أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - مفترق طرق بين الذوبان والتلاشي وبين البقاء والرفعة















المزيد.....

مفترق طرق بين الذوبان والتلاشي وبين البقاء والرفعة


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 8047 - 2024 / 7 / 23 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفترق طرق
بين الذوبان والتلاشي وبين البقاء والرفعة
هناك فرق :
ما بين رفض 51 نائب في ما يعرف بالكنيست الإسرائيلي لاتفاق اوسلوا في تشرين من عام 1994 . وبين رفض 68 نائبا صهيونيا إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن يوم 18 تموز عام 2024 فرق كبير.
فرق في المضمون كونه يعطي لل68نائبا الأغلبية لفرض الحكومة التي يريدونها لمنع قيام دولة فلسطينية ولو أي جزء من أرض فلسطين التاريخية .وفرق في الزمن طويل ، ثلاثين سنة كافية كي تجعل الناس ـ خاصة الفلسطينيين المعنيين بالقرارـ تعيد حساباتها وتغير مواقفها وتتبنى مواقف جديدة .
عام 1994 توهم كثير من الفلسطينيين انهم بعد خمس سنوات سيحصلون على دولة مستقلة في الضفة وغزة تكون مقدمة لعودة فلسطين كلها لهم ولعودة الفلسطينيين الى ديارهم التي طردوا منها عام 1948 وإن كان ذلك سيحصل بعد زمن طويل .
طالما ان بعضنا قبلوا عام 1994بالدولة على 22% على امل ان يحصلوا على فلسطين كلها ونعود لها .فمن حقنا ان نسألهم ونسأل انفسنا : ها قد مرة ثلاثون سنة دون أن يحصلوٌا لنا ولهم لا دولة ولا على حتى على ربع ولا حتى على سلطة حكم ذاتي واسع الصلاحيات ،بل خسرنا الكثير من الأراضي غير تلك التي خسرناها عام 1948 . خسرنا أراضي أقيمت عليها الاف المستوطنات وخسرنا القدس الشرقية عاصمة دولتنا ، وكثير من الأراضي في غور الأردن والتي ضمت رسما لما تسمى دولة إسرائيل . وزاد عدد المستوطنين في ضفتنا عن 700 ألف . فماذا ننتظر بعد ذلك ؟ هل نظل نأمل ونحلم ونضع رؤوسنا في الرمل ؟ للأسف ما زال كثير منا يأمل ويؤملون غيرهم .
هنا يصبح الأمل والتأميل بمثابة لعبة الجزرة والحمار .البعض يعتبر ذلك خيانة .
العقلاء منا ادركوا منذ البداية ان حلم إقامة دولة فلسطينية قد تبدد منذ عام 1995 عندما قتل رابين ورفض اليمين الإسرائيلي الانسحاب من المناطق بيه (400 قرية وبلدة ) من منطلق انها أراضي يهودية (حسب التوراة ،هي يهودا والسامرة )لا يجوز لليهود دينيا التنازل عنها بينما جوز لنا البعض دينيا ووطنيا وقوميا التنازل عن78% من فلسطين على أمل ان نحصل على دويلة على 22% وها قد تبين لنا اليوم انه ليس اكثر من امل ابليس بالجنة .
من يومها كان يفترض بالفلسطينيين او بمن يمثلهم أو يتحدث باسمهم او ينطق رسميا باسمهم واقصد قيادة ما تسمى منظمة التحرير والتي تعتبر الناطق الرسمي والشرعي والوحيد باسم الشعب الفلسطيني ان تتخلى عن الاتفاق طالما ان الطرف الآخر نقضه. لكن ذلك لم يحصل بل ظلت تلك القيادة تؤمل وتأمل .
