أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - لمجتمع المدني ودوره في الأزمة السورية















المزيد.....



لمجتمع المدني ودوره في الأزمة السورية


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 8047 - 2024 / 7 / 23 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ا
1-مقدمة
لم يبرز مصطلح المجتمع المدني (Civil Society) في تاريخ سورية المعاصر كمفردة ذات حضور طاغ في الخطاب الإعلامي والسياسي السوري كما برز خلال الأزمة الراهنة التي عصفت بسورية منذ آذار عام 2011. وارتبط حضوره، في الغالب الأعم، بالرهانات التي عقدت على المجتمع المدني والأهلي لدورهما المتوقع ان يؤدياه خلال الأزمة سواء في مجال المساعدات الإنسانية للسوريين، أم في مجال السياسة، خصوصا لجهة سعي النظام والمعارضة لتوظيف دورهما في الصراع المحتدم بينهما.
ويبدو لي أن الرهان على منظمات المجتمع المدني في المجال الإنساني، لم يكن بلا جدوى، إذ قدمت خدمات ومساعدات متنوعة لملايين السوريين، شملت الإغاثة بجميع مستلزمات الحياة، إضافة إلى الرعاية الصحية الجسدية والنفسية، وتامين مستلزماتها. ولم يقتصر هذا الدور على منظمات المجتمع المدني المرخصة اصولا، بل تعداها إلى تلك المنظمات الاغاثية التي تسابقت إلى تشكيلها الأحزاب والتكتلات السياسية المعارضة، على وجه الخصوص، متخطية الاعتبارات القانونية المرعية في هذا المجال.
اما الرهان على دورها السياسي فلم يكن في محله، بل على العكس كان سلبيا بصورة عامة. لقد تسبب انشغالها بالسياسة إلى حصول انقسامات فيها، وتشكيل منظمات موازية لتلك التي تسيطر عليها السلطة، مما زاد في طابعها الاستنسابي سواء للسلطة ام للمعارضة، وحد بالتالي من نطاق تقديم خدماتها.
2- دلالة المصطلح ونطاقه الوظيفي
يشير مفهوم المجتمع المدني إلى بنية مجتمعية أعيد هيكلتها، لتشكل فيها الطبقات والأحزاب والمنظمات غير الحكومية والنقابات والهيئات الأهلية المختلفة أشكالاً للوجود الاجتماعي مستقلة عن السلطة، بل تقف في مواجهتها دفاعاً عن مصالح أعضائها. في المجتمع المدني ثمة فصل بين ما هو خاص وما هو عام بحدود تميزهما، دون أن يعني ذلك القطيعة الكاملة، وكلاهما مستوعبان في إطار المجتمع، وتحت سقف القانون. بهذا المعنى فإن مفهوم المجتمع المدني هو مفهوم تاريخي، ظهر في إطار عمليات الانتقال إلى النظام الرأسمالي في أوربا، محايثا تعزيز قيم الحرية والديمقراطية.
لقد استخدم مصطلح " المجتمع المدني " خلال مراحل مختلفة من تطور الرأسمالية بدلالات مختلفة، اشتغل عليه نخبة من علماء الاجتماع البارزين أمثال توماس هوبز وسبينوزا وهيغل وروسو وغيرهم، وكان لمؤلفات أنطونيو غرامشي في عشرينات القرن العشرين مساهمة خاصة في إنضاجه واستقراره.
يتحدد المجتمع المدني بدلالة السلطة*، فإذا كانت السلطة بناء مؤسساتياً تنظم علاقاته الداخلية جملة من القوانين والتشريعات، فإن المجتمع المدني يعبر عن العلاقات والتفاعلات القائمة بين المواطنين المؤطرين في تنظيمات مدنية دفاعا عن مصالحهم الخاص. (1)
يتداخل مفهوم المجتمع المدني كثيرا مع مفهوم المجتمع الأهلي، مع انهما مختلفان في ظروف النشأة، وفي الوظيفة الاجتماعية لكل منهما. المجتمع المدني ولد مع صعود الرأسمالية، ويتطور مع تطورها، وتقوم تنظيماته على أساس الروابط المدنية بالدرجة الأولى، وبالتالي فهي تنظيمات أفقية. تتحدد وظيفة تنظيمات المجتمع المدني في الدفاع عن مصالح أعضائها في مواجهة السلطة. في سياق عملية الصراع هذه تبرز الوظيفة العمومية للدولة على حساب وظيفتها الطبقية دون أن تحجبها، وتبرز أيضا الوظيفة المدنية العمومية للتنظيمات المدنية على حساب وظيفتها الخاصة.
أما المجتمع الأهلي فهو سابق على المجتمع المدني، ويمكن ملاحظته في مجتمعات قديمة جدا، ولا يزال له حضوره اللافت في المجتمعات ذات التطور الرأسمالي المنخفض. تقوم التنظيمات الأهلية من حيث الأساس على روابط غير مدنية مثل روابط الدم أو القرابة أو الدين، وغالبا ما تكون تنظيمات شاقولية. تكمن وظيفة تنظيمات المجتمع الأهلي بالدرجة الأولى في تمايزها ودفاعها عن حدود هذا التمايز تجاه غيرها من التنظيمات الأهلية أو المدنية الأخرى. وبالدرجة الثانية في دفاعها عن مصالحها تجاه السلطة، وتجاه التنظيمات الأخرى في المجتمع.
بكلمات اخرى المجتمع المدني لا يكون إلا باستقلالية الفرد وتمتعه بحريته، ومن خلال الاستقلالية وممارسة الحرية يمكنه أن يلتقي مع غيره في وعي ضرورة الدفاع عن حريته واستقلاليته، مما يؤدي في خطوة لاحقة إلى ولادة مختلف التنظيمات المدنية المستقلة وظيفيا عن السلطة، على قاعدة الاقرار بالاختلاف والحق به والحق في الدفاع عنه.
