أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد الشمري - اقالة الاله..ودين بلا دينونة!.















المزيد.....

اقالة الاله..ودين بلا دينونة!.


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 14:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( إلهي ماعبدتك خوفا من نارك ولا طمعا بجنتك انما وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك)؟
-علي بن ابي طالب-
(اللهم إن كنت أعبدك خوفا من نارك فاحرقني بنار جهنم وإذا كنت أعبدك طمعا في جنتك فاصرمنيها ....أما إذا كنت أعبدك من أجل محبتك فلا تحرمني من رؤية وجهك الكريم)
-رابعة العدوية-
وغداً مصيرك لا تراجع بعده
إما جنان الخلد وإما الهاوية/ ابو العتاهية

الله بين الفعل والتمثيل،والعزل والتعطيل...
ذات يوم،وأثناء استعدادات الملك لويس التاسع(سان لويس)لحملته الصليبية،صادف الملك أمرأة عجوز تسير في الطريق وهي تحمل في يدها وعاءان احدهما فيه نار،والآخر فيه ماء.وعندما سألها عن ذلك،ردت عليه قائلة:"أنوي اضرام النار في الجنة حتى زوالها،وأطفاء نار الجحيم بالماء حتى زواله"!.وتابعت القول:"ما أريده هو ان لايعمل أحدنا صالحا طمعا بالجنة،او خوفا من الجحيم،بل ان يكون حب الله هو دافع اعماله".وحسب الرواية المروية هنا،وبجملة مختصرة نقول:ان هذا الوجه البدعي من الدين هو هرطقة نادرة وغريبة،ومن المستحيل تبنيها جمعيا،او انتشارها عقديا،وبالغ العسر على الاعتناق الديني البشري الاعتيادي!.ولو حاولنا تفكيك منطوق ومنطق(المرأة العجوز)وهي ترد على سؤال الملك الصليبي(لويس التاسع)الذي كلن يستعد للتوجه لتحرير القدس من الكفار!.ثم حللنا طبيعة او ماهية العقدية الدينية المخالفة لكل ماهو سائد من أديان:فضائية وارضية،والتي تقف وراء هذا الشكل البري-غير الاليف!- من العقيدة او الايمان،وتحشو بطانته المنزهة من الغرض المرجو او المنتظر من كل اشكال العقائد المحفزة بالوعود للعابدين-المؤمنين بالله،فماذا نجد في بطانة هذا الدين(منزوع الدسم)؟!.ان مايواجهنا هنا هو الندية والفردية في علاقة الله بالانسان.علاقة ارتباط ميتافيزيقي-طبيعي بيذاتي عنصراه:العابد والمعبود،الخالق والمخلوق،تللك العلاقة بالغة الحميمية والتواشج العاطفي والفلسفي والانطولوجي.علاقة حب تجريدي يحرر الانسان من الرغبات والروادع في الايمان،ويحاول ان يحرر الله نفسه من وسائله وآلياته السلطوية المعادلة في الثواب والعقاب،والمحاكمة والحساب!.نلمس هنا نوع من(التجديف)و الانكار والنية في تدمير قدرات الاله على الفعل والمحاسبة:حديقته السماوية العظيمة،ومحرقته الكبرى المهولة!.انه اقتراح بشري-فردي لتسوية علاقته بالله تقوم على الحب الخالص والجدارة والاهلية والكفاءة والاستحقاق اللاهوتي للذات المتعالية كتنزيه وتجريد يعبد بلا اغراءات او روادع تجعل منه دينا بمزاج سايكولوجي خاص،و خارج النقد و المحاسبة!.