أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العصافير .














المزيد.....

مقامة العصافير .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8047 - 2024 / 7 / 23 - 21:05
المحور: الادب والفن
    


مقامة العصافير : تقاسيم على أضافة المندلاوي الجميل .

اوصى عبد الملك بن مروان ابنه وولي عهده الوليد وهو يحتضر : (( ادع الناس اذا متّ الى البيعة, فمن مال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا )) , وقد خطب الوليد بن عبد الملك يوم استخلافه قائلا : ((أيها الناس , من أدى لنا ذات نفسه ضم بنا الذي فيه عيناه , ومن سكت مات بدائه )) , فماذا تقول عصافيرك يانزار ؟ .

المندلاوي الجميل , يعرف ان البشر خلال القرن الأخير بعد أن تمكنوا من علوم العصر إنقسموا إلي جماعتين , أحدهما تنعم بالعلم والمعلومة و الوعي بالوجود و الحياة التي لا ينتهي فيها دور البشر المتصاعد للفهم والإكتشاف , وأخرى تعيش في ظلمات الأسطورة يتحكم فيها غيلان بشرية إفتقدوا العقل و الإنسانية , ويعرف اننا من هؤلاء التعساء الذين يرفضون التعلم , لأن من يقودون القطيع ويتحكمون فيه بمهارة , يفضلونهم على حالهم هذا , من السكون و الغفلة , حيث لاتزال المقولة الشهيرة لإبن خلدون تحكمنا : (( في إفريقية وافق او نافق او غادر البلاد )) .
والعراق , زاده الاحتلال الامريكي خراباً, وسلمه بايدي اقل ما يقال عنها جاهلة بادارة دولة بل وبتطورها, وتحسين حياة ناسها مع انها تمتلك بلداً يعد من ذوات الغنى والثروات الطبيعية والبشرية ايضاً, ولكنها تركت في حالة فوضى ضاربة شجعت الاطماع الدولية شرقاً وغرباً مسنودة بالعامل الداخلي الذي بيده السلطة على الفرهود المقنن , حيث وجد الفاسقون فرصتهم مبهورون و منتشون بكأس السلطة لما وفرته لهم من جبال ثروات , و سهول رخص شراء نفوذ متوج بعلة ضعف المعارضة, التي خوى بعضها للاسف منهكاً من جراء سياسة العصا و الجزرة , كحاصل طغيان فساد شرس ممثلاً بنظام المحاصصة المقيت.

بلادي يا ايتها المخمل البري ويا ايتها الصلبة القاسية , مثل شاهدة القبر انت مثل ناي طويل وطويل ينفخ فيه الناس لكي ينسوا انك قاسية, فيعيد اليهم صدًى غامضا كالصرخات في الوديان انك غير قابلة للنسيان , رغم المنفى المنتظر.

نعود لعصافير نزار, و لنعترف الان بشجاعة اننا حين فصلنا و طردنا و اجتثثنا وهرّبنا كوادر الدولة السابقين وكفاءاتها واداراتها الفنية و مواهبها العظيمة شعراء وملحنين وكتاباً وممثلين و مخرجين و اعلاميين , انهم تركوا اماكنهم خاليةً وحضورهم مفتقداً محسوساً, ماتزال المجالس تتداول سيرهم والذكريات تتحسّر عليهم , فافتحوا ابواب قلوبكم و تعوذوا من شرور احقادكم القديمة واعيدوا اهلكم واخوتكم ورموز ابداعكم و كفاءاتكم وخبراتكم الى وطنهم معززين مكرمين بعد اكثر من عشرين سنة من الغربة القسرية والحقد المدنّس , استعيدوا بهم جانباً مهما من الوجه الحضاري والثقافي والابداعي الذي اهتزت اركانه بعد شيوع ثقافة الدمج والنطّ والقفز من (مؤخرة) الهرم الى قمّته , ولا يخدعكم اعداء (المهنة) والاختصاص باكاذيبهم و صراخهم العالي بالانغام النشاز ذاتها التي دأبوا على عزفها منذ عشرين سنة, لانهم انتفعوا وما يزالون من غياب تلك القامات العالية حين حلّوا محلّها سدّاً للفراغ وانتهازاً للفرصة.

صباح الغربة المزمنة , فبعد كل يوم جديد نصبح غرباء بهذه البلاد المسلوبة من أهلها, الكل أصبح غريبا عنا ونحن غرباء عنه .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الليلة الكبيرة .
- مقامة الوهم .
- مقامة الحكمة .
- مقامة التطاول .
- مقامة قلم الكتابة الأحمر.
- مقامة ألأجازة .
- مقامة البلاغة .
- مقامة ألأيام التي لن تعود .
- مقامة الفجر الرصاصي .
- مقامة العطش ونقد النقد .
- مقامة الحسجة .
- مقامة الأمل و السعادة .
- مقامة ألأستشراق .
- مقامة الجواهري.
- مقامة كنكلي . الى الأستاذ محمد علي السعدي.
- مقامة الظل والضوء
- مقامة نيرون .
- مقامة الزماط .
- مقامة ألأساطير الصوفية .
- مقامة الأحفاد .


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العصافير .