اما فيما يخص مفهوم المنظمات غير الحكومية التي يرمز لها اختصارا بـ (NGO) (Non-governmental organization) فهو يستخدم في الغالب الأعم في المجال الدولي للإشارة إلى المنظمات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*- تم استخدام مصطلح " السلطة " وليس الدولة كما هو سائد في اغلب الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع، لأن مفهوم الدولة من وجهة نظرنا يشمل الإقليم والسكان والسلطة، يضاف أليها الاعتراف الدولي.
التي لا تخضع لحكومة او لمؤسسة دولية، وتنشط دون رقابة من الحكومات الوطنية. وعندما يستخدم في الداخل الوطني فهو يشير عادة إلى التنظيمات المستقلة عن السلطة مثل الجمعيات التعاونية ذات الطابع الاقتصادي او الخدمي.
من الواضح أن مفهوم المجتمع المدني هو من أكثر المفاهيم الاجتماعية إشكالية، ومن اكثرها، بالتالي، اثارة للجدل. في هذه الدراسة تم استخدام مفهوم المجتمع المدني بالمعنى الواسع الذي استخدمته الباحثة شهيدة الباز، بحيث يتضمن في داخله جميع المنظمات التي تقوم على روابط مدنية أفقية، وتنشط خارج وصاية السلطة، وفي مواجهتها دفاعا عن مصالح أعضائها. (2)
3-خصائص المجتمع المدني (3)
يتميز المجتمع المدني بجملة من الخصائص عدها المركز الدولي للقانون ثماني مميزات وهي:
أ-التبادلية (Reciprocity) وتعني قدرة المجتمعات المدنية على التعاون وتبادل الأفكار، والعمل معاً على قدم المساواة.
ب- الجماعية ((Commonwealth وتعني قدرة المجتمع المدني على العمل الجماعي والتشارك في الموارد.
ت- التشاركية ((Participatory وتعني مشاركة جميع أعضاء المجتمع المدني او ممثلين عنهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بنشاط المنظمة المدنية.
ث- العدالة (Justice) وتعني احترام القوانين النافذة في النشاط العام ومراقبة تنفيذها من قبل المعنين بها دفاعا عن الحقوق العامة والخاصة.
ج- الاتحاد ((Association وتعني قدرة المجتمعات المدنية على التفاعل بين أعضائها بحرية ودون قيود والعمل للصالح العام والخاص.
ح- السيادة (Sovereignty) وتعني استقلالية المجتمعات المدنية سواء في اتخاذ قراراتها او تنفيذها دون وصاية من اية جهة حكومية.
خ- المساواة ((Equity وتعني اتاحة فرص متساوية لجميع أعضاء المجتمع المدني فيما يخص عمل المجتمع المدني.
د- المسؤولية (Accountability) وتعني مسؤولي منظمات المجتمع المدني عن اعمالها.
4- منظمات المجتمع المدني في سوري
تتنوع كثيرا منظمات المجتمع المدني في سورية بحسب الغرض منها، فمنها ما يشتغل في المجال الاقتصادي مثل الجمعيات الزراعية والصناعية والسياحية والنقل والمواصلات وغيرها، ومنها ما يشتغل في مجال الخدمات مثل جمعيات الإسكان (2500 جمعية) والجمعيات الاستهلاكية (118 جمعية) وجمعيات رعاية المسجونين (فرع في كل محافظة) واسرهم وغيرها كثير. غير أن سيطرة الحزب الحاكم على هذه الجمعيات أفقدها استقلاليتها، وقيد كثيرا عملها، بل أفشل كثيرا منها، وبالتالي فهي خارج نطاق اهتمام هذه الدراسة.
وتجاهلت الدراسة جميع النقابات والاتحادات المهنية والنوادي الرياضية والترفيهية لكونها تخضع بصورة مباشرة لهيمنة السلطة وأجهزتها، ولكونها أيضا ساهمت في تجنيد الكثيرين من أعضائها فيما بات يعرف بتشكيلات الدفاع الوطني (الشبيحة).
أما فيما يخص المنظمات المدنية التي شكلتها قوى المعارضة السياسية فهي بمجملها أيضا خارج اهتمام هذه الدراسة مع انها قدمت خدمات اغاثية مهمة خلال الأزمة نظرا لكونها اشتغلت بصورة مبادرات شخصية أو حزبية خارج أي تنظيم قانوني او رقابة، وغلب عليها الطابع الاستنسابي هذا أولاً. وثانياً لأنها كانت غير مستقرة، وقد تم حل اغلبها مع توقف الصراع المسلح لتوقف مصادر تمويلها، وثالثا لاستغلالها من قبل القائمين عليها لأغراض شخصية (انتشار الفساد فيها). قد يكون من اهم هذه التنظيمات ما عرف بالخوذ البيضاء التي كانت تقدم خدماتها الانقاذية للمتضررين من قصف قوات النظام للأماكن السكنية.
في هذه الدراسة تم تسليط الضوء على بعض منظمات المجتمع المدني التي بقيت خارج سيطرة السلطة والمعارضة (الجمعيات الخيرية) وقد بلغ عدها بحسب سجلات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل نحو 1200 جمعية في عام 2020، وذلك للكشف عن دورها خلال الأزمة السورية. إضافة لبعض المنظمات التي انشـاتها المعارضة السورية.
4-1- الأساس القانوني لمنظمات المجتمع المدني في سورية
صدر اول قانون في سورية لتأسيس الجمعيات والمؤسسات الخاصة (منظمات المجتمع المدني) في عام 1958 وحمل الرقم 93، وصدرت لائحته التنفيذية تحت رقم 1330 لعام 1958 ولا يزال ساريا حتى اليوم مع بعض التعديلات التي أدخلت عليه لاحقا.. يتضمن القانون 75 مادة تتعلق بكيفية انشاء الجمعيات وادارتها واشهارها ونشاطها والجهات الوصائية عليها وغيرها.
لقد نص القانون في مادته الأولى على: " تعتبر جمعية في تطبيق هذا القانون كل جماعة ذات تنظيم مستمر لمدة معينة أو غير معينة تتألف من أشخاص طبيعية أو اعتبارية لغرض غير الحصول على ربح مادي.