هذا العزم الجاد،والارادة المصممة ل(عجوزنا المتمردة)والرافضة بالمطلق لدين يتكأ على الطمع والخوف،دين يرغب معتنقوه وبشدة بالمكافأة الدسمة في جنان الله مقابل الطاعة والخضوع ،ويخشون العقوبة الرهيبة في السعير كجزاء العصيان والخالفة او الكفر!.دين يكرم المؤمن ويهين المجدف!.ماقررته تلك(العجوز المستقيمة)وبالرغم من طابعه الرمزي-المجازي-لفعل حرق الجنة،وأطفاء نار جهنم!هو تصميم على انكار العبادة القائمة على الحوافز والعقوبات،وعبادة الله من اجل الله،عبادة خالصة،وحب نزيه للمتعالي.هذا وحده مايشكل جوهر-ايمان العجوز- الايمان الصحيح-الدوغمائي-وعليه يجب ألغاء،بل ازالة دائرتا(الثواب والعقاب)والتي تجسدها الجنة والجحيم كمأوى ابدي مخلوق للاخيار والاشرار على التعاقب،وكما تقرره السردية اللاهوتية المقدسة!.هذه(المسيحية النزيهة)أخلاقيا وعقليا ولاهوتيا وفلسفيا لاتقبل قطعا اي ثمن او جزاء لقاء ورعها وايمانه او حبها لله،فلاتغريها جنة،ولاتخيفها نار!.فهي تؤمن وتطيع وتستقيم وتحب ربها -بل تعشقه بوله!-دون طمع او خشية كأستحقاق ديني واخلاقي وعقلي ومنطقي لاهليته المطلقة كخالق،وجدارته بالعبادة والحب والتقدير والتبجيل،وغيرها من مظاهر التعظيم والسمو والقداسة.وبمد منطق كهذا نحو نهايته-فمن الواجب الديني والاخلاقي القويم تلك الدعوة الجادة لتدمير وازالة رموز الطمع والخوف،وجعلهما اثرا بعد عين كمكان،حتى لايكون هناك مبرر او مسوغ للاغراء او الردع،فتصبح العبادة نقية خالصة بلا تبعات او مردودات تحدد وتقولب الايمان.لنتأمل قليلا في دين واله من النمط الذي تدعو له(العجوز الطيبة)فنجد امامنا دين بالغ العسر والجفاف،وعاجز جدا عن كسب المريدين.دين هش وآيل للسقوط،وعر وشاق،وبلا مغزى او غاية معقولة،لن يصمد للبقاء،فهو عبارة عن كاووس دين بلا دينونة و بلا مقومات ولااسس تحفظه وتديمه،وفي مقدمتها الحوافز والروادع،والعدل،والوعد والوعيد،والحساب.دين يقتصر على امتياز حب الله،والحضوة في التقرب اليه،ومن اجله فقط!.و( اله)من هذا النمط وهذا( الدين )سيكون الها قاصرا ،معطلا،مستقيلا،بلا سلطة ،مجردا من تفعيل المحاسبة والجزاء!.فرض عقدي بهذه الكيفية،وطقس ديني بهذه الروحية،واله مغلول القدرة،وبهذه الماهية الشفافة العابرة للاثابة والمعاقبة لاتنسجم اطلاقا مع طبيعة البشر في سلوك الاستقامة والانحراف، والتمرد والانصياع،والمباح والممنوع،والاستجابة والمشاغبة.فما ان تترك الانسان حرا لسجيته وغرائزه دون محاسبة وممنوعات،او تابوهات،او نواهي:دينية، اخلاقية، قانونية ،اجتماعية،حتى تحضر شريعة الغابة!.ويسلك الانسان بتلقائية مندفعة دون تردد،فيتحرك كما تملي عليه طبيعته الفطرية البدائية وغريزته الحيوانية المظلمة التي جبل عليها،ولن يقف في وجهه لامدنية ولاثقافة ولااخلاق ولادين،وهو مندفع لتحقيق نوازعه دون اسوار،عندما لايكون هناك قانون او شرطة او آلهة،و ملائكة،وشياطين،فأفعل ماتشاء!.
