أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - فكرة الله والتنوير













المزيد.....

فكرة الله والتنوير


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 8047 - 2024 / 7 / 23 - 16:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مما لا شك فيه أن كلمة الله لغوياً تم أختراعها لغوياً منذ الجاهلية وحتى اليوم والكل يعرف أنها كانت فى الأصل إله وأضيفت إليها ألف ‏ولام التعريف لتكون الله، هكذا بكل بساطة وهذا ما يقوله اللغويون والنحويون وجميع مجامع اللغة العربية فى القديم والحديث، وهذا يؤكد ‏كلامنا أن الله أو إله هى مجرد فكرة إنسانية خطرت على عقول وأفكار السابقين فى عصور الإنسانية الأولى وحتى منذ الجاهلية وحتى ‏يومنا هذا، ولا تمنع الثقافة أو العادات والتقاليد والأعتقادات الغيبية الميتافيزيقية من تواجد فكرة الإله بين الناس، فكل إنسان له الحق ‏والحرية فى الإيمان بالأفكار التى يراها تتناسب مع نفسه وطبيعته ويحب الإلتزام بها وتطبيق فى حياته.‏

لو رجعنا معاً إلى الوراء فى كتب الآثار والتاريخ سنكتشف لأننا لا نقرأ أن كلمة الله موجودة فى ثقافات شعوب كثيرة عربية وغير عربية، ‏ولو تتبعنا آثار قبور المسيحيين العرب سنجد كلمة الله أو أسم عبد الله موجودة على شواهد قبورهم بالجزيرة العربية والأردن واليمن ‏وغيرها، بل وخير دليل على وجود كلمة الله قبل الإسلام هو الشعر العربى الملئ بكلمة الله ويعترف بذلك كل موقع إسلامى عربى، لكن ‏المشكلة تكمن فى العنصرية العربية التى قامت بتزوير التاريخ لصالحها لتقوم بإعدام الكثير من الدلائل والشواهد وإخفاء الكثير منها التى ‏تدل على أن كلمة الله كلمة عادية فى الحضارات والثقافات الغير عربية، لكن غالبية المفكرين يفضلون القفز فوق الحقائق ويتجاوزونها ‏بكل بساطة حتى لا يسببون صدمة عنصرية للمؤمنين بخيرية العرب عند الله وعند الناس بين أمم العالم وهذا أعتقاد راسخ كالجبال لن ‏يحركه إلا الأخذ بالعلم والعقل!!‏

إذن نحن فى حاجة إلى كل الأفكار والأراء الإيجابية التى تدعم الوجود الإنسانى بشرط أن تكون مصابيح تضئ لنا ظلمات المجتمعات ‏المتخلفة، فالأفكار الجيدة معناها تنوير موضوعى فعال فى خدمة قضايانا الإجتماعية الكبرى، وقد كانت مقدمتى مقالى طويلة بعض ‏الشئ لكنى أحببت تنقية وتحريض الوعى الحقيقى لدى القراء للدخول إلى منطقة التنوير بمشاعر مرهفة حساسة للضوء النابع من ‏الأفكار القادرة على التغيير الفعلى فى سلوكيات عقولنا وأفعالنا الروتينية، والتخلص من المعوقات والقيود التى تقيد حركاتنا نحو ‏الإحساس بالتخلف والحياة السيئة والفاسدة، والمسبب الجوهرى فى عرقلة تقدمنا نحو التنوير وكشف فشلنا هو تلك الأنا الدينية ‏المتغطرسة التى تريد سحق الآخر لتبقى هى تتطلع إليه من أعلى وهو تحت قدميها غارقاً فى دماءه، والأنا الدينية العنصرية تزهو ‏بنفسها وتسحق معها كل آمال التنوير وتغيير الشخصية النمطية التى يرفض الغالبية الخروج منها.‏

هل حقاً نريد التغيير فى حياتنا والخروج من مخابئ التخلف المميت والظهور على سطح حياة أفضل؟
إذن علينا الوقوف بجدية أمام العادات والتقاليد الموروثة التى تخاف علينا من الهواء النقى الصحى لعقولنا، فالقيود المتوارثة والتى ‏نخاف من التخلص منها حتى لا نصاب بلعنة من الله أو الشيطان، هى كلها أفكار لا وجود لها فى واقع وجودنا اليومى لكننا أعتقدنا بفعل ‏الخطب المنبرية النارية التى تُلقى على مسامعنا من شيوخ الدين حتى وثقنا فى كلامهم وأصبحنا عبيد للتخلف ونسينا أننا فى عصور ‏التنوير الحقيقى الذى لا جدال فيه ، فمن يعتقد أن الله موجود ويواليه ويقف معه ضد أعداءه من الصهاينة فهو خاطئ، لأن الله يشعر ‏بضعفه أو أنه لا يشعر لأنه مجرد فكرة فى اذهان المؤمنين به، لأنه لو كان موجود حقيقة لأستطاع توحيد كل المسلمين والعرب وسحق ‏أسرائيل ومن يقف وراءها، لكن الواقع يؤكد أن اعداء العرب أستطاعوا حتى اليوم الوقوف فى وجه الله وكل محاولات المسلمين الموالين ‏للإخوان أو إيران أو الجن الأزرق وغيرهم لن تنفع مع قوة إسرائيل العصرية مقابل قوة الله التى لا وجود لها على الصعيد الحقيقى.‏
‏ فهل يستفيق البشر فى عالمنا العربى ويتأكدوا أنهم بدون التنوير وتغيير طرق التفكير التراثية والقصص الأسطورية لن ينتصروا على ‏أعداءهم الذين يمتلكون تكنولوجيا العصر بفضل الوقوف فى صفوف العلماء والنابغين الذين يصنعون مستقبل بلادهم ولا يعتمدون على ‏تراث وثوابت إلهية لا وجود لها إلا فى كتب التراث؟

ماذا تنتظرون يا أخوة؟
هل تنتظرون المخلص الموعود الذى سيخطفكم فى سفن الفضاء الملائكية التى ستذهب بكم إلى جنات النعيم؟؟
حقيقة لا أعرف أى تفكير يعتريكم الآن وأى عقول تفكرون بها حتى يمكن أن تتجذر أصول التنوير والتفكير الحديث فيكم، لكنى على ثقة ‏أن الإنسان متى أراد بالفعل التغيير سيفعلها، فالإرادة هى سر التغيير وسلاح التنوير الحقيقى.‏



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة الله الكوميدية
- وكالة نجاسة التخلف العربى
- وكالة ناسا ونجاسا ما الفرق؟
- حكومة ورثة علماء الفراعنة
- حكومة رئاسية فاشلة قبل أن تبدأ
- عنصرية الله يا أهل ذمم الأديان
- وين الخجل العربى وين؟ وين الملايين؟ ‏
- أهل الذمة وضلال الله
- أهل الذمة جريمة المسلمين
- إبراهيم عيسى وأهل الإيمان والذمة‏
- جريمة المسلمين مع أهل الذمة
- الله يتآمر ضد غزة وتكوين‏
- تدمير غزة لتحيا حماس
- محبة الكراهية فضيلة إلهية
- المعتقدات وتضليل العقول
- زلزال إله الأديان
- أستنزاف الإنسان المصرى
- أزمة الإنسان العربى
- بسنت حميدة ضد وحوش الدين
- شهود يهوه وتهمة الصهيونية ‏


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - فكرة الله والتنوير