واشترط القانون في مادته الثالثة لإنشاء الجمعية ان يوضع لها نظام مكتوب وموقع من المؤسسين على ان يتضمن:
أ‌- اسم الجمعية والغرض منها ومركز ادارتها الذي ينبغي ان يكون في داخل سورية.
ب‌- اسم كل الأعضاء المؤسسين ولقبه وسنه وجنسيته ومهنته وموطنه.
ت‌- موارد الجمعية وكيفية استعمالها والتصرف فيها.
ث‌- حقوق الأعضاء وواجباتهم
ج‌- طرق المراقبة المالية
ح‌- كيفية تعديل نظام الجمعية وكيفية ادماجها او تقسيمها أو تكوين فروع لها
خ‌- قواعد حل الجمعية والجهة التي تؤول إليها أموالها.
وفي 23/12/ 1969 أدخل وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بقرار حمل الرقم 1206 تعديلات على القانون شملت الحد الأدنى والحد الأعلى لعدد أعضاء مجلس إدارة الجمعية اذ نص في المادة1 من قرار التعديل على: يحدد الحد الأدنى لعدد أعضاء مجلس إدارة الجمعية بخمسة أعضاء والحد الأعلى بأحد عشر عضوا.
ونص في المادة 2 منه على: تحدد المدة القصوى التي يجوز لعضو مجلس إدارة الجمعية تجديد عضويته بأربع سنوات.
وفي تاريخ 24/5/1973 صدر قرار وزير الشؤون الاجتماعية والعمل تحت رقم 478 ليعدل المادة1 من قراره الصادر في23/12/1969 لتصبح: يجوز لعضو مجلس إدارة الجمعية واتحاد الجمعيات ان يجدد عضويته لمدة لا تتجاوز ست سنوات متتالية كما يحق له إعادة ترشيح نفسه لعضوية مجلس الإدارة بعد انقطاع دورة كاملة لا تقل عن سنة واحدة.
من الناحية التاريخية لم يكن اصدار القانون 93 لعام 1958 الخاص بالجمعيات سوى نوع من شرعنة ما بدأ ينتشر في جميع مناطق سورية من مبادرات أهلية ومدنية لإنشاء الجمعيات ووضع القواعد الضرورية لتنظيمها. وبالفعل يعود تاريخ انشاء اول جمعية خيرية في مدينة دمشق إلى عام 1878 وعملت على افتتاح المدارس، وإنقاذ أبنية المدارس القديمة، وجمع المخطوطات المتوزعة في مساجد دمشق ومدارسها. وفي عام 1879 تم بمبادرة أهلية إنشاء المكتبة الظاهرية أول مكتبة عامة في سوريا بموافقة والي سوريا مدحت باشا (4).
وفي عام 1943 أنشأ الأهالي في قرية صدد (ريف حمص) جمعية لإدارة الموارد المائية المحدودة في القرية وتنميتها. وفي عام 1953 تم انشاء اول جمعية تعاونية استهلاكية في سورية في قرية دير عطية (محافظة ريف دمشق)، لنتشر لاحقا في جميع المحافظات السورية. يضم قطاع التعاوني الاستهلاكي في سورية اليوم نحو 118 تعاونية عاملة يتبع لها 454 فرعا.
وفي عام 1957 تم انشاء اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشق، وأشهر تحت رقم 135. ضم الاتحاد في حينه المنظمات الآتية:
: - صندوق العافية لتقديم الخدمات الطبية للمرضى الفقراء.
- صيدلية العافية الخيرية لتقديم الدواء للمرضى الفقراء.
- مركز السناء الخيري لغسيل الكلية.
- صندوق المودة والرحمة لمساعدة الشباب المقبلين على الزواج.
- مركز زياد الخيري لغسيل الكلية.
- مشفى العافية الخير
4-2- الجمعيات الخيرية في سورية.
كما ذكرنا تركز هذه الدراسة على الجمعيات الخيرية لأنها مثال ناجح على العمل المدني ولأنها أدت أدوارا مهمة في مساعدة الناس خلال الأزمة. بالطبع ليس من الوارد دراستها جميعها كمجتمع احصائي، وقد بلغ عدد افراده، بحسب سجلات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، نحو 1200 جمعية في عام 2020 لاعتبارات تقنية بالدرجة الأولى، بل بعض نماذجها الأكثر نجاحاً، والموجودة في مناطق سيطرة النظام على وجه الخصوص.
وسوف تلقي الضوء على منظمتين كان لهما حضورهما في مناطق سيطرة المعارضة.
وقبل البدء من الوجاهة العلمية تسجيل الملاحظات الأنية:
الملاحظة الأولى تتعلق بالجهات المبادرة لتأسيس هذه الجمعيات ومتابعة رعايتها ودعمها لا حقا والتي هي في غالبيتها مرجعيات أهلية (دينية أو اقوامية). المفارقة هنا تكمن في كيف لمكونات أهلية ان تنشئ منظمات مدنية؟!
الملاحظة الثانية تتعلق بكون موارد هذه الجمعيات والخدمات التي تقدمها تتخطى القيود الأهلية لتأسيسها. وكما يبدو لي فإن الطابع المدني لها يأتي بالضبط من مضمون هذه الملاحظة.
الملاحظة الثالثة تتعلق بالمساعدات التي قدمتها هذه الجمعيات للمشاركين في الحركات الاحتجاجية او للمتضررين من الصراع المسلح بين قوات النظام والمجموعات المسلحة المعارضة، اذ امتنعت عن تقديم معلومات موثقة عنها خوفا من المساءلة الأمنية. وقد أكد لي بعض المسؤولين في إدارة بعض هذه الجمعيات التي قمنا بزيارتها بأنهم حرصوا على عدم استخدام سجلات رسمية لهذه المساعدات خوفا من استخدامها كـأدلة ضدها من قبل الجهات الحكومية الرسمية، وخصوصا الجهات الأمنية فتقدم على حلها. بالرغم من إجراءات الحيطة هذه التي لجأت اليها هذه الجمعيات أستطيع ان أؤكد (وكثيرون غيري أيضا) أن ما قامت به هذه الجمعيات من مساعدات إنسانية وغذائية وطبية وغيرها استفاد منها مئات الألاف من السوريين.