فما قيمة الالهة اذا لم تبسط نفوذها في العدل القيامي،وممارسة وعدها ووعيدها،فتجزي البارين،وتعاقب المارقين؟!.وهل سنجد حينها من يعبد الها لايمنح جزاءا من جنس الفعل البشري خيرا او شرا؟!.وهل رب عاطل او متخل عن دوره،ولايملك او يمتنع عن مكافئة عبده لخيره،او انزال العقاب الصارم به ان اخطأ او ارتكب ذنبا؟!.دين مهلهل على هذه الشاكلة سيكون حتما دينا كوميديا ان لم يكن تهريجيا،اذا ما خلا من جنة لمطيع مؤمن،وجهنم لعاص كافر؟! ولان ماهية الله هي انبثاق او انعكاس لماهية البشر.لذا نجد الله هو ذاته قد خلق جنانه وفراديسه،وجحيمه وعذابه لخلقه من البشر في يوم الحساب،يوم ينفخ في الصور،ويستيقظ سكان القبور!.ولان الله يعرف ان عبده الذي خلقه وغد كله طمع،وفي نفس الوقت رعديد يخشى العذاب،لذا وعده بالجنة اذا كان نعجة مطيعة،وهدده بالجحيم اذا كان الخروف الضال!.انه التلويح الاغوائي والتوعدي الذي يلائم طينة البشر:جزرة الجنان اللذيذة،وعصا الحريق المهلك!.
نشير بشكل عابر الى ان هناك مشتركات عقدية بين نمط التدين المضاد للمحاكمة الاخروية الكبرى،وبين نماذج فردية عديدة من التصوف والعرفانية والباطنية،وهذه القرابة والتقاطع يرفع لواء حب الله،والفناء فيه،والحلول داخله هو الغاية الاسمى ورفض الجزاء المقابل،والذي يؤول الى نوع من تعكير الايمان وتلويثه،والانحراف الى عبادة التجار التي لاتليق بأبناء الله!.نعود لمبدأية(عجوزنا التقية)التي لاتريد جزاءا ولاشكورا مقابل حبها وعبادتها لله كاستحقاق يليق بالمقدس.فنجد انها تقف على النقيض من(رهان باسكال) الانتهازي-البرغماتي،والذي يطمح للربح من رهانه اللاهوتي،وفي كلا الحالتين(وجود الله وعدم وجوده!)فلا خسارة هناك في رهان باسكال ومقامرته الذكية!.اما تجريد الله وتنزيهه في الفناء فيه او الاتحاد به،فكل هذا خارج الرهان الثعلبي!.و(عجوزنا المتعففة) تقف متفردة في قناعتها المتواضعة والمتقشفة بالاله المجيد فتعبده وتحبه هكذا بلا غرض خارج ذاته،او مقابل مدفوع كثمن لهذا الايمان.
سنبقى برفقة(العجوز الطيبة)ندور حولها ولن نغادرها الا خطوات مع العودة المستمرة الى نصها الذي خاطبت به الملك الصليبي الذي طوب كقديس!.ان(شيختنا الراديكالية)في ثورتها الدينية المهرطقة،والفريدة تخالف حتى منتجي الاديان ومبدعوها(الالهة)كما في السرديات اللاهوتية الرسمية للاديان الابراهيمية،وتتدخل في جوهر او صلب ولب كل دين،وتطالب دون خجل بحذف وازالة عمارة كل الاديان الجادة في تربية وضبط واغواء وارهاب البشر!.فهي تقترح،بل تقرر تحطيم التدبير والابتكار الالهي لترويض عبيد الله على التمني والخوف في فرض الجزاء الاسكاتولوجي العادل سلبا او ايجابا كقطب مركزي هام واساسي في معنى وغاية الدين،وبنيته الرسالية(الموحدة)والمعترف بها والمقرة من جماعة المؤمنين.فالله نفسه يخبرنا في مدوناته النصية المتعبد بها بعدله ووعده ووعيده،وانه في المحاكمة الاخروية سيعدل بينهم،ويدخل الاخيار من عباده الصالحين الى نعيمه الخالد،وسيغل الاشرار-الكفار في افران سعيره الابدي الملتهب!.فمن غير المنطقي والعقلاني ان يساوي الخالق بين عباده المهتدين والضالين في التسوية والندية كاسنان المشط وهم مختلفون في الطاعة والمعصية،وبلا مثابة او عقوبة؟!.فاذا كان الامر خلاف ذلك!فلن تبقى حاجة لان يتعب المؤمن نفسه بالالتزام بالاستقامة واداء الواجبات الدينية وطاعة الوصايا،واجتناب المحرمات دون طمع موعود بالتحقق،او عقوبة قادمة لامحالة!.والا فهل سيكون هناك مغزى او معنى او هدف لايمان البشر بالديانات؟!.
