أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادر عبدالحميد - جذور الفاشية المعاصرة في إسرائيل














المزيد.....

جذور الفاشية المعاصرة في إسرائيل


نادر عبدالحميد
(Nadir Abdulhameed)


الحوار المتمدن-العدد: 8049 - 2024 / 7 / 25 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن النظر إلى حرب نتنياهو ضد المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة على أنه رد فعل على العملية العسكرية الإرهابية التي قامت بها (حماس) في السابع من تشرين الأول من العام الماضي (٢٠٢٣)، بل الأصح هو إن نتنياهو واليمين الفاشي المتحالف معه حصلوا علی عذر، لتسريع ممارسة وتنفيذ مخططاتهم العنصرية بشكل منهجي وهادف لتصفية القضية الفلسطينية، وذلك عن طريق القتل العشوائي وتدمير المدن والبنية التحية في قطاع غزة، بغرض إجبار الفلسطينيين على ترك القطاع.

هذا وقاموا بتسريع سياستهم المتمثلة في بناء وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، مع إطلاق يد المستوطنين والجيش لاعتداءات ممنهَجة وارتكاب الجرائم بحق سكانها. واليوم، تشكل هذه المستوطنات ما نسبته (٤٢%) من مساحة الضفة الغربية، وقد أدت هذه السياسة الاستيطانية إلى تفكيكها وعزل الفلسطينيين في مناطق محدودة المساحة مقطعة الأوصال، بحيث لم تبقی أية إمكانية لإقامة دولة فلسطينية. وأخيرا، تبنى الكنيست الإسرائيلي، يوم الخميس (١٨٧٢٠٢٤) مشروع قرار يؤكد الموقف الرافض لإقامة دولة فلسطينية، أي ما فرضوه على الأرض اقروه في مشروع قانون.

تعرض الفلسطينيون في النصف الأول من القرن الماضي لسياسة التطهير والتهجير القسري في وطنهم كما هو الحال اليوم، إلا أن الأساس المادي يختلف في الحالتين، ففي الحالة الأولى تشبه الإبادة الجماعية للسكان الأصليين في قارتي أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وكذلك أستراليا علی يد الأوروبيين في بداية ظهور وتطور الرأسمالية وجعل تلك القارات وطنا لهم علی حساب إبادة الشعوب الأصلية فيها بوحشية، في حين أن وضع التطهير والتهجير القسري والإبادة الجماعية الحاليـة هي نتاج دولة رأسمالية متطورة ذات نزعة توسعية إمبريالية، تحتاج إلى سلطة بورجوازية فاشية مستجيبة لمتطلباتها.

من المؤكد أن التحولات التي شهدتها الأعوام الثلاثين الماضية بعد الحرب الباردة وانتصار النيوليبرالية الأمريكية، ساهمت في تعزيز الرجعية السياسية وانحدار القيم والثقافة التقدمية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك داخل إسرائيل، ومن المؤكد أيضا بأن الصهيونية كأيديولوجية بالأضافة الى الخرافات الدينية اليهودية، تبرران التطهير والتهجير القسري والإبادة الجماعية للفلسطينيين، إلا إن الفاشية المعاصرة في إسرائيل بُنيَت وترسخت جذورها داخل النظام الرأسمالي الإسرائيلي ومتطلباته، وتستفيد من الصهيونية والخرافات اليهودية.

ومن ركائز هذه الفاشية، والتي تكمل ركيزتها الثانية، أي سياسة التطهير والإبادة الجماعية للفلسطينيين، هي فرض تراجع شديد على قوى اليسار الإسرائيلي والطبقة العاملة داخل إسرائيل في العقود الثلاثة الماضية، حيث دون هذه الركيزة لن تتمكن الفاشية من ممارسة كل هذە المجازر البشعة والجرائم بحق الإنسانية في فلسطين.

ومن الواضح الآن أن كلا الطريقين لإنهاء وحل القضية الفلسطينية، أي المسار الليبرالي الإمبريالي (من خلال اتفاقيات أوسلو أو عبر المصالحات والوساطات الدولية)، والحل الإسلامي الرجعي والإرهابي، قد زادا من تعقيد القضية الفلسطينية أكثر مما كانت عليه من قبل، وأديا إلى المزيد من سفك الدماء، والدمار، والمعاناة، والبؤس.

