أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمال الهنداوي - الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب














المزيد.....

الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 8046 - 2024 / 7 / 22 - 18:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مشاعر جياشةٌ ومتأججةٌ فوّارةٌ دوماً تطالعنا في كل استعادة للذكرى الوضاءة المتجددة للمسيرة الثورية التي أنارت السبيل الهادي المعلم لعشاق التحرر والانعتاق على مدى القرون.. ذكرى واقعة الطف الأليمة التي لم يبخل فيها أبو الأحرار الإمام الحسين بالغالي والنفيس والأهل والأصحاب والعشير قرباناً على مذبح الإرادة الحرة الملتزمة..ذكرى الصرخة الخالدة الرافضة للذل والركوع أمام جبروت الظلم والقمع والديكتاتورية المتمثل بشعارات (الأمير هذا .. ومن بعده فهذا .. ومَن أبى فهذا السيف) ..تلك الشعارات التي أعلنت عن بداية عصر الإنحراف بالقيم الثورية التي نظّر لها الإسلام في بواكيره ومصادرة جميع الحريات التي كفلها لرعاياه وفتح باب الملك الوراثي العضوض على مصراعيه وسد جميع الكوات أمام مبدأ الشورى والأحقية والكفاءة والخيار الشعبي المسند بالحق الشرعي.
انتصار عظيم للحق كان هو الحسين عليه السلام وحركة تغيير وبناء، كانت تلك الدماء التي أُريقت، وإعلاء لكلمة الحق والنضال والثبات على المبادىء كانت هي على مذبح الحرية والكرامة ونصرة المظلوم والثورة على الظالم.. ودمغ مبين للباطل فهو الرسالة التي أضاءت حرارتها جمر الرفض الكامن تحت رماد الخنوع.
لقد نجحت الدماء التي تناثرت على صعيد كربلاء في تحويل واقعة الطف الخالدة إلى فتحٍ ثوريّ وثقافيّ وفكريّ ملهم تصدى لمهمة تحريرالمجتمع والعقول والقلوب والضمائر من الاستعباد والخنوع للظالمين والمستبدين..هذه الحرية التي تمارسها اليوم الجموع الهادرة وهي تتجه صوب كربلاء لتحيي ذكراه الخالدة في مسيرة مبايعة للنضال والجهاد مع الحق ضد الظلم والطغيان الذي ما فتىء يتوارثه الطغاة سافلاً عن سافلٍ للتسلط على رقاب المستضعفين في الأرض ..
ولا نجانب الحقيقة كثيراً إنْ عددنا هذه الجذوة التي ما زالت حرارتها مشتعلةً في قلوب المؤمنين هي السبب التي حدت بائمة الضلالة الى الإسراف المعاند وعلى طول المدى الذي كانوا فيه يعمهون في التشبث والتمسك والعض بالنواجذ على الحيلولة ما بين أبي عبدالله الحسين"ع" ومحبيه بكل ما أستطاعوا من قوة وجبروت..وأن يمنعوا السائرين على دربه من إعلاء قضية الحسين كعلامة فارقة في تاريخ النهضة الإنسانية
.. إلا أنَّه كلما كانت شوكة هؤلاء الطغاة تزداد تجبراً وغطرسةً تجاه أنصار أهل بيت النبوة (ص) كان محبو الحسين ومناصروه يزدادون عدداً وقوةً وإصراراً وثباتاً في أحلك المواقف وأصعبها ليكون هذا الثبات في المقاومة والجهاد هو الرسالة التي تقدمها الثورة الحسينية إلى الإنسانية جمعاء، وأنَّ المهادنة والخضوع للظلم والطغيان هي الذلة بعينها ، والدفاع عن الحق ضد الظلم هو الهدف الأسمى والمؤمّل والمرتجى
لإنارة طريق (هيهات منا الذلة) .
لقد كان للثورة الحسينية الفضل الدافع المؤجج الملهم لعشاق الحرية في الأرض .. وكانت المثل الأعلى لكل الثائرين الأحرار ، وكانت القدوة المقدمة الى كل شهداء النضال الثوري في العراق الذين سقطوا على طريق مقارعة النظام الدكتاتوري، ذلك النظام الذي تفنن وتجاوز أسلافه وعلى مدى سنواتٍ وعقودٍ طويلةٍ في منع إحياء الشعائر الحسينية ، والعمل على محو ذكر أهل البيت بشتى الطرق وبكل الوسائل المتاحة ..إلا أن الله أبى الا أن يتم نور الحسين ولو كره المشركون.
ترنو البشرية من جميع اصقاع الأرض الى مثابة الحسين"ع" يستلهمون منه القيم والبطولات ويزدادون يوماً بعد آخر متسلحين متلفعين مغمورة قلوبهم بحب الحسين "ع" تهوى أفئدتهم الى ضريحه المقدس ،فقد غدت كربلاء قبلةً يؤمها أحرار العالم ، لتتحقق النبوءة الكبرى التي صدعت بها الحوراء زينب الكبرى "ع" والتي أطلقتها للزمن منذ ألف ونيف من السنين ، وهي توجه خطابها الصادق المستشرف لآفاق اليقين إلى معسكر ابن سعد ..وفي اللحظة التي تغشاه فيه نشوة الانتصار قائلةً :(ولينصبن على قبر أبي عبد الله علم ، وليجتهدن أئمة الضلالة على طمسه فلا يزداد إلا علوا وانتشاراً).
ولقد صدقتِ أيتها الحوراء..وأيما صدق..فلقد اجتهد ائمة الضلالة في منع زوار أبي عبد الله الحسين"ع" من احياء أيامه الخالدة..ولكن كانت كلمة الله كانت هي العليا ..وكان مصير الطغاة إلى مزبلة التاريخ محملين باللعنات والذل والذكر الخامل بينما قباب ضريح الإمام الحسين الذهبية علم شاخص على القرون يتبارك بها زواره ومحبوه الذين يقصدونه من مشارق الأرض ومغاربها لكي يجددوا عهود النصرة والولاء والتبرؤ من أعداء الله والإنسانية والسلام ..
فسلام عليك يا أبا الشهداء ، وسلام على أهل بيتك وأصحابك الغر الميامين في هذه الأيام التي تحيي الملايين فيها ذكراك الخالدة في نفوس وضمائر كل الشرفاء والأحرار في الأرض ..
ولا يوم كيومك يا أبا الاحرار..يا نبراس الحرية للشعوب الثائرة..يا أبا عبد الله الحسين "عليه السلام" .