(عجوزنا الباسلة) المنافحة بحمية وصدق جاد عن عقيدتها الدينية الصافية من كدر جنان ومحارق دينونة الوعد والوعيد الالهي.تلك الفرادة اليوتوبية في التدين التي تتمتع بها تتقاطع في جميع الاحوال مع كل اشكال وانواع الديانات الابراهيمية والقريبة منها في تشابه بنى اربابها!.فأله العجوز الرافضة لديانة الثواب والعقاب لايشبه الا نفسه،وكما تتصوره(شيختنا)في تجريده من كل اسلحته وأدواته في بسط عدالته واحكامه وتقرير المصائر.فشتان بين اله اعزل ومصادر المشيئة مثل هذا،وبين أله اليهود او المسيحية او الاسلام،ولاصلة له بمجمع الآلهة والارباب الكلاسيكين من رومان ويونان!.ولكن ورغم كل الحمولة الثقيلة من العاطفة الوجدانية في انكار اي قيمة او دور للجنة والجحيم كركن رئيسي ولازم وضروري لبنى اغلبية الاديان القيامية التي تعلن المحاسبة والجزاء والمعاقبة،الا اننا بتفحص وتمعن في توجه ورغبة(عجوزنا المريمية)في تقشفها الزهدي،ورفضها للاغراءات الآخروية،وشجاعتها الاعتراضية،واستهانتها بالجحيم دون خوف،وتفريطها بالجنة دون طمع،وبنظرة لدواخل وطبيعة(سيدتنا)المتبتلة لاتخلو من الفائدة والنفع الروحي والوجداني،وايضا المردود العقلي والنفسي الكبير.فهي وحتما تجد لذة وسرور وسكينة وراحة وسلام وغبطة وأمان في اسلوب وشكل ومضمون ايمانها هذا،وكلها مغانم ومكاسب ليست هينة،ولن تجعل من عبادتها خالصة من الوجل والطمع،ورغم كل ماتدعيه من رفض المتعية والاستهانة بالعقوبة!.وعليه فأله(الشيخة)الفاضلة لايتجرد او يعجز عن منحها الكثير من الانسجام العاطفي،والتوافق العقلي،والنشوة الروحية الكبرى،وهذا ليس بقليل كمقايضة انتفاع تبادل التنزيه والحب الالهي يخلو من طمع التجار وجبن العبيد!.
ويستمر دوران طاحوننا التحليلي بمثابرة والحاح في قراءة نقدية كاشفة لنص حكاية عجوزنا المتفلسفة،والمتصوفة،تلك الحادثة التي وردت في حكاية لوبروتون التاريخية.وعندما نحفر اعمق في النص المذكور نجده سافرا في مخالفته وهرطقته،وايضا تطاوله على الذات المتعالية وحكمتها وتدبيرها،وجحد كرمها الفردوسي،وانكار وعيد ها الجحيمي المعاقب!.لامعنى لايمان كهذا خالي من الحساب،حتى بابسط المعايير؟!فرفض مطلق لنعمة وعطايا وهبات الله لعبيده الصالحين،وايضا اللامبالاة والاستهانة بانتقامه الشديد،او قصاصه العادل من الكافرين به من جاحدي فضله،واضح ومبين ولايحتاج لبرهان!.فالله ذاته هو من اعلن برنامجه الدينوني-الاخروي،وخطته الالهية،وخارطة طريقه من المطهر-البرزخ الى اما الجنة او الجحيم بتسوية عادلة تقرر حتميات المآل لعبيده!.ولايمكن له ان يفرط بوعوده او يبطلها ،او يتراجع عن ترتيبه القدري ليوم القيامة والبعث!.ومن يكفر او يبتذل او يتمرد على جنته او جحيمه،فهو يكفر به بالتبعية،لانه هو من خلقها،ولابد من احترام بساتينه،ووادي عذابه!.وليس هناك من تعسف في التفسير،ولامجال للتأويل،او لي عنق جوهر او ماهية الدين!..
