كُباية ليمون

كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:15
المحور: كتابات ساخرة
    

احتارت الدول العريقة والصديقة والجديدة وكذلك احتار القادة النوابغ والساسة اللوامع واهل الفكر واهل الفن واهل الطبلة واهل والمزمار واهل التكنقراط واهل ( الدهينة*** ) ايضا .......... الى وصفة علاج للعراق تكون شافية عافية لمرضه وعلته واعتلاله ورقوده على فراش المرض .
فكان منهم من يضرب اخماس باسداس واخر يبحث عن ثالثة الاثافي وواحد يقدم له الفرس والترس واخر يهديه الى العترة الطاهرة واخر الى الحيلة واخر الى التقية واخر سكت واخر فرح واخر ترح واخر اعتزل .
والعراق مايزال ينوء تحت حمل مرضه واعتلال صحته ونزيف دمه .
فرفع فريق منهم يمينه ورفع اخر يساره ورفع اخر ( القنادر *) ورفع اخر العار والشنار .
ومع هذه المحاولات بقيّ العراق على حاله ممدا على فراش مرضه واعتلاله .
فعظم الامر على اولاده وبناته فحملوا الرايات في الشوارع والازقة ولطمو الصدور وشكوا الرؤوس وقسما اخر تمايل مع اصوات الدفوف وحماسة الاناشيد وصليل السيوف ووقع ( الدرباشة ) **
ولم تنفع ايضا .
وجاءوا بحاكم وطوحوا باخر . والعراق الجميل اليتيم على فراش المرض ممددا .
لم ينفعه ............... لا الفَرَس ولا الترس ولاالعترة الطاهرة ولاالعروة الوثقى ولا اية الكرسي .
ولاالبخور ولا الحرمل .
ولانظرية النشوء والارتقاء ولا مبادئ الثورة الفرنسية ولامبادئ الثورة العربية .
ولا تروتسكي ولامحمد عبدة ولا محمد طبرة ولا جاسم يعقوب هداف العرب .
والقضية بسيطة والعلاج بمتناول اليد . فالعراق يحتاج فقط الى ( كُبّاية ليمون ) وابوكم الله يرحمه .
وسوف يشفى ويتعافى .
وكباية الليمون هذه بوصفها علاجا شافيا كافيا لكل العلل والامراض جاء اكتشافها في عهد المرحوم وزعيم العروبة جمال عبدالناصر فاصدر بذلك مرسوما جمهوريا عربيا شاملا بايصال تلك الفكرة من خلال الفن . واذا راجعتم معي افلام الحقبة الناصرية فستجدون دائما حينما يمرض البطل او البطلة او حينما يشعر احدهما بالخمول او الضجر او التراخي اوالفساد او المرض . حتى ينادي واحدا من شلة ( البطل / البطلة ) .. هاتوا ( كوباية ليمون ) .
وبعد لحظات من ارتشاف تلك ( الكوباية ) . ينهض البطل/البطلة . فاذا كان مغنيا كعبدالحليم حافظ نراه يرقص ويقفز ويطير بين الاشجار . واذا كان فتوة كفريد شوقي فانه يعترض الابطال في الطريق ( وهبة هبة ) .
حتى يقضي على اخرهم .
ولهذه الاسباب وغيرها فلا مناص للعراق لكي يشفى وينهض من فراش المرض والاعتلال الا ( بكوباية ليمون ) وسوف
تبعد عنه شر اللجان والاخوة من الانس والجان . ويشفى العراق ويعود كما كان ويسجل في مرمى قطر خمسة اهداف نظيفة ...............

هامش لغير العراقيين
***معجنات عراقية تشتهر فيها مدينة النجف
*الاحذية
**طريقة صوفية

#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات