أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - لِمَ الاستغراب من خطاب نتنياهو؟ وماذا يعني الرئيس بوتين أن المنطقة ذاهبة للتصعيد؟















المزيد.....

لِمَ الاستغراب من خطاب نتنياهو؟ وماذا يعني الرئيس بوتين أن المنطقة ذاهبة للتصعيد؟


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8050 - 2024 / 7 / 26 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضجّة إعلامية كبيرة رافقت خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي يوم الأربعاء 24 تموز / يوليو 2024 . تعددت الآراء والتحليلات العربية والإقليمية والدولية، وحتى الأمريكية..
خطاب نتنياهو في الكونغرس الأمريكي يشبه كل خطاباته الثلاث السابقة أمام المشرّعين الأمريكان، مع اختلاف الظرف فقط الذي تمرُّ به إسرائيل والمنطقة، والمواضيع أو العناوين الساخنة المطروحة..
فاليوم هناك حربا في غزة ما زالت مُستمرة منذ السابع من تشرين أول / أكتوبر 2023 وكانت لها مضاعفاتها على كل المنطقة، وهذا كان سبب هذا الاهتمام العربي والعالمي بخطاب نتنياهو، الذي كان العالم ينتظر منهُ قرارا بوقف إطلاق النار، وصفقة الأسرى، وهذا لم يحصل..
أما حقيقة الأمر فنتنياهو هو نتنياهو بالأمس واليوم.. وموقف الولايات المتحدة الداعم بقوة لإسرائيل هو ذاتهُ بالأمس واليوم، وإن اختلفت بعض وجهات النظر إزاء بعض المسائل فيما يتعلق بالحرب في غزّة اليوم والتعامُل مع المدنيين.. ولكن كل الإدارات الأمريكية سواء الديمقراطية أم الجمهورية هي داعمة بقوة لإسرائيل..
هل سمعتم رئيس أمريكي ديمقراطي أم جمهوري لم يؤكِّد دوما أنه مُلتزم بأمن إسرائيل وحمايتها والدفاع عنها وتزويدها بأحدث الأسلحة، حتى لو كانت هناك اختلافات ببعض وجهات النظر؟.
**
نتنياهو تحدّث بذات العنجهية المألوفة عنه في الكونغرس الأمريكي، وأفضل تعبيرٍ عن ذلك جاء على لسان صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في نفس اليوم، حينما ذكرت أن بنيامين نتنياهو تحدّث وكأنهُ يُلقي خطاب حالة الاتحاد، الذي عادةً ما يُلقيه الرئيس الأمريكي كل عام في جلسة مجلسي النواب والشيوخ.
نتنياهو معروف عنهُ أنه شخص انتهازي جدا ويسير حيث تقتضي مصالحهُ الشخصية. فحينما يرى الحرب تخدم مصلحتهُ يسير نحو الحرب، وحينما يشعر أن التهدئة تخدم مصلحتهُ يسير نحو التهدئة.
استمرار الحرب في غزة اليوم يخدم مصلحتهُ، إذ سمحت له الحرب بتجنُّب إجراء انتخابات برلمانية ربّما كان سيخسرها في هذه الظروف، وأعطتهُ الأمل في الإفلات من المحاكمة بتُهمٍ سابقة ولاحقة. وجعلتهُ يُفاخر أمام حزبهِ ومؤيديهِ أنه دمّر قطاع غزة، وشرّد نحو مليون ونصف مليون فلسطيني وقتل حوالي أربعين ألفا، عدا عن حوالي تسعين ألف مُصاب..
هذا ما يُفاخر به نتنياهو، بهذه الجرائم غير المسبوقة في تاريخ العالم وبأحدث التقنيات والأسلحة العسكرية. وهذا يزيدُ من شعبيته لدى أقصى اليمين الإسرائيلي.
**
أما موقف نتنياهو من الحل في فلسطين فقد أكّدهُ منذ استلامه للسلطة في خطابهِ في حزيران 2009 في جامعة (بار إيلان) أو ما يُعرفُ بِوكرِ الأفاعي، التي يتبع لها مركز بيغن ــ السادات للدراسات الإستراتيجية والذي يعتمد عليه المتطرفون الإسرائيليون، واليمين الإسرائيلي في رسمِ سياساتهم. فهذا المركز هو المُنظِّر لهم..
ورؤية نتنياهو للحل لخّصها منذئذٍ بما يلي:
يتوطّن اللاجئون خارج فلسطين، والقدس عاصمة أبدية، وإسرائيل دولة يهودية وعليهم الاعتراف بها، ويسمح بكيان فلسطيني(يُسمِّيه دولة) منزوع السلاح، فلا جيشا، ولا سيادة على الأجواء، ولا أحلافا أو اتفاقات عسكرية لهذا الكيان المولود، وممنوع دخول الأسلحة إليه، ويخضع لمراقبة إسرائيلية وثيقة، وحتى لا إزالة للمستوطنات..
هذه هي رؤية نتنياهو.. ولذلك لِمَ الاستغراب من خطابهِ الأخير أمام الكونغرس حينما تجاهل الحديث عن أي حل للقضية الفلسطينية؟.
