أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - سر الاُبُلّة في مسجد العشّار














المزيد.....

سر الاُبُلّة في مسجد العشّار


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 12:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اختلفت الأراء في تحديد موقع نهر الاُبُلّة ومساره. وبرأيي ان نهر (العشّار) الحالي. هو المرشح المقبول لتمثيل نهر الاُبُلّة. .
قالوا: ان (العشاّر) تسمية ضريبية, وتعزى إلى تجمع العشّارين عند مدخل النهر, لإستيفاء ضريبة العشر (10%) من التجار. حيث لا يسمحون للسفن بدخول النهر, إلا بعد تفتيشها, وتعشيرها. .
ولا يوجد مصدر تاريخي يوضح إرتباط اسم العشّار بمدينة الاُبُلّة, سوى كتاب ( سنن إبي داوود), الذي يكشف لنا الغبار عن هذا اللبس في التسمية. إذ قال إبو داود السجستاني في (باب في ذكر البصرة) : قال حدثنا محمد بن المثنى عن إبراهيم بن صالح. قال : إنطلقنا حاجين, فإذا رجل فقال لنا : إلى جنبكم قرية يقال لها الاُبُلّة. قلنا : نعم. . قال : من يضمن لي منكم أن يصلي لي في مسجد العشّار ركعتين, أو ربما أربعا, ويقول هذه لأبي هريرة ؟. فقد سمعت رسول الله (ص), يقول : (( إن الله يبعث من مسجد العشّار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم )). .
وتحدثت مصادر كثيرة عن هذا المسجد, الذي يحمل منذ بضعة قرون اسم (مسجد المقام). وهو من المساجد البصرية, التي حافظت على شكلها, وموقعها حتى يومنا هذا. وبالتالي فأن العشّار يمثل جزءا بسيطا من مدينة الاُبُلّة. .
وذكر (ناصر خسرو العلوي) : ان المسافة بين نهر الاُبُلّة ونهر المعقل, هي فرسخ واحد فقط. ولو حسبنا المسافة بين نهر العشّار ونهر المعقل الآن. لوجدنا انها تقترب من سبع كيلومترات, وتساوي فرسخ واحد. وهذا يعني ان نهر العشّار هو خليفة نهر الاُبُلّة.
ثم ان بقايا أطلال القصور القديمة المقامة حصريا على طول إمتداد نهر العشار, والتي ما تزال شاخصة حتى الآن. إضافة إلى وجود محلة السيف (بكسر السين), والتي يرمز اسمها إلى مستودعات تخزين البضائع المستوردة والمصدرة. هي دليل آخر على وجود ملامح ورواسب تاريخية لنهر الاُبُلّة في حوض نهر العشّار. .
في حين تقدم لنا محلة (المشراق), الواقعة على ضفة نهر العشار, دليلا ملموسا على : ان ما يسمى حاليا بنهر العشّار. هو نهر الاُبُلّة نفسه. إذ إن معظم المصادر التاريخية تؤكد على. ان سهل بن عبد الله التستري دفن في محلة المشراق على ضفاف نهر الاُبُلّة. .
وقالت العرب : ما بين نهر الاُبُلّة ونهر المعقل حُلّة . وهي إشارة إلى تقارب وتوازي نهر الاُبُلّة ونهر المعقل, الذي حفره معقل بن يسار المازني. حيث كان النهران يجريان صوب القبلة لمسافة أربعة فراسخ, ثم يلتقيان ويكوّنان قناة واحدة تسير مسافة فرسخ واحد ناحية الجنوب. وهذه الحقيقة تؤكدها تحركات سرايا صاحب الزنج. وتجحفله في المعقل, في المنطقة الواقعة شمال مدينة الاُبُلّة إستعدادا للهجوم على المدينة المحصنة بالأسوار العالية. وباشر بالهجوم من محورين. فشن غاراته من ناحية شط عثمان بالرجالة, وبما خف له من سفن من ناحية شط العرب. وأخذت سراياه تضرب إلى ناحية نهر المعقل. وهذه دلالة أكيدة على أن نهر المعقل من الأنهار القريبة لنهر الاُبُلّة. وبما ان نهر العشّار هو أقرب الأنهار الكبيرة إلى المعقل. فإن الإستنتاج المنطقي يشجعنا على الإقناع بأن نهر العشّار هو نهر الاُبُلّة. وليس غيره. .
