ردا على مقال:
الهامى الميرغنى" حقيقة التغيير الذى نريده "
عزيزى الهامى , قرأت بالمصادفة مقالكم عن حقيقة التغيير الذى نريده و فجعت من نغمة الاحباط من كل التيارات السياسية الموجودة فى مصر و اننى هنا لست فى موقف الدفاع عنها جميعا و لكننى فقط اردت ان اعبر عن موقف حزبى الذى اتشرف بالانتماء اليه و هو الحزب الشيوعى المصرى الذى وصفته فى مقالكم بانه " احدى الحلقات الضعيفة و المتناثرة " و هى الحلقة الوحيدة الباقية و اود هنا ان اوضح ان حزبنا الذى تواصل نضاله الاشتراكى منذ بداية القرن العشرين ضاربا جذوره العميقة عبر التاريخ الحديث للوطن عاملا بين صفوف الجماهير و العمالية المصرية مدافعا و بثبات عن حرية الوطن و تحرير المواطن من الظلم و القهر و الاحتلال و الاستغلال و احيطك علما رغم انى اعرف تماما انك قرأت ادبيتنا و برنامجنا ان حزبنا هو حزب الطبقة العاملة حزب الجماهير المصرية الكادحة من عمال و فلاحين و موظفين و مثقفين ثوريين منتشرين فى ربوع الوطن كله من خلال خلاياه و اقسامه المنظمة و المتماسكة رغم كل الظروف التى مرت به مستلهما تراثه الكفاحى السياسى و الطبقى .
و يتخذ حزبنا من الماركسية اللينينية الاساس النظرى لفكره و سياساته و نضاله و يلتزم بمبادئها و قوانينها العامة مراعيا الخصائص الوطنية و القومية و القسمات المميزة للواقع المصرى , محترما التقاليد التاريخية الايجابية لشعبنا و وطننا مدركا الحاجات الموضوعية للمرحلة الراهنة و افاق تطورها .
و يناضل الحزب من اجل انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية للخروج بمصر من مرحلة التبعية و التخلف الاقتصادى و الاجتماعى و الثقافى و احتكار الرأسمالية الكبيرة التابعة للفئات الطفيلية للسلطة و الثورة الى مجتمع الديمقراطية و الحرية و العدل الاجتماعى و ليقف بمصر على اعتاب التحول الاشتراكى و يحرص الحزب على ان يضم فى صفوفه كل ابناء مصر المؤمنين بالمثل الاعلى الاشتراكى و بقيادة الطبقة العاملة المصرية و حلفائها.
و يرى الحزب الشيوعى المصرى ان الدين فى جوهره دعوة لتغيير العالم الى الافضل و اشاعة العدل و المساواة و تعبيرا عن شوق الانسان للخلاص من كل المظالم , و تطلعه للمساواة الحقة و الكرامة و الحرية و السعادة . و الدين مكون اساسى من مكونات الوجدان الوطنى و الوعى الاجتماعى على مر التاريخ , يمكنه ان يدفع بنزعات الاحتجاج على الظلم الاجتماعى و الطغيان لتصبح اساسا محتملا لتحرك طبقى ناهض , و يؤمن الحزب ان الفهم الصحيح للدين يعده قوة خلاقة تحث على حرية الانسان و سعادته و حرية المواطنين فى الاعتقاد و رفض اى تمييز بينهم بسبب الدين .
وقد شارك شيوخ الازهر و القسس المصريون فى تاريخنا الحديث فى قياده الشعب المصرى لمواجهة الاحتلال و الدفاع عن مصالح الجماهير - بينما اختار اخرون ان يستخدموا الدين عكس حقيقته - سلاحا لخدمة الاحتلال الاجنبى و القوة الرجعية و ضد التقدم و التحرر و كأداة فكرية لخدمة الحكام و كبار الملاك فى الصراع ضد الشعب و دفاعنا عن الجوهر الحقيقى للاديان و الوجه الانسانى و الشعبى للدين , هى جزء من الصراع الفكرى المحتدم فى بلادنا فى الوطن العربى كله و يبقى على الدوام الشعار المصرى العتيد ( الدين لله و الوطن للجميع ) .