الملاحظة الرابعة تتعلق بتأثير الأزمة على عمل كثير من هذه الجمعيات فحدت منه، نتيجة لفقدان سورية وحدتها الجغرافية وتمزق نسيجها الاجتماعي، ولاختلاف طبيعة سياسات سلطات الأمر الواقع.
4-2-1 -مؤسسة الاخاء السورية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة (5).
تم انشاء مؤسسة الاخاء السورية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في عام 1977 في دمشق وارتبط بفرعها الدمشقي قانونيا فروعها في صيدنايا ويبرود والنبك. وفي عام 1978 حصل فرعها في حلب على الترخيص القانوني وارتبطت به في حينه مجموعتا عمل في الحسكة والرقة. وفي العام ذاته تم ترخيص فرعها في اللاذقية. وفي عام 2005حصل فرعها في حمص على الترخيص القانوني وارتبطت به في حينه مجموعتا عمل في تدمر وحماه.
تضم كل واحدة من هذه الجمعيات خمسين عضواً عاملاً وأكثر من مئة مؤازر، تُديرها لجنة سباعية منتخبة لمدة سنتين وترتكز نشاطات الجمعيات بشكل أساسي على العمل التطوعي لخدمة الجميع دون تمييز جغرافي أو طبقي أو عرقي أو غيرها.
وفي عام 1991 تم انشاء قرية كفر سيتا* لخدمة أكثر من خمس وستين جمعية أهلية وحكومية في كل من سورية ومصر والأردن ولبنان.
تهدف المؤسسة بالدرجة الأولى خدمة جميع الأطفال لا سيما المحرومين منهم الذين لا يستطيعون الدفاع عن حقوقهم ويكون ذلك:
أ-بتقديم الرعاية الاجتماعية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمساهمة في تأهيلهم وتدريبهم على المهن.
ب-تقديم الخدمات الاجتماعية الضرورية ومساعدة العائلات المحتاجة.
ت-رعاية الأطفال وتقديم المعالجة الطبية لهم داخل القطر وخارجه. في الداخل تتم مساعدة الأطفال في مقر الجمعية وفي مستوصفات القطر ومشافيه.
أما في الخارج فيتم إرسال الأطفال إلى الدول المجاورة والأوروبية لمعالجتهم وفقا لما يتطلبه وضعهم الصحي.
فهي تقوم بإجرائها "عمليات القلب المفتوح، عمليات ترميم الحروق، عمليات زرع القرنيات، معالجة التشوهات الداخلية، تعويض أعضاء، عمليات عظمية "شلل وما شابه"، عمليات تجليس العمود الفقري، أجهزة الشلل، معالجات فيزيائية"، بالإضافة للكثير من النشاطات لمساعدة الطفولة المتألمة على خوض الحياة في المجتمع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*- كفر سيتا منتج للسباحة والاستجمام مخصص للأطفال المعاقين يقع على شاطئ طرطوس في قرية الخراب شمال الرمال الذهبية (زيارة شخصية).
وتوجت هذه الخدمات بتطوير مصنع للأجهزة الطبية والأطراف الصناعية والمشدات للمحتاجين من ذوي العاهات الجسدية وفق النمط الفرنسي المعروف عالمياً.
تسترشد المؤسسة بالمبادئ الأتية:
أ-لكل إنسان الحق في العيش بكرامة واحترام لتحقيق ذاته.
ب- عدم تقييم الإنسان انطلاقاً من عاهته أو من شكله بل من حيث قدرته على محبة الآخر وتحدي الصعوبات وتحقيق إنسانيته.
ت- الخدمة رسالة في العطاء تُمكّن الإنسان من تحقيق مبادئ الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
ث-المحبة ليست فقط مقياساً للإنسان وإنما هي أيضاً ممارسة وعطاء مستمران.
ج- رسالة العطاء تعبِّر عن التزام الإنسان بأخيه الإنسان وإيمانه بالله وإخلاصه لمجتمعه ووطنه.
ح-بالتآخي فقط نشارك في بناء كرامة الإنسان ونحقق مجتمعاً إنسانياً واحداً.
من إنجازات المؤسسة حتى قبل تفجر الأزمة في عام 2011 معالجة نحو 48547 طفل منهم1022 طفل أجري لهم عمليات قلب مفتوح،و87 طفل أجري لهم عمليات ترميم حروق، و1850 طفل أجري لهم عمليات زرع القرنيات، و12500 طفل أجري لهم معالجات فيزيائية، و 657 طفل أجري لهم عمليات للتشوهات الداخلية، و 6600 طفل أجري لهم عمليات عظمية شلل، و1350 طفل أجري لهم عمليات تجليس للعمود الفقري، و5600 طفل أجري لهم أجهزة شلل، و35000 طفل أجريت لهم المعالجة في المستوصف الخيري، و 900 طفل عولجوا في نادي الطفولة السعيدة "تحضيراً لخَوض الحياة في المجتمع، و 75 طفل جرت عليهم عمليات "مشغل الأيدي الصغيرة" كتعليم لمهنة.
بعد عام 2011 اتسع نطاق خدمات الجمعية ليشمل الدعم الاغاثي للمتضررين من الصراع بين النظام والمعارضة، فاستفاد منها آلاف السوريين. ومن خلال معرفتي الشخصية برئيس الجمعية البروفسور فنيانس عبود أستطيع ان اوكد أن الجمعية ساهمت في علاج وإعادة تأهيل مئات ممن تعرضوا للتعذيب في اقبية أجهزة النظام الأمنية لمشاركتهم في المظاهرات الاحتجاجية ضده. وعلى ما يبدو شكل هذا النشاط للجمعية، الذي وصلت معلومات عنه لبعض أجهزة النظام الأمنية، ذريعة لمداهمة مقر الجمعية في باب توما لاعتقال رئيس الجمعية لكن من حسن الصدف كان خارج سورية، فاكتفت باعتقال سكرتيرته.
