بريهان قمق
الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:03
المحور:
الادب والفن
هَجسْتُ خطوكَ مُعْشَوْشِبَ الأصداء
وها أنا أعجن
همسي
وجدي
بوحي
بِنَزَقي
شذراتٍ ليلية...
أبكي عزلة مساءاتي
أنجبُ لك آلاف الحكايات
لاحتمالكَ جنونًا تقبع أحزانُ العالم بدواخله
تثور كغبار الأكوان...
...
وحدكَ...
زمردة أيوب سكنتْ كفَّيك
فأصغِ، إذن، لجنوني الحالم وثرثرة غضبي:
مزاج هواجس شَفَقٍ
أوَّاهةٍ
تُناكِف جُدُرَ الوهمِ...
يا عصارةَ حكمتي
لم أعد قادرةً على اصطخاب رقيَّة التحولات
أبجديات شبَادع[1] وسط هالات حدس
تتشاجر
تتناحر...
تتساقط أوراقُ التين
يا لكبرياء قبائل الوهم!
أونست... أن النسور لا تأكل إلاَّ الجيف!
...
تباغتُني وردةٌ ناريَّة ليلَ تكتُّم الأنفاس
فهل ألمي مقرونُ الصَّحو كي لا يصير حمقًا؟
هل سرُّ الله حقًّا في قلبٍ جريح؟!
طوطمي قرن خَرَجَ من رماده أشيب مُنسحقًا
أطلَّ بندى أشجارنا
سَكَنَ خرائط جيناتنا
نما، تَنَمْرَدَ، واندسَّ في قصائدنا
رجفتْ تعَامَسَتْ[2] تقافستْ بيضُ أثوابنا
أيحق لنا وضوءٌ وتراتيلُ صلوات؟!
...
لغات ريح نعِير من كلِّ حَدَبٍ وصوب
تتهافت كالشهب
تنطفئ في حجرنا
إيقاعات نمل تضج تتراقص بطبول الحرب
"لا" فقدت بكارتها يا صاحبي...
أما من محارة ظمآنة على شاطئ وحشيٍّ نسكنها
تُخبِّئُ مرارة أوجاعنا
تُنْصت لبوح أسحارنا
تقزِّم تُحَجِّمُ أصداءَ أمواج تهويماتنا!
يا شهقة أوْتِنة كلماتي
أخربشُ أخرمشُ جدران روحك
وسط هذيان يوميات حبٍّ وحرب
نارٍ وبرد
إنسانٍ وذئب
تزلُّفٍ وصِدْق...
ما لا يوصَف يسعى نحونا
اسْتخنَّتْ بئرُنا
دامسٌ نهارُنا
انعلَّ إيمانُنا
من أردية الأفاعي
سال عميقًا كثيفًا دمُ صغارنا أنهارًا
...
رغم أنف فاصلة تاريخ يذوي
بين أصابعنا المُندَّاةِ دَمًا
تنبتُ وريقاتُ سوسناتٍ سوداءَ خجلى
...
من كفَّيكَ أحتسي نبيذ أحلامي الخطرة
شوقٌ ملتاعٌ لأرضٍ ليست كائنة
جنونٌ لعصارة حكمةِ روحٍ استصبى
خبِّرني:
أيُّ شيءٍ أصْلَبُ من جلمود؟!
أيُّ شيءٍ ألْيَنُ من قطرة ماء؟!
الحبُّ حربٌ والترحال طويل
لا أريد نسرًا، ولا عندليب
أريد حفنةَ كرامة
تومئ على الجبين...
قد جئتكَ على وجه ملاكٍ فجريٍّ
أو غضبةِ ذئبٍ ليليٍّ
بريشة وهْمٍ
فاعصرْ ظَمَئِي
سيذوب
يذوب
كما قلبي الوسنان المندكُّ تعب...
...
****
شبَادع : عقارب
تعَامسَت : اسودت واظلمت
#بريهان_قمق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