أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رحمة يوسف يونس - فلسفة المهر في الإسلام/ هل المهر ضمان اجتماعي للمرأة، وجهة نظر














المزيد.....

فلسفة المهر في الإسلام/ هل المهر ضمان اجتماعي للمرأة، وجهة نظر


رحمة يوسف يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 17:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المهر حق للنساء وفرض على الرجال، وهو ليس مجرد هدية رمزية تقدم للمرأة فحسب كما يشاع ويستدل على ذلك بقصة المرأة التي رضيت بخاتم من حديد في زمن النبوة، فتلك المرأة هي وهبت نفسها للنبي ﷺ ورفض النبي التزوج بها، ثم عرض على الصحابة من يريد أن يتزوجها فتقدم لها أحدهم وكان فقيرا ورضيت به بمهر مقداره خاتم من حديد، تلك حادثة خاصة بتلك المرأة ولا تقاس على نساء الامة.
مهر زوجات النبي ﷺ كان 500 درهم، وذلك لما ورد في صحيح مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه قال: سألت عائشة زوج النبيﷺ كم كان صداق رسول الله ، قالت: «كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشا»، قالت: «أتدري ما النش؟» قال: قلت: لا،
قالت: «نصف أوقية، فتلك خمسمائة درهم، فهذا صداق رسول الله لأزواجه»
ومن المعلوم أن مقدار نصاب الزكاة للفضة في عهد النبي كان 200 درهم، فمهر زوجات النبي يتحقق فيه نصاب الزكاة مرتين.
وورد في السنة ايضًا ما يدل على ان المهر لم يكن قليلًا:
جاءتْ امرأةُ ثابت بن قيس إلى النبي ﷺ فقالتْ: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتبُ عليه في خُلُقٍ ولا دِين، ولكني أكرهُ الكُفر في الإسلام! فقال لها: أَتَرُدِّين عليه حديقته؟ فقال النبيُّ ﷺ لثابت: اِقْبَلِ الحديقة، وطلِّقها تطليقة. والحديقة تعني المزرعة، وهذا دليل على هناك من اعطى عقارًا مهرًا.
وما روي عن عُمَرَ بْنُ الْخَطَّابِ قال : لا تُغَالُوا صَدَاقَ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا أَوْ تَقْوًى عِنْدَ اللَّهِ كَانَ أَوْلاكُمْ وَأَحَقَّكُمْ بِهَا مُحَمَّدٌ ﷺ مَا أَصْدَقَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلا أُصْدِقَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً. فإنه دعا إلى عدم المغالاة في المهور وذكر مهر زوجات النبي والذي هو 500 أو 480 درهم، ومن المعروف قصة تلك المرأة التي قاطعته في خطبته وذكرته بالآية: (وآتيتم إحداهن قنطارا..) والقنطار يعني المال الكثير، فقال أصابت امرأة وأخطأ عمر.
أرى أن المهر ضمان اجتماعي للمرأة، مقابل ما تقدمه من زمن وجهد في حياتها الزوجية، والدعوة للتقليل منه غبن للمرأة، وهذا حق المرأة في الملكية المالية التي ضمنها لها الشرع، فهي بالمقابل سترث من الزوج نصف ما يرث منها هو، يعني ترث الربع من ماله وهو يرث النصف من مالها ان لم يكن لهما ولد. فالمهر تعويض مقدم لها من ماله الذي ترثه منه.
أنا أدعو الا يتهاون الآباء واولياء الأمور في مهور بناتهن، وان كان من مشكلة اقتصادية وصارت المادة عقبة امام الزواج فلنبحث عن حلول اخرى ولا نجعل الحل التهاون في حق المرأة الذي شرعه الله لها.
انا اعرف ان الوضع الاقتصادي صعب في زماننا، ولا احقد على الرجال، فلدي اخوة عزاب، ولدي ابن (ولد) وأعرف ما أكتب، ولكن في الواقع المرأة التي ترضى بمهر قليل غالبًا لا تقدر، ويظنون أنها رخيصة وزوجوها اهلها بمهر قليل ليتخلصوا منها، هذا اولا، وثانيا نرى كثيرًا من المطلقات والأرامل يعانين بعد فقدان الزوج في مواجهة الظروف الحياتية، فالأب ميت والأخ لا يستطيع أن يساعد أخته لأنه وراءه أسرة، ونرى في الواقع الام الكبيرة في السن بعد ما يتقاسم الابناء مال ابيهم وما تناله من تركة زوجها لا يكفيها لشراء بيت صغير تضمن به كرامتها، فتقضي عمرها في العيش كل بضعة أيام في بيت احد من اولادها او بناتها، فألا تستحق المرأة التي تقضي عمرها في الانجاب والتربية ورعاية البيت ان يكون لها من المال ما تضمن به أن تدخل شيخوختها بكرامة، خاصة وان هناك الكثير ممن ما يزال يؤمن أن المرأة مكانها البيت ونفقتها على زوجها.
يبدو ان في عهد النبوة كان بامكان الرجال ان يقدموا مهورا عالية للنساء، وان كان في زماننا هذا غير ممكن، فلنبحث اذن عما نحقق به ضمانا اجتماعيا للمرأة، خاصة تلك التي لا تعمل وتعتمد على زوجها في نفقتها.



#رحمة_يوسف_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بر الوالدين بين القرآن والمجتمع


المزيد.....




- هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية
- يمنى عياد: كيف خسرت مصر أول مشاركة نسائية تاريخية في الملاكم ...
- رلى سعد: -حفل انتخاب ملكة جمال لبنان يناصر المرأة لأنها قادر ...
- ملكة جمال لبنان: ما يجري جنوبي البلاد يؤلمنا جميعا
- رلى سعد: -حفل انتخاب ملكة جمال لبنان يناصر المرأة لأنها قادر ...
- احتجاجات بنغلاديش.. هل أوشكت -المرأة الحديدية- على السقوط؟
- -عانيت من العار سنتين-.. أوكرانيات يتحدثن عن اعتداءات جنسية ...
- -عانيت من العار لعامين-.. أوكرانيات يتحدثن عن اعتداءات جنسية ...
- الدورة الرابعة لجامعة شبكة اللجنة من أجل إلغاء الديون غير ال ...
- -عانيت من العار لمدة عامين-.. أوكرانيات يتحدثن عن اعتداءات ج ...


المزيد.....

- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رحمة يوسف يونس - فلسفة المهر في الإسلام/ هل المهر ضمان اجتماعي للمرأة، وجهة نظر