وعبدالله ابن عمر وعبدالله ابن الزبير وقد تحجج
عبدالله ابن عمر بانشغاله بالدين وعبدالله ابن الزبير ذهب منزويا في مكه ومن خلال موقف الاثنين هذا علم يزيد ان من يشكل عليه خطر هو الامام الحسين ابن علي فامر واليه على المدينه الوليد ابن عتبه بكتاب
منفصل ان ياخذ البيعه من الحسين بالقوة حتى وان اضطر الى قطع رأسه ان امتنع عن ذلك وعندها ارسال الوالي الى الامام الحسين طالبا منه الحضور وعندما حضر طلب منه مبايعة يزيد فرفض الامام الحسين
ذلك ورد على الوالي قائلا..
( ليس مثلي من يبايع مثله)
فيزيد كان فاسقا يشرب الخمر يلاعب القرده لاعلاقه له بامور الحكم فعلت الاصوات بينهما..وعندما اراد الوالي ان يبطش بالحسين دخل بنو هاشم الى مجلس الوالي لانهم تبعوا الحسين عندما ارسل الوالي اليه
وعندما شاهدهم الوالي خاف وسمح للحسين بالخروج ..
وفي الليل تجهز الحسين واهل بيته وخرج قاصد الكوفه التي ارسل اهلها اليه الكثير من الرسائل يطلبون منه القدوم اليهم لمبايعته بعد ان رأوا الويل من حكومة بني اميه وجورهم وظلمهم فقد جعلوا الارض ريعا
لمواشيهم والناس عبيدا لخدمتهم والتي كان قد ارسل اليها ابن عمه مسلم ابن عقيل ليسمع من اهلها وليرى احوالها ولم يرجع له خبرا حينها لان عبيد الله ابن زياد قبض عليه وقتله بطريقه بشعه بعد ان رماه من على
سطح قصر الاماره وقوع هذه الامور هو من عجل بخروج الحسين دون ان ينتظر رد من مسلم هو ماحدث من والي المدينه الوليد ابن عتبه ..
وسار الامام الحسين متجها الى مكه ثم غير طريقه الى العراق حتى وصل الى كربلاء فاعترضه جيش يزيد بقياده الحر ابن يزيد الرياحي وطلب منه الذهاب الى الامير عبيد الله ابن زياد فرفض الحسين وقال اما ان تسمحوا لنا بالدخول الى الكوفه او بالعوده الى ديرنا في المدينه فرفض قائد جيش يزيد الحر ذلك قائلا ان الامر عنده هو لاعوده الى المدينه ولا دخول الى الكوفه . وعندها علم بان سفيره الى اهل الكوفه قد قتل على يد عبيد الله ابن زياد الذي كان واليا للبصرة وهذا الرجل هو ابن زياد ابن العاهره الذي الحقه معاويه الى نسبه وادعى ان ابيه ابو سفيان اخبره انه اخوه وادخله على عياله كمحرم بعد ان اشار عليه ابن العاص لانه رد على الرساله التي بعثها اليه بقوله ..
من انت يا معاويه انا قائد لجيش الامام الحسن ولو امرني لجئت اليك ودخلت دمشق واخذتك من بين من يحميك.
ومن هذا النسب المبني على العهر كانت تدار مملكة معاويه وسلالته فعبيد الله ابن زياد هو ابن عم يزيد ابن معاويه لان زياد ابن غير شرعي لابي سفيان حسب مفهوم العصر الحديث وابن زنى في الاسلام .
فقال الامام الحسين لما سمع قول الحر..
لا والله لن اذهب معكم ذليلا اسير وأمر اتباعه بالسير متوجهين الى الكوفه رافضا ماطلبه منه الحر الرياحي وكان تعامل الحر الرياحي مع الحسين وجماعته فيه شي من اللين فهو لم يبادر بالقتال فأخبر جواسيس عبيد الله ابن زياد بذلك فأمر عمر ابن سعد الذي كان قد ارسل على راس جيش تعداده 4 الالف مقاتل لمقاتلت الديلم بالعوده الى كربلاء ومنع الحسين من التقدم وقتاله وبذلك اصبح تعداد الجيش الذي يواجهه
اصحاب الحسين الذي قيل ان عددهم مابين 62 و 72 بما فيهم 7 من اصحاب رسول الله الذين تبلغ اعمارهم اكثر من 70 سنه ومن الاطفال الذين تبلغ اعمارهم اقل من سنه الى 9 سنوات وبمجموع عدد اصحاب
الحسين من رجال ونساء والاطفال بما يبلغ 91 يقابله جيش يزيد الذي يزيد تعداده عن 5 الالف مقاتل وهو مجموع الجيش الذي كان يصاحب الحر الرياحي وجيش عمر ابن سعد وقيل اكثر من هذا بكثير ولو
حسبناها رياضيا لوجدنا ان كل واحد من اصحاب الحسين يقابله اكثر من 75 رجلا من جيش يزيد وعندما بدات المعركه في اليوم العاشر من محرم قتل الحسين واصحابه واخوانه فلم تمنع الشهامه العربيه والنخوه
من قتل رضيع لايتجاوز عمره الستة أشهر ضربوه بسهم متعدد الرؤس هذا الرضيع هو عبدالله ابن الحسين ولا قتل أمراه عجوز هي ام وهب النصرانية ولم يمنع الدين المعتنق من ان يمثل بجسد الحسين واصحابه
فقد حز راس الحسين ورؤس كل القتلى من أصحابه وداسوا بحوافر الخيل على الاجساد حتى طحنوها ورفعت الرؤوس المقطوعه على أسنة الرماح وكانت تتسابق القبائل العربيه للحصول على رأس قتيل حتى انهم
تقاتلوا علر رأس الرضيع الذي لايزيد حجمه عن حجم برتقاله لان هذا الرأس دليل مشاركه بهذه المجزره التي قاموا بها ضد اهل بيت رسولهم وان هذه العشيره ساهمت بالدفاع عن يزيد..