والأدهى من ذلك انها مع ذلك ظلت ملتزمة بالبند المتعلق بالأمن (التعاون الأمني بين ما تسمى سلطة فلسطينية وبين قوات الأمن والشرطة الاسرائيلية )وتنفذه من طرف واحد . طالما انها عام 1999لم تحصل على دولة حسب الاتفاق كان يفترض بتلك القيادة أن تسحب اعترافها بإسرائيل كونها اعترفت بها لقاء الحصول على دولة .لكن على الرغم من كل تلك التنازلات التي تحدث عنها رئيس السلطة من على منبر الأمم المتحدة عام 2012 ورغم تهديده بالتخلي عن الاتفاقية طالما ان إسرائيل خرقت كل بنودها وماتزال تخرقها . لكنه لم يفعل هو وسلطته شيئا لا لإلغاء الاتفاقية او لسحب الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود على ارض تنازلت عنها على امل ان تحصل على دويلة .
والأدهى انه وسلطته والمتحالفين معه مع ذلك ظلوا متمسكين بالبند الذي يتعلق بالتعاون الأمني بين أجهزة السلطة والأمن الإسرائيلي .الذي ظل وما زال قائما من طرف واحد للحفاظ على أمن إسرائيل ومستوطناتها الجديدة والتي أقيمت على أراضي كان يفترض ان تعود للسلطة منذ28 عاما . ولمصلحة الاحتلال ومشاريعه التوسعية والاستعبادية واعتقال المناضلين والتجسس عليهم ) .
ومع ان عباس هدد بوقف التنسيق الأمني اكثر من مرة ، لكنه لم يفعل شيئا لوقفه . مما أزم الأمور بين السلطة وشعبها وأدى الى ظهور حركات مقاومة وانقسامات داخل الشعب الفلسطيني ونخبه وتنظيماته السياسية أدت الى ظهور رفض شعبي عام للسلطة حتى من قبل أعضاء في فتح (حزب السلطة نفسه ) وقيام مقاومة مسلحة مما أدى إلى انفصال غزة عن الضفة .
وهذا ما شجع إسرائيل (استنادا للاتفاق التي يعتبر العنف إرهابا على السلطة حسب التزاماتها ان تكافحه )القيام بعدة اعتداءات على غزة ومناطق كثيرة داخل الضفة الغربية بذريعة انها حركات إرهابية نبذها رئيس المنظمة (ياسر عرفات منذ عام 1988 في جنييف ) . وهكذا استمر رفض العنف حتى وصلنا الى سبعة تشرين حيث قامت حماس بعملية طوفان الأقصى . حيث قامت حكومة الاحتلال بذلك الرد الدموي والاجرامي المرعب لسحق كل من يفكر بالمقاومة وبهدف إخافة شعبنا في الضفة الغربية والقدس وتركيعه . ومع ذلك ظلت السلطة والمنظمة والمنظمات المنضوية تحت لوائها تتفرج .
المصيبة ان إسرائيل لم تكتفي بذلك بل استمرت في عمليات اعتقال المقاومين في الأراضي الخاضعة للسلطة وفي عمليات التوسع والضم والهدم .حتى جاء يوم 18 تموز ليقضي الكنيست الصهيوني بالضربة القاضية على جميع الأوهام غير العبودية وبشكا خاص على أي وهم بإمكانية قيام دولة فلسطينية غرب نهر الأردن .وهذا يجعلنا نعتقد .
أولا : ان الدولة اليهودبة اليمينية حتى لو ارادت العودة لاتفاق أوسلو ووافقت على قيام حكم ذاتي (وهذا حلم ووهم ) . فإنها لن تكون بعد ان حصلت على تلك الأغلبية قادرة على ذلك لأن غالبية أعضاء الكنيست المنتخبين ديمقراطيا لن تسمح بذلك كونهم يعبرون عن رغبة وطموحات وإرادة الشعب اليهودي وبطريقة ديمقراطية .
وهذا معناه ثانيا: أن لا أحدا في العالم (أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة والدول العربية وال 149دولة الموافقة على قيام الدولة كحل ) يستطيع الغاء ذلك القرار الذي ينص على رفض قيام أي دولة للفلسطينيين كونه خيار لغالبية أبناء الشعب !. حتى حكومة نتيياهو اليمنية والمتشددة لوبقيت اواي حكومة جديدة لن تتمكن من قبول قيام دولة فلسطينية كون غالبية الشعب اليهودي يعارض ذلك .
ثالثا : وهذا معناه القضاء بصورة نهائية وحاسمة على اية إمكانية لقيام دولة فلسطينية حتى ولو على جزء صغيرمن فلسطين .
رابعا : رفض اية حقوق وطنية او سياسية للفلسطينيين المقيمين في الضفة وغزة
باستثناء حقهم في العيش كعبيد او مواطنين من الدرجة الرابعة .
خامسا : أي ليس امامنا كفلسطينيين خاصة اللاجئين أن نتخلى نهائيا عن أي امل أو حلم بإمكانية العودة الى وطنهم او ارضهم التي طردوا منها عام 1948. وأن نتقبل نحن وأبنائنا وأحفادنا العيش كلاجئين والتخلي عن كافة حقوقنا الوطنية والسياسية الى الأبد وان ننسى فلسطين .
سادسا : وهذا معناه شطب الحقوق السياسية والوطنية للفلسطينيين أي انهاء القضية الفلسطينية وشطبها من سجل القضايا السياسية في العالم .
هل سنقبل ؟ هل سنظل هكذا ننتفرج وننتظر دون فعل أي شيء ام ان هناك مسارا او خيارا آخر ؟
الطريق البديل :
كي لا ترتعد فرائص الجبناء لا أقول العودة لخيار المقاومة والكفاح المسلح .بل قول جملة واحدة ورفع شعار " فلسطين لنا ". فلسطين كلها من البحر للنهر من راس الناقورة لخليج العقبة ورفح ـومن بحر يافا وحيفا وبحرة طبريا والنقب والبحر الميت والحولة وصفد والخ لنا .
نحن نحتاج الى صحوة الى من يذكرنا : بما قاله الشاعر محمود حسن إسماعيل : كيف يمشي في ثراها غاصبا يملأ الدنيا دماء وأنينا ونظل ساكتينا ؟
كيف يجني هذا الغاصب من جناتها المنى في حين نرى في ظلها كالغرباء ؟
نحن بحاجة لمن يذكرنا بأن هناك طريق آخر :
نحن أصحاب الأرض نحن من يقرر وليس الغزاة والغرباء .
بما أن من حق ما يسمى الشعب الإسرائيلي الغاصب والمحتل ان يقرر فإن الأولى بصاحب الأرض الأصلي ان يقرر وأن يختار طريقه وقيادته أيضا .
فإذا كانوا كغاصبين ومحتلين قد رفضوا قيام دولة لنا على أي جزء من ارضنا التي احتلوها عنوة وطردونا منها ، فمن حقنا نحن ايضا ان نرفض حقهم في اقامة أي دولة لهم على أي شبر من ارضنا . من حقنا رفض إقامة دولة لليهود على أي شبر من ارض فلسطين .وان تعود فلسطين كما كانت في بداية القرن العشرين .
وهذا امر ـ على بساطته ـ ليس باليسر لأنه يتطلب السير في طريق ومسار مختلف عما سرنا عليه حتى الآن .
أولا : اعتبار كل من يقر بحق اليهود بإقامه دولة على ارضنا خائن .
ثانيا : رفض جميع القرارات الدولية التي تبرر او تشرعن قيام دولة لليهود على جزء من فلسطين على أساس عرقي اوديني او سياسي .
ثالثا : رفض أي اتفاقيات ابرمتها المنظمة او سواها تم او يمكن ان يتم بمقتضاها إقامة دولة لليهود باستثناء حق الإقامة والعيش كمواطنين في دولة فلسطينية كما كان الأمر عليه قبل عام 1948 .
