|
ماذا لو لم يبعث محمد بن عبدالله 2 / القضية الفلسطينية
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 8049 - 2024 / 7 / 25 - 20:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ماذا لو لم يبعث محمد بن عبدالله القضية الفلسطينية أستهلال : هذا مقال فنتازي من مخيال الكاتب ، فليس الموروث الأسلامي له أساطير فقط ، فللأخرين لهم أيضا ، فرواية " الأسراء والمعراج " أحد ضروب مخيال الفقهاء والمحدثين ، وأنقل من موقع أسلام ويب ، لمحة عنها ( الإسراء : هو إذهاب الله نبيه من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بإيلياء ـ مدينة القدس ـ في جزء من الليل ، ثم رجوعه من ليلته .. والمعراج : هو إصعاده من بيت المقدس إلى السموات السبع ، وما فوق السبع ، حيث فرضت الصلوات الخمس ، ثم رجوعه إلى بيت المقدس .. ) والمخيال هو ركوبه ( دابَّةٍ أبيضَ دون البغلِ وفوقَ الحمارِ : البُراقُ ، فانطلقتُ مع جبريلَ حتى أتينا السماءَ الدنيا .. ) أي أن محمدا ركب دابة مع جبريل ، يتجولان بين السماوات .. المقال يبحث بتصور خيالي ، ما أفاضت به قريحة الكاتب في هذا الجزء – من وضع رواية فنتازية ، ترتبط بالقضية الفلسطينية ، في حال لم يبعث محمدا .
الموضوع : 1. القضية الفلسطينية هي الشغل الشاغل للمسلمين عامة ، وللعرب تحديدا / وخاصة المسلمين منهم ، بداية لا بد لنا ، أن نسرد وعد بلفور ، الموجه ل اللورد روتشليد / الوعد يعتبر نقطة البداية للقضية الفلسطينية ! { في 2.11.1917 / عزيزي اللورد "روتشيلد" .. يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية ، وقد عرض على الوزارة وأقرّته : "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ، على أن يكون مفهوماً بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى. وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علماً بهذا التصريح". المخلص - آرثر بلفور / المصدر : وزارة الإعلام الفلسطينية } . 2 . هذا الوعد كان ضمن سياسات بين بريطانيا - والعالم الغربي ، وبين اليهود والمنظمات الصهيونية ، وأنا هنا لا أبرره ، ولكن لو لم يبعث محمدا أكان للقضية الفلسطينية من ثقل ووزن عربي ، الجواب : لا أعتقد ، لأسباب كثيرة . منها ما ورد في النصوص القرآنية من آيات تحث على تجنب اليهود " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ / 51 سورة المائدة " ، وأحاديث تحث على مقاتلتهم مع المسيحيين ، أن لن يسلموا .. " وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ " . وأحاديث تحث على تصفية اليهود تحديدا " الحديث صحيح ، رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين ، ولفظه: يقاتل المسلمون اليهود ، فينصرون عليهم ، حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم ، يا عبدالله ، هذا يهودي تعال فاقتله أو قريب من هذا اللفظ / موقع بن باز" وأعتقد أن الحديث الأخير هو الأخطر عقائديا ! .
3 . لذا لا يمكن أسلاميا أن يقبل وعد بلفور ، ومن هنا أنطلقت القضية الفلسطينية ، ولكن لو أن بعثة محمد لم تتم ، لمر الوعد مرورا ، لا أقول عاديا ، ولكن سيقبل ، لأن سيكون الوضع بين اليهود والمسيحيين والمشركين / من أحفاد أجيال قريش ، وغيرهم من القبائل ، مقبولا بشكل أو باخر ، ويكون التعايش طبيعي ، لعدم وجود نصوص أو أحاديث تحريضية . 4 . من جانب أخر ، ماذا جلبت لنا القضية الفلسطينية كعرب - ببعثة محمد ، جلبت لنا ثلاث حروب رئيسية "حرب 1948 ، حرب 1967 وحرب 1973" وعدد من الانتفاضات منها( الانتفاضة الفلسطينية الأولى - أنتفاضة الحجارة 8.12.1987 و الانتفاضة الفلسطينية الثانية - أنتفاضة الأقصى / 8.9.2000 .. ) ومن موقع / المصري اليوم ، أنقل بعض أحصائيات ما خلفت تلك الحروب من ضحايا ( أعلن الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين ، إن عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ نكبة عام 1948 وحتى اليوم ، داخل وخارج فلسطين بلغ نحو مائة ألف شهيد ، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 11 ألفا و358 شهيدًا ، خلال الفترة 29 سبتمبر 2000 وحتى 30 أبريل 2022 .. ) أما طوفان الأقصى الذي بدأ في 7.10.2023 ، فقد خلف حوالي 10 ألاف شهيد وألاف الجرحى والمفقودين ، مع تدمير غزة تماما ..