ان الطبقة العاملة المصرية و حزبها الشيوعى هما المنوط بهما مسؤلية القيام بدور الطليعة فى هذه المعركة لكن حجم و طبيعة هذا الدور و مدى فاعليته يتوقف بالضرورة على عوامل عدة اهمها : 1- الارتباط بمجمل الحركة الوطنية و التقدمية و الديمقراطية و العمل النضالى المستمر فى صفوفها .
2- حشد كل القوى الراغبة فى تحقيق تغيير جذرى و الانطلاق بمصر بعيدا عن سياسات التبعية و التخلف و الطفيلية و القمع ( حركة تغيير حقيقية ) .
ان الدور الطليعى لاى حزب يتأكد ليس فقط من خلال الشعارات و انما بالممارسة العملية و بمدى الجهد الذى يقوم به فى خدمة الجماهير و الدفاع عن مصالحها اليومية , و مدى قدرته على ان يكتشف معها لدى كل منعطف للموقف الصحيح و ان يمارسه ممارسة واقعية و صحيحة فان الجماهير هى منبع القوة و الفعل فى حركة التاريخ . و يستحيل انجاز مهامنا الثورية فى غيبة الجماهير او نيابة عنها لذلك يسعى الحزب و بدأب لكى يضم فى صفوفه العناصر الاكثر وعيا و اخلاصا و قدرة على العمل مع الجماهير و قيادتها خدمة لاهداف الثورة و التقدم الاجتماعى رافضا كل اشكال العمل بمعزل عن الجماهير و كل دعاوى تكوين نخب معزولة عن الشعب .
و يعترف حزبنا بوجود شيوعيين خارج اطار الحزب نتيجة للظروف المعقدة لمسيرة العمل الشيوعى المصرى و حزبنا لا ينكر على احد شيوعيته و لا نضاليته مدركا ان الجماهير هى الحكم الاخير على الاراء و المواقف .
لكنه فى نفس الوقت يمد يده للجميع من اجل حوار مشترك يقوم على اساس من العمل الجماهيرى المشترك . فهو السبيل لتحقيق تقارب فكرى حقيقى ينبع من اليات النضال اليومى و من الاحتكام الى الجماهير و تطلعاتها و بما يحقق فى النهاية امكانية توحد الشيوعيين فى صفوف حزب شيوعى واحد .
* و الحزب الشيوعى المصرى و هو يؤكد و بشكل محدد على خصوصية طريقه لتحقيق الاشتراكية استنادا الى التراث الفكرى و الممارسات النضاليه المصرية و اذ ينسج من ذلك كله طريقا مميزا للنضال الاشتراكى المصرى و هو طريق مازال بحاجة الى جهود جبارة و ابداع فكرى و نضالى متواصل لا يغفل الموقف القومى و لا الموقف الاممى , بمعنى العمل المشترك على تحرر البلدان العربية و ارساء قواعد الديمقراطية فى ربوعها و تحقيق الوحدة العربية المستندة الى ارادة الشعوب العربية و مصالحها و التضامن مع حركة التحرر الوطنى , و مع كل القوى الوطنية و الديمقراطية و الاشتراكية و الشيوعية , و كل القوى المدافعة عن عالم يسوده السلام و الحرية و العدل و الاخاء .. عالم متخلص من الاستعمار و الاستغلال و التخلف و العنصرية و تلوث البيئة .
ارجو ان يكون هذا الرد المبسط على مقالك كافيا لان ان تغير من وجهة نظرك نحو حزبنا و اننا لسنا بحلقة ضعيفة و متناثرة كما تظن او كما يظن البعض .......
و اخيرا ... عاشت وحدة اليسار المصرى .. عاش نضال الطبقة العاملة .. عاش كفاح الشيوعيين .... يحيا الحزب الشيوعى المصرى .
ادم المصرى
عامل و باحث