مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)
الحوار المتمدن-العدد: 8047 - 2024 / 7 / 23 - 20:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن انتخاب مسعود بزشكيان كرئيس جديد لإيران قد كشف بشكل أكبر عن الوضع المعقد والمأزق الذي يواجهه خامنئي. هذا الانتخاب، الذي كان نتيجة للهزيمة الاستراتيجية لخامنئي في الانتخابات التي صنعها بنفسه، قد أحدث آثارًا خطيرة على أركان النظام وزعزع الجهاز الحكومي من الداخل.
في خطابه الأخير، حدد خامنئي إطار عمل بزشكيان وحكومته، وطلب منهم أن يكون لديهم صوت واحد في القضايا المهمة للبلاد وأن يكون لديهم إيمان قلبي والتزام عملي بالجمهورية الإسلامية والنظام الإسلامي. هذه الطلبات تعكس خوف خامنئي العميق من الانتفاضة الشعبية والأزمات الاجتماعية التي يمكن أن تؤدي إلى سقوط النظام.
التناقضات الداخلية للنظام بعد انتخاب بزشكيان تتزايد بسرعة. من ناحية، يطالب أئمة الجمعة والشخصيات المحافظة بمواصلة سياسات رئيسي، ومن ناحية أخرى، يسعى الإصلاحيون ومؤيدو بزشكيان إلى تغيير في السياسات. هذه التناقضات واضحة في وسائل الإعلام المختلفة وتصريحات المسؤولين.
اعترف بزشكيان نفسه بأن مجيئه كان بسبب رؤيته للنظام في خطر السقوط. وقد تحدث بصراحة عن المشاركة المنخفضة للشعب في الانتخابات وخطر التشكيك في النظام بأكمله. هذه الاعترافات تظهر أن النظام في وضع هش للغاية وأن المقاطعة الواسعة للانتخابات من قبل الشعب قد كشفت عن الوضع الثوري للمجتمع.
يحاول خامنئي السيطرة على الصراع على السلطة بين البرلمان والحكومة من خلال وضع أطر صارمة. وقد طلب من بزشكيان عدم إحداث انقسام في السياسة الخارجية وقضايا مهمة مثل الاتفاق النووي وغزة. ولكن نظرًا للتركيبة المزدوجة للبرلمان والحكومة، فإن هذه الجهود ستكون بلا جدوى.
بعد مقتل رئيسي وفرض بزشكيان، رغم محاولاته للتودد إلى خامنئي، فإن الأخير غير قادر على توحيد نظامه. الظروف الثورية المتفجرة في المجتمع وتقدم المقاومة الإيرانية على الساحة الدولية تؤدي إلى تعميق الانقسامات والشقوق في النظام. ومع مرور الوقت، تزداد هذه الانقسامات، مما يمهد الطريق للانتفاضات والثورات ويقصر عمر النظام.
هذه الظروف تشير إلى تقصير عمر النظام واقتراب نهايته. كلما حاول بزشكيان وشركاؤه من جناح الإصلاحيين اتخاذ خطوات للحفاظ على النظام خارج إطار خامنئي، كلما عرضوا النظام لمزيد من الانقسام والشقاق. هذه الانقسامات ستدفع النظام بسرعة أكبر نحو السقوط وستمهد الطريق للانتفاضات القادمة.
في النهاية، يجب القول إن التغيير الحقيقي في إيران لن يأتي من داخل النظام، بل من خلال إرادة الشعب الإيراني ونضاله من أجل الحرية والديمقراطية. النظام الحالي، بغض النظر عن من يشغل منصب الرئاسة، غير قادر وغير راغب في تلبية تطلعات الشعب الإيراني للحرية والعدالة والكرامة.
#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)
Mehdioghbai#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