4-2-2- جمعية حفظ النعمة الخيرية (5)
هي جمعية خيرية مرخصة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتم إشهارها بتاريخ 3/5/2005 برقم 1746/4/ق، وهي مسجلة في دمشق، ويشمل نطاق عملها دمشق وضواحيها.
تعرف جمعية النعمة الخيرية نفسها بانها مؤسسة اجتماعية خدمية تنموية، تمثلت رؤيتها بإلغاء العوز إلى الحاجات الأساسية، والتنمية المجتمعية المستدامة، وتعزيز العطاء ونشر روح الإنسانية. في ضوء هذه الرؤية فهي تعمل على تقديم خدمات اجتماعية متميزة بكفاءات عالية وتقنية متطورة وأساليب إبداعية. ووضع الأفراد على طريق الاكتفاء الذاتي مدعومين بموارد متجددة وخدمات عصرية، ودعم العلم والتربية وتوسيع دائرة الاحسان.
تؤمن الجمعية مواردها من مصدرين: الأول، وهو الرئيسي، من التبرعات الواردة من القطاع الخاص، من الفعاليات التجارية والصناعية ومعظم فعاليات وأنشطة القطاع الخاص على اختلاف أنواعها، والشركات والمؤسسات الفردية وأصحاب المعامل والمحلات التجارية والإفراد والمنشآت الزراعية والحيوانية. تشمل التبرعات بالإضافة إلى المبالغ النقدية تبرعات عينية قابلة للاستخدام تشمل طائفة متنوعة من المنتجات مثل برادات وغسالات وأدوات مطبخ وغرف نوم وأقمشة وألبسة وطعام ولحوم وغيرها.
أما المصدر الثاني فهو من عائدات نشاطاتها ذات الطابع الاقتصادي.
فيما يخص المستفيدين من خدمات الجمعية فهم من الفقراء والمحتاجين والمهجرين بناء على تقديم طلب خطي من كل منهم تقوم لجنة الدراسة بمقابلة صاحب الطلب وعائلته وتحدد نقاط القوة والضعف لديها لتنميتها بالشكل الأنسب، ومن ثم تحويل الطلبات إلى الكشف الميداني، لتقوم لجنة مختصة بالزيارات المنزلية ودراسة احتياجاتهم بغية تقديم المساعدة عبر أقسام الجمعية وبرامجها.
بصورة خاصة تقدم الجمعية في مجال الغذاء سلل غذائية للمهجرين، ووجبات إفطار للصائمين، وتنوب عن المتبرعين بذبح الأضاحي وتوزيعها وفق برنامج دوري يومي.
وفي مجال الكساء يتم جمع الملابس الجديدة من المتبرعين التجار والمصانع لعرضها في صالة الجمعية، ويتم استقبال الألبسة المستعملة الصالح منها للاستخدام ليعاد تنظيفها وكيها وترتيبها كما لو أنها جديدة وذلك في مصبغة الجمعية. كما يتم استقبال الأقمشة من المتبرعين ليتم خياطتها في ورشة الجمعية الخاصة بها لتوزيعها على المستفيدين. وانشات الجمعية متجرا لبيع الفائض المصنوع من الألبسة للأسر ذات الدخل المحدود.
وفي المجال الطبي يتم جمع تبرعات فائض الأدوية من عيادات الأطباء والمعامل والصيدليات والبيوت، لتفرز حسب معايير صيدلانية، وتحضر بعد التأكد من الجاهزية الدوائية لها، وتعاد كما لو أنها جديدة فتدقق وتراقب ثم تدخل وتخرج حاسوبياً.
يتم صرف الدواء المحضّر من قبل قسم الإحياء للمرضى المحتاجين أصحاب المرض الدائم وغير الدائم بموجب وصفات طبية من طبيب مختص.
يوجد في الجمعية قسم للتجهيزات الطبية، وهو قسم خدمي يعتني بجمع التجهيزات الطبية التي يحتاجها المرضى أو شرائها من تبرعات الصدقات الجارية. ومن خلال تعاونه مع المشافي والأطباء فهو يقدم للفقراء والمحتاجين كراسي عجزة، وأسرة مرضى بأنواعها، وأجهزة توليد أكسجين، وأسطوانات أكسجين، وأجهزة تنفس متخصصة، وأجهزة سحب مفرزات وغيرها من الأجهزة الطبية.
في مجال التجهيزات المنزلية تقوم الجمعية بتدوير الأثاث المتبرع به من قبـل المحسنين أو التبرعات الجديدة من المعامل كزكاة الأموال والصدقات الجارية بحيث توزع على الشباب الفقراء الراغبيـن بالزواج والمستحقين الذين تم ترشيحهم من قسم شؤون المستفيدين مثل: التجهيزات الكهربائية، والأثاث الخشبي، والحرامات والأغطية والفرشات، والأدوات الكهربائية وغيرها.
تتعاون الجمعية مع كوادر متخصصة متبرعين لتقديم خدماتهم مثل الأطباء والمهندسين والمحامين والصيادلة وغيرهم ممن يستطيعون مد يد العون المساعدة.
إضافة إلى ما ذكر سابقا من خدمات تقدمها الجمعية فهي أيضا تقدم مساعدة اعالة مالية للأسر المحتاجة على شكل راتب شهري وتسعى لتامين كفلاء لهذه الأسر.
وتدعم الجمعية أيضا طلاب العلم الجامعي (منحة نقدية شهرية) ممن يتوافر فيهم التفوق والطموح والإرادة لاستكمال تعليمهم الجامعي ليغدوا بناة المستقبل للتخفيف مما يواجهونه من صعوبات مادية واجتماعية. وفي هذا المجال أيضا فهي تساعد الطلاب لتحويل أفكارهم إلى مشروعات تنموية صغيرة.
تنظم الجمعية دورات تدريبية مجانية لليافعين والشباب تمكنهم من اكتساب المهارات العلمية والعملية والاجتماعية ليكونوا أكثر فعالية في المجتمع، ويمدهم بالمهارات اللازمة لإعدادهم للمستقبل. تؤمن هذه الدورات (عشرون دورة) مساحة تنموية مميزة لليافعين والشباب من عمر 10 سنوات وحتى عمر 24 سنة وهي المرحلة التي تعد الفرد للتفكير المستقل، وتوسع مداركه التعليمية والعلمية.
