مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 8047 - 2024 / 7 / 23 - 02:23
المحور:
الادب والفن
في عصر المحبة الجديد، سيحلب المحبون الثور، ويعيشون على المقويات الجنسية، سيكون ثقب الأوزون مجرد نفق نحو البنوك المجرية، وسيلتقي المحبون أمام ماكينة خدمة العملاء في البنوك الدولية، وستحدد الأرقام وحدها طبيعة الخدمة للعميل، هذا حبيب، هذه حبيبة، هذا أب، هذه ابنة، إلخ من الخدمات...
في زمن المحبة الجديد، لن يحتاج المحبون إلى إنجاب الأطفال، ستقوم الطبّاعات ثلاثية الأبعاد برسمهم على ورق البنكنوت، وسيحمل كل طفل علامة مائية تحفظ العروق أن تدس وتمنع تزيف الجين الوراثي، وسيكون بإمكان رجل وامرأة أن يختارا فئة المولود، وسنة الطبعة، دون الحاجة إلى وضع أسماء المحافظين للبنوك المركزية على جبين الطفل المطبوع، سيختار الطفل بنفسه رقمًا يحمله إلى الأبد...
في زمن المحبة الجديد، سيكون الآباء مجرد أسباب للغرس، وستكون الحياة رحم أم بديلة، إلى الدرجة التي حين تقع جريمة قتل، لن تفيد أحماض الرجال النووية في تتبع قاتل متسلسل، ورث القتل جيلا بعد جيل، سيكون القتل مشاعًا، بكلمة، بنظرة، بانفعال، بألف طريقة جديدة، إلا الحب...
في زمن المحبة الجديد، وبعد عدة تحديثات للقلوب، ستقبل أن تُحمل أرواحُ المسوخ في أجساد جميلة، مرة في فستان، ومرة في بدلة زفاف سوداء أو بيضاء، لا يهم اللون أبدًا في أفراح المسُوخ...
في زمن المحبة الجديد، سيختفي كائن خرافي، امتازت به حصرًا مؤسسة الزواج في المناطق الرجيمة، سيكون اسمه الحب، أو النيش، أو الكوميدينو، وأحيانًا دولاب الملابس، إذ سيكون في الإمكان تعديل الألوان والملابس، والملاءات، وأطقم "البيركس"، بتلك الطبّاعة ثلاثية الأبعاد...
في زمن المحبة الجديد، سيختلف كل شيء، وكل تفاصيل الحياة والعشق المحدث تلقائيًا بمجرد الخروج من أبليكيشن بنكي أو حساب للبتكوين الرقمي، إلا الحب، سيبقى نسخة قديمة محفوظة في صندوق زجاجي، كأثر في القلوب التي أحبت في الزمن القديم.
القاهرة، يوليو 2024
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