سهيل الزهاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8046 - 2024 / 7 / 22 - 23:45
المحور:
الادب والفن
ما هٰذا اللَهَبُ المُتَوَهِّجُ؟
فِي هٰذا اليَوْمِ البارِدِ.
كَأَنَّهُ شُعْلَةٌ حَرارِيَّةٌ انبثقت مِنْ الدَمِ
إِنَّهُ رايَتُنا، رايَةُ نَصْرِنا،
تُرَفْرِفُ فَوْقَ البِلادِ!
رايَتِي،
مِنْ أَيْنَ لَكَ هٰذا اللَوْنُ؟
الدَمُ جَعَلَنِي أَحْمَرَ!
اِسْتَقَيْتُ لَوْنِي مِنْ دِماءِ إِخْوَتِكَ،
لٰكِنْ أَجِبْنِي، كَيْفَ كانَ الأَمْرُ فِي ذٰلِكَ الحِينِ؟
رِفاقِي،
فَقَدُوا حَياتَهُمْ
لَمْ يَرِدْ رِفاقِي أَنْ يَكُونَ مُقَيَّداً بِالسَلاسِلِ،
حَقّاً، أَطْلَقَتْ النارَ عَلَيْهِمْ.
هٰذِهِ قِصَّتُنا بِاِخْتِصارٍ:
مُحارَبَةُ العُبُودِيَّةِ.
لٰكِنْ لا يُمْكِنُ لِأَيِّ جِدارٍ سِجْنٌ أَنْ يَخْنُقَ حُرِّيَّتَنا!
اِنْدَلَعَ رَبِيعُنا مِنْ الأَرْضِ الصَخْرِيَّةِ
وَفِي سَقِيفَةٍ مِنْ الرَصاصِ،
ضَرَبَتْ أَسْوارُ المَتارِيسِ التُرابِيَّةِ
وَحَرَّرَتْ مَدِينَةُ لِينِين
رايَتَنا،
غَرِقْتُ فِي الوَحْلِ،
سالَتْ الدِماءُ فِي مَجْرَى المِياهِ،
لٰكِنْ لا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ إِخْمادها، تَوَهُّجَها المَحْمُومَ!
فِي وَسَطِ الدُخانِ وَالنارِ.
كُلَّما سقطت تَنْهَضُ مُجَدَّداً.
عَلَيْكَ أَنْ تَجْمَعَ الناسَ وَالأَرْضَ
إِلَى النَصْرِ فِي كُلِّ مَكانٍ
يا رايَةَ حُرِّيَّتَنا الشابَّةَ،
اِنْطَلَقَ وَاِنْبِرْ وَأَعْلِنَ عَنْ نَفْسِكَ،
فِي غَمْرَةِ العَواصِفِ،
وَدَوَّى صَوْتُ السِلاحِ.
قُدْنا فِي المَعْرَكَةِ مُجَدَّداً
فِي يَوْمِنا هٰذا!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* هذه القصيدة مِنْ مَجْمُوعَةِ: الجَبْهَةُ الحَمْراءُ: قَصائِدُ / أرنولف أوفيرلاند. - أوسلو: تَيْدُنْ، 1937 ترجمة من النرويجية
#سهيل_الزهاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