أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - مدخل إلى فلسفة مارتن هيدجر (2/2)














المزيد.....

مدخل إلى فلسفة مارتن هيدجر (2/2)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8046 - 2024 / 7 / 22 - 23:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- الأعمال اللاحقة
كان هيدجر ينوي إكمال القسم الأول من "الوجود والزمان" من خلال تحليل كيف يشكل تفاعل أبعاد الزمان، إذا ما فهمناه على النحو الصحيح، أفقا لفهم الوجود بحد ذاته، وليس فقط الوجود البشري. ومع ذلك، لم يكمل التحليل، وحاول الكثير من أعماله منذ منتصف ثلاثينيات القرن العشرين فصاعدا فحص وإعادة فحص كيف يسير الزمان والوجود، أو الانفتاح والحضور، جنبا إلى جنب.
كما واصل هيدجر تطوير فهمه الجديد للحقيقة باعتبارها إخراج الكيانات من الخفاء حتى نتمكن من التعامل معها أو الإدلاء بتصريحات صحيحة حولها. أصبحت الحقيقة - بهذا المعنى للكيانات، وخصائصها العليا والأكثر عمومية، والوجود بحد ذاته - موضوعه الصريح.
طورت محاضرات هيدجر اللاحقة ومنشوراته العديد من المجالات التي تم فقط المرور عليها مر الكرام في "الوجود والزمان": الأعمال الفنية التي لا يُنظر إليها على أنها مقلدة أو معبرة أو مجردة ولكن ككشف أو أنها تضعنا في عالم من المعنى؛ خصائص الأشياء التي ليست لا موضوعات علمية ولا وسائل مفيدة لتحقيق غايات ولكنها تتميز بجسور أو مبانٍ أو أباريق للتضحية كما هي؛ الآلهة الحاضرة مع مثل هذه الأعمال الفنية والأشياء؛ التكنولوجبا كوسيلة تظهر بها كل الأشياء اليوم كاحتياطيات طاقية عديمة الشكل لتحرير المزيد من الموارد عديمة الشكل؛ ونسياننا للوجود كما هو. على غرار المادة الموجودة في "الوجود والزمان"، فإن مناقشات هيدجر لهذه الأمور في مقالات مثل "أصل العمل الفني" و"مسألة التقنية"* مجددة وحادة.
-المفكرون الآخرون
من بين السمات الأخرى لفكر هيدجر فهمه العميق للمفكرين الآخرين. ولأننا زمنيون في الأساس فإننا نفهم دائماً إمكانياتنا من خلال وجهات النظر التي ورثناها. وعلى هذا الأساس، ليست دراسة المفكرين السابقين مجرد مهنة علمية، بل إنها ضرورية لفهم أنشطتنا الفلسفية.
فحص هيدجر في المقام الأول المفكرين الآخرين من خلال "تفكيك" فهمهم لعالم الوجود البشري وانفتاحنا على الوجود الذي اكتشفه والذي اعتقد أنهم تجاهلوه. محاولته لتحديد فهم ديكارت (وكل الفلسفة الحديثة) للوعي واليقين وأهمية الأنا أو الذات داخل رؤيته الأوسع للدازاين والحقيقة والوجود بشكل أساسي غيرت الكثير من الفهم الأكاديمي للأولوية المفترضة للوعي. نظرته الجديدة لأرسطو حررت الأخير من وجهات النظر البالية عنه، ومكنّت هيدجر من استخدام وجهة نظر أرسطو حول النشاط العملي، الحقيقة، البلاغة، والفئات الميتافيزيقية لتطوير حججه الخاصة. إن تلاميذ أفلاطون وأرسطو وديكارت وكانط ولايبنتز ونيتشه وغيرهم لديهم الكثير ليتعلموه من تحليلات هيدجر لهؤلاء المفكرين.
- السياسة
أصبح هايدجر عميدا لجامعة فرايبورج في عام 1933، وانضم إلى الحزب النازي. تخلى عن منصب عميد الجامعة بعد عشرة أشهر لكنه ظل عضوا في الحزب وارتبط بالعديد من أولئك الذين قدموا الدعم الفكري للنظام. وبالتالي فإن ارتباط فكر هايدجر بدعمه للنازيين يشكل القضية المركزية في النظر في آثار عمله على السياسة والفلسفة السياسية. وقد تراوحت الآراء حول هذا الأمر بين طرفي نقيض من إنكار أي ارتباط إلى الزعم بأن فكره كان دائما مجرد نسخة خيالية من وجهات النظر النازية.
إن الخطاب الذي ألقاه هيدجر عند توليه منصب عميد الجامعة، والمحاضرات التي ألقاها بين عامي 1933 و1935، كل ذلك يؤكد أن دعمه للنازيين كان يتفق مع آرائه الفلسفية. فقد استخدم هيدجر في مناقشاته لمصير الشعب، ووجود الدولة، ومكانة "الزعيم" التحليلات التي أشار إليها بالفعل في كتابه " الوجود والزمان" لتبرير النازيين. والواقع أن بعض تصريحات هيدجر في هذه المحاضرات اقتربت بشكل خطير من الدعوة إلى معاملة اليهود وغيرهم بأشد قسوة. ولم يعترف قط بالفظاعة الفريدة التي مثلتها محرقة الهولوكوست، وزعم أكثر من مرة أن أميركا والشيوعية السوفييتية متماثلتان، من وجهة نظر ميتافيزيقية.
إن أساس الارتباط بين فكر هيدجر والنازيين يكمن في رؤيته للمصير "الفردي"، الذي يجب أن يتم في إطاره كل اختيار فردي حاسم. فنحن في الأساس تاريخيون، ولسنا كونيين أو كوسموبوليتانيين. ومن ثم فإن النظر إلى السياسة في ضوء الحقوق الطبيعية أو أفضل شكل طبيعي للحكم يعد خطأً فادحاً. ومع ذلك، فإن آراء هيدجر لا ينبغي لها في كل الأوقات أن تؤدي إلى دعم أنظمة مثل النازيين، وخلال ستينيات القرن العشرين كانت آراؤه يسارية الوسط على ما يبدو. وفضلا عن ذلك، فإن العديد من تحليلاته لا ترتبط بالسياسة إلا عن بعد.
إن الارتباط بين فكر هيدغر والنازيين لا ينبغي أن يدفعنا إلى تجاهل مناقشاته العميقة حول الإنسان، الوجود، الفن، التقنية وتاريخ الفكر. ولكن الارتباط يشكل تحذيراً قوياً من خطورة فهم الإنسان والسياسة من منظور انغلاق وانحصار الشعوب والأوطان والمصير والقدر. وفي التحليل الأخير، لابد أن تكون حرية الفكر والفعل منفتحة على ما هو طبيعي وعقلاني.
_____________________
(*) ترجم الأستاذ محمد سبيلا هذه المقالة إلى العربية، ونشرت ترجمته على صفحة "المنتدى الفلسفي" الفيسبوكية منذ سادس فبراير 2013.
المصدر: https://thegreatthinkers.org/heidegger/introduction/



