أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - طبيب امراض تناسلية(قصة سريالية)















المزيد.....


طبيب امراض تناسلية(قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8051 - 2024 / 7 / 27 - 00:17
المحور: الادب والفن
    


ارتمى على ظهره في حضن اريكته الوثيرة, وهو يرشف بقية كاس شموس حانية مترعة, نفث دخان سيكاره بعنف ابتلع دخانه وهو يسمع تجشؤ جاره من اثر الدخان الثقيل لحبات الكريستال, لقد أصبحت حارته وما حولها مكب نفايات مليئة بمتسولي ومتسولات اللذة العفنة, كان يعاني من مرض مستعصي اقعده بيته لكنه لم يترك عادته القديمة والفته سيكاره والكاس والقصيدة, اغفاءة الفجر طويلة وجميلة, في حلمي كنت اعدد احلامي واحدا واحدا, لم اصل الى نتيجة انها كثيرة جدا, كنت احلم كثيرا كلما حلت لحظة اغفاءة, والان دخلت في اغفاءة موجعة, كنت طبيب أمراض تناسلية في عيادتي المزدهرة في المدينة, لكن شعوري بالملل والرتابة في عملي دفعني للبحث عن أي تغيير في حياتي هذا كان في حلمي الحالي, ذات يوم علمت عن فرصة عمل في ملهى اهلي في إحدى حارات الملاهي المشبوهة، لم اتردد في التقدم لها, طلبوا أوراقي الثبوتية لم احصل عليها لأني في حلم ,التفت الى الخلف كي ارجع من حلمي, وجدت الى جانبي شخصا لحيته كثة يبدو انه يعرفني ناداني بصوت اجش ارجع الى حلمك انا قرينك تقدم لا تتردد, بدأت عملي في الملهى كطبيب خاص للراقصات ومرتادي المكان. كان دوري الرئيسي هو علاج الأمراض التناسلية السرية والتي لا يمكن علاجها في المستشفيات العامة بسبب الخجل والخوف من الفضيحة، وانا اعلم انه لا يوجد معنى للفضيحة كي يخافوا منها، مع مرور الوقت، تورطت في عالم الجريمة والفساد الذي كان يدور داخل الملهى. بدأت بتهريب المخدرات وابتزاز العملاء الأثرياء. كما انخرطت في علاقات جنسية محرمة مع بعض الراقصات والزبائن، أصبحت شخصية محورية في الملهى، أحظى باحترام الجميع لكفاءتي الطبية وقدرتي على المساعدة في إخفاء أي أدلة جنائية. وفي نفس الوقت، بدأت اشعر بالذنب والندم على ما وقعت فيه من أخطاء أخلاقية، تم اكتشاف أنشطتي غير المشروعة من قبل السلطات المشروعة، فاضطر للهرب والاختباء.
كنت قارئا نهما في الطب والفلسفة..... كنت قارئًا نهمًا في هذين المجالين، ذلك كان له انعكاسات إيجابية على عملي المهني والشخصي وعلى حلمي, قراءتي المتعمقة للموضوعات الطبية تساعدني في فهم أفضل للجوانب الصحية والعلاجية ذات الصلة بعملي في الملهى, وعلى اتخاذ قرارات أكثر دقة وحكمة في مجال التحليل السلوكي للشخصيات المصابة بالأمراض الجنسية وكذلك العاملين معي, قراءتي للفلسفة قد تزودني بمنظور نقدي وتحليلي أكثر عمقًا, قد تساعدني على التفكير بشكل أكثر إبداعية وابتكار في عملي, وتعزز من قدرتي على حل المشكلات بطرق مبتكرة مع صديقاتي او حبيباتي المفترضات كوني اعمل في ملهى, والاباحية الاخلاقية واردة في هذا المجال, بما انني كنت قارئًا نهمًا في الطب والفلسفة، فإن ذلك قد يكون له آثار إيجابية على مستوى أدائي المهني وقدرتي على التفكير والابتكار في عملي الطبي, ولكن هذا جزء من افتراض لم يتم التأكد منه بشكل قاطع من المعلومات المتوفرة كوني كنت احلم ,تم السطو على مذكراتي الحلمية ووجدوا انني قد كتبت في مذكرة حلمي التاسع بعد التاسع والتسعون, ما يلي:
ليلى
إحدى الراقصات المعروفات في الملهى. كانت علاقتها معي، قوية وعاطفية، على الرغم من أنها كانت تستغلني أحيانًا لتحقيق مكاسبها الخاصة. شخصية متعددة الأوجه - جذابة وخفيفة الظل، لكنها في الباطن ذكية ومراوغة.
أبو تيسير
صاحب الملهى ورجل الأعمال المشبوه. كان يستخدم النفوذ والمال لحماية أنشطته الإجرامية ويبتز الموظفين والزبائن. شخصية قوية وماكرة تقف وراء كل ما يحدث في الملهى. ينحدر من أسرة فقيرة وانخرط في الأنشطة الإجرامية منذ طفولته، استطاع تحقيق ثروة كبيرة من خلال امتلاك الملهى واستغلال نفوذه السياسي والعلاقات المشبوهة، يستخدم القوة والترهيب لحماية مصالحه، يرغب في الحفاظ على سيطرته المطلقة على الملهى وعلاقاته السياسية المربحة.
نبيل
أحد رجال الأمن في الملهى. كان يعمل كحارس شخصي لأبو تيسير ويقوم بأعمال القمع والترهيب ضد أي من الموظفين أو الزبائن الذين يشكلون تهديدًا للمصالح الخاصة بصاحب الملهى. ينتمي إلى عائلة من رجال الشرطة الفاسدين ونشأ في بيئة تشرّع استخدام العنف والقوة، يستخدم سلطته كحارس أمني في الملهى لارتكاب أعمال قمعية ضد من يهدد مصالح أبو تيسير، يشعر بالولاء تجاه أبو تيسير الذي وفر له وظيفة مربحة ومكانة اجتماعية، يفتقر إلى الضمير الأخلاقي ويراكم الثروة على حساب ضحاياه.

