أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسماعيل موسى حميدي - قبر بالتجاوز














المزيد.....

قبر بالتجاوز


اسماعيل موسى حميدي

الحوار المتمدن-العدد: 8051 - 2024 / 7 / 27 - 19:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


موت بالتجاوز +18
د.اسماعيل موسى حميدي...............الحوار المتمدن
.....................
وقبر جبر بمكان قفر.. وليس قرب قبر جبر قبر
يقال ان اخطار إسم أو فكرة الموت على أذهان المؤمنين يولد الحكمة والورع، فهو يذكر بالآخرة ،على العكس من اخطاره على أهل الكيف والاستئناس فانه ربما يولد اليأس والاحباط ،وهنا سنفترض أنفسنا من المؤمنين كي نتحدث بروية مثيرة عن الموت لحالة شخص (جبر) رحمه الله.(وأطال الله اعماركم).
تفاجأت إحدى العائلات أثناء زيارتها لأحد ذويها المتوفين بقطع الطريق المؤدي الى مكان مقبرتهم ،بدفن أحد الاشخاص وسط الطريق "الممر الفرعي الموصل لمقبرة العائلة" ،ما حدا بتجمع الافراد حول القبر الحديث الصنع ،وراح كلامهم يلهج بهذه الحالة وهكذا تم اختيار مكان عشوائي لدفن جبر واصبح ضيف الآخرة بالتجاوز
بعدما عاش متجاوزا على الحياة باكملها ،جبر حتما شخص استوفى كل شروط التعاسة في بلد نصف سكانه متجاوزون في السكن و الكهرباء والقانون ،وهم بانتظار دولة نظام تنصفهم.ولكن جبر وأمثاله لم ينتفضوا او يثوروا في يوم ما ،بل غالبا ما يكتفون بالتذمر في المقاهي ويتوعدون السياسيين الفاسدين في الباصات ويلعنون انفسهم في التجمعات،رغم ان جبر يشارك في الانتخابات وينتخب الفاسد، لانه ابن العشيرة او المحلة او الطائفة .
جبر يتكرر في كل زمان ومكان وتجده في كل الدول العربية يتسول ، عاصر كل الطغاة وارتشف من ظلمهم وهو يشكو الحال ويستعطف الاخرين مستعتبا لربه لم خلقه في هذا البلد، فاصبح رهين البؤس والظلم والاضطهاد، فكانت لوعته عظيمه لا تنتهي بزمان ولا بمكان.
لم ينتفض جبر في يوم ما على النظام الظالم الذي اغتصب حقه ولو بكلمة ولا على رجل الدين الذي استغفل عقله وأوهمه بالخرافة ،ولم يتخل جبر عن عشيرته التي خذلته في فقره ولم تقف معه في مرضه ،لم يهاجر جبر بلده عديم الذوق والكهرباء، لانه وطني والوطنية تسري في عروقه .
لم يخطر على بال جبر في يوم ما بانه لقمة صياد يتسابق عليها المصلحون ، وإنه سهم في يد الصيادين يطلق على فريستهم، فمنظمات حقوق الانسان تصوره كل يوم وتعده من رعاياها فتكسب به الاموال ،الفضائيات تلتقي به كل صباح فيكون ثروتها الاعلامية،رجل الدين يجلسه تحت قدميه فيدخل الجنة بنصحه وإرشاده، المرائي يعطيه سلة الغذاء ليصبح ورع زمانه ،والسياسي يعده حجر الزاوية الذي يبني به برنامجه الانتخابي في كل موسم اصلاح.
دخل جبر الموروث الشعبي وكان بطل الروايات الادبية ،وتحدثت عنه الدواوين الشعرية وانكسرت به خواطر البعيدين ،ذكرته الناس في مجالسها وتحدثوا عن مظلوميته في مواقفهم .
تحدث عنه كل العرب حتى دخل عناوينهم الفكاهية فقالوا عنه (جبر من بطن أمه للقبر) وهي مقولة مشهورة تعود لجبر القديم عندما مر من احدى المقابر وسأل الدفان عن معنى العبارات المكتوبة في مقدمة القبور فقال له الدفان هي ألقاب الموتى واختصاصاتهم في الدنيا ،فقال مقولته الشهيرة للدفان "عندما أموت اكتب على قبري (جبر من بطن أمه للقبر )"لاني لم أعرف شيئا عن ترف الحياة.
تقاعس جبرعلى نفسه فتحمل مأساة نهايته، وكان رهينا لسذاجة عقله الذي أمّنه بالغباء فاستحمقته الحياة واستحمره المنتفعون.
وأخيرا جبر سيدخل النار ،فقد كذب عليه من قال له بانه ستدخل الجنة ،وخاب رجل الدين الذي نعته بالصابر المحتسب ،بل العكس سيدخل أقاصي النار، لانه قانط ومنزوع الايمان ، فلم يكن له صوت في الحياة وخنع للظالم فاستقوى به،(إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا} (النساء:97.
(الله يرحمك جبر)



#اسماعيل_موسى_حميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكات إباحية
- وليال عشر
- علماء مكة
- أعيدوا إلينا الجوامع
- اعادة انتاج العالم
- الحزن بسلوك جمعي
- استثمار واقعة البصرة
- حملات التشويش والتشويه
- رهابر دوائر الدولة
- المنهج الخفي وخطر التسلل الى النفس
- حوريات الاسلام السياسي
- دكاكين الدراسات العليا
- رسالة الى الخليج
- الجندي الذي قاد انقلابا ضد البعثيين
- الصندوق الابيض
- العالم في محجر
- حاشية الظل
- إقالة الطرف الثالث
- الكتلة الاكبر
- ملا عليوي


المزيد.....




- فيديو يظهر لقطات من موقع سقوط الصاروخ في مجدل شمس بالجولان
- في بيان لـCNN.. ماذا قالت أمريكا عن هجوم الجولان؟
- اكتشاف مفاجئ يشير إلى وجود محيط مخفي في أحد أقمار أورانوس
- ترامب حول قصف مجدل شمس: هجوم -مروع- وعلينا استعادة الاحترام ...
- مصر.. النيابة العامة تصدر قرارا جديدا بشأن الزوجة المتهمة بس ...
- إبطاء عمل موقع -يوتيوب- في روسيا
- متى تكون مسكنات الألم الشائعة خطرة على الصحة؟
- شيخ العقل لطائفة الموحدين في لبنان يدين الهجوم على بلدة مجدل ...
- -أكسيوس-: إدارة بايدن تشعر بقلق بالغ من احتمالية اندلاع حرب ...
- المبارز التونسي فارس فرجاني يحرز فضية ويمنح بلاده والعرب أول ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسماعيل موسى حميدي - قبر بالتجاوز