تعتبر جمعية حفظ النعمة من الجمعيات الرائدة في سورية في المجالات الإغاثية فقد قدمت مساعدات إغاثية للمحتاجين في مختلف المحافظات السورية، وأشرفت على مراكز الإيواء منذ بداية الحرب على سورية. وهي تمتلك خبرات واسعة وكوادر مدربة وإمكانات لوجستية في المجال الإغاثي.
وساعدت الجمعية في إعادة تأهيل المنازل المتضررة من الحرب وتامين المستلزمات الضرورية لحياة الأسر العائدة إلى منازلها. في هذا المجال قدمت الجمعية مساعدات عينية للعديد من الأسر في مناطق عين ترما-عربين-كفربطنا-مسرابا-دوما-مديرا-مليحة-عدرا-النشابية-الدوير-العبادة-القيسا-حران العواميد -ميدعة-بزينة-القاسمية-البلالية وغيرها، وما تزال مستمرة تعمل على تأمين احتياجهم.
وخططت الجمعية لأنشاء مشروع لتقديم الخدمات الطبية بالمعنى الواسع بإقامة مجمع عيادات من مختلف الاختصاصات –المخابر الطبية –التصوير الشعاعي –الأطراف الصناعية –التجهيزات الطبية، بحيث يتم فيه تقديم الخدمات الطبية لكافة أفراد المجتمع بموجب أسعار مدروسة تغطي التكاليف، و بعائد مادي رمزي يحقق ريعاً يساهم في استمرار العمل، و إدخال التحسينات الجديدة، والتطوير الدائم مع تقديم الخدمات الطبية المجانية للأسر التي لا تسمح لها إمكانياتها المادية بتسديد أي مبلغ، و ذلك وفق معايير موضوعة بعناية وبعد دراسة وضع هذه الأسر ميدانياً .
وعملت الجمعية على إنشاء معاهد تدريب وتعليم، ومعاهد تعليم للغات برسوم تغطي التكاليف مع عائد بسيط يعود على الجمعية لغايات التطوير والتحديث والتوسيع والاستمرار.
وانشأت الجمعية صالة لاستثمارها عن طريق تأجيرها للغير (في المناسبات الاجتماعية) بحيث يعود ريعها إلى الجمعية واستخدامها كمقر خاص بالجمعية لعقد الاجتماعات السنوية والأنشطة المتعلقة بعمل الجمعية فيها.
وشيدت الجمعية مركزا تجاريا لبيع الألبسة على اختلاف أنواعها (مول تجاري) يعود ريعه وأرباحه إلى الجمعية.
4-2-3-الجمعية الخيرية الشركسية في سورية (6)
تأسست الجمعية الخيرية الشركسية في عام 1948 باسم المقاصد الخيرية الشركسية، لمساعدة الأسر الشركسية الفقيرة. ومن ضمن اهدافها خدمة الشراكسة وجميع المواطنين من النواحي الثقافية والصحية والخيرية والاجتماعية والرياضية. وصل نشاط الجمعية إلى كل المناطق التي يتواجد فيها الشراكسة وانشأت لهذا الغرض فروعا لها في مختلف المدن السورية.
تنوعت كثيرا الخدمات التي تقدمها الجمعية عبر فروعها، ففي فرع دمشق على سبيل المثال، قدمت اعانات مالية شهرية لنحو160 أسرة، وافتتحت مستوصفا يضم عيادات مختلفة، وساعدت على تخريج نحو 200 طالب جامعي.
قبل عدوان اسرائيل في عام 1967 كان للجمعية تشاط ملحوظ في العديد من قرى الجولات حيث كان يتواجد الشراكسة: الخشنية، المنصورة، العدنانية، القحطانية، رويحينة، بئر عجم، بريقة، الجويزة، الفزارة، عين زيوان، الغسانية، الفرج، الصمدانية الغربية، الحميدية. وبعض هذه القرى، مثل الحميدية والصمدانية الغربية ورويحينة، لكن عدوان اسرائيل دفع اغلبهم للهجرة إلى دمشق وريفها. وفي هذه الحالة كان للجمعية مساهمة ملحوظة في ايواء نحو 85 اسرة مشردة، إذ أنشأت لهم مساكن في قرية مرج السلطان على قطعة ارض تبرع بها أحد المواطنين.
ينتسب إلى الجمعية الشركسية اليوم نحو ستة آلاف عضو، منهم أكثر من ثلاثة آلاف في دمشق والفروع القريبة منها، إضافة نحو 1200 في فرع حمص، وأكثر من 1300 في فرع حلب.
4-2-4 – جمعية شام الخير (7)
كنا قد ذكرنا أنه، منذ بداية تفجر الأزمة السورية في عام 2011، بدأت تنتشر ظاهرة انشاء منظمات مدنية في مختلف المدن السورية بتحفيز قوي من قوى الحراك الشعبي، وبمبادرات من لجان التنسيقيات التي كانت تنظم وتشرف على المظاهرات في ساحات وميادين المدن السورية، لتنضم أليها لاحقا القوى والتكتلات السياسية المعارضة في نوع من المنافسة بينها. بداية كان الهدف من انشاء هذه المنظمات التطوعية تقديم الدعم للمتظاهرين، فغلب على دورها الطابع السياسي، لكن لاحقا اخذت تركز اهتمامها على المتضررين من قوات النظام. ونتيجة لكون هذه المنظمات بلا أساس قانوني ينظم بناءها ويؤطره غلب على تشاطها الطابع العشوائي وغير المنضبط مما جعلها مرتعا للفاسدين. وبسبب ذلك كانت تحل هذه المنظمات ليعاد تأسيسها او تأسيس غيرها للقيام بمهام الاغاثة للمتضررين من النظام.
