|
تراجع الاحزاب السياسية فى مصر وازدياد فى حركة الاحتجاج غير المنظم
محمد منير
الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:47
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
تشهد الساحة السياسية فى مصر شتاءً بارداً محاطاً بالركود والتهديدات بالانهيار لمعظم التشكيلات السياسية . فى الوقت الذى فيه يدفع الاخوان المسلمين ثمن صعودهم واستعراض القوة الذى قام به شباب الاخوان فى جامعة الازهر ، يعانى حزب التجمع اليسارى الرسمى (المناهض الرئيسى لحركة الاخوان ) من شبح الانقسام خلال لجنته المركزية القادمة والمزمع عقدها 21 ديسمبر الجارى وهو الاجتماع المخصص مسبقاً لمتابعة توصيات اللحنة المركزية الاخيرة والتى انعقدت منذ اكثر من عام وهى التوصيات بمهام لقيادة الحزب للخروج من ازمته والتى انتهت بهزيمة منكرة فى انتخابات مجلس الشعب الاخيرة وابرز هذه المهام اجراء حوار حول القضايا الخلافية فى الحزب وخاصة فيما يتعلق من الموقف من الحكم والموقف من الاخوان المسلمين وقوى اليسار خارج حزب التجمع واعادة النظر فى وضع جريدة الاهالى الناطقة بلسان الحزب ووضع سياسة تضمن التزام الجريدة بالتعبير عن سياسة الحزب ، وإعادة الاتصال بأعضاء الحزب المنسحبين لاستئناف نشاطهم ، والقيام بحملات توعية لأعضاء الحزب . وبعد أكثر من عام جاء التقرير الممهد للجنة المركزية القادمة ليؤكد عدم انجاز أى من هذه المهمام ، وأن الانجاز الوحيد هو ازدياد دراية قيادة الحزب بأزماته ، ولم يشر التقرير الى تغيير رئيس تحرير جريدة الاهالى وهو التغيير الذى اعتبره البعض صمام الامان الذى ابتكرته قياده الحزب لتمرير اللجنة المركزية المقبلة دون ازمات . توقع البعض أن استمرار الحال على ما هو عليه يمكن أن يؤدى الى انشقاق داخل حزب التجمع أو انقلاب على قيادته وهو الاحتمال الذى نفاه بشده عبد الغفار شكر القيادى البارز فى حزب التجمع واحد اقطاب المطالبين بالتغيير فيه ،ونفى شكر لاحتمال التغيير لا ينبع من رفضه للفكره وانما من اقراره بواقع مفاده أن تاريخ حزب التجمع شهد ازمات اكثر من هذه الازمة ولم تنتهى أى منها بانقلاب على القيادة وخاصة وأن هذه القيادة منتخبة من المؤتمر العام الذى تستلزم دعوته للأنعقاد موافقة اللجنة المركزية للحزب والبالغ عددها 250 عضواً يسيطر على الغالبية منهم القيادة الحالية للحزب . ويتوقع شكر أن هذا الوضع لن يؤدى إلا الى مزيد من الضعف والتدهور داخل الحزب ، كما انه فى ذات الوقت ينفى شكر امكانية ظهور تشكيلات يسارية جديدة كبديل للحزب القائم وهنا ايضا لا ينبع نفيه من رفض للفكرة وانما عن قناعة بعمومية الازمة التى ارجعها لتدهور الواقع السياسى فى مصر بحيث اصبح المجتمع المصرى على حد تعبيره مجتمعاً منزوع السياسة ، وفى هذا الاطار يفسر حالة المد فى الحركات السياسية الاسلامية وعلى رأسها الاخوان المسلمين بأن مرجعها خلط العمل السياسى بالمشاعر الدينية ، وحالة الضعف والتراجع الجماهيرى لليسار المصرى ، واشار الى انه حتى هذه الاتجاهات الاسلامية مهددة بالانهيار لتوقعه حملة امنية شديدة عليها واضاف الى ان الحركات الاحتجاجية غير محددة الايديلوجية مثل كفاية رغم اتسامها بالشجاعة إلا انها تعانى من حصاراً امنياً كبيراً يقلص من تأثيرها فى المجتمع ، ويرى شكر أن تجاوز هذه الازمة مرتبط بوجود مناخ ديمقراطى حقيقى وهو أمر غير متوفر حتى الان . وفى الوقت نفسه اعلن جورج اسحق المنسق العام لحركة كفاية ان العام المقبل سوف يشهد نهوضا وانتشاراً كبيرا للحركة مستنداً الى ازدياد الازمات السياسية والاقتصادية فى مصر بالقدر الذى سيؤدى الى تعاظم الحركات الاحتجاجية ، فى الوقت الذى اعلن فيه الدكتور يحى قزاز احد القيادات البارزة فى كفاية مع مجموعة من الحركة انسحابهم من الحركة وذلك بسبب ما اسماه بحركة الانفصال بين اهداف البيان التأسيسى وسير الحركة فى الشارع الان ، ووصف قزاز الحركة بالانفصال وعدم التواصل مع هموم رجل الشارع بالاضافة الى تهميشها المواجهة مع العدو الصهيونى والامريكى ، كما استنكر اعتبار البعض من كفاية المشكلة اللبنانية شأناً داخلياً لا علاقة لحركة كفاية به واستنكر قزاز ايضاً استمرار المنسق العام بالتحدث وتحديد مواقف بأسم الحركة دون الرجوع الى اعضاءها وهو ما يعد سلوكاً غير ديموقراطياً وكان اخره الموقف من الحجاب . بينما اشار هانى عنان القيادى فى كفاية واحد ابرز الممولين للحركة بأن الموقف من الحجاب كشف عن وجود اتجاهات فى المجتمع المصرى اكثر تشدداً من الاخوان المسلمين ويجب مواجهته ، بينما رفض فكرة وجود انشقاق فى كفاية مؤكداً أن كفاية مجرد حركة احتجاجية وليست حزباً يمكن أن ينشق . فى الوقت ذاته مازال اعضاء جماعة الاخوان المسلمين يدفعون ثمن استعراض القوة الذى قام به البعض من شباب الاخوان فى جماعة الازهر عندما قاموا بأستعراض قتالى بملابس تشابه ملابس المقاومة الاسلامية فى الارض المحتلة احتجاجاً على فصل زملاء لهم فى الجامعة ،واصدرت نيابة امن الدوله قرارها بأستمرار حبس اكثر من مائه من الاخوان اعضاء الجماعة التى حملتها الدولة مسئولية هذا لحادث والذى ضخمته اجهزة الاعلام وشارك فى تضخيمه بعض الاتجاهات المختلفة مع الاخوان ، بينما رفضت بعض الاتجاهات السياسية رد الفعل الحكومى العنيف تجاه شباب الاخوان واعتبروا ان ما قام به الاخوان داخل الجامعة انما هو رد فعل طبيعى للاضطهاد الواقع على الطلاب وسد الطريق امامهم للتعبير عن انفسهم من خلال القنوات الشرعية . وفى ضفة بعيدة تقف بقية الاحزاب السياسية الاخرى مثل الوفد والاحرار وغيرها تدثر برداء الستر بعيدة عن الاختبار والمشاكل . وفى المقابل فأن المشهد فى المجتمع المصرى يشير الى قدوم صيف ساخن ملئ بالاحداث وخاصة بعد تفجر العديد من الاحداث الدالة على ارتفاع حركة الاحتجاج غير المنظمة والفوضى الناجمة عن التدهور الاقتصادى ومنها ازدياد حوادث القتل والنهب واغتصاب الاطفال وقتلهم وتعاظم اعداد اطفال الشوارع والتحرش بالاضافة الى حركات الاحتجاج المهنية البعيدة عن التأثيرات الايدولوجية السياسية مثل حركة القضاه وحركة عمال المحلة .
#محمد_منير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وماذا بعد ؟
-
عائلة - باسيلى - تبيع صحة المصريين فى الاسواق العالمية
-
تحذير من طلعت حرب للمصريين .... إما التغيير أو الفوضى
-
شبح الانقسام والحراسة يخيم على نقابة الصحفيين المصريين
-
فلتكن نقابة للصحفيين (2)...- كفاية دورتين
-
فلتكن نقابة للصحفيين
-
أنا فى عرضك يا كبير
-
الصحفيون المصريون ما بين - فسادومتر - رجال الاعمال وحقوق الم
...
-
مات القديس... مات الهلالى
-
حضور ممثلى الحكومة احتفالات التجمع ، وغياب العناصر المعارضة
...
-
جلسات اللجنة المركزية للتجمع اليسارى فى مصر .. ظاهرة ديمقراط
...
-
فى مصر .. - حالة حوار - بين قبضايات الصحافة وازكياءها
-
من المستفيد من تقويض حرية الصحافة فى مصر .. ومن الخاسر ؟
-
متاهات
-
حماية الدولة للاحتكار وراء كارثة الطيور فى مصر
-
كحلي أورادك
-
ايام اشتراكية فى القاهرة
-
الأرض
-
إني أتنفس شعراً
-
وما نيل المطالب بلعن الاخوان ... ولكن تؤخذ الدنيا كفاحا القض
...
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|