أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي الصالح - نتائجٌ ولكن!‏














المزيد.....

نتائجٌ ولكن!‏


علي الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 8047 - 2024 / 7 / 23 - 21:04
المحور: المجتمع المدني
    


يَحصل خلطٌ كبير دائماً بين التفوق والنجاح، مرجعية هذا الخلط هو السلطة المجتمعية التي ‏حددت الخيار لطالب السادس العلمي بالمجموعة الطبية فقط " طب، طب أسنان، صيدلة" ‏وأغفلت كل الإختصاصات الأُخرى، نتج عن هذه السلطة البائسة غياب الطبقة الوسطى ‏‏"النجاح" والتي أصبحت مثلبة على صاحبها إن وجدت‏‎!. ‎
أتذكر أننا ولغاية 2003 _ مع سوء الوضع العراقي_ كانت عبارة مهمة تتردد بين العوائل ‏‏"إبني بالجامعة" لما لها من فخامة كبيرة بعيداً عن نوع التخصص، ولذلك كانت النتائج معقولة ‏ومقبولة ومنطقية على مستوىً في تحديد نوع التخصص‎. ‎
ولأن النظرة المجتمعية صارت نظرة أحادية فهي أنتجتْ لنا وستنتُج جيشاً سنوياً من المعاقين ‏وأصحاب العقد النفسية لأن صاحبها لم ينل مرتبة الشرف _ من وجهة نظر المجتمع_ بوصولهِ ‏لعتبة المجاميع الطبية، ما يجعل هذا الكائن بها أو بِلاها يمارس سلطة سادية عليه حين يكون في ‏مفصلٍ مهم من مفاصل الدوائر الحكومية‎!. ‎
من يراقب مجزرة نتائج السادس المتكررة وخصوصا هذه السنة سيعرف أن هناك مدارس كاملة ‏‏_ كالتي في منطقتي_ نسبة نجاحها صفر من مئة وهذه كارثة عظمى بحق وزارة التربية، بينما ‏جاءت مدارس في مناطق أخرى بنسب نجاح عالية جداً مع ورود ظاهرة غير منطقية في ‏الإمتحانات الوزارية وهي "في كل الدروس 100 من 100‏‎"!.‎
وليت المجتمع يعرف أن أكثر وزارة مترهلة وأصبح لا قيمة لبعض الإختصاصات فيها مثل ‏وزارة الصحة، فقبل مدة أعلنت إكتفائها في أعداد "الصيادلة وأطباء الأسنان"، وهذا ما سيؤخر ‏تعيين الكثير من خريجي الدفعات اللاحقة، أو تعيينهم في غير اختصاصهم كما جرى ذلك مع ‏العلوميين قبل سنتين _ تخيل خريج بايلوجي يتعين بعنوان ممرض طبي_ والمفترض أن يكون ‏بين أجهزته المختبرية وبحوثه في عمق فسلجة الإنسان ووظائفه البايلوجية يطارد سبب ‏الإعتلال‎!.‎
هوس المجاميع الطبية من قبل الأهالي والخيار الأحادي الذي وطنت عليه العائلة العراقية نفسها ‏سيدمر التعليم، فالحياة لا يمكن أن تكون بلونٍ واحد، نحتاج لصانعي ذوق، ديكورات، فنانون، ‏موسيقيون، لسانيون، مهندسون، رياضيون، صناع جمال، ولسنا بحاجة فقط لمرضىً نفسيين ‏بصدارٍ بيضاء‎. ‎
ولا بد أن أذكر بعض الأمثلة على الشروخ النفسية عند الكادر الطبي ممن يعملون معي والذين ‏آماتهم المجتمع بوحدانية الخيار، فلي زميلة د. ح فيزياوية / مصورة مفراس تعينت لمدة 6 ‏أشهر بعد أن كان معدلها 90 لم تتحمل صدمة الصحة والتمايز فيها مع سقف طموحاتها في أن ‏يقال لها دكتورة، اضطرت لإنهاء حياتها العملية والجلوس في البيت!. وأخر ممرض جامعي ‏م.ح معدله 91 هو الأن أصبح مدمن وحانق على كل أقرانه لأنه لم ينل نفس الفضيلة، وأتوقع ‏أن تكون خياراته أقسى من زميلتنا المذكورة‎!. ‎
أقول: رفقاً بأبنائكم فالحياة لن تستقيم لو أنها كانت بلون أبيض، لا تزرعوا بهم وحدة الخيار ‏فيتربوا معاقين ناقمين على المجتمع إن فشلوا ، وصدقوني المجالات الجامعية فيها ما هو أفضل ‏من المجاميع الطبية من ناحية المردود المالي والمكانة الإجتماعية، فلسنا بحاجة لمزيد من ‏الإرهابي/ين بزيٍ أبيض، هذه الحقيقة التي لا يعرفها أكثرُكُم، ولعل الحديث يطول بهذا ‏المضمار، فرفقاً بأبنائِكم‎. ‎



#علي_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لا يقال
- سلسلة التحليل النفسى لقيادات الأخوان - الحلقة الأولى - الشاط ...
- ومن كتر البصيرة عميت .. فى ميادينك
- الصحراء الغربية، عقدة التجزئة في المغرب العربي


المزيد.....




- مصر.. حملة اعتقالات جديدة و-حوار وطني- حول الحبس الاحتياطي
- كورماشيفا ورفاقها.. دعوات لتحرك عاجل لاستعادة -المعتقلين ظلم ...
- مذكرات اعتقال نتنياهو وزعماء حماس.. بطء متوقع قبل الحُكم
- تنديد حقوقي بجرائم الحرب الإسرائيلية بحق الأسرى
- وزير الخارجية اللبناني يؤكد لمنسقة الأمم المتحدة التزام لبنا ...
- الاعتقال الإداري .. الفلسطينيون متهمون بالهوية !
- عنايتي: نتوقع عودة اثنين من المعتقلين الإيرانيين في السعودية ...
- تزامنا مع زيارته.. رايتس ووتش تحذر واشنطن من المشاركة بجرائم ...
- الفريق الأولمبي للاجئين: فخورون بأصولنا ونتطلع إلى تحقيق أحل ...
- الخارجية اللبنانية تدين قرار الكنيست الإسرائيلي تصنيف الأونر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي الصالح - نتائجٌ ولكن!‏