تعد جمعية شام الخير من الجمعيات القليلة التي حققت نجاحات ملحوظة على صعيد خدمة الناس في مناطق سيطرة المعارضة السورية. أسس الجمعية فريق تطوعي من سكان الغوطة الشرقية من اجل تقديم المساعدات الانسانية لسكان المنطقة. غير ان استمرار الأزمة واتساع نطاقها، زاد كثيرا في عدد المحتاجين للمساعدة مما حفز الكثيرين للتطوع فيها، ولذلك عمد القائمون عليها لترخيصها اصولا في تركيا في عام 2014 تحت اسم جمعية شام الخير تحت رقم (01-030-073). لقد سمح ترخيص الجمعية بتحسين مواردها المالية والاغاثية من خلال تلقي الدعم من الحكومات الداعمة للمعارضة، وانشاء خمس مكاتب لها في الداخل السوري.
بحسب النظام الداخلي للجمعية فإنها اهدافها تركزت حول:
أ-إرساء قيم العمل الخيري بين أفراد المجتمع.
ب-تقديم برامج ومشاريع تنموية تتميز بالإبداع والجودة.
ت-غرس الفضائل والقیم الإسلامیة والإنسانیة بین أفراد المجتمع والمساهمة في تعزیزها .
ث-بناء الشراکات مع مؤسسات المجتمع المحلي والدولي، وتعزیز روابط التعاون والتنسیق المشترك
ج-تقديم البرامج والمشاريع التنموية للنهوض بالمستفيدين وتحويلهم من متلق للمساعدات إلی منتجین وفاعلین في مجتمعهم
ح-إيجاد المشاريع التنموية التي تساهم في القضاء على الفقر.
خ-الاهتمام بمشاريع التعليم التي تسهم بدورها في اعداد كوادر بناء سوريا مستقبلا.
د-تخفيف ألام النزوح والتهجير.
ذ-تنمية مهارات العاملين بمؤسسات المجتمع المدني.
ر-دعم المرأة كعنصر أساسي في بناء المجتمع.
ز-الاهتمام بالفئات المهمشة بالمجتمع من الأطفال والأيتام والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة.
س-الاهتمام بأصحاب القدرات والمهارات المتميزين.
4-2-5-الخوذ البيضاء (8)
من مفارقات الأزمة السورية المبادرة لتشكيل منظمات مدنية لتقديم خدماتها للسورين داخل بلادهم من قبل جهات اجنبية، هذا هو حال منظمة الدفاع المدني السوري المعروفة بالخوذ البيضاء ويرمز لها اختصارا ب SCD. أسس هذه المنظمة البريطاني جيمس لو ميسورييه في عام 2013 برأس مال بلغ 200 ألف جنيه، وجعل مقرها في أمستردام (هولندا) وفي استنبول (تركيا)، وتولى رئاستها إلى جانبه السوري رائد صالح وبلغ عدد اعضائها في عام 2015 نحو ثلاثة ألاف عضو.
انبثقت فكرة انشاء منظمة الدفاع المدني من التنسيقيات بعد أن فشلت منظمات الإغاثة في تحقيق مهامها في اسعاف الجرحى، حيث تم في أواخر عام 2012 تأسيس نحو 100 مركز في ثماني محافظات سورية تعمل في مناطق سيطرة المعارضة السورية. تحسب المنظمة نفسها حيادية لا تتبع لولاء أي حزب او جماعة سياسية. وهي تعمل وفقا للقانون الدولي الإنساني، كما هو معرّف في البروتوكول الأول من المادة 61 في اتفاقيات جنيف لعام 1949. وبحسب ما جاء في موقعها على الشبكة العنكبوتية فهي:
أ-لا تهدف إلى جني الأرباح أو اقتسامها أو تحقيق أية منفعة لأي من أعضائها أو لأي شخص محدد بذاته سواء بصورة مباشرة أم غير مباشرة لقاء الخدمات التي تقدمها في مجال الدفاع المدني.
ب - لا تهدف الخدمات التي تقدمها إلى تحقيق أي أهداف سياسية تدخل ضمن نطاق أعمال وأنشطة لأحزاب السياسية، أو المجموعات العسكرية، أو تحقيق أهداف طائفية.
ومن اجل النجاح في عملها نظمت عدت دورات تدريبية على اعمال الدفاع المدني حصل اولها في عام 2013 في تركيا، إذ تم تدريب 25 شخصا من مدينة عندان شمال حلب.
وفي تشرين الأول من عام 2014 اجتمع المتطوعون من كافة مناطق سورية في مؤتمر واتفقوا على توحيد منظماتهم الفرعية في منظمة واحدة تعمل تحت قيادة وطنية لتحقيق رسالة مشتركة.
وبحسب ما جاء في المادة الخامسة من نظامها الداخلي فإن المنظمة تتعهد بتوفير الخدمات الآتية: حماية السكان المدنيين من الأخطار الناجمة عن الأعمال العدائية أو الكوارث الأخرى، وتسريع عملية التعافي من الآثار المباشرة لهذه الأعمال، إضافة إلى توفير الظروف الضرورية لنجاة السكان المدنيين.
كما تسعى إلى تقديم مجموعة من الخدمات للشعب السوري، منها إنذار السكان المدنيين من الضربات والأخطار، والبحث والإنقاذ في المناطق الحضرية، وإخلاء السكان المدنيين من المناطق التي يقترب منها الصراع، وتوفير الخدمات الطبية، ومنها الإسعافات الأولية، لحظة الإصابة، والإطفاء، وإدارة ملاجئ الطوارئ، وتوفير سكن الطوارئ والمؤونة، والدفن الطارئ للموتى وغير ذلك من الخدمات.
تعرضت الخوز البيضاء إلى اتهامات كثيرة بعضها من الناشطين في اوساط المعارضة ذاتها. فبحسب الوثائق التي حصل عليها الصحفي السوري خالد سكيف وهو المعارض الموثق لأعمال الخوذ البيضاء فان المنظمة كانت منحازة بشكل كامل لجانب الفصائل المعارضة المدعومة من الناتو، كما انها عملت لصالح جبهة النصرة في احياء حلب الشرقية. أضف إلى ذلك فإن الدعم المادي واللوجستي الذي حصلت عليه المنظمة من أجهزة المخابرات في امريكا وفي العديد من الدول الغربية عزز الشبهات حولها (8). وبحسب مصادر النظام السوري وداعميه الروس والايرانيين فقد كانت المنظمة ضالعة في فبركة الاعتداءات بالسلاح الكيماوي قي أكثر من منطقة في سورية، الأمر الذي نفاه النظام وحلفاؤه مرارا.