كُتب لمدينة الاُبُلّة أن تتحول إلى بركان يغلي بالثورات, والحروب الدامية منذ القرن الهجري الثاني. ثم صارت ثكنة عسكرية تعج بكتائب الجيوش الجرارة. ومرت بمراحل مأساوية متعاقبة. وصبت عليها الأقدار سوط عذابها. وسحقتها المعارك الطاحنة, التي اتخذت منها ساحة دائمية للقتال. ثم مزقتها الأحقاد, والنزاعات الداخلية الضارية, والصراعات السياسية العقيمة. ودمرتها الغارات الهمجية المتلاحقة. ونهبها اللصوص والقراصنة. وحاقت بها الملمات, ونزلت بساحتها النكبات. وأحالتها إلى خرائب مهجورة, ينعق فيها البوم. .
أما نهر الاُبُلّة, الذي كان يحتضن أكبر موانئ العالم. فقد صار الآن مستودعا للنفايات النفطية, ومستنقعا لمياه المجاري الثقيلة, والمخلفات الصناعية. .
ودفنت تلك الربوع الجميلة في دفاتر النسيان. وأسدلت ستائر الأهمال على ميناء الاُبُلّة, الذي كان يوما من أكبر جسور العالم القديم . ولم يعد يذكر إلا في المقررات الدراسية لسلطنة عمان. التي تركزت اهتماماتها على حفظ التاريخ الملاحي لحوض الخليج العربي. اما اسم (الاُبُلّة) فصار عنوانا لقرية صغيرة من ضواحي مدينة المعقل بالبصرة. بناها رئيس سلطة الموانئ (مزهر الشاوي), الذي إزدهرت على يده الموانئ العراقية في ستينيات القرن الماضي. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصار طائفي حول غزة
- العرب والملاحة في المحيط الهندي
- الفاسد الأوحد في البلد
- مصاصو الدماء يصفقون لدراكولا
- ميسان: أقدم موانئ الميزوبوتاميا
- ماذا جرى يا هل ترى ؟
- لا تسافر - خليك في بلدك
- أسواق العراق مفتوحة للمنتجات الأردنية
- الدواعش وعودتهم الامريكية المحتملة
- العرب وعشقهم للسفر عبر الزمن
- حصانة الفوهرر قاتل الأطفال
- كيف قصفوا ميناء الحديدة ؟
- مفارقة عجيبة: جهاد ضد المجاهدين
- غطروشة: سفينة أرعبت الأساطيل
- العراق: قراءة في الملف النقابي البحري
- لا فرق بين هبّاش و شوّاش
- لماذا حرمونا من التنقيب البحري ؟
- شاشات الشوارع: ميدان جديد للتسقيط
- الفصّوع بصورته المعاصرة
- من يحمي العرب من العرب ؟


المزيد.....




- المصمم طوني ورد لـCNN بالعربية: -هذه قصة حياتنا.. هكذا نقاوم ...
- باسكال معوض: -تصميم التاج يُعبّر عن قوة لبنان وجماله والأمل ...
- مسؤول بحزب الله لـCNN: الحزب في -حالة تعبئة- وإخلاء بعض المو ...
- ارتفاع عدد قتلى الانهيار الأرضي في الصين إلى 15 شخصا (فيديو) ...
- أردوغان -يصفع- طفلا لم يقبل يده (فيديو)
- آلاف من الببغاوات الصخرية تستقر في إيلاريو أسكاسوبي الأرجنتي ...
- بعد ضربة الجولان.. تحذير مصري في بيان رسمي
- بعد 27 شهرا في الأسر.. قوات البحرية الأوكرانية في أزوفستال ي ...
- مصر تحذر من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان
- أسر الرهائن ومتظاهرون يحتشدون في مطار بن غوريون بالتزامن مع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - سر الاُبُلّة في مسجد العشّار