**
نتنياهو كان صريحا حينما تحدّث عن (الأصدقاء العرب) والشركاء في المنطقة وكأنهم مع إسرائيل وأمريكا حِلفا واحدا ضد محور المقاومة وأنهم شركاء جميعا في الانتصار في غزة، وعن تحويل الاتفاقات الإبراهيمية إلى تحالف إبراهيمي، مما يعني إحياء فكرة الناتو العربي. وربما هو لا يتحدّث من فراغ. فلعلّ الكثير يتذكرون تصريح ولي عهد مملكة البحرين (العظمى) في لقاء "حوار المنامة" في 18 تشرين ثاني 2023 حينما وصف عملية طوفان الأقصى بـ (البربرية)..
وعودة لِما كتبهَ الصحفي البريطاني الشهير ديفيد هيرست في موقع هافنغتون بوست في 21 تموز / يوليو 2014 خلال العدوان الإسرائيلي على غزة وقتها، حينما قال:
هناك أطراف لها مصلحة بإنهاء حُكم حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأشار إلى الولايات المتحدة وعدة دول عربية فاعلة في المنطقة بالإسم.. والمقال على غوغل..
**
ومن ناحيةٍ أخرى فإن تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقبالهِ الرئيس بشار الأسد في موسكو يوم الأربعاء 24 تموز / يوليو، في نفس يوم خطاب نتنياهو في الكونغرس، من أن (هناك، للأسف، اتِّجاه نحو التصعيد في المنطقة وهذا ينطبق أيضا على سورية بشكل مباشر) فهذا التصريح ليس من فراغ..
فالرئيس بوتين رئيس دولة عُظمى ولاعب أساس على كل الساحات الدولية، ويعرف ماذا يُطبَخ في دوائر صُنع القرار الأمريكية، والإسرائيلية..
فهل هذا التصعيد الذي أشار إليه الرئيس بوتين سيكون باتجاه لبنان وسورية وإيران أم غير ذلك؟.
بطبيعة الحال إنْ حصل تصعيد إسرائيلي باتجاه لبنان وسورية فهذا قد يدفع إيران للتدخل المباشر، وإن تدخلت إيران فقد تتدخل أمريكا بشكل مباشر.. وهذا ربما يجرُّ روسيا للتدخل فلها جيش وقواعد في سورية، وقد يجرُّ الصين للتدخل.. هكذا يمكن أن نتصور السيناريو السيء الذي لا نريده، في حال ذهبت الأمور في المنطقة نحو التصعيد وشملَ ذلك سورية.
**
إذا المنطقة ليست ذاهبة للاستقرار كما سبقَ وصرّح وزير خارجية إيران الراحل (حسين أمر عبد اللهيان) خلال زيارتهِ لبيروت ودمشق يومي 10 و 11 شباط 2024، وصرّح في بيروت قائلا: (الانطباع حاليا يشير إلى أن المنطقة تسير نحو الاستقرار والأمن والتوصل إلى الحل السياسي ونهاية الحرب في غزّة، ما يعني نهاية عمل نتنياهو وحكومته) . وحقيقةً استغربتُ وقتها ذاك التصريح، وكتبتُ مقالا حول ذلك في صحيفة رأي اليوم اللندنية، وصحيفة الحوار المتمدن، ومما جاء فيه:
(إنها أمنيةُ كافة شعوب المنطقة، أن تسير المنطقة نحو الاستقرار والأمن والتوصل إلى حل سياسي في غزة وفلسطين وأن تستجيب إسرائيل لصوت العقل وتقتنع أن الحرب ليست الخيار الصحيح لحل مشاكل المنطقة، وإنما الحل هو بالتوجُّه نحو السلام، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بعد أن تنسحب إسرائيل من كافة الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 بما فيها الجولان السوري، وتعترف بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 ، ولكن متى كان في إسرائيل صوتٌ للعقل؟ كل ذلك ليس بوارد تفكير نتنياهو، ولا قادةُ أحزاب إسرائيل، حتى غير المُصنّفة متطرفة. فجميعهم يريدون فرض الاستسلام على الفلسطينيين والعرب، تحت عنوان السلام، والخرافات التوراتية.
والمشكلة ليست مشكلة غزة فقط، بل غزّة هي جزءا من المشكلة الأساس وهي القضية الفلسطينية، وهذه ليست مشكلة دينية أو فقط مَحض إنسانية، إنها قبل كل شيء مشكلة سياسية، وحقوق سياسية، حتى وإن كان الصهاينة قد سيّسوا وأدلَجوا وصَهينوا الديانة اليهودية، واعتبروا المشكلة دينية وتوراتية. وحتى لو افترضنا جدلا أن السلطة الفلسطينية توصّلت مع إسرائيل إلى حلٍّ ما، فما هو مصير الجولان؟ وما هو مصير التواجد والاحتلال الأمريكي العسكري في العراق وسورية، فضلا عن الاحتلال التركي؟).
إذا هذا كان مقطعا مما كتبتهُ في مقالي حينها، وها هو الزمن يُثبِت ذلك..
**
وأخيرا وقبل أن نسأل ماذا يريد نتنياهو، علينا حقيقة أن نسال ماذا يريد العرب؟.
نتنياهو واضح وصريح ومعروف ماذا يريد، ولكن هل العرب هُم كذلك؟.



