أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - كاظم فنجان الحمامي - الفاسد الأوحد في البلد














المزيد.....

الفاسد الأوحد في البلد


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8051 - 2024 / 7 / 27 - 12:13
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


دخل الجنود قرية، واغتصبوا نسائها إلا واحدة، قاومت الجندي وقتلته ثم قطعت رأسه. وبعد ان عاد الجنود إلى معسكراتهم، خرجن يلملمن ملابسهن الممزقه ويبكين بحرقة، إلا هي خرجت من بيتها شامخة منتصرة، حاملة رٲس الجندي بيدها، وكل نظراتها عزة نفس واحتقار للاخريات. قالت لهن: لن اتركه ينتهك عرضي دون ان اقتله أو يقتلني. فقررن قتلها حتى لا تتعالى عليهن بشرفها، (قتلوا الشرف ليحيا العار ). هذا حال الفاسدين في مجتمعنا اليوم يحاربون كل شريف كي ﻻ يكون شاهدا على سوء سلوكهم. .
احياناً نجد انفسنا مضطرين للكتابة بحروف مشفرة حتى لا نستفز عش الدبابير، فينال المُضطَهَد من اللدغات واللسعات أضعاف ما ناله في المرات السابقات. فقد نجحت تحالفات المتحزبين في العراق الجديد، واكتملت على يدهم خطوات صناعة الازدهار الوهمي في هذا البلد المخنوق، الذي خرج تماما من تصنيفات العفة والنزاهة والصلاح والاستقامة. ودخل في غيبوبة التمويه، حتى يخال الينا (بسبب تراكم الاكاذيب) اننا نعيش في ضواحي مدينة فاضلة تشبه جمهورية أفلاطون من حيث الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار. ومن حيث الخدمات الاجتماعية. كل شيء تمام التمام باستثناء فاسد واحد، عجز المتحاصصون عن ترويضه بعد أن ظل يخالفهم، ويعترض عليهم، ولا يكترث بهم. فكان لابد من مطاردته والتخلص منه، الأمر الذي اضطرّ قادتهم إلى رسم علامة (X) فوق صورته، وهو الآن من المستهدفين الذين استنفرت تنظيماتهم طاقاتها كلها لتشويه صورته بكل الأساليب الدونية والطرائق الدنيئة. .
لا شك انهم يعلمون انه لم يسرق، ولم يفرط بالمال العام، ولم يتاجر بتهريب النفط، ولا بتهريب الآثار، ولم يخالف التعليمات، لكنه كان مستقلا متفردا برأيه، لا يرضخ لدكاكينهم الاقتصادية. .
يتقاطع معهم في الصغيرة والكبيرة. كانوا يخشون من تعاطفه مع الفقراء، تستفزهم مطالباته الحثيثة بحقوق المتقاعدين، وتغيضهم دعواته المستمرة لتحسين اوضاع صغار الموظفين. ارتفعت على يده الإيرادات، وتوسع في مشاريعه الخدمية. وعرفه القاصي والداني بمشاريع إسكان الموظفين وتخصيص قطع الأراضي بموجب القوانين النافذة، لكن الطامة الكبرى ان معظم الذين تحسنت أحوالهم بسبب دعمه الصادق لهم تنكروا له، واشتركوا في التآمر عليه. .
وهكذا اصبح هو الفاسد الأوحد في عموم البلاد، وظلت الفضائيات حتى وقت قريب تتفنن في انتاج الأفلام والمقاطع المفبركة التي تستهدفه هو شخصيا. وتنال منه ظلما وعدوانا، حتى صار اسمه عنوانا لكل مفسدة، بتوجيه وتحريض من قادة الاحزاب الإطارية الكبرى. التي لم يسبق ان اتفقت مثلما اتفقت على الاساءة لرجل من الجنوب. .
اذكر ان بعض الصحف البغدادية خصصت صفحاتها الاولى على مدى أربع سنوات للتنكيل به نزولا عند رغبات قادة التسقيط، بينما واصلت حشودهم الإلكترونية حملاتها المستمرة ضد هذا الرجل المدان بكل التهم الكيدية. .
لم تتحمس الاحزاب لظروف الباحثين عن لقمة العيش في مكبات النفايات بقدر تحمسها لمضايقة هذا الرجل، الذي اصبح في نظرها هو الفاسد الأوحد في هذا البلد على الرغم من إحالته إلى التقاعد وتجاوزه العقد السابع من العمر. .
وفي صبحٍ وقفت أمام مرآتي
وقد بانت على وجهي خساراتي
ارى شخصا على المرآة يكرهني
وما أقساه كره الذات للذاتِ



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصاصو الدماء يصفقون لدراكولا
- ميسان: أقدم موانئ الميزوبوتاميا
- ماذا جرى يا هل ترى ؟
- لا تسافر - خليك في بلدك
- أسواق العراق مفتوحة للمنتجات الأردنية
- الدواعش وعودتهم الامريكية المحتملة
- العرب وعشقهم للسفر عبر الزمن
- حصانة الفوهرر قاتل الأطفال
- كيف قصفوا ميناء الحديدة ؟
- مفارقة عجيبة: جهاد ضد المجاهدين
- غطروشة: سفينة أرعبت الأساطيل
- العراق: قراءة في الملف النقابي البحري
- لا فرق بين هبّاش و شوّاش
- لماذا حرمونا من التنقيب البحري ؟
- شاشات الشوارع: ميدان جديد للتسقيط
- الفصّوع بصورته المعاصرة
- من يحمي العرب من العرب ؟
- ما الذي يجري يا اخي المصري ؟
- هجوم مدبّر على المكامن السومرية
- من عجائب الأمة المتآمرة على نفسها


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - كاظم فنجان الحمامي - الفاسد الأوحد في البلد