أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفيق العبودي - الكذب السياسي: خطاب النيتن ياهو أمام الكونغرس نموذجا














المزيد.....

الكذب السياسي: خطاب النيتن ياهو أمام الكونغرس نموذجا


شفيق العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 8049 - 2024 / 7 / 25 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد بلغ الكذب السياسي أعلى درجاته في عصرنا بحيث تحول الكثير من السياسيين وأذرعهم الإعلامية، الكاذبين، إلى "بينوكيات" عصريّة بأنوف طويلة، كلّما ازدادوا كذبا ازدادت أنوفهم طولا. مشكلة الكاذبين اليوم في السياسة والإعلام، هؤلاء الذين تسمّيهم حنّة أرندت: كاذبو مابعد الحداثة، هو أنّ الكذب لديهم لم يعد إخفاء للحقيقة كما كان يفعل بينوكيو المسكين في رواية الإيطالي كارلو كولودي الذي صار كذبه كذبا "تقليديّا" اليوم وقد تجاوزه الزّمان، بل صار الكذب اليوم تدميرا للحقيقة وإتلافا للمعنى وتعطيلا للعقل ومنعا للتّفكير، وتحطيما للواقع رغم أنفه، فكيف يصدق النواب الأمريكيون هذا المجرم وهو يتحدث عن مظلوميته أمامهم محاولا إرتداء تنورة المتحضر التي تفوقه مقاسا، وبالمقابل التخلي عن بذلة التوحش والبربرية التي فصلها قادته العسكريون خصيا له. هول الأكاذيب والتلفيقات التي ألقاها المجرم ياهو في الكونجرس الأمريكي كادت تعصف بالبناية لهول ما سمعته، لكن عندما نكتشف أن هؤلاء شركاء في الجريمة يزداد هول الصدمة باعتبارهم مجرد ممثلين في مسرحية بئيسة التأليف والاخراج والتمثيل، فهم يعرفون أنه يكذب وهو أيضا يكذب ويعرف أنه يكذب، كما أنه يعرف أنهم يعرفون أنه يكذب ومع ذلك يصفقون لأكاذيبه دون أن يشعروا ب"الخجل" الأخلاقي الذي شعر به "بينوكيو" في الحكاية. مما يعيد طرح السؤال حول علاقة السياسة بالكذب. كيف صار الكذب لصيقا بالسياسة؟ أم ان الكذب مرتبط بشكل وثيق بالسياسة منذ بدايتها؟
لم يكذب الفيلسوف ألكسندر كويري عندما قال: “ إننا لم نكذب قط بالقدر الذي نكذبه اليوم، كما أننا لم نكذب على هذا النحو السّفيه والنّسقي والرّاسخ كما نكذب اليوم"
فجوزيف غوبلز وزير الدعاية النازي السابق له مقولة شهيرة في هذا السياق مفادها “إكذب إكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم إكذب إكذب أكثر حتى تصدق نفسك" الخطاب المهزلة يشير بما لا يدع مجالا للشك اننا نسير على خطى أحد منظري النازية الذّي قال: ” يكفي أن تكرر نفس الأكذوبة مرات عديدة وعلى نحو متواطئ لتتحول إلى حقيقة”؟ أليس هذا ما يسعى إليه ياهو المجرم؟ وذلك بتغيير واقع الإبادة الجماعية والتطهير الذي تمارسه آلة القتل والتقتيل الصهيونية فلسطين المحتلة وخصوصا بغزة.
هكذا فإن لغة السياسة تم تصميمها لجعل الكذب يبدو صادقا والقتل محترما كما قال جورج أوريل، كما أن السياسة فن الكذب وصناعة الوهم، فن التلاعب بعقول الناس، فمن الكذب يعاد صياغة الواقع ووضع المساحيق حوله.لكنّ الجديد اليوم أنّ ثقبا ما قد حدث في جدار البناء الكاذب مع الثورة المعلوماتية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي في كل أسقاع الأرض مما قلب السحر على الساحر، فواقع الارض يعلو هذه المرة على كل السرديات المراد لها ان تسود، لذلك نقول ما قاله أبراهام لينكولن
”تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت ، أو بعض الناس كل الوقت ، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت”، ببساطة لأن ”الكذبة لا تعيش حتى تصبح عجوزا” كما يقول سفولكس.



#شفيق_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قضية فلسطين قضية وطنية؟
- الغش في الامتحانات وصناعة المواطن الفاسد
- المحكمة الدولية ضمير الغرب الذي لا ضمير له
- الحراك التعليمي بالمغرب بين العفوية والتنظيم
- في الحاجة إلى تشكيل وعي نقابي كفاحي
- من أجل إعادة صياغة مفهوم النضال والمناضل
- الحوار هدف أم وسيلة؟
- بروباغاندا الدعم التربوي وهدر المال العام
- في نقد الفكر اليومي للشغيلة التعليمية بالمغرب
- قراءة سريعة في المعركة البطولية لاحتجاجات الشغيلة التعليمية ...
- اضراب الشغيلة التعليمية بالمغرب يوم 5 اكتوبر 2023 دروس وعبر
- الكوارث الطبيعية وتبييض سمعة الفاسدين
- قصيدة شعب الصبارين
- عيد الاضحى بين الأسطورة والدين والعادة الاجتماعية
- رثاء الموسيقار حسين نازك ابو علي
- مرثية الرحيل
- بلاغ تضامني مع الاستاذ شفيق العبودي
- قراءة في شعار الدولة المغربية - التصويت حق شخصي وواجب وطني-. ...
- درس افغانستان
- في شأن البيروقراطية النقابية


المزيد.....




- هل يؤثر انسحاب بايدن من السباق الرئاسي على مفاوضات وقف إطلاق ...
- وسائل إعلام: زيلينسكي وفريقه يشعران بالقلق من لقاء بوتين وأر ...
- وزير الخارجية الصيني: العلاقات بين روسيا والصين مستقرة والثق ...
- السحر انتهى بنزول المعوذتين.. الداعية خالد الجندي يعلق على ح ...
- -حقيقة أم تريند ؟-.. إقامة أول حفل طلاق في مصر يثير جدلا افت ...
- تريستي الإيطالية تحتفظ بجدار الفصل على شاطئ El Pedocin.. حيث ...
- مصر تطلب توضيحات من الكويت بشأن معادلة الشهادات المصرية
- روجر ووترز عن خطاب نتنياهو: الكونغرس دعا مجرما وقاتلا جماعيا ...
- وكالة: سقوط 4 صواريخ على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق
- القوات الجوية الروسية والصينية تجريان دورية جوية مشتركة فوق ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفيق العبودي - الكذب السياسي: خطاب النيتن ياهو أمام الكونغرس نموذجا