وفي الختام نود تسجيل الاستنتاجات الاتية:
ا- العمل المدني التطوعي في سورية له تاريخ، وقد انتشر في مختلف مناطق سورية، بمبادرات من جهات اهلية أغلبها ديني ومذهبي (سني او مسيحي، اللافت لم يلحظ وجود مثيل لها لدى بعض المذاهب الدينية مثل العلويين والمرشدين وغيرهم)، او اقوامية وتحديدا من الأقليات مثل الكرد والأرمن والشركس وغيرهم.
ب- قدمت منظمات المجتمع المدني خدمات كثيرة ومتنوعة قبل الازمة، لكن هذه الخدمات سرعان ما تراجعت خلال الأزمة، لتركز على مساعدة المتضررين من الصراع بين النظام والمعارضة.
ت- ان سيطرة السلطات الحاكمة على العديد من منظمات المجتمع المدني وخصوصا النقابات والتوادي والجمعيات التعاونية المختلفة كان سببا رئيسا في تعثرها وفشل العديد منها.
ث- عمدت السلطة خلال الأزمة الى مراقبة جميع المنظمات المدنية في سورية، وتدخلت في نشاط بعضها مما كان له الدور السلبي في عملها فحد منه.
ج- العمل المدني في سورية على اهميته لا يزال غير ناضج بسبب من ضعف تتطور الرأسمالية على وجه العموم وبسبب طبيعة النظام الاستبدادي الحاكم.











المراجع
[ 1- Adam Jerad ( 23-4-2018) Who ang what is civil society? www.weforom.org تاريخ الدخول10/6/2024 انظر أيضا [" المجتمع المدني" www.almaany.com تاريخ الدخول 6/6/2024
2- الباز، شهيدة " المنظمات الأهلية على مشارف القرن الواحد والعشرين- محددات الواقع وأفاق المستقبل"، (القاهرة، لجنة المتابعة لمؤتمر التنظيمات الأهلية العربية، 1997)، ص40-43].
3-Timothy J. Petrson Jon Van Til , “ Defining characteristics of Civil Sociaty “ www.icnl.org ] تاريخ الدخول 3-5-2024
4.www.google.com/search?sca_esv=0517884da1645327&sca_upv=1&sxsrf=ADLYWIFjqIYQt
5- جمعية اسرة الاخاء السورية- التأسيس والأهداف والنشاط، موقع الجمعية www.ousratikhaa.org
6 - "إعلان تأسيس الجمعية الخيرية الشركسية في دمشق" 15 أغسطس 2019. أنطر أيضا " شركس سورية: نسيج اجتماعي يحاول الالتئام في موطنه"، الجزيرة الوثائقية(13 حزيران2019)
:
7- "القبعات البيضاء".. منقذون تحت القصف وبين الركام، موسوعة الجزيرة، الجزيرة. نت. نسخة محفوظة في Wayback Machine
8- "WHITE HELMETS: Aleppo Based Journalist Khaled Iskef Exposes Funding Streams and Al Qaeda Ties". The Wall Will Fall (بالإنجليزية). 23 May 2017. Archived from the original on 2020-09-26. Retrieved 2020-09-26.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحة من تاريخ القضاء الدولي
- طوفان الأقصى والقضية الفلسطينية
- هل تنسحب القوات الأمريكية من سورية؟
- الديمقراطية ليس خيارا شعبيا في سورية
- السقوط الحر لطموحات اردوغان الجيوسياسية
- صعوبة التحول الديمقراطي في الدول العربية؟
- لماذا هذا الإصرار الأمريكي على معاقبة نظام الأسد؟
- الشرق الأووسط بعد طوفان الأقصى
- إسرائيل امام القضاء الدولي
- محاولة توليف ما لا يأتلف
- -استراتيجية- اردوغان الجديدة تجاه القضية الفلسطينية
- الطابع الانتهازي للسياسات التركية
- قراءة في حديث السيد جميل بأيك بخصوص القضية الفلسطينية
- التغيرات المحتملة في الشرق الأوسط نتيجة لحرب غزة
- المخاطر المحتملة على النظام السوري نتيجة لحرب غزة
- هل قدر الفلسطينيين الرسوب دائما في امتحان تقرير المصير
- اضاءة على حقيقة العلاقات السورية الصينية
- قراءة في البيان المشترك السوري الصيني
- الحراك السوري المستجد في ظروف غير مواتية
- قراءة في أجوبة الأسد على أسئلة سكاي نيوز عربية


المزيد.....




- السيسي يجري اتصالا هاتفيًا بترامب للاطمئنان على صحته بعد تعر ...
- سيلينا غوميز تحتفل بعيد ميلادها الـ 32.. نظرة على مسيرتها ال ...
- الجيش المصري: إنقاذ مركب هجرة -غير شرعية- على متنه 31 شخصًا ...
- مقتل عشرات الاثيوبيين بينهم نساء وأطفال جرّاء انهيارات طينية ...
- القتل تعزيرا لسعودي انضم إلى تنظيم إرهابي
- السيسي يهاتف ترامب ويطمئن على صحته بعد محاولة اغتياله
- ماسك يتحدث عن تحول نجله جنسيا.. -خدعوني وقتلوه-
- تمثل واجهة لسياحتها... شواطئ تونس مهددة بالانجراف الساحلي
- بعد واقعة كنتاكي.. ما هي جرائم الكراهية؟ وكيف يعاقبها القانو ...
- الإفراط في حماية الطفل يؤدي إلى نتائج عكسية


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - لمجتمع المدني ودوره في الأزمة السورية