أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في قصص مسرح السيطرة الإقليمية الأمريكية. ج٣.















المزيد.....

في قصص مسرح السيطرة الإقليمية الأمريكية. ج٣.


نزار فجر بعريني .

الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجزء الثالث :
إذ تُغيّب مراكز تصنيع ثقافة الدعاية الأمريكية، و أقلام ومنابر الإعلام المحلّي والإقليمي الموجّه التي تعمل على تحويلها إلى رأي عام، حيثيات وعوامل سياقات معارك الحروب الإقليمية بشكل عام، والحرب الإسرائيلية العدوانية الأخيرة بشكل خاص، في أهداف وآليات مشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكية، فإنها تعمل على صناعة ثقافة الوهم السياسي في مسعى لخلق رأي عام نخبوي منفصل، يعجز عن إدراك حقائق الصراع في مصالح وسياسات وعلاقات القوى المتورّطة. (١).
أتناول في هذا المقال ما يبدو لي من أبرز حقائق الصراع التي تعمل أفكار وثقافة الدعاية على تغييبها، وترتبط بنجاح جهود واشنطن في تشغيل "تحالف" عريض من "الشركاء" في "ورشات العمل" الأمريكية، لم يقتصر أعضاؤه على حلفاء واشنطن في "الناتو" ، أو "الاتحاد الأوروبي"، او "الطابور العربي" و "اليساري، الديمقراطي" ولا على خصومها في روسيا وأذرع الإسلام السياسي "الجهادي" (٢)!
فقد سعت قيادة "التنين الأحمر" دائما منذ مطلع سبعينات القرن الماضي إلى إيجاد مكان لائق على رقعة اللعبة الأمريكية، ولا ينبغي أن تنطلي علينا أكاذيب دعايات أنّ قيادة تلك الدولة،" الطغمة الاقتصادية (٣) التي بنت في سياق علاقات تشاركية مع آليات السيطرة العالمية الأمريكية نظاما سياسيا استبداديّا، يعجز ذاتيّا، على مستوى البناء الفوقي، الحقوقي والسياسي الديمقراطي، بالدرجة الأولى، عن بناء مقوّمات التفوّق الاستراتيجي على مشروع السيطرة الأمريكي، الديمقراطي، ولا يمكن بالتالي لتلك السلطة/ الطغمة أن تفكّر- طالما تضمن لها تبعيتها السياسية العالمية لواشنطن مواقع نهب تشاركية على الصعد الاقتصادية والتجارية، وحكما استبداديا مطلقا، على الصعيد الوطني- ناهيكم عن السعي، لقيادة "قطب سياسي" جديد، ينافس الولايات المتّحدة على الهيمنة العالمية ، ويخوض حربا دنكشوتية محسومة النتائج ، كما فعل " الرفاق " السوفييت !
على أيّة حال ،لفهم حقيقة تساوق سياسات النظام الصيني أو تعارضها مع مصالح وسياسات الولايات المتّحدة الإقليمية، يكفي قراءة سياساتها في ضوء عوامل السياق الأمريكي :
١كيف نقرأ جهود القيادة الصينية لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران خلال ٢٠٢٣؟
تطرح واشنطن مشروع "التطبيع الإقليمي" مع مطلع ٢٠٢٠، بعد إعلان نصرها التاريخي على "الإرهاب" قبل نهاية ٢٠١٩ ،(وتحقيق هدفها المركزي من إدارة ملف الصراع على سوريا - اقتطاع قاعدة ارتكاز عسكرية ولوجستية دائمة )، وانتهاء مبررات استمرار حروب التنافس على الحصص ومواقع النفوذ التي سيطرت على علاقات أصحاب المشاريع الإقليمية الرئيسية ، وتتزامن خطوات وإجراءات التطبيع الإقليمي مع إجراءات تسويات سياسية أمريكية من أجل "تأهيل" سلطات الأمر الواقع التي تبلورت في صيرورة وأدوات "حروب الثورة المضادة للتغيير الديمقراطي" ،في اليمن وسوريا- سلطتي قسد والحوثي .
ضمن هذا السياق التسووي العام، قادت واشنطن جهود و خطوات تشكيل الحلقة الأولى على مسار تطبيع العلاقات بين الأنظمة العربية و "إسرائيل"- وكانت "الثمرة" تحالف "سلام أبراهام" ٢٠٢٠ سيئ الصيت- ولكن لم
يكن يتوافق مع أجواء أكاذيب دعايات الصراع الأمريكي الإيراني أن تقود واشنطن نفس الجهد علنا على صعيد مسار تطبيع العلاقات الإيرانية السعودية / العربية ( عودة إيران إلى الحضن الإقليمي، من خلال البوابة السعودية).
هكذا، وفي تساوق مع أهداف وجهود مشروع التطبيع الإقليمي الأمريكي، وبعد غياب اي دور سياسي للقيادة الصينية خلال صراعات ما بعد ٢٠١٠، في مواجهة أو بالمقارنة مع الدور الأمريكي الطاغي في الإقليم، يُفاجىء الرأي العام بتكلل جهود بيجين لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، (٤) في اتفاق مُعلن في ١٠ مارس ٢٠٢٣ في العاصمة الصينية بكين، بعد سلسلة من اللقاءات الغير مثمرة بين الطرفين في بغداد ومسقط!
يبدو جليّا كيف تصب جهود القيادة الصينية لإعادة العلاقات بين العدوين الإقليميين اللدودين في تيّار مجرى مشروع التطبيع الإقليمي الأمريكي، ولايضعف من موضوعية القراءة جهل الوعي السياسي النخبوي بعوامل السياق الأمريكي، وما روّجت بعض أقلام اليسار الجديد من أوهام حول صعود القطب الصيني، في مواجهة الأمريكي...المُتقهقر!!