فأديان بمرجعية الهية لاتقوم لها قائمة،او تكون لها ادنى قيمة دون اسسها الرصينة وقاعدتها العمدة بفرعيها:الجاذبي،والتخويفي،الترغيب والترهيب!.اما فذلكة او بدعة،الاستحقاق والجدارة،والاهلية والتنزيه والاعجاب،والحب الخالص لله-(به)و(له)وكفى!.فهذا ليس واردا قطعا في فلسفة اي ميتافيزيقيا لاهوتية تطرح نفسها كمنظومة دينية(دين)وكموضوعة للايمان والتعبد،وليس من أدواتها او اركانها:(الجنة والجحيم)كضرورة لازمة لقوامة الايمان الجاد!.فأيمان باله عاطل بلا صلاحيات،يملك دون اصدار احكام،كأله دستوري لاغير!.رغم انه خلق منتجعات لذة وترفيه وجنس آخروية، مرفوضة!.ومستوطنة عقاب ابدي مستعرة لاتخيف أتقياء على شاكلة العجوز التقية اياها!.دين بهذه الكيفية الزهدية الهشة،وعلى هذا الغرار المتداعي اليابس!.من المستحيل ان يكون اعتقادا مرغوبا جماهيريا،ويدفع للاعتناق والتعلق وهو بلا محفزات او موانع!.
ايمان بالله من اجل الله،ودين بلادينونة هو دين منقلب على نفسه،فلسفي خالص،ويتسم بالفردية والخصوصية،يخاصم طبيعته،ولايصلح للمشاركة الجماعية.فهو مخالف لفطرة الانسان الذي يسره الاستحسان والاحتفاء من الآخر،ويحزنه التأنيب والتعنيف والغضب منه،فما بالك اذا كان هذا الآخر هو الله نفسه؟!.وحتى الانبياء-المرسلين تجدهم يذوبون شوقا للجنة وترتعد فرائصهم من ذكر الجحيم!.لذا نعتقد ان ايمان من هذا الطراز هو شطح ديني،وغلو دعي في التقى،لايسمح او يقبل به الله نفسه!.فهو شكل من اشكال الترفع ،و الكبرياء والانانية،والتجرء على الله بحجة التنزيه والتعفف عن المغانم،والاستهانة بالعذاب.تقودنا هذه المراجعة السريعة لهذه البدعة المتطرفة والغريبة والنادرة في طرائق وسبل الدين،والمضادة لطباع البشر من فرح بالاثابة المجزية،وحزن للعقاب.انها دعوة خشنة جدا ومتطاولة وجريئة على حكمة الاله بالرغبة في ازالة جنته الفردوسية،وجحيمه المرعب!.انها دعوة تحدي لله في مشيئته،ولكنها لاتجد قبولا،وستبقى مبتورة وغير مثمرة.
ان عجوز حكايتنا هي في الحقيقة:منفعلة أكثر مما هي متعقلة من اسلوب الرب،وطريقته في اغواء وارهاب مخلوقاته بمغازلة غرائزه ورغباته البدائية!.و غاضبة من الله أكثر مما هي متيمة به!.وغضبها من اجله،لاعليه!.وما أثار حنقها هو ضعف معبودها الشخصي،واستسلامه لتلك العاطفية المبتذلة والرحيمة تجاه مخلوقه التعس،بمشيئة عدله المقلد لاحكام وقوانين الانسان،ولكن بتساميها وقداستها كتدبير لاهوتي صرف!.ومن هنا صعوبة تغيير قناعات متصلبة شكلت ايمان تلك الشيخة المطلة علينا من العصور الوسطى المظلمة.