وهذا لن يتم الا بعد
رابعا : أن تعلن نخب الشعب الفلسطيني ان من حق شعبها رفض هذه القيادة وكل من يواليها او يساندها ، ليس لأنها تخلت عن حقوقنا ولأنها سكتت وما تزال تسكت على التعديات عليه وعلى حقوقه وعلى عمليات التوسع والهدم والقتل والتجويع والحصار .
خامسا : على النخب الوطنية ان تعرف شعبها ان هذه القيادة لا تمثله ليس لأنه لم ينتخبها ولم يختارها فقط .ولا لأنها فرضت عليه من قبل أنظمة عربية عميلة وقوى دولية جائرة وظالمة في ظروف استثنائية كان فيها الشعب الفلسطيني مغيبا عن قصد ولا لأنها تنازلت وتستمر بالتنازل عن حقوقه المشروعة فقط .بل لأنها أدنى بكثير من التضحيات التي قدمها هذا الشعب .
سادسا : الاستعداد وتهيئة الأجواء للعودة لما كنا عليه قبل 75 عاما . التمسك بفلسطين كلها والعمل على استعادة كافة الحقوق وللبدء من نقطة الصفر .
سابعا التركيز على حقنا كشعب في أن ننتخب قيادة جديدة بطريقة ديمقراطية تعبر عن ـ وتعمل على تحقيق تطلعاته وحقوقه السياسية والمدنية والدينية والإنسانية والثقافية اسوة ببقية شعوب الأرض .
وطالما ان الزمن طويل ولن يتوقف ولانهاية له سواء سرنا بهذا الطريق او ذاك .لذلك يصبح من الأفضل ان نختار طريق العزة والأنفة والكبرياء ،وبداية ان لا نيأس ولا نستسلم .
فتحي رشيد 20/ 7/ 2024



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بايدن وخلط المفاهيم والحقائق
- محرقة مجمع الشفاء الطبي
- نزعة العدوان والعنف عند البشر
- استعادة الشموخ
- مقاربة بين معاناة غرنيكا ، أوشفيتس ،ماي لاي ومعاناة غزة
- بين حل الدولتين و الحل الجذري الشامل للقضية الفلسطينية
- تجرية الصين وتحرير فلسطين
- المواقف المخزية لحكام ونخب الدول الغربية الفاعلة
- جوهر قضايا الشرق الأوسط
- حق الدفاع عن النفس في ميزان الحقوق
- حزب الله ما بين العقلانية والمقاومة
- مقاومة حماس في مواجهة إرهاب إسرائيل والغرب
- غَزًة عِزًة فلسطين
- الدورالسلبي للجهاديين في الثورات العربية
- لماذا فشلت ثورات الشعوب العربية
- جريمة استلاب وسرقة فلسطين وتراثهاٍ
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (24 ) بمناسبة مرورالعام الأ ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (23) الحق التاريخي بين التن ...
- الدور الملتبس للجيش في الدول العربية
- المخرج الوحيد لسوريا


المزيد.....




- انهيارات أرضية تقتل 157 شخصًا على الأقل في إثيوبيا
- الملك سلمان يرأس اجتماع مجلس الوزراء السعودي
- بصاروخ إسكندر.. قصف روسي لمرتزقة بخاركوف
- -كروية أو مسطحة- محمد صبحي في قلب جدل علمي حول شكل كوكب الأر ...
- هل حقا تنبأ مسلسل سيمبسون بوصول هاريس للسلطة؟
- على ماذا سيركّز نتنياهو في لقاءاته بالولايات المتحدة؟ وكيف ي ...
- -حزب الله- يشن هجوما -ثقيلا- على مواقع عسكرية من جنوب لبنان ...
- توسك: زيلينسكي اشتكى من أن أوربان لم يبلغه برحلته إلى موسكو ...
- بريطانيا.. إدانة الداعية أنجم تشودري بتهمة إدارة جماعة متطرف ...
- -وول ستريت جورنال-: موقف هاريس تجاه نتنياهو سيكون مختلفا عن ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - مفترق طرق بين الذوبان والتلاشي وبين البقاء والرفعة