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل إلى فلسفة مارتن هيدجر (2/1)
- مكناس: احتجاجات عاملات وعمال سيكوميك مستمرة منذ 2017 ولا بار ...
- قراءة في كتاب -هيغل والإسلام- لحسين عزيز الهنداوي
- قراءة في كتاب -هيغل والإسلام- لحسين عزيز الهنداوي (الجزء الر ...
- عضوات في رابطة كاتبات المغرب يتقدمن بطعن في الجمع الاستثنائي ...
- عمداء كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان يطالبون عزيز غالي بالا ...
- الائتلاف المغربي لحقوق الإنسان يراسل النيابة العامة طالبا من ...
- ردا على من ادعى أن عزيز غالي يريد الاستقواء على المخزن بلجوئ ...
- الهيئة المغربية لحقوق الإنسان تخلد الذكرى 14 لتأسيسها وهي تع ...
- خنيفرة: المجلس الإقليمي للحزب الاشتراكي الموحد عقد دورته الأ ...
- قراءة في كتاب -هيغل والإسلام- لحسين عزيز الهنداوي (الجزء الث ...
- فرنسا: لا أثر لمحمد عمرا الملقب ب-الذبابة- بعد مرور شهرين عل ...
- قراءة في كتاب -هيغل والإسلام- لحسين عزيز الهنداوي (الجزء الث ...
- جمال العسري يقيم أحداث الأسبوع الماضي على ضوء الصراع بين الح ...
- محاولة إغتيال ترامب: زعماء العالم يعبرون عن غضبهم وسخطهم
- قراءة في كتاب -هيجل والإسلام- للدكتور حسين عزيز الهنداوي (ال ...
- الاشتراكي الموحد يسجل عدم التزام الحكومة بما تعهدت به في برن ...
- الخطاب حول الكذب من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أم ...
- الخطاب حول الجسد من أفلاطون إلى القديس أوغسطين: استمرارية أم ...
- طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة في مواجهة خراطيم المياه عوض ا ...


المزيد.....




- -حزب الله-: استهدفنا مستوطنة تسوريال بشمال إسرائيل لأول مرة ...
- تحذير أممي من تحوّل العراق إلى محور إقليمي لتهريب المخدرات
- سقوط -جمهورية- حمدي ووفاء: حكم قضائي بإغلاق قناة كوبل شهير ف ...
- وسائل إعلام عبرية: سماع دوي انفجارات في مستوطنات بشمال إسرائ ...
- الرياض.. برنامج موهبة يحتفي بشباب العرب
- بايدن ليس أول من انسحب.. لكنه حقق رقما قياسيا! ما هو؟
- القادة العسكريون يؤكدون لنتنياهو أن الجيش قادر على الانسحاب ...
- إطلاق نار في ولاية ميسيسيبي الأمريكية يسفر عن مقتل 3 أشخاص و ...
- مع التقدم الروسي.. الناتو يغرق بأوكرانيا
- لماذا يختلف العراقيون حول 14 تموز؟


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - مدخل إلى فلسفة مارتن هيدجر (2/2)