سلوى
إحدى الممرضات في عيادة الملهى. كانت على علاقة غير مشروعة معي وتساعدني في إخفاء بعض الأدلة الجنائية. شخصية ضعيفة تنجذب للسلطة والنفوذ. جاءت من أسرة فقيرة وحاولت الهرب من واقعها المحدود من خلال العمل في الملهى، أقامت علاقة عاطفية معقدة معي، فهي تحبني لكنها تستغلني أيضًا لمصالحها الخاصة، تحلم بتحسين وضعها الاجتماعي والمادي من خلال العلاقة مع أبو تيسير، تواجه صراعات داخلية بين رغبتها في الاستقلال والحاجة إلى الحماية والراحة المادية.
سامية
تعمل منظفة في الملهى، أتت من أسرة متواضعة وتسعى لتحسين وضعها المادي من خلال العمل في الملهى، دخلت في علاقة غير أخلاقية معي وبعض الزبائن لتنفذ من خلالها بعض الأنشطة الإجرامية، تشعر بالضعف والاستغلال بسبب موقفها المتدني في السلم الاجتماعي والمؤسسي، تسعى للحصول على امتيازات ومكاسب شخصية على حساب مبادئها الأخلاقية.
سامية وشقيقها
تعتبر سامية أحد الشخصيات المشاركة في الأنشطة الإجرامية في الملهى، إذا تم الكشف عن دورها، فإن ذلك سيؤثر على مستقبلها وعلاقتها بشقيقها، قد تواجه سامية عقوبات قانونية خطيرة، وقد تواجه القتل من شقيقها المعتد بشواربه الطويلة امام بنات حارته البائسة في أحد الاحياء البعيدة فيما يطلق عليه بأحياء التجاوز.
العاملون في الملهى
قلقون قد يتم إغلاق الملهى نتيجة للتحقيقات والكشف عن الفساد الا ان هذا لم يكن خيارا للسلطات الراعية وهذا لم يتضح بشكل قاطع من المعلومات المتاحة ، فإن حدث ذلك سيؤدي إلى فقدان الكثير من العاملين لوظائفهم, ستتأثر أحوالهم المعيشية والاقتصادية بشكل كبير, ومع ذلك، إذا كان الأمر كذلك، قد يكون لذلك تأثير كبير على منطقة الدوانم, وذلك إذا ثبت أني كنت مدمنًا للكحوليات, ولا اعير أهمية لتجارة المخدرات وهي الرأسمال الوحيد المعفى من الضرائب، لإن ذلك قد يكون له انعكاسات خطيرة على مستوى الأداء المهني للملهى وبقية الملاهي في الحارات الاخرى وعلى مكانته في بيئة العمل الا انني لم اكن مدمن كحوليات بل مدمن مخدرات كما روج في الدوائر المغلقة, وهذا يتماشى مع الإستراتيجية الربحية التي وضعها المشرفون على اللعبة, وهذا لا يحتاج إلى تدخل سريع لمساعدتي على التغلب على إدماني والحفاظ على مستوى أداء مقبول على الرغم من المناوشات البسيطة التي تحدث أحيانا بسبب الفشل في التوجيه الدقيق وهذا مقبول لجميع الاطراف .
كنت اتقلب كثيرا في حلمي رغم انهم وجدوا التحليلات في مذكرة أحلامي المكونة من تسع وتسعين حلما ماعدا الصفحة الأخيرة كوني دفعتها للمطبعة أخيرا، لكنها تبدو مازالت طازجة، حاولت الاحتفاء بها لكنها تهرب من يدي، حاولت ان اعقصها عقصا نفذت من بين اصابعي، صحوت من حلمي، قررت ان استمر في مهنتي كطبيب امراض جنسية في ملهى كي اعبر عن المعنى الوجودي لحياتي، الحارة بكل امتداداتها أصبحت ملهى و أغني (يا يمة ذاك هواي سلوة الي بدنياي).



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاضرية الوجودية والظلم الاجتماعي
- الحاضرية الوجودية و الفلسفات المعاصرة
- الحاضرية الوجودية وفلسفة الاخلاق
- الحاضرية الوجودية والنقد الأخلاقي لعولمة التفاهة
- الحاضرية الوجودية وترحيل الزمان
- الحاضرية الوجودية ومفهوم المواطن المستقر والعبودية الطوعية ف ...
- الحاضرية الوجودية وحوار الفلاسفة والطرشان
- الحاضرية الوجودية و عناصرالحداثة عند امبرتو ايكو
- الحاضرية الوجودية والاحلام
- الحاضرية الوجودية والدوافع الغريزية للابداع
- الحاضرية الوجودية والنهج الراسمالي الجديد
- الحاضرية الوجودية والمثقف المزيف
- الحاضرية الوجودية والنقد الجذري للرأسمالية
- الانسانية والانسانوية والحاضرية الوجودية
- القلق من الاندثار وتحقيق المعنى في الحاضرية الوجودية
- الحاضرية الوجودية و العالم الافتراضي
- الوعي والانغماس في الحاضرية الوجودية
- الحاضرية الوجودية وفلسفة اللذة
- مابعد الانسان والحاضرية الوجودية الشاملة
- الماهية والوجود والفلسفة الحاضرية الوجودية الشاملة


المزيد.....




- الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا ...
- الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي ...
- -تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار ...
- مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني ...
- تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة ...
- “Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة ...
- اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن ...
- والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - طبيب امراض تناسلية(قصة سريالية)