-------------------------------------
(١)- برز في سمات هذه الحرب العدوانية المدمّرة على الشعب الفلسطيني التي أعقبت هجوم طوفان الأقصى ثقافة صناعة الوهم السياسي، والآمال الكاذبة، وقد أخذت ابعادا خطيرة في وعي نخبوي، انطلت على حامليه حقيقة أهداف أوهام "الانتصار الفلسطيني" و "فوز حماس" وعن "هذا العالم، الذي يتقيّأ إسرائيل"("هل "يتقيَّأ" العالم إسر ائيل يوماً ما؟ "-مالك ونّوس كاتب ومترجم سوري)، الساعية في أجندات صنّاعها في واشنطن و " تل أبيب" إلى التغطية على أخطر حقائق الصراع المرتبطة بحجم وأبعاد الكارثة التي أصابت الفلسطينيين بفعل تقدّم ماكينة الحرب الإسرائيلية لتدمير قطاع غزة....و بمسؤولية قيادات حماس وحقيقة دوافع هجومها الذي قدّم مبررات الحرب "الإنتقامية"، وبمواقع التخادم بين سياسات الولايات المتّحدة والإسلام السياسي الفلسطيني – و مخاطره على قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه السياسية الوطنية المشروعة - وبمواقع التناقض بين سياسات حكومة الحرب اليمينية وبين خطط بايدن "لليوم التالي".. وهي تبيّن إلى أية درجة بات هذا الوعي النخبوي الذي يروّج ويصدّق الوهم منفصلا عن حقائق الصراع!
(٢)-
في الماضي، كان الالتزام الأمريكي بالمنطقة يقاس بعدد الجنود على الأرض. هذه هي الطريقة القديمة في التفكير. بدلا من ذلك، يجب أن يقاس التزامنا بقوّة شراكاتنا"!
" الشركاء هم الكسب الكبير لأمتنا في مواجهة المنافسين مثل الصين وروسيا. لا توجد دولة تستطيع مواجهة التعقيد في المنطقة بمفردها. يجب علينا تنمية وتقوية تلك الشراكات والاعتماد عليها في الأشهر والسنوات المقبلة. " (الجنرال " مايكل كوريلا"، قائد" القيادة المركزية الأمريكية" في الشرق الأوسط ).
بعيدا عن الأدلجة و التسطيح والسذاجة والتبعية التي يتصف بها "الوعي السياسي والثقافي النخبوي المعارض" ، ثمّة ضرورة لفهم طبيعة العلاقات التشاركية الجدلية في خطط السيطرة الاستراتيجية للولايات المتّحدة، التي تأخذ في علاقات السيطرة الإقليمية ثلاث وجوه بارزة :
أ-من جهة أولى ، تعزيز علاقات سيطرة تشاركية علنية مع " الحلفاء " في مواجهة "خصوم" افتراضين، منافسين واعداء .
ب-من جهة ثانية ، بناء "علاقات تشاركية" غير منظورة مع "الخصوم " ، تعتمد على تقاطع المصالح ؛تبرّر السياسات ، وتعزّز علاقات الشراكة العلنية مع الحلفاء ، التي تُبنى على قاعدة وجود عدو افتراضي ، وبما يجعل من بقاء العدو الافتراضي " بعبعا " -لتخويف الشركاء ، وفرض شروط الشراكة الأمريكية - حاجة حيوية لنجاح سياسات واشنطن!!
ت-الوجه الثالث في العلاقات التشاركية التي تعمل واشنطن على بنائها ، يقوم على أستخدام تناقضات مصالح وسياسات الشركاء ، الخصوم أو الحلفاء على حد سواء ، كأوراق لإدارة المعارك البينيّة ، بما يصبّ في نهاية المطاف في تحقيق الأهداف التكتيكيّة، و الإستراتيجية ، التي تسعى في الجوهر للحفاظ على مصالح الولايات المتّحدة الإقليمية والدولية، وضمان بقاء زعامتها العالمية؛ وهو ما يؤكّد على واقعية أنّ حاجة آليات السيطرة التشاركية للولايات المتّحدة للحلفاء لاتنفصل موضوعيا وذاتيّا عن حاجتها للخصوم من "الاعداء " والمنافسين !
(٣)-
التي باتت عظمى بفضل العمل في إطار قوانين وتسهيلات النظام الرأسمالي العالمي الذي وضعته وحمته واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية و وفقا لمتطلّبات سيطرتها العالمية، بشرط عدم تعارض سياساتها الخارجية مع عوامل السياق الأمريكي ، وهو جوهر الصفقة التي وقّعها نيكسون في اوّل زيارة لرئيس أمريكي إلى الصين عام ١٩٧٢، وحددت طبيعة العلاقات التشاركية الاستراتيجية بين الدولتين. العلاقات الأمريكية الصينية هي الأكثر رسوخا في علاقات الولايات المتّحدة التشاركية الدولية ، وقد غيّرت نوعيا " صين " ما قبل ١٩٧٢، وشكّلت الصين الجديدة ، شريكة الولايات المتّحدة، وابرز مراكز النظام الرأسمالي العالمي الإمبريالية، أكثر نماذج نجاحات سياسات "الاحتواء " الأمريكية.
(٤)- التي قطعتها السعودية مجدداً - بعد عودتها الأولى ١٩٩١ في سياق جهود واشنطن لتشكيل " التحالف الإقليمي- الدولي " ل"تحرير" الكويت- في مطلع ٢٠١٦، وفي أعقاب الهجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران نتيجة لإعدام السلطات السعودية "رجل" إيران القوي ، الداعية الشيعي "نمر النمر" و٤٦ من مجموعته التي كانت تعمل في إطار مشروع " إيرو أمريكي" لتفكيك المملكة بدءا بشرقها " الشيعي "، على الطريقة الحوثية!