وأخيرا..وللتخفيف من صرامة واستقامة الايمان كمفهوم روحي بالغ الجدية.ولكسر التوتر العقدي المتصلب،واذابة القلق المتشنج والهوسي في الاعتقاد الخالص والنقي بتمامية وكمال الله.فسنقترح على سبيل التندر البريء،والحسن النية-لو عاصرناها،وعشنا في زمنهاالسعيد!-،على (سيدتنا)او روحها التي عطلت قدرات،وابطلت مقومات، ومشيئة المتعالي،وكنصح او توصية لحفيداتها واحفادها،ومن يرغب في اتباعها،وسلوك دربها الوعر الموحش-ان كان هناك من يتبعها؟!-وتوصيتنا المختصرة هي:التخلي ليس فقط عن الجنة والنار فحسب،بل وايضا ترك الايمان او عبادة الاله كتجسيد للذات العلوية السامية.واختيار انواع آخرى من الاديان والعقائد بسيطة ومباشرة وخالية من التقعر والتعقيد:بلاآلهة،بلا دينونة،بلا حساب ووعود ووعيد،ك:البوذية،والطاوية،والكونفوشية،والارواحية،وغيرها من روحانيات عملية تعتمد على الجانب الاخلاقي والسلوكي والعلائقي داخل مجتمعات تلك العقديات حصرا،واهمال كل ماهو فوق او تحت او وراء ذلك!. او ترك هذا وذاك !. والاكتفاء بدنيوية قح منزوعة الآخروية،عالم الهنا والآن بلا دينونة او بعث يعد الموت،حياة تركز على المعيش اليومي فقط حيث لاحضور او لقاء ب:آلهة،وملائكة،وشياطين!.عالم يقتصر على نوعنا البشري-الانسي لاغير!.
.....................................................................................................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيضة الديك!.
- تشرنيشفسكي..و.سؤال العمل!
- التفاحات الثلاثة!.
- الثور الرمادي!.
- السباراتاكوسية الخالدة روزا لوكسمبورغ..
- ماهية السياسة!.
- تحيا السيدورية!.
- -لو دامت لغيرك ماوصلت اليك-!.
- الإيروتيكا الشبقية بين الروح والجسد!.
- سيرورة باسلة!.
- الاشكال في السؤال؟
- لامخرج!
- مغادرة!
- اطلقوا النفير!
- صيرورة
- السياسة والاخلاق
- ديالوج السكين والقلم
- نظرة خاطفة على نص تراثي
- اغترابات خارج السور:اللاهوتي..الاقتصادي..السايكولوجي.
- رداء الوضع البشري وفضيحة الفايروس!


المزيد.....




- مطارنة وأساقفة الكنيسة المصرية في الولايات المتحدة وكندا ينت ...
- بالفيديو.. لحظة تسليم مرسوم رئاسة الجمهورية من قبل قائد الثو ...
- عاجل | الرئيس الإيراني: يجب أن تعلو مكانة إيران بالمنطقة وأن ...
- -لقد صُدمنا-.. شركة أميركية تسحب إعلاناتها من الأولمبياد بسب ...
- ركن الاسلام الاعظم… حج القرعة فى العراق التسجيل واهم الشروط ...
- المسجد الأزرق بهامبورغ.. مسجد أغلقته ألمانيا لأسباب سياسية
- انتقادات حادة لحفل افتتاح الأولمبياد بعد اتهامه بـ-السخرية م ...
- أغاني تحلق بهم.. تردد قناة طيور الجنة بيبي ثبتها بالتردد الج ...
- الطائفة الدرزية في إسرائيل تدعو إلى -تحكيم العقل- بعد مقتل أ ...
- أحلى برامج مسلية لأطفالك .. تردد قناة طيور الجنة نايل سات ال ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد الشمري - اقالة الاله..ودين بلا دينونة!.