ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 8051 - 2024 / 7 / 27 - 11:17
المحور:
الادب والفن
وأنا أتأمل عنوان رواية المبدعة ريتا عودة"إلى أن يُزهر الصّبّار"، لفت انتباهي الفعل "يُزهر"، والفاعل "الصّبّار" وهو اسم معرف بأل التعريف.
راودني سؤال: كيف للفعل يزهر أن يلتقي مع الصبار؟
لا أخفيكم سرا بأن الروائية حبكت عنوان روايتها بإحكام قائم على استفهام يدل على التعجب:
فكيف لهذا الصبار أن يكون ويعود مزهرا من جديد.
هنا تكمن لعبة الروائية الأدبية الإبداعية في وجود مفارقات ضدية بين الزهر الدال على الرقة والنعومة، والخير. كذلك، فالفعل يزهر يدل على استمرارية الحدث الجميل الذي اصطدمت به شخصيات الرواية في حب آدم لحواء، وما اعتمل هذا الحب من عشق وإخلاص متبادلَيْن بين شخصيتين.
تكمن المفارقة في إغواء الشيطان لهما بأن أغراهما بالأكل من الشجرة، ثم طردهما من الجنة، والنعيم إلى أرض تتطلب الصبر، والتحمل، والمشقة (فلسطين)، فالصبار هنا دلالة رمزية على معاناة عشيقين أرادا أن يبحثا عن طريق السكينة، والأمان، كما أن الاسم هنا يشير إلى حالة من الثبات، والمقاومة في طريقهما.
ختامًا، شكل عنوان الرواية لعبة فنية محكمة، حيث لم تضع لنا الكاتبة بعد حرف الجر اسما مجرورا يقود إلى وضوح مغزى المضمون؛ وإنما حل محله مصدر مؤول، تشير له أحداث الرواية بشخصياتها ومكانها وزمانها وحبكتها وعقدتها.
ملحوظة: من يرى لوحة الغلاف تنعكس منه دلالات فلسفية عميقة قائمة على المفارقات، والتفكير في الذات، وقد اختارت صورة امرأة؛ لكونها الركيزة التي تقوم عليها الحياة.
رؤيتي الثانية حول العنوان.
وشكرا لك كاتبتنا المبدعة.
مريم المصري/ طالبة دكتوراة لغة عربيّة
27.7.2024
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