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الأصنام
- تكوين، تنوير.. أم إعتام
- التكفير كثقافة استئصالية
- مطر وسماء صافية
- -سفرة- تونس
- دراما.. في رمضان
- (بسطية)..لوغوس هوب
- المثقف الطائفي
- مقعد في مهرجان
- ثقافة الكوارث
- جائزة للإبداع.. وللمبدعين
- فلسطين 1- إسرائيل صفر
- السلطان أردوغان
- غزة..تذبح على الهواء
- الامارات.. واللعب بنار- ايفر غرين-
- اعلام حسب التساهيل
- ثقافة للنسيان
- حديث القنصلية
- راس العتيبي مقابل راس بن سلمان
- جدار لصورة الشهيد


المزيد.....




- بعد انسحابه.. البيت الأبيض يعلن موعد اجتماع بايدن مع نتنياهو ...
- ما هي -كراودسترايك-.. وكيف أدى خلل واحد بتحديث برنامجها إلى ...
- ماكرون يؤكد من قرية الرياضيين جاهزية باريس لاستضافة الألعاب ...
- وزارة الصحة في غزة: عشرات القتلى والمصابين جراء غارات إسرائي ...
- -لحظة وصول صواريخ الحوثيين- إلى إيلات.. حقيقة فيديو الشاطئ
- وفاة رهينتين إسرائيليتين محتجزتين في غزة
- إسرائيل تعلن وفاة أسيرين بغزة والعائلات تطالب بالمصادقة على ...
- الدولة التي تجنبت أسوأ خلل تقني عالمي بسبب كراود سترايك
- ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين بغزة إلى 163 منذ بدء العدوان الإ ...
- رئيس مجلس الوزراء القطري يؤكد وقوف بلاده الدائم إلى جوار الص ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمال الهنداوي - الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب