أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - محمود عباس.. عندما تكون اللغة مفارقة














المزيد.....

محمود عباس.. عندما تكون اللغة مفارقة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8050 - 2024 / 7 / 26 - 06:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


قد يبدو مقبولا للبعض أن يرسل الرئيس محمود عباس رسالة للرئيس السابق والمرشح من الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، للاطمئنان على سلامته بعد محاولة اغتياله الفاشلة، يستهلها بتعبير صاحب السعادة، هذه الرسالة التي كشف عنها ترامب أثارت غضب واستهجان الكثير من الفلسطينيين، الذين اعتبروها إهانة لمحمود عباس نفسه وللشعب الفلسطيني من صاحب صفعة القرن لا السعادة، الذي كان رئيسا فظا متعال اتخذ خطوات ملموسة على طريق تصفية القضية الفلسطينية من خلال تماهيه في المشروع الصهيوني الذي ينكر بعض أطرافة وجود شعب فلسطيني ابتداء..
المفارقة أن رسالة محمود عباس التي تعبر عن قلق رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية على حياة ترامب، وهو الذي لا تهمه حياة كل الفلسطينيين، وكأن محمود عباس لم يسمع أو يقٍرأ أو يشاهد مناظرة دونالد ترامب مع الرئيس جو بايدن، قبل أن ينافق ترامب , ويحاطبه قائلا: "لقد تلقيت بقلق بالغ الأنباء، وشاهدت لاحقا لقطات لمحاولة اغتيالك".
قلق الرئيس محمود عباس على حياة ترامب صاحب السعادة، تأتي بعد المناظرة التي كشف فيها ترامب عن موقف شديد العداء لأهل غزة الذين كانوا يواجهون حرب إبادة موصوفة، وفق تكييف مؤسسات الأمم المتحدة الحقوقية ومحكمة العدل الدولية ، وهنا من المهم التذكير بموقف ترامب من تلك الحرب التي ينفذها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي لوجستي واستخباراتي وبالسلاح والحماية الدبلوماسية في الأمم المتحدة، وصلت إلى أن مدعي عام محكمة الجنايات الدولية يطلب من قضاة المحكمة إصدار مذكرة قبض في حق رئيس وزراء الكيان الصهيوني ووزير حربه. عندما اتهم الرئيس بايدن الشريك في المحرقة، بأنه منع نتنياهو من مواصلة تلك الحرب التي دمرت غزة وشردت أهلها وقتلت 40 ألف تقريبا. وفقد فيها 10 آلاف تحت الأنقاض وتعرض اكثر من 80 ألف لمختلف الإصابات، إضافة إلى ممارسة الحصار وحرب التجويع مع سبق الإصرار.
إن ترامب في المناظرة في موقفه من غزة يقف على يمين بايدن الشريك في الحرب، ومع ذلك لا يجد ترامب ذلك كافيا، ودون أي وازع أخلاقي أو إنساني يتهم بايدن خلال المناظرة التي جرت بينهما الشهر الماضي بأنه فلسطيني كنوع من التحقير ، وأنه منع نتنياهو من مواصلة حربه على أهل غزة التي جرمها العالم.
ولا شك أن هذه اللغة الفظة وذلك الاستعداد العدائي للفلسطينيين لدى ترامب في حال عودته للبيت الأبيض لن تكون في مصلحة أي طرف فلسطيني وبالتأكيد ليست في صالح القضية الفلسطينية التي هي الأهم، ومع كل ذلك، يعبر محمود عباس عن قلقة في رسالة متهافتة لا تليق بصمود وكرامة الشعب الفلسطيني.
وكأني بالرئيس عباس ينتظر عودة ترامب للبيت الأبيض، وأنه نسي مواقف إلغائه حد النفي للشعب الفلسطيني وقضيته، عندما حاول فرض ما سماها صفقة القرن على السلطة، واعتبار القدس الموحدة حقا دائما للكيان الصهيوني، واعتبار المستوطنات أمرا مشروعا، على النقيض من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية. فيما اختزل مشروع الدولة الفلسطينية في كانتونات مجزأة لا اتصال بينها، ودون سيادة ومنزوعة السلاح. إضافة إلى وقوفه ضد محاولات اعتراف المؤسسات الدولية بفلسطين كدولة أسوة بشعوب عديدة نالت هذا الحق.
ويبقى كل ذلك في كفة ومقاربات الرئيس عباس حول العنف وحل ما سماها بالنزاعات في كفة أخرى. وهنا يبدو أن المشكلة ذهنية لدى الرئيس عباس كان لا بجب أن يسقط فيها وهو الأكاديمي، في إسقاط مجافي للواقع وللحقائق وللتجربة الإنسانية، عندما قال في رسالته إن الأفعال الشنيعة المتمثلة في محاولات الاغتيال أو الاغتيالات الناجحة هي أفعال ضعف وعدم فهم للتدابير السلمية لحل النزاعات. هذا الإسقاط والإيحاء من قبل عباس من شأنه أن يبعث رسالة خاطئة، لكل المتربصين بالشعب الفلسطيني، كون ما قاله عباس ريما يوحي للبعض أننا لا نخوض صراعا وجوديا مع الكيان الصهيوني وإنما هو نزاع يمكن حله وفق رسالة عباس، في حين أن صراعنا مع العدو الصهيوني هو في كون وجوده وجود احتلالي كولنيالي، وليس نزاعا .
لكن للأسف مقاربة محمود عباس المجافية إلى ترامب قد يفهم منها أنه يرى أن الوجود الكولنيالي الصهيوني هو نزاع. يمكن حله حتى بـ" بوس اللحى"، وفق هذه الذهنية التي تعتبر أن حل الخلافات يجب أن يكون من خلال التواصل مع حرية التعبير".
ليكون السؤال ماذا حقق محمود عباس من خلال تواصله مع العدو طوال 3 عقود، شهدت ضياع مزيد من الأرض حتى أنه موضوعيا، لم تعد هناك من أرض متواصلة يمكن أن تقام عليها الدولة الفلسطينية. وفي ظني أن المشكلة هي في خيارات منظمة التحرير المختطفة منذ أوسلو، من أن المفاوضات يمكن أن تنتزع لها دولة ، وهو ما ثبت فشله بامتياز، في حين أن التجربة تقول أن الحقوق في ظل الاحتلال تنتزع بالقوة، بمختلف أشكالها، ولا تستجدى.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة.. النقد في مواجهة تصنيم الوقائع والوسائل والأدوات
- هل ينجح اتفاق بكين في إحباط مشاريع الوصاية؟
- عندما يزعم الفاشي بتسلئيل سموترتش أنه ديمقراطي..!
- رأي محكمة العدل الدولية.. وخرافة نتنياهو عن -أرض الآباء-*
- أمام وعيد ترامب.. هل تتجاوز حماس وفتح الخيبات السابقة?
- انفجار فقاعة الحريديم.. وهشاشة الكيان الصهيوني
- حماس وشبح ترامب ونهاية فترة استثمار الوقت
- نتنياهو.. مجازر.. تجويع.. مرواغة بانتظار ترامب
- المصالحة التركية السورية..بين إرادتي الطرفين وألغام المتضرري ...
- درس اليسار الفرنسي.. ودور اليسار الفلسطيني
- توافق حمساوي- إسرائيلي على إطار الصفقة.. ولكن!
- الضفة.. كانت وما زالت هي المستهدفة
- انفجار فقاعة الحريديم لن تكون آخر متاعب نتنياهو
- اليوم التالي.. وفخ الوصايةالأجنبية
- طوفان حماس.. مقاربات مفصولة عن الواقغ
- طوفان الأقصى.. قراءة مشاكسة
- لتطويق تقرير نافي بيلاي.. حتى لا يوصم النضال الفلسطيني بالإر ...
- ضحايا محرقة عزة.. كثمن لوقف الحرب وليس التحرير!
- الاجتماع العسكري العربي الصهيوني في المنامة.. أي دور؟
- طوفان الأقصى.. بين كونه - تابو- ، وحق النقد


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - محمود عباس.. عندما تكون اللغة مفارقة