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطر قرار إسرائيلي منذ قيام إسرائيل
- تركيا التائهة بين الشرق والغرب والمعتدية على سورية
- الناتو في ذكراه ال 75 يُدشِّن بداية حرب بارد/ ساخنة جديدة
- ما سِرُّ اندفاعة أردوغان للمصالحَة مع دمشق؟
- هل التحذير من حرب عالمية ثالثة هو في مكانهِ أم مُبالغٌ فيه؟
- هل ستتغير سياسات الاتحاد الأوروبي بعد انتخابات البرلمان الأو ...
- تعيين سفير سعودي في سورية
- المِزاج الأوروبي يتغير إزاء فلسطين فهل سيتغير المزاج الأمريك ...
- قمّة المنامة مع ذكرى النكبة واستمرار مسلسل العجز العربي
- معاداة السامية أم معاداة الجرائم الإسرائيلية؟
- الحلقة السادسة والأخيرة من موضوع الحصانة الدبلوماسية بعنوان: ...
- الحلقة الخامسة من موضوع الحصانة الدبلوماسية بعنوان: مصادر ال ...
- الحلقة الرابعة من موضوع الحصانة الدبلوماسية بعنوان: الدبلوما ...
- الحلقة الثالثة من موضوع الحصانة الدبلوماسية بعنوان: تعريف ال ...
- الحلقة الثانية من موضوع الحصانة الدبلوماسية بعنوان: مفهوم ال ...
- الحصانة الدبلوماسية وامتيازاتها بالقانون الدولي (الحلقة الأو ...
- جريمة كروكوس.. إلى متى هذا الإجرام باسم الإسلام ومتى ستنعقد ...
- عالَمُ اليوم ضحيةُ اتفاقية عمرها 79 عاما
- هل هذا هو الوقت المناسب للخلاف بين فتح وحماس؟
- لماذا هناك من يُركِّزون على ما يُفرِّق في التاريخ الإسلامي و ...


المزيد.....




- الاستعدادت تكتمل لافتتاح أولمبياد باريس 2024 وتكهنات حول أدا ...
- إدراج مدينة أم الجمال بالأردن ضمن لائحة التراث العالمي
- حصريا.. استطلاع لـCNN: كامالا هاريس لن تواجه عقبات في الظهور ...
- بريكس.. التبادلات التجارية تتضاعف
- مكتب التحقيقات الفيدرالي يسعى لأخذ إفادة ترامب كجزء من التحق ...
- بيلاروسيا تبث مقطع فيديو لمواطن ألماني محكوم بالإعدام
- برنامجا ذكاء اصطناعي يحلان مسائل في الأولمبياد الدولي للرياض ...
- سيناتور أمريكي يكشف عن -خطأ فادح- ارتكبه أحد عناصر الأمن قبي ...
- مخاوف بشأن مشكلة تهدد أداء الرياضيين خلال دورة الألعاب الأول ...
- روسيا.. بدء التحقيق مع النائب السابق لوزير الدفاع في قضايا ف ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - لِمَ الاستغراب من خطاب نتنياهو؟ وماذا يعني الرئيس بوتين أن المنطقة ذاهبة للتصعيد؟