#نزار_فجر_بعريني_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قصص مسرح السيطرة الإقليمية الأمريكية. ج٢.
- في بعض قصص مسرح السيطرة الإقليمية الأمريكية!
- ليس دفاعا عن سلطة أمر واقع، كما تعتقد يا صديقي العزيز!
- بين حماس وعباس، وإشكاليات الوعي السياسي النخبوي!
- هل ترتبط أسباب تصاعد الصراع في العلاقات بين النظام التركي وا ...


المزيد.....




- -كان ضخما-.. شاهد منطاد هواء ساخن يهبط بشكل غير متوقع في حي ...
- الأزهر يدين -مشاهد الإساءة للمسيح- في افتتاح دورة الألعاب ال ...
- كامالا هاريس تجمع 200 مليون دولار في الأسبوع الأول من حملتها ...
- كيف تحمي نفسك من التهاب الكبد؟
- إطلاق سراح 3000 سجين أوكراني لتعزيز الجيش في مواجهة روسيا
- قلق في تل أبيب من التصعيد في الجولان السوري المحتل وحادثة مج ...
- لبنان يدعو لتحقيق دولي وواشنطن تتهم حزب الله بشن الهجوم
- من ضمنها حرب شاملة.. 3 سيناريوهات الرد الإسرائيلي المرجحة عل ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد حزب الله
- انطلاق أولمبياد الكيمياء الدولية بالرياض


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في قصص مسرح السيطرة الإقليمية الأمريكية. ج٣.