خاتمة : أولا . أن المنظمات الفلسطينية الحكومية ، ممكن التفاوض معها ، ولكن منظمة حماس والجهاد ، بعقيدتها الأسلامية الماضوية - التي تكفر اليهود ، وتوجب تصفيتهم / بشكل أو بأخر ، وفق الحديث أعلاه ! ، هناك صعوبة في التفاوض معهم ، لأنهم يريدون التحرير الكامل للأرض . من جانب أخر ، هل الذي تقوم به القوات الأسرائيلية ، من عنف غير مبرر ، هو الرد المناسب لما يسمى بطوفان الأقصى ، بالطبع : لا. ثانيا . لنترك بعثة محمد جانبا ، في حالة ، بعث أو لم يبعث ! . ونقول : آ - الشعب الفلسطيني شعب تضاعف عدة مرات ، وصل لعشر أضعاف منذ حرب 48 ، من / موقع الجزيرة ، أنقل { أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ، أن عدد الفلسطينيين تضاعف نحو 10 مرات منذ النكبة عام 1948 ، ويُقدر اليوم بحوالي 14 مليونا و300 ألف ، بينهم حوالي 6 ملايين و400 ألف لاجئ } ، ففي حسابات القادة الفلسطينيين - أن الضحايا يعوضون من الولادات ، خلاف ذلك عدد اليهود / التي زيادتهم السكانية شبه ثابتة ! ، وتوزيعهم كما يلي { في عام 2010 شكل اليهود حوالي 14 مليون نسمة أي ما يعادل 0.2% من سكان العالم . ويعيش 41% من يهود العالم في الولايات المتحدة ، في حين أنّ إسرائيل هي موطن لحوالي 40.5% من مجمل يهود العالم ، ويعيش حوالي 13.3% في باقي دول العالم نقل من الويكيبيديا } . ب - أن القيادات الفلسطينية تؤمن أن ما تقدم من تضحيات / بأنهم شهداء ، أستنادا للنص القرآني ( وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ / 154 سورة البقرة) . ج - وهذا الوضع يرجعنا أيضا ، الى بعثة محمد وموروثه . ثالثا . ومن الضروري أن نذكر القارئ ، أنه لو لم يبعث محمدا ، لما كان هناك مسجد أقصى ، ولم يكون هناك لا أسراء ولا معراج " بالرغم من ِأشكالية المسجد الأقصى ، الذي وضع لبناته عمر بن الخطاب ، أما كمسجد فشيد بعهد عبد الملك بن مروان ، حيث قام ببناء قبة الصخرة ، وبدأ العمل في بنائها سنة 66 هـ / 685م ، وتم الفراغ منها سنة 72 هـ / 691م ،! والرسول متوفي قبل ذلك بأكثر من 60 سنة ! .. " ونحن نتساءل الى أي مسجد أسرى محمد ، والأقصى غير مشيد ! . والتساؤل الأخير ، بماذا ستسمي حماس " طوفان الأقصى في 7.10.2023 " بغياب مسجد الأقصى / في حال طوفانها ! . أخيرا : ليس من رابح في أي حرب فلسطينية ، لأن الشعب هو الخاسر الوحيد ، وهو الذي يدفع ثمن قرارات السياسيين . أما الحل الوحيد و الأوحد ، في فلسطين - أسرائيل ، هو : التعايش .. نقطة رأس السطر .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا لو لم يبعث محمد بن عبدالله
...
-
قراءة للآية ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر / 1 سورة القدر )
-
قراءة لحديث - الرسول يكلم حماره - يعفور -
-
قراءة لحديث الرسول ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود .. )
-
قراءة في تقبيل الحجر الأسود
-
قراءة .. في رفض أم هانئ الزواج من الرسول
-
النسخ الأولى للمصحف بين الحقيقة والواقع
-
المخفي والمعلن .. بين دحية الكلبي والوحي جبريل
-
أضاءة ل رمي الجمرات في مناسك الحج
-
مهزلة وطنية حول قبول المسيحيين بالنوادي الرياضية في مصر
-
قراءة للآية 176 من سورة النساء .. مع أضاءة للفتاوى
-
ما روي في الموروث الأسلامي عن مدة الحمل عند المرأة
-
قراءة لحديث - شق صدر رسول الأسلام -
-
قراءة في واقعة - محاربة الملائكة مع محمد في معركة بدر -
-
بطانة السلطة بين العدالة وبين الظُّلْم
-
وجهة نظر مغايرة .. للناسخ والمنسوخ
-
قراءة نقدية للآية { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ / 195 سورة ا
...
-
قراءة في - مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ -
-
كلمة حول .. هجوم موسكو - كروكوس سيتي -
-
بين ضرورة تطور المعتقدات وبين جمودها .. الأسلام كمثال
المزيد.....
-
قائد الثورة: الدعم العالمي لفلسطين ينبع من روح الثورة الإسلا
...
-
نائب أمريكي يهودي يثير الجدل بقراءة كتاب ناقد لنتنياهو أثناء
...
-
أكبر 10 دول منتجة للتين في العالم.. دول عربية وإسلامية بالمق
...
-
اسعد طفلك تردد قناة طيور الجنة الجديد اخر تحديث 2024 واغاني
...
-
أسامة الأزهري يلتقي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأ
...
-
“شاور شاور يلا يا قمر ????” تردد قناة طيور الجنة 2024 عبر ال
...
-
هجوم لاذع من إيهود باراك ضد نتنياهو: حاول الإقناع بأنه مزيج
...
-
إيهود باراك يهاجم نتنياهو وخطاب الكونغرس وزيارة واشنطن.. وهذ
...
-
مهاجمة المراكز الاسلامية، مؤشر على الحرب ضد الاسلام الاصيل
-
-الصوت اليهودي من أجل السلام-.. تنظيم يهودي مناهض للصهيونية
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|