لذا، فالحل الجذري يكمن في تغير موازين القوی، أي فرض تراجع جدي علی اليمين البرجوازي ودحر الفاشية في بكرة أبيها، وهذه مهمة الحركة الشيوعية الثورية والعمالية في الشرق الأوسط علی الأقل. لن تتغير موازين القوى بين اليمين واليسار، بين البرجوازية والبروليتاريا داخل بلد بمفرده في عالم اليوم، عالم العولمة، إن تغير موازين القوى داخل إسرائيل وداخل الشعب الفلسطيني يعتمد على تطور الحركة الأممية الشيوعية والعمالية في الشرق الأوسط، وأي تغيير، ولو طفيف، في دولة واحدة سيكون له انعكاسات على الدول الأخرى.

قد نواجه نقدا بأن هذە ليست بمهمة سهلة، إن لم نقل مستحلة! إذ نظرنا إلى الماضي إلى الطرق النضالية التي سلكته، من خلالها، الأجيال السابقة من زمن النكبة (١٩٤٨) إلى هزيمة حزيران (١٩٦٧) وأكتوبر (١٩٧٣) إلى (الكفاح المسلح) و(الإنتفاضة الأولی ١٩٨٧) (واتفاقية أوسلو ١٩٩٣) (والإنتفاضة الثانية-٢٠٠٠)، وصولا الى (إنتفاضة القدس ٢٠١٥) ... ولحد الآن، هل كانت كل هذە الطرق سهلة؟ وإلى أين وصلت الأمور؟

لذلك ليس لدينا خيار سوى مواصلة النضال من أجل تقوية الحركة العمالية والشيوعية الأممية. وهذا لا ينفي المشاركة في الحملات الجارية والمستمرة في جميع أنحاء العالم ضد سياسات إسرائيل العنصرية والفاشية، بل يتطلب بالأحرى مبادرة الشيوعيين والمنظمات العمالية والجماهيرية لتنظيمها وقيادتها، من أجل إجبار نتنياهو على وقف هذه الحرب الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني وإفشال مخططات هذه الحكومة اليمينية الفاشية للقضاء على القضية الفلسطينية.
تموز ٢٠٢٤



#نادر_عبدالحميد (هاشتاغ)       Nadir_Abdulhameed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية
- إقليم كوردستان، إفلاس السلطة وعجز الحركات الاحتجاجية
- إقليم كوردستان العراق، إفلاس السلطة وبديلان واقعيان
- الدرس الأهم، في الذكرى الثانية والثلاثين للحركة المجالسية في ...
- كيف ننظم الحركة الإحتجاجية الطلابية في إقليم کوردستان العراق
- كوردستان العراق، إطالة عمر البرلمان ومتاهات المعارضة
- الصراع الأصلي في كوردستان العراق، صراع بين الحركة الشيوعية و ...
- مكانة تيار الإسلام السياسي في إقليم كوردستان العراق
- مكانة البرجوازية القومية الكوردية والإقليم الخاضع لها في إعا ...
- تجربتان من افغانستان
- إقليم کوردستان العراق، موقفان متضادان تجاه الانتخابات المبكر ...
- حول النهضة الإسلامية وظهور الإسلام السياسي
- هامش الحرية والجو السياسي المنفتح في العراق
- قضية المرأة في العراق، الحرية والاشتراكية
- كوردستان العراق، العقدة التأريخية الواجب فكها. (في الذكرى ال ...
- الحركة الإحتجاجية في کوردستان محدودة القدرة، عليها ان تتخط&# ...
- تجسید الإشتراكية كبديل واقعي لإقليم كوردستان العراق، م ...
- الأوضاع السياسية في كوردستان العراق واربعة بدائل سياسية
- مغزى التدخلات السياسية والعسكرية لدولة تركيا
- هل سنتمكن من إعطاء درس ما لهذه الانتفاضة؟


المزيد.....




- فيديو لشرطي يدوس رأس رجل وآخر يضرب شخصا في مطار مانشستر يثير ...
- سيلين ديون، ليدي غاغا، آية ناكامورا... من ستحيي حفل الافتتاح ...
- هاريس: بايدن سيواصل قيادة البلاد خلال الأشهر المتبقية من ولا ...
- الجيش الإسرائيلي يستعيد جثث خمس رهائن في غزة
- شاهد: أمطار غزيرة تضرب شمال اليابان وتسبب فيضانات وانهيارات ...
- مصر تبدي مرونة في بقاء القوات الإسرائيلية على حدودها مع غزة ...
- هل روسيا منفتحة للتفاوض مع أوكرانيا بقيادة زيلينسكي؟
- تونس.. -الحزب الدستوري الحر- يتمسك بتقديم ملف ترشح عبير موسي ...
- لقاء بوتين ولوكاشينكو في جزيرة فالام
- -عملية وموثوقة-.. منظومات -ستريلا- الصاروخية الروسية تظهر كف ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادر عبدالحميد - جذور الفاشية المعاصرة في إسرائيل