واقعه الطف ليست الاولى والاخيره في سجل جرائم يزيد ابن معاويه بل هي الفاتحة التي جعلت كل شي مباح فلا حرمه للنبي ولا حرمه للاعراض ولا حرمه للنساء ولا حرمه لكتاب الله ولا حرمه لبيت الله فقد
فعلها يزيد في واقعه الحره حيث استبيحت مدينه رسول الله واغتصبت نساء وبنات الصحابه والتابعين وقتل الكثير من الصحابه والتابعين الذين يترضون عليهم هذه الأيام ومزقت المصاحف بل فعل جيش مسلم
ابن عقبه اكثر من ذلك وبعدها في السنه الاخرى رميت الكعبه بالمنجنيق والتهمت النار ستار الكعبه واستبيحت وصلب عبد الله ابن الزبير ابن اسماء بنت ابي بكر وترك جسده معلقاً لاخافة الناس بأن مصيرهم سيكوناسوء من هذا فهذا ابن الزبير ابن العوام وابن اسماء بنت ابي بكر صاحبة النطاقين( كما يقال) يفعل بيه من قبل جيش يزيد الذي يقوده الحصين نمير هكذا كما فعل بالحسين ابن علي وفاطمة بنت محمد جيش يزيد الذي يقوده عمر ابن سعد ابن ابي وقاص لكن هل تسيد واستمر حكم بنوا اميه بهذه الافعال ام كما قالت زينب بنت علي مخاطبه يزيد
( ان ايامك عدد ) فلم تمضي فتره طويله الا ومات يزيد ولا أريد الخوض في كيف مات يزيد ورفض ابنه معاويه الثاني ان يكون ملكا وقال لبني اميه.
( ردوا الحق الى اهله)..
وبماذا رد على امه عندما عرفت برفضه ان يكون خليفة لأبيه يزيد في الحكم حيث قالت..
تمنيت ان تكون حيضة ولم الدك ..فأجابها معاويه الثاني ..
(والله ياامي ان دم الحيض اطهر من الاسم الذي احمله)
نعم ان دم الحيض اطهر هكذا شهد شاهد من اهلها على نجاسة يزيد وابيه.. فلم يبقى لمعاويه ذرية ولم يستمر الحكم الذي قاتل عليا لأجله وقتل كثير من الصحابه والتابعين هو وابنه يزيد.
. وقد حذر رسول الله الصحابه وطلب من من يبقى على قيد الحياة ان ينصر الحسين حيث نقل انس ابن الحارث الكاهلي وهو من أبناء (الصفه ) وهي عباره عن مكان كان يعيش فيه الفقراء من المسلمين الذين لايملكون المال وكان يعيش فيها الكثير من المسلمين من اشهرهم ابو هريره حيث قال رسول الله ان ابني. الحسين هذا واشاره الى الحسين يقتل في العراق فمن اتدركه منكم فلينصره فلم ينصره من الصحابه الكثير من الذين كانوا على قيد الحياة الا ثمانيه هم ١.حبيب ابن مضاهر الاسدي
٢.اسلم تركي موله الحسين ابن علي
٣.انس ابن الحارث الاهلي وهو من نقل الحديث عن رسول الله

٤.انس ابن معقل الاصبحي
٥.برير بن خضير الهمداني
٦.بشر ابن عمر الحضرمي
٧.جابر ابن الحارث السلماني .
كم قتل اثنان اخران من الصحابه بعد المعركه هم سليمان ابن صرد الخزاعي والمسيب ابن نجبه ولم أرى من يعتبرون من أشهر الصحابه وأكثرهم ثقه
في مانقل عن رسول الله من أحاديث كعبدالله ابن عمر وابن عباس وعبدالله ابن جعفر والكثير منهم وهذا دليل على أن هنالك سياسه قد مورست ضد الناس هي سياسة الترهيب والترغيب فالصحابه الذين لم ينصروا الحسين مخالفين قول الرسول اما ان مااغدق عليهم من مال منعهم او خوفا على حياتهم.
وبالرغم من كل مافعل معاويه ويزيد فلم تتكاثر ذريتهم ولم تدوم دولتهم ولا احد يحمل اسمه او يخلد هند ولا ابو سفيان بل مات كل شئ ينتسب لهم ويكتشف الناس كل يوم زيف معلومات التاريخ التي وضعت لتمجدهم( هو وابيه وأمه وأخيه)وان كل ماينسب لهم هو كذب وزيف ونفاق .
وكما قالت زينب ليزيد عندما اخذت اسيره مع سبايا بيت النبوه يوم مقتل الحسين.
( فكد كيدك واسع سعيك فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا لايرحم عنك عارها وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد وجمعك الابدد يوم ينادي المنا دي الا لعنة الله على القوم الظالمين)
اما الحسين واصحابه فها هي الارض ممتلئه من ذرياتهم فلا تخل قاره من القارات الخمسه المعمورة الا وفيها من سلالة محمد فالحمد لله الذي حفظ ذكر المقتول والمسموم من محمد وآل محمد ومحى ذكر القاتل معاويه وابيه وذريته وفضحهم في الدنيا قبل الاخره

#علي_العجولي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات